مصر تتهم إثيوبيا بـ”التعنت” بشأن سد النهضة وتطالب جامعة الدول العربية “بحثّ إثيوبيا للتخلي عن توجهاتها الأحادية”
قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري اليوم الأربعاء، إن إثيوبيا لم تُظهر أي توجه للأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة بشأن قضية سد النهضة، خلال المفاوضات الأخيرة، وأعرب عن معارضته للموقف المتعنت من أديس أبابا بشأن السد.
وأكد شكري، في كلمة، خلال اجتماع مجلس «جامعة الدول العربية»، أنه لا يوجد تغير في «التوجه الإثيوبي الأحادي فيما يتصل بملء وتشغيل سد النهضة». وعبَّر الوزير المصري عن تطلع بلاده إلى استمرار دعم الجامعة العربية، «لحثّ إثيوبيا للتخلي عن توجهاتها الأحادية، والتحلي بالإرادة السياسية اللازمة للتوصل إلى اتفاق قانونيّ مُلزم دون إبطاء».
وكانت مصر قد أعلنت أن جولة المفاوضات، التي اختتمت أواخر الشهر الماضي، في القاهرة بشأن سد النهضة، لم تشهد تغيرات ملموسة في مواقف الجانب الإثيوبي.
واختتمت مفاوضات القاهرة التي انطلقت الأسبوع الماضي، حول أزمة سد النهضة بفشل جديد حيث خرج الطرفان دون تغير ملموس.
يذكر أن وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور هاني سويلم، كان شدد على ألا ضمان للوصول لاتفاق في مفاوضات سد النهضة خلال 4 شهور، مشيرا إلى أن الجميع يسعى للوصول إلى حل نهائي يحمي حقوق الدول الثلاث.
كما أن الخبير المصري الدكتور عباس شراقي، كان كشف عن تداعيات الملء الرابع لسد النهضة، مؤكداً أنه وخلال هذا العام ولأول مرة منذ فترة تم حجز معظم فيضان النيل الأزرق الذي يشكل حوالي 60% من الإيراد الكلي لنهر النيل، مؤكدا أنه حدث نقص بنحو 25 مليار م3 وبنسبة 84%، وهذا لم يحدث في التاريخ حتى في سنوات الجفاف.
وتابع أن معظم المناطق على طول النيل الأزرق والرئيسي شمال الخرطوم تعاني من انخفاض إيراد النيل ما أثر على ملايين المزارعين الذين يعتمدون على الزراعة الفيضية، مشيرا إلى أن التخزين الرابع ما زال مستمرا حتى وصل المنسوب إلى 623م بإجمالي 38 مليار متر مكعب ومن الممكن أن يتوقف في أي وقت خلال الأيام القليلة القادمة حتى يصل التخزين إلى 41 مليار متر مكعب عند منسوب 625 مترا.
وتعتبر مصر، التي تعتمد على النيل لتأمين 97% من حاجاتها من الماء، أن سد النهضة يمثل تهديدا “وجوديا” لها.