مقاتلو حركة الشباب المجاهدين يجعلون من شمال كينيا ملعبا لهم
في أقل من شهر، نفذت حركة الشباب المجاهدين ما لا يقل عن ست هجمات في مقاطعات غاريسا وواجير ومانديرا. بحسب مقال نشرته صحيفة ناشين الكينية.
وأسفرت الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن 11 من ضباط الأمن وإصابة سبعة آخرين. كما أصيب خمسة مدنيين على الأقل. بحسب الصحيفة.
وخلال الهجمات، يقتل الجهاديون ويهدمون الممتلكات ويشوهونها ويدمرونها باسم الدين وانتقاما لوجود الجيش الكيني في الصومال. بحسب الصحيفة.
وفي يوم الثلاثاء (13) يونيو/حزيران وحده، قتل ثمانية من ضباط الأمن بعد أن أصيبت سيارتهم بلغم أرضي في بودي بمقاطعة غاريسا. بحسب الصحيفة.
وكان “الضحايا” يقومون بدوريات في المنطقة عندما فجرت السيارة الناسفة التي زرعها مقاتلون من حركة الشباب على الطريق. وفي وقت سابق من اليوم نفسه، أطلقت النار على حافلة كانت متجهة من نيروبي إلى مانديرا من قبل مقاتلين من حركة الشباب. وأسفر الحادث، الذي وقع في طرباج في مقاطعة، واجير عن إصابة ثلاثة ركاب بأعيرة نارية.
وبحسب الصحيفة يبدو أن حركة الشباب المجاهدين التابعة لتنظيم القاعدة قد صعدت أنشطتها في المنطقة الشمالية الشرقية المجاورة للصومال، بعد أيام من هجومها على قاعدة بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال، أتميس، في بولو مرير في شابيلي في 26 مايو.
وبحسب الصحيفة زادت الهجمات بعد فتح الحدود مع الصومال.
ومع وجود شبكات تجارية تشارك في تهريب البضائع من كيسمايو إلى إيستلي في نيروبي يصعب ضبط نشاطهم.
وتخشى الحكومة أن يلجأ السكان إلى مقاتلي الحركة لبث الخوف في الوكالات الحكومية لأنهم غير مستعدين لدفع الضرائب. ولكن مع توجيه أصابع الاتهام إلى الشبكات التجارية في الارتفاع الحالي في الأنشطة الإرهابية، أعلنت الحكومة الوطنية عن ميزانية بقيمة 20 مليار شلن لتعزيز الأمن في المنطقة. بحسب الصحيفة.
وأعلن وزير الداخلية كيثور كينديكي الميزانية أثناء وجوده في غاريسا في 2 يونيو/حزيران. وقال:”لقد واجهنا تحديات أمنية تسببت بها حركة الشباب من البلد المجاور لنا. لقد تسببت هذه الجماعة الإرهابية في الكثير من الأضرار لدرجة أننا فقدنا ضباط أمن ومسؤولين حكوميين”. وقال: “نحن مستعدون للتعامل مع الوضع”.
واستعدادا للرد على التهديدات الإرهابية، شيدت كينيا 14 قاعدة عمليات أمامية مجهزة تجهيزا كاملا على طول الحدود مع الصومال كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن قبل سحب قواتها من الصومال في العام المقبل. وستلعب القواعد دورا حاسما في إعادة فتح الحدود على مراحل. بحسب الصحيفة.
ووافقت كينيا رسميا على إعادة فتح نقاطها الحدودية مع الصومال في مانديرا ولامو وغاريسا
بحلول نهاية آب/أغسطس.
ولا تزال البلاد في حالة تأهب قصوى منذ أن شنت الحكومة الصومالية حملة واسعة النطاق ضد حركة الشباب في آب/أغسطس من العام الماضي. ومع ذلك يتواجد الشباب الآن في كينيا.
وأثناء وجوده في واجير، كشف المفوض الإقليمي الشمالي الشرقي جون أوتينو أن مقاتلي الحركة موجودون في أربع مقاطعات فرعية على الأقل في واجير وحدها. ووفقا لأو تينو، تعتمد الأجهزة الأمنية على المجتمعات المحلية في تتبع حركة مقاتلي الحركة من الصومال إلى كينيا.
قال أوتينو بعد اجتماع مع شيوخ العشائر والزعماء الدينيين في واجير:”لقد تعهد شيوخ وطنيون بالعمل معنا لهزيمة الإرهاب. نحن نفهم أن لديهم معلومات لا تقدر بثمن ومعلومات حاسمة حول كيفية هزيمة العدو” على حد تعبيره.
وبينما كان رئيس لجنة الأمن الإقليمي ينضح بالثقة في العمل مع السكان المحليين في الانتصار
ضد حركة الشباب المجاهدين، حذر حسن غوري، أحد سكان مانديرا، الحكومة من الوثوق
بالجميع. وقال: إن “غالبية مقاتلي الشباب هم من السكان المحليين الذين يفهمون بيئتنا جيدا، وبعضهم أبناؤنا. لدينا سكان محليون متعاطفون مع هذه الجماعة. كيف تعرف الحكومة أنها تتعامل مع شخص حقيقي؟”.
واتهمت عدة أجهزة أمنية بعض السكان المحليين في مانديرا وواجير وغاريسا بالتعاون مع
الجهاديين.
وقد أدى هذا الانهيار إلى سقوط قتلى وتدمير للممتلكات وإصابات لا توصف بين العديد من ضحايا في هجماتهم في المنطقة الشمالية الشرقية. بحسب الصحيفة.
وخوفا من انتقام حركة الشباب بعد تبادل المعلومات مع الأجهزة الأمنية، يختار أفراد المجتمع دائما التزام الصمت بشأن أي مسألة تتعلق بالنشاط الجهادي. بحسب الصحيفة الكينية.
ويتفاعل مقاتلو الحركة أثناء عبورهم مع الرعاة وبعض القرويين في هذه المقاطعات، ويحذرونهم من تقديم تقارير إلى السلطات. ومثلما تسعى الحكومة للحصول على معلومات استخباراتية حول الأنشطة الجهادية من السكان المحليين، يسعى مقاتلو الحركة للحصول على المعلومات نفسها من السكان المحليين ضد الأجهزة الأمنية. بحسب الصحيفة.
وقال علي شعبان: “إن حركة الشباب مهتمة دائما بعمل الأجهزة الأمنية في منطقة ما وكيفية
الوصول إلى أهدافها”.
وعادة ما تكون المعلومات المطلوبة حول وقت مرور الأجهزة الأمنية عبر منطقة وما هي قوتها في قوة النيران والأرقام. وبهذا، يخطط مقاتلو الحركة بسهولة لكمين ويزرعون متفجرات على الطريق الذي تستخدمه الأجهزة الأمنية بانتظام.
كما يوفر بعض المتعاونين المأوى والغذاء والنقل والمعلومات لمقاتلي الحركة. بحسب الصحيفة.