من خذل دماء أهل غزة هل سيدافع عن مياه الصومال؟

في الوقت الذي يواجه فيه أهالي غزة – المجاورة لمصر – مذبحة وحشية على يد الكيان الصهيوني الغاشم، بعد أن خذلتهم الحكومة المصرية، نسمع اليوم عن اتفاقية تعاون أمني وعسكري وقعتها الحكومة المصرية مع الحكومة الصومالية الهشة، حيث أعلنت من خلالها مصر أنها ستحمي استقلال الصومال وسيادته على أراضيه، في إشارة إلى دعم الصومال في مواجهته ضد إثيوبيا للدفاع عن مياهه البحرية، و هو الأمر الذي أثار دهشة الكثيرين، وهم يتساءلون هل الحكومة المصرية جادة في الدفاع عن مياه الصومال مع أنها هي التى خذلت وتقاعست عن نصرة دماء أهل غزة وآلاف الشهداء على بعد أمتار مما يسمى الحدود المصرية؟

أم أن مياه الصومال أغلى من دماء المسلمين في غزة إن افترضنا أنها تقدم الدفاع؟ وكيف لها أن تحمي مياه الصومال ولم تستطع حماية حصتها من مياه النيل؟

في اجتماع عقد في القصر الاتحادية بالقاهرة أعلن كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره حسن شيخ محمود في مؤتمر صحفي عن تعاونهما في مجالات الأمن والدفاع، حيث تعهد رئيس الحكومة المصرية بدعم الحكومة الصومالية في مجالات الدفاع والأمن.

وفي سياق متصل، أعرب حسن شيخ عن سعادته بمشاركة الحكومة المصرية في مهمة ما يسمى حفظ السلام في الصومال، مشيرًا إلى أن الاتفاق الجديد الذي تم توقيعه في القاهرة يُعَدُّ تمهيدًا لإرسال قوات مصرية إلى الصومال في بداية عام 2025 لتشارك في مهمة جديدة ضد حركة الشباب المجاهدين.

وفي سياق آخر، وافق الاتحاد الأفريقي على مشاركة القوات المصرية ضمن قوة عسكرية إفريقية من المقرر استبدالها بقوات أتميس الأفريقية نهاية عام 2024، ما يحسم الجدل، ويؤكد أن القوات المصرية لن تكون إلا مثل سابقاتها التى كانت مهمتها لمحاربة حركة الشباب المجاهدين، وليس للدفاع عن مصالح وسيادة الصومال كما هو معلن الآن في الاتفاقية الجديدة.

والجذير بالذكر، أنّ الحكومة الصومالية وقعت اتفاقيات دفاعية مع خمس دول مثل أوغندا والولايات المتحدة الأمريكية وإثيوبيا وتركيا ومصر، ووقعت جميع هذه الاتفاقيات بهدف محاربة حركة الشباب المجاهدين.