مع استمرار هجمات مقاتلي حركة الشباب في كينيا السلطات تسعى لإقامة مزيد من المعسكرات الأمنية في لامو

 مع استمرار هجمات مقاتلي حركة الشباب المجاهدين في كينيا تسعى السلطات الكينية لإقامة المزيد من المعسكرات الأمنية في المناطق التي ينشد فيها مقاتلو الحركة في شمال شرق كينيا.
وتريد السلطات التركيز على المناطق التي ثبت أنها سهلة الاختراق ويمكن الوصول إليها بسهولة من قبل مقاتلي حركة الشباب الذين يحظون بدعم من السكان المحليين.
وشهدت لامو موجة من الهجمات على مر السنين، مما أسفر عن مقتل المئات من ضباط الأمن والمسؤولين الحكوميين.
وفي الوقت الحالي، تجري حاليا “عملية أماني بوني”، التي أطلقت في أيلول/سبتمبر 2015، لمحاولة إخراج  مقاتلي حركة الشباب الذي يتمركزون داخل غابة بوني حيث يشنون هجمات قوية في أجزاء من لامو.
وعقدت السلطات الكينية اجتماعا مع أصحاب المصلحة المتعددين حول ما يسمى السلام والأمن والتماسك في بلدة موكوي يوم الاثنين الماضي، “أشاد خلاله قادة لامو بالوكالات الأمنية للخطوات التي قطعتها في استعادة السلام والاستقرار”. بحسب موقع هيران.
وقالوا إن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود للتصدي بفعالية لخطر حركة الشباب. بحسب الموقع.
وكان الهدف من الاجتماع، الذي قادته منظمة البحث عن أرضية مشتركة في إطار مشروع أوتشاجوزي بيلا بالا، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، هو توفير منصة للقادة لعرض وجهات نظرهم حول القضايا الأمنية.
وحثت باريسا ديكو من باسوبا الأجهزة الأمنية على العمل بجدية أكبر لسد أي ثغرات حالية يتم تعظيمها من قبل الجهاديين لشن هجمات في لامو.
وبحسب موقع هيران فإن النقاط الساخنة الشهيرة مثل مليما وا فارو وجسر كوا أومولو وكوا مسو وسانكوري بين ماراراني وكيونغا في غابة بوني، مرشحة لإقامة معسكرات للجيش في مثل هذه المناطق لاحتواء الهجمات الجهادية.
وتشمل النقاط الساخنة الأخرى منطقة مامبو ساسا بين ويتو وبانغاني ومنطقة نيونغورو على طول طريق لامو-ويتو-غارسن في لامو الغربية التي يقول القادة إنها بحاجة إلى معسكرات أمنية نشطة لتجنب الهجمات الجهادية.
 في أوائل عام 2018، أقامت الحكومة الكينية معسكرات أمنية إضافية في مناطق محددة يعتقد أنها نقاط ساخنة لحركة الشباب على طول طريق لامو-ويتو-غارسن، بما في ذلك ميليهوي ولانغو لا سيمبا وغامبا.
وفي يوم الأحد، أصيب ما لا يقل عن 10 من ضباط وحدة الخدمات العامة بعد أن دهست سيارتهم، وهي ناقلة جنود مدرعة، عبوة ناسفة بدائية الصنع زرعها مقاتلو الحركة في مليمة وا فارو في لامو ويست حوالي الساعة 9 صباحا.
وقتل ثلاثة من ضباط قوات الدفاع الكينية في اليوم نفسه بعد أن أصيبت سيارتهم بعبوة ناسفة في منطقة باندانغو.
وشهد يوم أمس الخميس، إغارة لمقاتلي حركة الشباب المجاهدين على قاعدة عسكرية للقوات الكينية في بلدة جبي بمقاطعة مانديرا شمال شرقي كينيا، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الكينيين.
وسجل يوم الأربعاء مقتل 3 جنود من القوات الكينية على الأقل وإصابة 5 آخرين وتدمير عربة عسكرية كانوا يستقلونها إثر استهدافهم بتفجير عبوة ناسفة زرعها مقاتلو الحركة بين منطقتي سرمان وغوبا بمقاطعة مانديرا شمال شرقي كينيا، كما أغار مقاتلو الحركة على قاعدة عسكرية كينية في منطقة غوبا واستهدفوها بقذائف الـآر بي جي.

 

بداية الانسحاب من الصومال

 

أعلنت قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أتميس)، يوم  الأربعاء، البدء في الانسحاب بعد 18 عاما من مشاركتها في الحرب ضد حركة الشباب المجاهدين والسعي لمنع إقامة نظام الشريعة الإسلامية في البلاد.
وقالت القوة في بيان، سلمت الجيش الحكومي قاعدة الحاج علي العسكرية بولاية هيرشبيلى في وسط البلاد، والتي كانت تتولى “أتميس” إدارتها، إيذانا بالبدء الرسمي لسحب 2000 جندي بحلول 30 يونيو/حزيران الجاري.
ومن المتوقع أيضا أن تسحب “أتميس” آخر 3000 جندي بحلول سبتمبر/ أيلول امتثالا لقراري مجلس الأمن الدولي 2628 و2670، اللذين يفوضان القوة الأفريقية بتسليم المسؤوليات الأمنية في المناطق المتفق عليها إلى قوات الأمن الصومالية.
 وتزامنا مع الإعلان عن بدء انسحاب “اتميس”، شنت حركة الشباب يوم الأربعاء، هجوماً مزدوجا استهدف قاعدة عسكرية في الصومال.
وهزّت تفجيرات استشهادية وقعت بشكل متزامن القاعدة الواقعة في مدينة بارديري حيث تتمركز قوات إثيوبية وصومالية.
 وتتولى قوات (أتميس)، مهام استراتيجية، بما في ذلك، توفير الحماية لقادة الحكومة الصومالية ومصادرهم الاقتصادية، مثل الموانئ والمطارات، حتى يصبح الجيش الصومالي قويًا بما يكفي لمواجهة الحركة الجهادية بمفرده، إضافة إلى فتح طرق الإمدادات الرئيسية وتوفير الأمن للمراكز الرئيسة للحكومة المدعومة من الغرب، وتطوير قدرات وإمكانات القوات الصومالية وتمكينها من تسلم المهام الأمنية من قوات أتميس بنهاية تفويضها وضمان استمرار الصومال تحت الهيمنة الغربية.
وكان الحكومة الصومالية قد شنت هجوما كبيرا على مناطق سيطرة حركة الشباب لإسقاط نظام الشريعة الإسلامية فيها بقيادة القوات الأمريكية للقوات الصومالية الخاصة التي تلقت تدريبها على يد القوات الأمريكية لكنها فشلت في نهاية المطاف بسبب الهجمات الكاسحة لمقاتلي حركة الشباب على القواعد العسكرية الأمامية لهذه القوات حيث تمكنوا من إلحاق خسائر مادية وبشرية كبيرة واغتنام معدات وآليات عسكرية كثيرة.
وفي تصريح لأمير حركة الشباب المجاهدين الشيخ أبو عبيدة أحمد عمر أكد أنهم غنموا أكبر عدد من الآليات العسكرية منذ سقوط نظام المحاكم الإسلامية.
وشن مقاتلو الحركة بعد فشل الهجوم على مناطق سيطرتهم سلسلة هجمات كاسحة أخرى كان منها الهجوم الكبير في 26 مايو/آيار على قاعدة للاتحاد الأفريقي في منطقة شبيلي السفلى أسفر عن مقتل أكثر من 200 جنديًا أوغنديًا.
إضافة إلى العديد من الهجمات التي تسببت في خسائرة كبيرة في صفوف القوات الدولية والقوات والميليشات الصومالية.
ما أكد فشل جميع استراتيجات الغرب في التصدي لحركة الشباب المجاهدين.
وهو السبب الذي دفع الدول الممولة لقوات الاتحاد الإفريقي، لطرح تساؤولات حول مصير هذه القوات، وطول فترة عملها في الصومال دون أن تحقق الأهداف الكاملة، ولضعف التمويل جاء قرار سحب القوات دون أن تحقق أهدافها بتمكين الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب من حكم البلاد.

 

 تحذيرات أمنية

 

وحذر خبراء أمنيون من أن انهيارا سريعا لمؤسسات الحكومة قد ينتظر الصومال عندما تنتهي مهمة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال، ما لم يتم رفع حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على البلاد.
ويقول هؤلاء إن الصومال يمكن أن تصبح أفغانستان أخرى إذا غادرت قوات الاتحاد الأفريقي البلاد، دون أن تحصل الصومال على قوات أمن قوية ومسلحة تسليحاً جيداً تتمتع بتمويل ودعم دولي.
ويتوقع أن يؤدي الانسحاب السريع لقوات الاتحاد الأفريقي في الصومال إلى انهيار سريع للحكومة الصومالية، على غرار ما حدث في أفغانستان عندما غادرت القوات الأمريكية في أغسطس/آب 2021.
وتستعد كينيا لذلك مبكرا برفع عدد نقاط الأمن على حدودها مع الصومال في حين تمكن مقاتلو الحركة من تأسيس فرع لهم في داخل التراب الكيني.