قادة الجيش الإثيوبي وصومالي لاند يجتمعون وسط توترات إقليمية
يناقش قائدا الجيش في إثيوبيا غير الساحلية وإقليم صومالي لاند الانفصالي التعاون العسكري مع تزايد القلق بشأن اتفاق قد يمنح إثيوبيا قاعدة بحرية على خليج عدن. بحسب وكالة بي بي سي.
ووقع الجانبان اتفاقا في 1 يناير لمنح إثيوبيا منفذا تجاريا وعسكريا إلى البحر. ووصفته الصومال بأنه عمل عدواني.
وتعتبر صومالي لاند جزءا من أراضي الصومال وتعهد الشعب الصومالي بالدفاع عن سيادته على أرضه.
وانفصلت صومالي لاند، وهي مستعمرة بريطانية سابقة، عن الصومال في عام 1991 لكنها غير معترف بها دوليا كدولة مستقلة.
وتحدث المارشال الإثيوبي بيرهانو جولا مع الميجور جنرال نوح إسماعيل تاني في صومالي لاند حول “السبل الممكنة للعمل معا” في اجتماع يوم الاثنين في أديس أبابا، حسبما ذكر الجيش الإثيوبي في بيان.
ولم يتم إعطاء مزيد من التفاصيل بشأن هذا الاجتماع.
ووافقت صومالي لاند على تأجير جزء من الساحل لإثيوبيا لقاعدة بحرية في مذكرة التفاهم التي وقعتها في 1 يناير، وفقا لبيانات من كلا الجانبين. وقالت صومالي لاند إن إثيوبيا ستوافق في المقابل على الاعتراف بها مستقلة في وقت ما مستقبلا.
ولم تؤكد إثيوبيا ذلك بشكل واضح إنما أجلته للمستقبل، وتحدثت بدلا من ذلك عن إجراء “تقييم متعمق نحو اتخاذ موقف فيما يتعلق بجهود صومالي لاند للحصول على الاعتراف”.
ويرى الصوماليون في مذكرة التفاهم اعتداء على سلامة بلادهم الإقليمية.
وتحرك كل من الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة لمحاولة تهدئة التوترات.
وأعقب هذا الاتفاق تنديدات وتحذيرات من الصومال ودول عدة في المنطقة وخارجها، وكذلك منظمات إقليمية ودولية حذرت من مغبة إدخال المنطقة في صراع هي في غني عنه في الوقت الحالي.
وقرأ الجميع التحركات الإثيوبية على أنها ضد مصلحة الصومال وسيادته.
ويرى بعض المراقبين أن تطورات الموقف العام ضد إثيوبيا قد يكون له أثر آخر، ولكن التحركات الإقليمية والدولية تؤكد أن حراكا يسير على خطى حثيثة لدعم تأكيد إعلان صومالي لاند كدولة ذات كيان منفصل حتى إن كان البعض يرى ذلك ضد مصلحة الصومال، وقد ظهرت أصوات بريطانية سياسية تشجيعها للاعتراف باستقلال صومالي لاند كدولة، بشكل واضح على منصات التواصل .
ومع أن المنطقة الصومالية يوجد فيها قواعد دولية وإقليمية عسكرية بالتوازي مع تعاون إقتصادي أو تحركات أمنية متعددة لصالح القوى الأجنبية إلا أن الإعلان الإثيوبي كان الأكثر جرأة والأوضح خطرًا والذي جاء عبر إعلان رسمي على مختلف الوسائل الإعلامية.
وكان قد سبق تلك التحركات تصريحات أديس أبابا للبحث عن منفذ بحري بكل السبل، وهو ما أعتبرته بعض الدول المجارة لها أنه قد يكون انتهاكا لسيادتها لكن أديس أبابا قد بدأت فعليا في تحقيق طموحاتها في البحر. وعن طريق بحر الصومال ستتمكن من الوصول لخليج عدن.
وفي الوقت الذي يندد الصوماليون بالاتفاقية يرحب الإثيوبيون بها مما عزز موقف آبي أحمد الداخلي في ذروة الاستياء منه وتراجع شعبيته.
وأشارت رابطة المعلمين الإثيوبيين إلى أن مذكرة التفاهم الموقعة مع صومالي لاند للوصول إلى البحر تدل على المثابرة التي أظهرتها الحكومة في القيادة من أجل المصلحة الوطنية والتنمية المستدامة بحسب الصحافة الإثيوبية.
وصرح رئيس الرابطة، يوهانس بنتي، لوكالة الأنباء الإثيوبية بأن الاتفاقية الموقعة على أساس تقاسم ثرواتنا مع الآخرين والحصول على منفذ بحري من الآخرين مفيد للبلاد.
تأتي هذه التطورات وسط أنباء عن انسحاب مصر من اتفاقية سد النهضة وتوجيهها دعوة للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لزيارة القاهرة.
وقد زار حسن شيخ محمود إريتريا وتشير التوقعات إلى أن زيارته جاءت بهدف بحث سبل التهدئة في المنطقة بعد توقيع الاتفاقية.
وفي الولايات الإسلامية الواقعة تحت سيطرة حركة الشباب المجاهدين في مناطق شاسعة وسط وجنوب الصومال لا تزال المظاهرات المنددة بالاتفاقية مستمرة. في حين أكدت القيادة العسكرية للحركة أن الاتفاقية باطلة.