مقتل 19 مدنيا على الأقل في قصف لجيش البرهان أخطأ في استهداف قوات حميدتي والمبعوثة الأمريكية الخاصة ترسل تحذيرات

قتل 10 مدنيين على الأقل في قصف يوم الثلاثاء، نفذه الجيش السوداني -بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان- في محاولة لاستهداف قوات الدعم السريع -بقيادة حميدتي-، في مواقعها غرب أم درمان بحسب صحيفة سودان تريبون.
وتعرضت منطقة غرب أم درمان خلال الأسبوعين الماضيين، لقصوفات بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وأعلن متحدث باسم قوات الدعم السريع، بأنهم سيطروا بنجاح على 4 دبابات وآليات قتال عسكرية مجهزة تجهيزا كاملا، من الجيش السوداني شمال الخرطوم.

 

الولايات المتحدة تفرض عقوبات على نائب قوات الدعم السريع

 

وستعلن المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة خلال رحلة إلى حدود تشاد مع السودان اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على نائب قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان. بحسب وكالة رويترز.
وخطوة استهداف عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع، حميدتي، بالعقوبات هي الأبرز منذ بدء الصراع بين قواتهما والجيش السوداني في منتصف أبريل نيسان وتأتي ردا فيما يبدو على أعمال العنف التي تشهدها ولاية غرب دارفور والتي توجه اتهامات لقوات الدعم السريع وميليشيات موالية لها بارتكابها.
وتنفي قوات الدعم السريع الاتهامات التي توجهها لها جماعات تراقب مجريات الصراع وجماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وروايات شهود بأنها تقف وراء هذا العنف، وتقول إن أي جندي تخلُص إلى تورطه فيها سيقدم للعدالة.
وعبد الرحيم دقلو هو أول مسؤول من أي من طرفي الصراع ستفرض عليه عقوبات منذ بدء الحرب. والعقوبات السابقة على شركات استهدفت الجيش السوداني أيضا.
ووفقا لملاحظات اطلعت عليها رويترز، ستقول ليندا توماس غرينفيلد مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة للصحافيين إن عقوبات ستفرض عليه “لعلاقته بالانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق مدنيين في السودان بما يشمل أعمال عنف جنسي تتعلق بالصراع والقتل على أساس الانتماء العرقي”.
وستعلن توماس غرينفيلد ذلك بعد أن تلتقي في تشاد اليوم الأربعاء بلاجئين سودانيين فروا من أعمال العنف العرقية والجنسية في دارفور، وهو أمر قالت إنه “يذكر” بالفظائع التي ارتكبت قبل 20 عاما في الإقليم ووصفتها واشنطن بأنها إبادة جماعية.
وروى بعض ضحايا أعمال العنف عن استهداف عرقية المساليت وتدمير أحياء بأكملها وعمليات نهب واغتصاب واسعة النطاق مما دفع مئات الآلاف للفرار إلى تشاد. وأعلنت المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في أعمال العنف تلك.
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل نيسان بعد أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية. وتصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أن اشتركا في انقلاب في 2021، ليتحول إلى قتال بسبب خلاف بشأن خطة انتقال للحكم المدني تشمل دمج قواتهما.

 

المبعوثة الأمريكية في تشاد

 

ووصلت ليندا المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إلى تشاد، اليوم الأربعاء، للقاء لاجئين سودانيين فروا من أعمال عنف عرقية وجنسية في دارفور، وهو أمر قالت إنه «يذكر» بالفظائع التي ارتكبت قبل 20 عاما ووصفتها واشنطن بأنها إبادة جماعية. بحسب وكالة أسوشيتد برس.
ومن المقرر أن تزور توماس جرينفيلد أيضا حدود تشاد مع دارفور في غرب السودان لتسليط الضوء على تفاقم الصراع والأزمة الإنسانية التي تتزايد حدتها.
وقالت توماس جرينفيلد قبل وصولها لتشاد: “وصلنا بكل تأكيد لمستوى من الفظائع الخطيرة التي تذكرنا بشدة بما شهدناه في 2004 وأدى بنا لوصفه بأنه إبادة جماعية”.
وتابعت قائلة: “نسمع عن نساء تعرضن لاغتصاب جماعي وحشي مرارا وقرى تتعرض للمداهمة وهناك صور تظهر قبورا جماعية. الدلائل موجودة”
وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قدرت الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف قتلوا في دارفور عندما ساعدت ميليشيا الجنجويد، التي تشكلت منها قوات الدعم السريع فيما بعد، الجيش على سحق تمرد من جماعات أغلبها غير عربية. وهناك زعماء سودانيون مطلوبون من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
وقال مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في بيان “مرة أخرى تنزلق دارفور إلى هاوية دون رحمة ولا أمل… المدنيون عالقون ومستهدفون ويتعرضون للاغتصاب والقتل. هذا غير قانوني ومروع”.
وزارت توماس جرينفيلد حدود تشاد مع دارفور في 2004 عندما كانت مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الأمريكية وهو العام نفسه الذي وصفت فيه واشنطن العنف هناك بأنه إبادة جماعية.
وقالت: “ذهبت قبل إعلان ارتكاب الإبادة الجماعية لكني رأيت كل الأدلة على أنها تحدث بالفعل.. شهدت ذلك من قبل عندما زرت مخيمات لاجئين في جوما (بجمهورية الكونجو الديمقراطية) بعد رواندا ورأيت النظرات المعذبة والفزع على وجوه الناس”.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 380 ألف لاجئ أغلبهم نساء وأطفال فروا إلى تشاد منذ بدء الحرب في السودان في أبريل/ نيسان. كما فر مئات الآلاف إلى جمهورية إفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.
وناشدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بجمع مليار دولار من أجل توفير المساعدات والحماية لأكثر من 1.8 مليون شخص من المتوقع أن يفروا من السودان هذا العام. وهناك ما يقرب من 7.1 مليون نازح داخل السودان وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
وقال جريفيث إن أولئك الذين تمكنوا من الفرار من العنف داخل السودان يواجهون الآن المجاعة.
يأتي كل ذلك في وقت لا تظهر الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه عسكرية أي علامة على التراجع.
وفشلت جهود الوساطة الدولية في إنهاء الاشتباكات حتى الآن، رغم إبرام 9 اتفاقيات على الأقل لوقف إطلاق النار منذ تفشي القتال، وانهارت جميعها.