وثائقي جديد لحركة الشباب يلخص تاريخ الصراع بين الإسلام والغرب ويروي قصة الجهاد في الصومال منذ القرون الوسطى إلى اليوم
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
صدرت حديثًا،الحلقة الثانية من سلسلة “لا مرحبا بهم إنهم صالوا النّار” وهي السلسلة المرئية التي تنتجها مؤسسة الكتائب – الجناح الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين- بشكل وثائقي يربط الماضي بالحاضر ويحرّض المسلمين على ضرورة الدفاع عن أراضيهم بفريضة الجهاد باعتبار هذا الدفاع أحد أهم فروض الأعيان.
محتوى الإصدار
وقد سافرت الحلقة عبر أكثر من ساعة من الزمن في عمق التاريخ بمقدمة تمهيدية تناولت تلخيصا لحالة الاستضعاف التي عرفتها الأمة الإسلامية في مختلف أقطارها، وهي نفس الحالة التي تعاني منها اليوم، مستعرضة محطات الجهاد الذي قاده أبطال مسلمون كان لهم الأثر الكبير في صدّ عدوان جيوش الاحتلال الغربي آنذاك. وهو ذات الواقع الذي يعيشه العالم الإسلامي اليوم. في حين تولى القسم الثاني من الإصدار الحديث عن الجهاد في الصومال وتاريخه وأهم قاداته وإنجازاتهم يرويه شيوخ قبائل ووجهاء من المجتمع المحلي الصومالي وقادة المجاهدين.
ليختتم الإصدار بقسم ثالث، عرضت فيه تفاصيل كمين مدينة “بلعد” التي تبعد عن العاصمة مقديشو حوالي 30 كم، وهو الكمين الذي استهدف خلاله جنود حركة الشباب المجاهدين قافلة إمدادات عسكرية ولوجستية تابعة للقوات البوروندية المنضوية تحت لواء قوات الإتحاد الإفريقي، فأوقع خسائر فادحة في صفوفهم – بشرية ومادية- وثّقها الإصدار كحلقة متصلة بجهاد الأمة منذ القرون الوسطى ضد الغزو “الصليبي” لبلاد الصومال. التي لا تزال محط أطماع الغرب وعلى مرمى أهدافه الاستعمارية.
المقدمة
واستهلت المقدمة بتلخيص الشيخ العالم عمر عبد الرحمن–رحمه الله- الذي قضى نحبه في السجون الأمريكية بعد سنوات من الأسر- قصة الصعود التي عرفتها الأمة الإسلامية في سابق عهدها ثم الضعف والسقوط حين تخلت عن أهم سبب في قوتها، وهو الجهاد في سبيل الله.
وفي نفس السياق،واصل المعلق على الإصدار،حديثه تحت أثير لقطات موثِقة ومقاطع حيّة تنقل الواقع الذي كان عليه المسلمون في الماضي والحاضر .
وتظهر هذه اللقطات والمقاطع لحظات الاستضعاف والعدوان وتوغّل الجيوش الغربية في عمق العالم الإسلامي وفي كل زواياه. لتنقل المقدمة رسالة مفادها “ما ترك قوم الجهاد إلا ذلّوا”. وهو ما انعكس على الشاشة حين عرضت مشاهد مقارنة بين أوضاع المسلمين في الأمس واليوم، والتي بدى فيها الإذلال على يد القوى الغربية صفة مشتركة، والعدوان الغربي بحق المسلمين صفة ملازمة للأمة الإسلامية حين تخلت عن فريضة الجهاد. وظهر عدوها واحدا رغم تباعد الأزمنة.
وقد شملت المشاهد أيضا صور الخيانة من الحكام العرب وصور الاحتلال اليهودي في فلسطين وأخرى تظهر انشغال المسلمين في اللهو والرقص في حين أعداءهم يذلونهم ويأسرونهم ويعذبونهم.
ليس التاريخ بكل تلك السوداوية
لكن ما لبثت المشاهد أن غاصت في عمق التاريخ الإسلامي وفي مناطق جغرافية مختلفة من خريطة العالم الإسلامي، فربطت الصراع الجاري بصراع الأمس، مؤكدة على أن النصر هو مصير هذه الأمة، لأنها موعودة به. بحسب ما علّق المعلّق في هذا الإصدار. وأبرزت بتأثيرات إعلامية جذابة، المواقف “المشرقة” في تاريخ الأمة الماجد وبطولات القادة المسلمين الذي بزغت سيرهم المبهرة في الثبات والجهادفأنارت ظلام العدوان على الأمة كالإمام شامل القوقازي (1289 هـ)في القوقازالذي تصدى “لملاحدة الروس المعتدين”، والأمير ثابت دامولا التركستاني (1352 ه)، في تركستان الشرقية الذي خاض “الحروب الطاحنة ضد المشركين في الصين”، أسد الصحراء عمر المختار الليبي (1349هـ) الذي “قارع المحتلين في مواجهة مسلحة دامت لأكثر من عشرين عاما” والأمير محمد ابن عبد الكريم الخطابي،( 1382 هـ) من المغرب، “ومقاومته البطولية ضد القوات الفرنسية والإسبانية”، والأمير ميرزا علي خان (1379 ه)،الذي مزّق “هيبة الاحتلال البريطاني الصليبي”حين قاد القبائل المسلمة في خراسان، والشهيد عز الدين القسام (1353 ه)، في أرض الشام الذي “قسم ظهور المحتلين ليطهّر الأرض المباركة من الحركة الصهيونية”.والشيخ علي بن معور العولقي، في اليمن، الذي “جاهد ضد الاحتلال البريطاني”.
وسلّط الإصدار الضوء على الجهاد في شرق إفريقيا في القرون الوسطى، حين حمل لواءه القائد أحمد بن إبراهيم الغازي (المعروف بأحمد غوري)(949 ه)، وهو القائد الذي هزم نصارى الحبشة والبرتغال، وبحسب تعليق الإصدار، وبعد مرور عقود متطاولة استمرت الأمة في توارث الجهاد جيلا بعد جيل فظهر القائد المجاهد عبد الله بوغرا التركستاني (1352ه)، والقائد فرحان السعدي الفلسطيني (1355 ه).
صُنّاع المجد
ويبدو أن إصدار مؤسسة الكتائب قد حرص على إيصال رسالة مفادها أن أهل الجهاد كانوا هم صنّاع التاريخ بالأمس وهم كذلك اليوم، وهذا ماأشار إليه عرض صورة الشيخ عطية الله الليبي (1432 ه) في آن واحد مع صورة الشيخ عمر المختار (1349 ه)تحت أثير كلمات الشيخ عبد الله عزام يعلق بكلمات نارية حول صناعة المجد وبناء الأمم.
وكذلك بنفس الطريقة، أي بعرض صورة قائد للجهاد من الحاضر وآخر من الماضي في نفس البلاد المسلمة، عرض الإصدار صورة الأمير أبو محمد القوقازي، (1436هـ )مع صورة الإمام شامل القوقازي( 1289 هـ)، وصورة الشيخ أبو حسن البليدي (1438 ه)مع صورة الأمير محمد ابن عبد الكريم الخطابي (1382هـ) ثم صورة الأمير أبو محمد التركستاني (1438 ه) مع صورة الأمير ثابت دامولا التركستاني( 1352 ه)، وبنفس الطريقة، عُرضت صورةالشيخ عبد الله عزام الفلسطيني(1410 ه) مع صورة الشيخ عز الدين القسام السوري (1353 ه)ثم صورة الشيخ عمر عبد الرحمن (1438هـ)مع صورة الشهيد سيد قطب (1386 ه). وأيضا رافقت صورة الأمير أبو بصير ناصر الوحيشي (1436 ه) صورة الشيخ علي ابن معور العولقي ثم ظهرت صورة أمير المؤمنين الملا محمد عمر (1434 ه)معصورةالأمير مرزا علي خان (1379 ه) بحسب ما ورد في الإصدار.
لتختتم هذه السلسلة من اللقطات بقول الشيخ أسامة بن لادن -أمير تنظيم قاعدة الجهاد الذي قتل في عملية إنزال أمريكية في باكستان قبل سنوات – معلقًا على ما يميّز هؤلاء الرجال عن غيرهم وما يشتركون فيه رغم المسافة التي تفصل بين أزمنتهم- فقال: “ثبتوا ليثبتوا للعالم أجمع معنى الإيمان الحق، ومعنى عزة وقوة المؤمن المتمسك بحبل الله المتين، فسطّروا صفحة عز جديدة في تاريخ أمتنا، بدمائهم وأشلائهم”.
الصومال في حقبة ما بين 1300 –1400 هـ
وانتقل الإصدار بعد توثيق تاريخ الجهاد في العالم الإسلامي واستمرار ميراثه إلى عصرنا الحاضر ليستلم كل قائد مجاهد اللواء ممن سبقه ويمضي في نفس الظروف لمقارعة عدوان قوى الاحتلال بفريضة الجهاد، عرض الإصدار تاريخ الجهاد في الصومال خلال الحقبة الزمنية الممتدة من1300إلى 1400 ه، ليعرض “نصيب الصومال من الحملات الصليبية، التي كانت تسعى لاستعباد أهلها وتنصير أبنائها ونهب ثرواتها” بحسب ما ورد في الإصدار.
ويقول الشيخ علي محمود راجي – المتحدث الرسمي لحركة الشباب – في هذا الجزء من الإصدار: “من خلال تصفحنا لتاريخ الصومال، نرى أن أهل الصومال قديمًا كانوا موصوفين بحبهم الشديد لدينهم والتزامهم بتعاليمه السامية. كانوا معروفين بالغيرة والحماسة الدينية، بهذه السجايا الكريمة، وصفهم المؤرخون من الكفار المحتلين وغيرهم.وصفوهم بالتمسك بالإسلام واعتزازهم بدينهم وأنهم لا يقبلون الدنية في دينهم”.
وأضاف: “كانوا على الفطرة أهل أنفة وإباء يبغضون الكافر المحتل ويرفضون أدنى صور الرضوخ له ولا يقبلون منه الذلّ والاستعباد، ولهذا لما اجتاحت دول أوروبا الصليبية إنجلترا وإيطاليا، القرن الإفريقي، ثار الصوماليون وقاموا بجهاد مسلح وكفاح دامي ضد الغزاة المحتلين”.
وقال الشيخ متحدثًا عن التاريخ الصومالي:”شهدت جميع مناطق الصومال نصيبها من الجهاد ضد المحتلين الصليبيين ولم تتخلف معظم المناطق عن مقارعة المحتلين. ففي معظم المناطق وصلت جذوة الجهاد وقام أهلها لنصرة الدين وتحرير البلاد من الغزاة الصليبيين. وكان من فضل الله تعالى على المسلمين في هذه الحقبة أن أخرج لهم قيادة باسلة قادت قافلة الجهاد في أحلك الظروف، ومن هؤلاء العظام الذين أخلد التاريخ ذكرهم بصفحات من ذهب، الشيخ بشير يوسف تقبله الله”.
وواصل الشيخ ذكر صفات هذا القائد فقال: “ولد الشيخ بشير -رحمه الله- في شمال الصومال وكان مجاهدا باسلًا وفارسًا نبيلًا جرّع المحتل البريطاني مرارة الحرب في الأقاليم الشمالية”.
أما نقيب عشائر ولاية بنادر الإسلامية – محمد أحمد جوليد فقال عن تاريخ هذه الحقبة في الصومال: “كذلك من الأعيان البارزة الذين يجدر ذكرهم في تلك الحقبة، ومن أبرز رواد الجهاد ضد المحتلين الصليبيين، الشيخ المجاهد حسن برسني -رحمه الله –”.
وأضاف موضحا سيرة القائد الصومالي: “ولد الشيخ حسن برسني في ولاية شبيلى الوسطى الإسلامية، وقاد -رحمه الله- جهادًا ضد المحتل الإيطالي لقّنهم خلاله دروسا لن ينسوها أبدا”.
وأضاف: “وتصدى الشيخ – رحمه الله- للحملات التوسعية التي شنّتها نصارى الحبشة بقيادة ملكهم “منيلك الثاني” على جنوب الصومال. وقد دحر قوات النصارى الحبشة في المعركة التي اشتهرت بـ “قمر شيل” عام 1905 ه” بحسب ما نقل الإصدار.
سيد عبد الله محمد حسن
أما المتحدث باسم نقباء العشائر الصومالية في الولايات الإسلامية، إسماعيل هارون، فاختار الحديث عن قائد صومالي من أعلام الأمة، هو سيد عبد الله محمد حسن فقال: ” مضت قرابة مئة وعشرين سنة على عهد السيد محمد عبد الله حسن – رحمه الله – وحركة الدراويش التي قادها بنفسه”.
وأضاف ليروي كيف بدأت قصة جهاد طويل في الصومال من مشهد قصة مؤثرة فقال:”بدأ السيد محمد عبد الله حسن مشوراه الجهادي في مدينة “بربرا” حيث رأى المحتل البريطاني يعلم أطفال المسلمين الإنجيل المحرّف. ففزع من هذا المشهد وترك في نفسه أثرا مؤلما، فأخذ حجرا ورمى به جنديا بريطانيا كان على مقربة منه. فاستغرب الكافر وسأل من حوله لما ضربني هذا الرجل؟ وهو يعني السيد محمد عبد الله حسن، فأجابه المارون بأنه مجنون”.
وأضاف إسماعيل هارون ليشرح رد فعل محمد عبد الله حسن بعد رمي الحجر على جندي الاحتلال: “نقل عن السيد محمد عبد الله حسن مقولة خلدها التاريخ فقال “يا رب هذا ما أقدر عليه اليوم”.وبرميه حجر بدأت حركته الجهادية ضد المحتل الصليبي “.
واستشهد الإصدار بقصة رواها المؤرّخ الصومالي جامع عمر عيسى – رحمه الله- حين تناول الحديث عن هذا القائد الصومالي الفذّ فقال: “انتقل السيد محمد عبد الله حسن من مدينة “بربرا” برفقة بعض العلماء فمروا على قرية إسمها “ديمولي” وكان بهذه القرية مدرسة للأطفال يديرها الاحتلال الفرنسي، فبينما هم في القرية دعا السيد محمد أحد الطلبة في المدرسة وسأله عن اسمه، فأجاب الطالب اسمي “جون فاثر”. فقال له السيد ماذا كان اسمك الأول قبل تغييره فأجابه الطالب أنه كان يدعى “محمد”. فتأوّه السيد حزنا والتفت من حوله وقال: ألا ترون كيف مزّقت هويتنا الإسلامية وضربت أمواج النصرانية في بلادنا”.
وأضاف المؤرخ الصومالي: “لم يمكث في هذه القرية كثيرًا فسار حتى وصل إلى مدينة”شيخ”، وبدأ يحرض المسلمين على الجهاد ومقاومة الاحتلال الصليبي”.
وعن سيرة هذا القائد الصومالي العظيم قال الشيخ أبو الزبير– أمير حركة الشباب المجاهدين الراحل – والذي قتل في قصف أمريكي قبل 3 سنوات- : ” كذلك من التجارب الجهادية التي مرت على القرن الإفريقي حركة السيد محمد عبد الله حسن – رحمه الله- وفي الحقيقة كانت هذه التجربة تجربة رائعة وحركة عظيمة تحطمت عليها مؤامرات الصليبية العالمية، وعلى وجه الخصوص سعت حركة الدروايش في إفشال مؤتمر برلين الذي كان يهدف إلى تقسيم البلاد والمسلمين وتصدى السيد محمد عبد الله للاحتلال البريطاني وأرّق مضاجعهم ومنعهم من تنفيذ مآربهم في الصومال وشرق إفريقيا عموما في وقت كانت الإمبراطورية البريطانية في عز أيامها”.
وأوضح الشيخ أبو الزبير قائلا: “لم يقاوم (سيد محمد حسن) الاحتلال البريطاني فحسب بل جاهد المرتدين والقبائل التي والت المحتل الصليبي كما جاهد الاحتلال الإيطالي ونصارى الحبشة وهذه المعارك كلها موثّقة في أشعاره”.
شهادة أخرى نقلها الإصدار للشاعر الصومالي حاشي عبد الله أورح قال فيها: “تأثرنا بسيرة محمد عبد الله حسن وكفاحه المسلح وأشعاره الحماسية.فمن خلال أشعاره نلاحظ أن الرجل كان يقاتل بإيمانٍ راسخٍ وبيقينٍ ثابتٍ وتوكلٍ على الله، وكان يكرر دائمًا بأن هؤلاء الغزاة كفار محتلون يحملون الإنجيل، فلنوقف هذا المد الصليبي في أرضنا”. وأضاف: لقد “كان يتميز عن غيره ببعد نظره وفهمه العميق لحقيقة الصراع ومخططات الصليبيين”.
كذلك أدرج الإصدار تفصيل الشيخ أيمن الظواهري أمير تنظيم قاعدة الجهاد، لهذه المرحلة الحرجة من تاريخ شرق إفريقيا فقال: ” وصاحب توسع الأحباش واستيلاء الصليبيين على شرق إفريقيا حركة تنصيرية واسعة قوبلت من الشعب الصومالي بثورة عارمة.حمل راية الجهاد فيها محمد بن عبد الله بن حسن الذي أطلق عليهأسد الصحراء. فقاوم الاستعمار النصراني واستمرت حركته مدة اثنتين وعشرين سنة، ظهرت فيها بطولات رائعة لا زالت مضرب الأمثال”.
كذلك اتفق معه الشيخ أبو عبد الرحمن مهد ورسمي مضيفا تفاصيل أخرى حيث قال في نفس الإصدار: “قامت حركة الدراويش بتشييد قواعد عديدة تابعة لها على طول البلاد وعرضها منها قاعدة “تليح” و”أيل” و”بلد وين” وغيرها، ومن تلك القواعد كانت تنطلق سرايا السيد محمد عبد الله حسن لمقارعة الصليبين، أما المعارك التي خاضها السيد والدراويش ضد الاحتلال الصليبي فكثيرة جدا ومن أشهرها معركة “جد بالي” و”أف بكيلي” و”در توليز”. وكذلك المعارك التي وقعت في “بلد وين”، ومعركة “عان حرقلي” ، ومعركة “أوذ غوي” ومن المعارك الخالدة الشهيرة المعركة التي وقعت في عام 1913 ه التي قتل فيها قائد قوات الاحتلال البريطاني “ريتشارد كورفيلد”.
مقتل ريتشارد كورفيلد يتردد صداه اليوم
وعلّق محمد أحمد جوليد ملمحًا لاستمرار صدى مقتل القائد البريطاني “ريتشارد كورفيلد” من قوات الاحتلال على يد قوات الدراويش آنذاك إلى يومنا هذا فقال: “ما زلت أتذكر كلمة المندوب السابق للأمم المتحدة إلى الصومال “نيكولاس كي” وهو يستهزأ بالصوماليين. وذلك حينما كان يسلم المنصب إلى “مايكل كيتن”، وكان بجنبه الرئيس السابق المرتد “حسن شيخ”. فقال المندوب مستهزأً :يذكر التاريخ بأن الصوماليين كانوا أهل أنفة ونخوة أما اليوم فقد زالت أنفتهم.فربما كان يتذكر أثناء خطابه المعركة التي قتل فيها القائد البريطاني “ريتشارد كور فيلد” وكأنه يقصد بأن الأوضاع قد تغيّرت وصار البريطانيون يحكمون العاصمة الصومالية بكل حرية ولا أحد يقف في وجه أطماعهم. باستثناء المجاهدين الغيورين الذين يضحّون بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله لرفع الذلّ والعدوان عن أمتهم المسلمة”.
الجهاد في الصومال في العصر الحاضر
وبعد هذا السرد الطويل لتاريخ الجهاد الذهبي في الصومال في تلك الحقبة، يعود المعلق ليحط الرحال في العصر الحاضر، مرددًا المقولتين الشهيرتين “التاريخ يعيد نفسه ” و”لاتلد الذئبة إلا ذئابا”. وموضحا بأن الجهاد ميراث وأن رايته قد استلمها اليوم من اقتدى بسيرة من سبق من قادة الجهاد. في إشارة إلى حركة الشباب المجاهدين التي تخوض حربًا شرسةً مع القوات الإفريقية “الصليبية” المدعومة من الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية قائدة الحرب العالمية على الإسلام كما وصفها رئيسها السابق “جورج بوش الإبن” بأنها “حرب صليبية”.
وبهذا الشأن يقول المتحدث باسم نقباء العشائر في الولايات الإسلامية إسماعيل هارون:”من فضل الله تعالى على المسلمين في الصومال أن أخرج من بينهم طائفة من المجاهدين تسير على درب أسلافنا لاسترجاع أراضينا المحتلة.هم أبناء الدراويش وورثة الصحابة شحذوا سيوفهم وبايعوا على الموت، أوجعوا الكفار وأرّقوا مضاجعهم، الإسلام شعارهم والعفة دثارهم وقد أبوا الضيم إلا أن يقاوموه”.
كمين “بلعد” حلقة متصلة بجهاد الأمة
وفي هذا الجزء الثالث والأخير من الإصدار، وثّقت اللقطات تفاصيل الهجوم الذي وقع في 14 من جمادى الآخرة من عام 1439 ه حين نصب مقاتلو حركة الشباب المجاهدين سلسلة من الكمائن المدبّرة لوحدات تابعة للقوات الإفريقية البوروندية من “أميصوم” أثناء سيرهم في طريق “بلعد” في ولاية شبيلى الوسطى الإسلامية وهم ينقلون مواد تموينية وعتادًا عسكريًاوانتهى مشوراهم بمقتل معظم جنودهم وحرق 16 شاحنة ومدرّعة.
شعراء وقادة مجاهدون وعلماء في الإصدار
ويجدر الذكر أن هذا الإصدار تميّز بحضور قوي للشعراء على غرار ما عرفته سيرة الشيخ محمد عبد الله حسن فيما مضى، لتوثيق انتصارات المجاهدين والتحريض على الجهاد باللغة الصومالية، وقد عرض الإصدار شعرا للشاعرالمجاهد محمود أحمد محمد. والشاعر الراحل يوسف محمد دغي ، والشيخ الأمير الراحل مختار أبو الزبير إضافة لكلمات محرضة من القائد آدم حاشي عيرو والقائد محمد ذو اليدين، والشيخ العالم أبو رملة محمد أحمد روبلي وغيرهم.
تفاصيل المعركة وكلمات القادة
وأثناء عرض لقطات نصب الكمين وفرار الجنود البورنديين من أرض المعركة تتبعهم عدسات مصوّر الكتائب، عرض الإصدار كلمة للشيخ أبي عبيدة أحمد عمر، أمير حركة الشباب المجاهدين، يقول فيها:” أيها المجاهدون لا تقبلوا بحال أن يمرح كافر صليبي على أرضكم في حين تتجرع أمتنا كأس الذلّ. وليكن شعاركم إما الشريعة أو الشهادة. وإننا على يقين بأنه لو استمر الاحتلال الصليبي على أرضنا عشرات السنين فإننا مستعدون لمواصلة الجهاد ضدهم إن شاء الله ولن نكلّ عن جهاد الأعداء مهما كان عددهم أو عدتهم ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على الصراط المستقيم وأن يختم لنا بالشهادة في سبيله، ونقول للكفار: الله مولانا ولا مولى لكم”.
وواصلت اللقطات عرض اقتحام مدينة “بلعد”، وسيطرة مقاتلي حركة الشباب المجاهدين على دفاعات القوات الإفريقية وأعوانهم من الميليشيات الحكومية المدعومة من الغرب.
ليظهر من جديد الشيخ الأمير الراحل مختار أبو الزبير مؤكدًا على أن: ” العدو اليوم يمر في أضعف مراحله وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة” وموجهًا دعوةأن ” علينا أن نتعاون جميعا في دحره والقضاء عليه.فقد انهزم الكفر العالمي في كل الميادين الاقتصاديةوالعسكرية والسياسية ومن يظن أن الصومال ستحكم بغير شرع الله فهو واهم لم يفهم الواقع بعد.”
ثم أقسم بقسمٍ عظيمٍ فقال:” والله الذي لا إله غيره عما قريب سيأتي ذلك اليوم الذي يحكم شرع الله في الصومال وستكون الصومال لبنة في بناء صرح الخلافة الراشدة على منهاج النبوة”.
ما أشبه الليلة بالبارحة
وقد ركز الإصدار على تصوير لقطات تمزيق علم الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب على يد جندي من حركة الشباب المجاهدين، ليحل محلهراية التوحيد، مع تبيان مدى العلاقة الوطيدة بين علم الحكومة وقوى الاحتلال في الماضي، حيث سمح عرض مشهد مقارنة بين شعار الحكومة بالعلم الأزرق والفهدين، وشعار الاحتلال الإيطالي في الماضي، بملاحظة التقارب الشديد بين الشعارين، وعلّق الإصدار بقول:” ماأشبه الليلة بالبارحة فلا تزال هيمنة الاحتلال الصليبي وشعاراته باقية إلى يومنا هذا، شعار الحكومة المرتدة وشعار الاحتلال الإيطالي”.
انتصار يستحق الشكر
واستمرا اللقطات في عرض صور غنم شاحنات القافلة العسكرية البورندية التي وقعت في كمين حركة الشباب المجاهدين وصور جثث قواتهم ملقاة على الأرض، وآثار الدماء تملأ الأرض.
ليعقب مشهد النصر هذا كلمة للشيخ القائد محمد ذو اليدين الذي قتل على يد القوات الأمريكية قبل سنة، يدعو فيها المسلمين قائلا: “وإلى المسلمين الذين لم يلتحقوا بركب الجهاد بعد أقول لهم: قد آن لكم أن تنضموا إلى إخوانكم المجاهدين”. ومبشرا بعهد من القوة والتمكين لم يسبق له مثيل منذ زمن بعيد فقال: “فإن عهد الخوف والتخلف قد ولى وقد أشرق علينا فجر الانتصارات فالنصر قادم لا محالة فلنكمل المسيرة لاجتثاث المحتلين من ديارنا. فلا تزهدوا عن الأجر والغنيمة ولا يفوتنّكم الشرف والخير”.
شهادة من موقع الكمين وفرحة المسلمين
وأمام مشهد النصر الذي تتصاعد فيه ألسنة اللهب والدخان من قلب شاحنات القوات البوروندية ، نقلت عدسة الكتائب قول مجاهدٍ شارك في الكمين، فقال: “الحمد لله وحدة نصر عبده وهزم الأحزاب وحده لا حول لنا ولا قوة إلا بالله ، فالله رب العالمين هو الذي نصرنا على أعدائنا، الحمد لله ، انهزم الكفار وها هي جثثهم متناثرة في الميدان وتلك سياراتهم تحترق في الطريق”.
وبحسب ما نقل الإصدار فقد أدى هذا الكمين المحكم إلى مقتل أكثر من 23 من القوات البورندية وتدمير 16 شاحنة ومدرعة تابعة للجيش البورندي.
كما نقل الإصدار لقطات توثق فرحة المسلمين الساكنين في منطقة “بلعد” يهللون لانتصار حركة الشباب المجاهدين ويتسلقون الشاحنات المليئة بالغنائم.
من شهداء المعركة
وكعادة مؤسسة الكتائب، تعرض الانتصارات وتحصي كذلك عدد الشهداء الذي قتلوا لأجل إحراز هذه الانتصارات، عرضت في هذا الإصدار أسماء الشهداء رفقة كلمة للشيخ أبي عبيدة أحمد عمر أمير الحركة يقول فيها: “إلى الأمهات اللاتي اصطفى الله فلذات أكبادهن في سبيل الله وإلى الزوجات اللاتي اختار الله أزواجهن في طريق الجهاد أقول لهن: اصبرن واحتسبن فإن الشهادة في سبيل الله رتبة عالية ومنزلة رفيعة وهنيئا لكن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته”. ”
وأضاف: “اصطفاهم الله شهداء ومضوا في طريق تمناه خيرة البرية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة، ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل”.وإن الفلاح كل الفلاح أن هؤلاء الشهداء باعوا نفوسهم رخيصة في سبيل الله ونسأله تعالى أن يتقبل منهم استشهادهم”.
وعرض الإصدار قائمة الشهداء التي شملت، محمد أحمد آدم عرب وحسين محمد نور برّو وحسين محمد عبدي إلبيتو وجورو علي حسن فاناح.
الإحراج الإعلامي
وواصلت مؤسسة الكتائب توثيق الإحراج الإعلامي للقوات الإفريقية وهذه المرة معالرئيس البورندي “بيير نيكورونزيزا”الذي يثمن أداء جنوده قائلا: “في هذا المقام نود أن نحيي قوات أميصوم وجنودنا الشجعان لقد قاموا بمهامهم بطريقة مثالية” في حين عمدت اللقطات – في نفس الوقت -عرض صور جثثهم وفرارهم “جبناء” من أرض المعركة.
وكذلك نقلت قول نائب وكيل بعثة أميصوم،”سيمون مولونغو”: “اليوم زرنا المستشفى لنتفقد الحالة الصحية لجنودنا المصابين في كمين بلعد، وقد تمكنا من سحب كل فرد من قواتنا من موقع الكمين، بالطبع قام جنودنا بمقاومة بطولية وقد استطاعوا أن يردوا هجمات حركة الشباب” في نفس الوقت الذي قامت فيه بعرض لقطات الجثث من قتلى الجنود البورنديين لتؤكد كذب رواية نائب الوكيل.
وفي حين ينكر النائب وقوع خسائر بشرية في صفوف قواتهم، يعاكسه رئيس إدارة إقليم هرشبيلى العميل “وراي” حين يقول: ” نقدم لكم تعازينا الخاصة في حادثة بلعد في اليوم الثاني من مارس حيث وقعت القوات البورندية تحمل قافلة دعم لوجستي وقعت في كمين مدبر لحركة الشباب المجاهدين “.
عملاء مع كل جهاد
وتعليقا على دور الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب يوضح محمد أحمد جوليد بعض الحقائق قائلا: “بالأمس كان المحتل الصليبي يجند عبيدا من الكفار الأفارقة لاستعباد المسلمين في الصومال، ولا يختلف الوضع كثيرا مما كان عليه بالأمس فتحت شعار أميصوم احتلت البلاد ليحاول المحتل مرة أخرى إذلال شعبنا المسلم واغتصاب أراضيه”.
وأكد قائلا: “ولا يرتدع المحتل الصليبي بالتسول أمام المجتمع الدولي وإنما ينكف شرهم بالسيف والجهاد. فيا أهل الدين والشهامة والغيرة كفى بكم قعودا عن الجهاد ، فانفروا لجهاد الغزاة المحتلين”.
وصايا للشعب الصومالي
أماإسماعيل هارون فوجّه وصيته للشعب الصومالي قائلا: “أولا أوصي الشعب الصومالي المسلم بتقوى الله عزوجل والخوف من الخالق. ثانيا أوصيهم بالجهاد في سبيل الله فقد سلبت أراضيهم وغرّبت دارهم وأذلّ الصليبي المحتل أعراضهم فإين المدن والمحافظات الصومالية؟ ومن الذي يحكم البلاد ويسوسها اليوم؟ ألا يستوجب هذا الأمر التأمل والوقفة.الجواب في غاية الوضوح فمعظم أراضينا اليوم تحت الاحتلال الصليبي من نصارى الحبشة والكينيين”.
وبينما كانت لقطات إذلال قوات أميصوم للشعب الصومالي تعرض تباعا أضاف إسماعيل: “ولا ريب أن من ادعى أنه يعيش في حرية تامة في ظل الاحتلال الصليبي لأراضي المسلمين فقد جانب الصواب. وما نشاهده اليوم من صور الاستعباد المعاصر يعتبر الأشد والأعنف مما مرت عليه أمتنا الإسلامية في تاريخها.ولا مخرج من هذا القهر الذي حل بنا سوى جهاد الغزاة المحتلين لتحرير البلاد والعباد من بطشهم وهيمنتهم”.
وأضاف : “والحمد لله فقد قطع الجهاد شوطا كبيرا فلا يتطلب منا كثير جهد فقد تكفلت ثلة من المجاهدين الكرماء -أعزهم الله- عبأ تأسيسه ومقارعة المحتلين. ونقول للأمة الصومالية المسلمة الحمد لله لم يوضع الأمر على كاهلهم فحسب بل يسبقكم المجاهدون، فالواجب علينا جميعًا نصرة المجاهدين وتأييدهم بالنفس والمال والرجال”.
ونبّه قائلا : “ولكن إذا تقاعست الأمة وتخلفت عن الجهاد حتما سيصيبها الذلّ والمسكنة”.
كذلك وجه الشيخ أبو عبد الرحمن مهد ورسمي وصيته للشعب الصومالي قائلا:” أيها الشعب الصومالي اعلموا أن شرفكم وعزتكم ومستقبل ذريتكم في الجهاد في سبيل الله ودفع العدو الصائل عن الدين والأرض والمال والعرض. فلا يخفى عليكم جرائم الغزاة الصليبيين تجاه المسلمين في الصومال.أناشدكم باللههل رضيتم بحياة الذل والمهانة؟ هل رضيتهم أن يستعبدكم الكفار في عقر داركم. هل رضيتم أن يقتل الصليبيون أبنائكم وينهبوا ثرواتكم في البر والبحر؟”.
ولفت الانتباه للتصريحات الإثيوبية فقال : “فقد تابعتم تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد وهو يفصح عن مخطط الصليبيين الأحباش في ضمّ الصومال إلى إثيوبيا ليحكمها الصليب. أين دينكم وشهامتكم؟ فقد انتهك عرض أخواتكم وأمهاتكم وأهانوا كتاب الله عزوجل، وحرقوه أمام أعينكم، وتعدوا على الضعفاء ودهسوهم بمدرعاتهم”.
الخاتمة : بشرى وتنبيه
أما الشيخ علي محمود راجي فاختار أن يبشر الشعب الصومالي فقال: “ونعلن لأمتنا بأن الصليبيين قد انهزموا بفضل الله وعما قريب ستحرر الصومال من الغزاة الصليبيين وسينتصر المسلمون أغزة على أعدائهم بإذن الله”.
ولكنه وضح أمرا في غاية الأهمية حين قال: “إلى جانب هذا النصر المرتقب سيفضح التاريخ طائفتين من الناس وسيرميهم في مزبلته. فبالأمس كان الناس تجاه المحتل الصليبي ثلاثة طوائف وكذلك اليوم. الطبقة الأولى هم المجاهدون في سبيل الله، وكل من ناصرهم ووقف في صفهم في جهاد المحتل الصليبي.
والطبقة الثانية هم القاعدون الجبناء الذين تخلفوا عن الجهاد بدون عذر شرعي ورضوا بالقعود والمهانة.
أما الطائفة الثالثة هم أمثال رئيس حكومة الردة “فرماجو” وكل من ظاهر الكفار على المسلمين وساند المحتل الصليبي.”
وأوضح قائلا : “فهذا الصنف الثالث لميزل الخزي والعار يلاحقه في كل زمان ومكان. فعلى المرء أن يختار لنفسه الطائفة التي ينضم إليها اليوم وكيف سيذكره التاريخ غدا. وعليه أن يتدبر عاقبة أمره وماذا سيدوّن له في سجل آخرته وعلى أي حال يريد أن يلقى ربه يوم القيامة”.
وبهذا الطرح الإعلامي المدروس بعناية ، ختم الإصدار لقطاته بكلمة من الشيخ العلامة شريف عبد النور – رحمه الله – تشرح استنادا على حديث للرسول صلى الله عليه وسلم سبب ذلّة المسلمين وضعفهم وضرورة إقامة فريضة الجهاد في سبيل الله.
الإصدار متوفر بلغتين الصومالية والعربية على قناة الناشر الإعلامي لمؤسسة الكتائب، الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية.