موسيفيني يهدد الأمم المتحدة بسحب قواته من الصومال كما يهدد جنوده غير المنضبطين بإرسالهم للصومال

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

غلبت لهجة التهديد على خطابات الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في الآونة الأخيرة، فبعد أن هدد جنوده غير المنضبطين بإرسالهم إلى الصومال عقابًا لهم على تجاوزاتهم، وجّه تهديدًا جديدًا للأمم المتحدة بسحب قواته من بلد القرن الإفريقي إذا أصرت الأخيرة على قرارها بخفض عدد قوات بعثة الإتحاد الإفريقي في الصومال “أميصوم”.

 

ونظرًا لضعف التمويل وقلة انتظامه، أعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 2372 لعام 2017، الذي يقضي بإجراء سحب تدريجي لقوات أميصوم من الصومال لتحقيق الانسحاب الكامل بحلول عام 2020.

 

وقال الرئيس الأوغندي الذي انتقد الأمم المتحدة، بأنه أبلغ شخصيًا مجلس الأمن بأن أوغندا ستسحب جميع قواتها من الصومال إذا قلصت أميصوم عدد قواتها كما أعلنت عنه.

 

تهديد موسيفيني جاء بعد تهديد آخر من نظيره البوروندي “بيير نكورونزيزا” الذي هدد بدوره بسحب قواته كاملة إذا أصر المموِّلون للبعثة على أن تسحب بوجمبورا ألف جندي من جنودها بحسب ما خطط له في خطة الانسحاب التدريجي لهذا العام.

 

وقال موسيفيني في خطاب له أمام الوزراء المكلفين باللاجئين في منطقة البحيرات العظمى في كمبالا يوم الخميس :” إن قرار مجلس الأمن يفتقد تماما للجدية في الصراع مع حركة الشباب”.

 

وقال موسيفيني: “لقد أقنعوا مجلس الأمن بضرورة خفض عدد الجنود في أميصوم، لكنني لن أسحب أي جندي منهم ما لم أخرجهم جميعًا معًا من الصومال”.

 

وتساهم أوغندا بأكبر عدد من القوات في بعثة أميصوم، حيث بلغ عدد جنودها 6400 أوغندي من مجموع الجنود الـ22 ألف جنديًا المعلن عنه.

 

وأوضح الرئيس الأوغندي – متأسفًا- أن جهوده في إقناع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وخليفته أنطونيو غوتيريس قد باءت بالفشل.

 

المصالح تقود القرارات

ويرى المراقبون أن تصريحات موسيفيني جاءت لتمثل ثاني صوت يهدد بسحب القوات من البلدن المشاركة في أميصوم بعد بوروندي، التي يعتقد رئيسها بأنها مستهدفة بذاتها من الإتحاد الأوروبي  ويصر في نفس الوقت على أن يتم الانسحاب بنفس الوتيرة مع جميع البلدان المساهمة بقوات ليس فقط بسحب الجنود البورونديين.

 

ويفسر المراقبون تهديدات موسيفيني ونكورونزيزا  بخشية الحكومات المساهمة بقوات في أميصوم من خسارة الأموال الطائلة التي يتلقونها لقاء هذه المساهمة.

 

من الجانب الآخر يشتكي الممولون لبعثة أميصوم من التكلفة العالية والتي لم تحقق النتائج المرجوة من توظيف هذه القوات بعد الهزائم المتتالية التي منيت بها على يد مقاتلي حركة الشباب المجاهدين الذين يسيطرون فورًا وبسرعة على كل قاعدة تنسحب منها قوات أميصوم كما حدث مؤخرًا مع بلدة “فحفحدون” في جنوب الصومال بعد انسحاب القوات الكينية منها لتخفيف ضغط الهجمات عليها من قبل مقاتلي الحركة.

 

ويهدد انسحاب قوات أميصوم وجود الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب كونها تفتقد للكفاءة والقدرة على بناء جيش قادر على تثبيت أركان هذه الحكومة.

 

موسيفيني مرة أخرى يهين الحكومة الصومالية

ويجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأوغندي وجه تهديدًا لجنوده غير المنضبطين بعد حادثة صفع أحد ضباطه لضابطة أوغندية في الجيش، بإرسالهم للصومال أين ينعدم الانضباط في صفوف الجنود.

 

وقال موسيفيني:” إن لم يتمكن الجندي من احترام زميلته الجندية التي معه في الصف، واستعمل أسلوب العنف، فلا يجب أن يكون معنا هنا في أوغندا بل يجب أن نرسله إلى الصومال”.

 

وقد قرأ المراقبون هذا التصريح كإهانة للحكومة الصومالية المدعومة من الغرب في إشارة إلى أن الصومال تصلح لجمع غير المنضبطين  في صفوف قوات حكومتها حيث لا رقابة ولا محاسبة.

 

وتوجّه الاتهامات للميليشيات الحكومية الصومالية بالفساد وعدم الانضباط والعنف.

 

وسبق وأن أهان الرئيس المشارك بقوات في الصومال، الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب في كلمة له أمام مؤتمر القضاة لعام 2019 في فندق كمبالا سيرينا حيث أوصى موسيفيني القضاة بأن يضعوا في اعتبارهم الفرق بين مصطلحات “بلد” و”أمة” و”حكومة”. وأضاف: “لدينا العديد من الأمثلة التي يوجد فيها البلد، ولكن لا توجد فيه الحكومة، مثل الصومال”. فيما اعتبر إهانة مباشرة للحكومة التي يتحالف معها الرئيس الأوغندي ويكسب الملايين من وراء تحالفه معها.

 

ويحكم موسيفيني أوغندا منذ 33 سنة بحكم ديكتاتوري أثار سخط الأوغنديين وأجهض كل محاولة للمعارضة في تغيير نهج الحكم أو تقويمه، ومع ذلك يشارك موسيفيني بأكبر عدد من القوات في بعثة أميصوم التابعة للأمم المتحدة بحجة إرساء الديمقراطية في الصومال، وهو مشهد تناقض صارخ، يكشف زيف الدعاوي والشعارات التي ترفعها الأمم المتحدة باسم “الديمقراطية” التي لم تعرفها أوغندا بعد حتى تسعى لفرضها على مجتمعات مسلمة بقوة السلاح.