كينيا تؤكد موعد سحب قواتها بشكل نهائي من الصومال وترفض الكشف عن عدد قتلاها وتقدم تعويضات للعائلات المتضررة

أكدت كينيا يوم الأربعاء، أن آخر قوات لها تحت مظلة الاتحاد الإفريقي في الصومال “أتميس” ستنسحب من البلاد في ديسمبر 2024  بحسب صحيفة إيست أفريكان.
وجاء التأكيد في بيان من مكتب وزير الدفاع، عدن دوالي، الذي أكد أن كينيا تتبع برنامج الأمم المتحدة المقرر للانسحاب من الصومال.
وقالت كينيا أنها تدعم مطلب الحكومة الصومالية بتأخير سحب الدفعة الثانية من قوات أتميس من 3000 جندي المقرر سحبها في سبتمبر الماضي، كما دعم هذا المطلب كل من أوغندا وإثيوبيا وبوروندي وجيبوتي. ولكنهم جميعا سألوا عن الموارد لدعم القوات.
وقال دوالي أن أكثر من 4000 من القوات الكينية تحت مظلة أتميس ستنسحب من الصومال في ديسمبر من السنة المقبلة. وأكد على أن انسحاب أتميس بدأ بالفعل وهو يمضي بشكل مراحل.
وقال إن القوات الكينية تخدم تحت أتميس، من خلال مجلس الأمن للاتحاد الإفريقي بموافقة مجلس الأمن للأمم المتحدة.
وقال إن سحب القوات بدأ في شهر أبريل من السنة الماضية، وبرنامج الانسحاب سينتهي في 31 ديسمبر 2024 في استراتيجية أتميس التي تهدف إلى نقل المسؤوليات الأمنية بشكل تدريجي للقوات الأمنية الصومالية تحت المخطط الانتقالي في الصومال.
وأوضح أن قرار القوات الكينية بالانسحاب من الصومال، يتعلق بعدة عوامل، بما في ذلك تقدم بعثة أتميس، وحالة الظروف الأمنية والسياسية في الصومال.
وقال أيضا أن المرحلة الأولى من الانسحاب، تمت بسحب 2000 من قوات أتميس في يونيو 2023 الماضي. والتي ضمت 400 من القوات الكينية ومثلهم من القوات الأوغندية ومثلهم من القوات الإثيوبية، و600 من القوات البورندية، و200 من القوات الجيبوتية.
وقال أن المرحلة الثانية من مخطط الانسحاب، تشمل 3000 من القوات، كانت مجدولة بتاريخ 30 سبتمبر، حيث كان على كينيا سحب 754 ضابط أمن بما فيهم 600 من قوات الدفاع الكينية و154 من الضباط الذين خدموا في مختلف المجموعات.
لكن المخطط تم إيقافه، بانتظار قرار الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في الرد على مطالبة الحكومة الصومالية تأجيل الانسحاب لمدة 3 أشهر أخرى، ويقول دوالي أن الطلب سيكون مضمونًا إذا قبله مجلسي الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
وقال دوالي: “هذا التأجيل يأتي لأن الحكومة الصومالية وقواتها الأمنية تخوض حاليًا حربًا جادة ضد حركة الشباب في المنطقة الوسطى من الصومال”.
وقال أن المرحلة الثالثة من استراتيجية الانسحاب ستبدأ في 1 أكتوبر وتنتهي إلى غاية يونيو 2024، حيث من المفترض أن تنسحب 4000 من القوات الكينية.
وأوضح أن المرحلة الأخيرة التي تمثل آخر مرحلة من مخطط الانسحاب، ستكون بين 1 يوليو 2024 و31 ديسمبر 2024. وأنه خلال المرحلة الرابعة، جميع القوات المتبقية من كينيا والدول المشاركة بقوات ستنسحب من الصومال.
وقال:”إن كان هناك تغيير في الخطة، لن يكون قرار كينيا، ولكنه قرار مجلس الأمن للاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن للأمم المتحدة”.
ونبه دوالي إلى أن انسحاب القوات الكينية من الصومال بشكل كامل، يعتمد على مصالح البلاد الوطنية الأمنية. وقال:”سنقوم بتحليل الوضع ما بعد انسحاب قوات أتميس، بالأخذ بعين الاعتبار، مصالح بلادنا الوطنية الأمنية. أي قرار لسحب القوات الكينية من الصومال يجب أن يكون لأجل أفضل مصلحة للبلاد”.
وأوضح أن بعثة أتميس تقودها قرارات مجلسي الأمن للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وتهدف إلى إضعاف التهديد الذي تشكله حركة الشباب ولضمان مناخ آمن في الصومال.
وقال دوالي أن مصلحة بلادهم الوطنية الأمنية متعلقة باستقرار الصومال، “حتى تكون الحدود من 800 كم بيننا وبين الصومال، محفوظة وآمنة”.

 

كينيا ترفض الكشف عن عدد قتلاها في الصومال

 

واعترف دوالي أن مهمة القوات الكينية في الصومال كان لها تبعات، منها عدد القتلى، والمصابين، وخسارة الممتلكات.
وأكد دوالي أن القوات الكينية عانت من الخسائر خلال سنوات، بما في ذلك عدد القتلى، لكن الحكومة لن تكشف عن العدد الحقيقي من القتلى والمصابين لأسباب أمنية.
وقال دوالي:”لن أقدم إحصائيات بشأن القتلى والمصابين للإعلام، لقلقنا الرئيسي من أنه سيتم استعمالها في وسائل الدعاية من أعدائنا والإرهابيين”.
وأوضح دوالي أنه سيتم تقديم تعويضات ودعم للجنود المتضررين، والعائلات التي خسرت أحبائها ستحصل على حزمة مساعدة التي تشمل دعمًا ماليًا، وسيتم دفعها خلال 3 أسابيع.
وقال دوالي:”كل جندي سيحصل على 4 مليون شلن كيني (25954 دولار)، فوق وأكثر من راتبه، والتي تضم دية مقتله، وإن كان يخدم تحت مظلة أتميس، فإن الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة سيقدمان له 50 ألف دولار، فوق الـ4 ملايين التي تقدمها الحكومة الكينية”.
ونبه إلى التأخير يقع، عندما ترفض العائلات قبول من يجب أن يحصل على التعويض، وإلى حل هذه الخلافات تتطلب عملية التعويض وقتًا أطول.
وأضاف أن الدعم المقدم للعائلات يركز على الأرامل، والأيتام، وخدمات ذوي الاحتياجات الخاصة. كما أن هناك دعم استشاري ونفسي كبير لمساعدة الأفراد والعائلات لتجاوز الخسارة والموت، إضافة إلى تأسيس شبكة مستوعبة لمراكز الخدمات مع موظفين اجتماعيين مدربين ومستشارين.
وأوضح وزير الدفاع الكيني أن كل من يفقد حياته خلال الخدمة يتم تكريمه، ويتم دفنه وفق التقاليد العسكرية، وتقام له الخدمات التذكارية وتقدم له ميداليات التكريم.
وأعلنت كينيا عن عملية ليندا نشي، في 2011 بالتدخل العسكري في الصومال لقتال حركة الشباب المجاهدين، وتتحدث حاليا عن الخروج من الصومال وقد أصبح لحركة الشباب جبهة قتالية كاملة وفرعًا جهاديًا متمكنًا داخل الأراضي الكينية، يحظى بحاضنة شعبية وينفذ هجمات على أهداف ومصالح كينية بشكل مستمر. لم يكن متواجدًا قبل الغزو الكيني للصومال.
وكبّدت هجمات مقاتلي الحركة القوات الكينية خسائر فادحة، بشرية ومادية، سواء على قواعدهم في داخل الصومال أو في داخل كينيا.
ولطالما أنكرت القيادة الكينية هذه الخسائر، على الرغم من إحراجها بنشر صور قتلاها وأسراها في إعلام حركة الشباب، والتي تضمنت حتى وثائق الجنود القتلى بأسمائهم، ما دفع المواطنين الكينيين في محاولة للوصول إلى معلومات بشأن الجنود المفقودين، للاتصال بحركة الشباب التي وفرت في مرات، طرق اتصال لهذا الغرض، في تحدٍ للحكومة الكينية التي واصلت سياسة التكتيم الإعلامي على خسائرها لتخفيف أثر الصدمة.