قتلى وجرحى بغارات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة على لبنان وحزب الله يستهدف تل أبيب واجتياح بري على الأبواب
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يشن في الوقت الراهن هجمات مكثفة على جنوب لبنان ومنطقة البقاع.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية عدة مواقع في جنوب لبنان، ومنها الزهراني والصرفند والنبطية ومحيط مدينة صور.
وفي وقت سابق، قالت مراسلة “الحرة”، الأربعاء، إن الغارات الإسرائيلية تتواصل على مختلف المناطق والقرى الجنوبية، حيث استهدفت صباحا بلدة تفاحتا في قضاء صيدا، وكانت قرى قضاء صيدا من كفرملكي إلى البيسارية وحومين وتفاحتا وصربا وعربصاليم وجباع وجرجوع وغيرها قد تعرضت ليل أمس وحتى فجر اليوم لسلسلة غارات عنيفة.
كما سجلت غارات على النميرية وصريفا وتفاحتا وسبع غارات متتالية ليلا على القصيبة استهدفت مبان على الطريق العام، ما أدى الى قطع الطريق باتجاه النبطية وصور بسبب تراكم الأنقاض عليها.
وشنت مقاتلات حربية عشرات الغارات، ليل الثلاثاء وفجر الأربعاء، على عمق البقاع الشمالي والغربي، حيث استهدفت فجر اليوم مناطق وبلدات مختلفة في بعلبك والهرمل، كما نفذت سلسلة غارات استهدفت ليلا بلدات مشغرة وميدون وسحمر ويحمر ولبايا وقليا في البقاع الغربي، وارتفع عدد القتلى في البقاع إلى 116 منذ بدء الغارات الإسرائيلية المكثفة، الاثنين.
وللمرة الأولى شنت مقاتلة إسرائيلية غارة على بلدة الجية الساحلية، بين بيروت وصيدا، بعد منتصف ليل الثلاثاء، على بعد نحو 75 كيلومترا شمال الحدود مع فلسطين المحتلة. وقد أدت الغارة إلى قطع الطريق باتجاه الجنوب نتيجة تراكم الأتربة والصخور والأنقاض، قبل أن تتم إعادة فتحها، ولم تسفر عن وقوع قتلى.
ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي أعنف غاراته الجوية في الحرب هذا الأسبوع مستهدفا قادة بحزب الله، وضرب مئات الأهداف في عمق لبنان مما أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص وإصابة نحو 1800.
وتسببت عمليات القصف على الجنوب والبقاع بنزوح وتهجير نحو نصف مليون شخص داخل البلاد وخارجها.
تل أبيب
وأعلن حزب الله التابع لإيران في بيان أنه عند الساعة السادسة والنصف صباحا بتوقيت بيروت أطلق صاروخا باليستيا من نوع “قادر 1” واستهدف “مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب وهو المقر المسؤول عن اغتيال قادته وعن تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي الأسبوع الماضي”، وهي المرة الأولى التي يتم استخدام هذا النوع من الصواريخ.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت في تل أبيب، الأربعاء، وقت اعتراض الدفاعات الجوية لصاروخ أرض-أرض بعد رصده قادما من لبنان.
ولم ترد أنباء عن أضرار أو إصابات. وقال الجيش إنه لم يطرأ تغيير على تعليمات الدفاع المدني.
كما أكد مراسل “الحرة” استهداف مدينة صفد بشمال فلسطين المحتلة بعشرات القذائف الصاروخية من حزب الله، وقال إنه تم اعتراض عدد كبير منها.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، إن مقاتلات اعترضت طائرة مسيرة جنوب بحيرة طبريا دخلت المجال الجوي من سوريا.
وذكر الجيش “اعترضت طائرة حربية مسيرة… أطلقت من جهة الشرق واخترقت الأجواء الإسرائيلية عبر سوريا. لم تقع إصابات أو أضرار”.
تحذير من حرب شاملة
وحذرت مصر والأردن والعراق في بيان مشترك، الأربعاء، من أن “إسرائيل” “تدفع المنطقة إلى حرب شاملة”، مع مواصلتها الحرب في قطاع غزة، وتصعيدها القصف الجوي ضد أهداف لحزب الله في لبنان.
وقال وزراء خارجية الدول الثلاث بعد اجتماع في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنهم بحثوا “التصعيد الخطير الجاري في المنطقة، وشددوا على أن وقف هذا التصعيد يبدأ بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. كما أدان الوزراء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأكدوا على أن اسرائيل تدفع المنطقة إلى حرب شاملة”.
ويتبادل الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله القصف عبر الحدود منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، وقتل نتيجة الغارات الإسرائيلية مئات من عناصر حزب الله والمدنيين في لبنان، فيما قتل العشرات من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين بقصف من الحزب.
الاجتياح البري
وذكرت هيئة البث العبرية (رسمية) أن “إسرائيل تستعد لعملية برية محتملة في لبنان، وتستمر التحضيرات لها“.
وأضافت أن غالانت “التقى (الثلاثاء) جنودا يتدربون على هذا السيناريو (اجتياح بري)”.
وقال غالانت للجنود: “إسرائيل لم تقل الكلمة الأخيرة بعد في قتالها ضد حزب الله“.
وادعى أن “حزب الله اليوم يختلف تماما عما كان عليه قبل أسبوع، ولدينا ضربات إضافية جاهزة“.
ومنذ أيام، تتواتر أنباء في الإعلام الإسرائيلي عن شن عملية برية بداعي تأمين عودة أكثر من 100 ألف نازح إسرائيلي إلى المستوطنات قرب الحدود مع لبنان.
على الجانب الآخر، تسبب القصف الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في نزوح أزيد من 111 ألف لبناني من الجنوب، يضاف إليهم نحو ربع مليون من الجنوب والشرق منذ الاثنين الماضي.
ومنذ صباح الاثنين، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام؛ وأسفر عن 564 قتيلا، بينهم 50 طفلا و94 امرأة، بالإضافة إلى 1835 جريحا، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
كما يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، حربا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، أسفرت عن أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.