قائد أفريكوم: الضربات الأميركية في الصومال لن توقف المجاهدين وتقارير تؤكد بأنها ليست فعالة بل نتائجها عكسية
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
في تصريح جديد لقائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” قال الجنرال توماس فالدهاوسر يوم الخميس “أنّ الحملة الجوّية التي يشنّها الجيش الأميركي ضد حركة الشباب في الصومال لن توقف الجهاديين”.
تصريح قائد أفريكوم جاء خلال خطاب له في مجلس الشيوخ الأمريكي، قال فيه: “في النهاية، هذه الضّربات لن تهزم (حركة) الشباب”.
وحثّ القائد الأمريكي الجيش الصومالي على حمل أعباء هذه الحرب وتحمل مسؤولية قتال حركة الشباب المجاهدين في الصومال ، وقال: “الخلاصة هي أنّ الجيش الوطني الصومالي يحتاج إلى أن يزداد عديده، وأن يتقدّم ويتحمّل مسؤوليّة” أمن البلاد.
غير فعالة بل نتائجها عكسية
تقارير أخرى غربية تناولت هذا الموضوع وحقيقة فعالية الضربات الجوية في الحرب ضد الجماعات الجهادية، كمثل مقالة حملت عنوان “ضربات الطائرات بدون طيار الأمريكية تصب المزيد من الوقود على نار الإرهابيين” خلصت إلى أنه “إضافة إلى توسيع صلاحيات الضربات تحت إدارة ترامب، فهناك الكثير من الأدلة على أن الضربات بطائرات بدون طيار الأمريكية في اليمن ليست فعالة بل في الواقع لها نتائج عكسية”.
ويرى المراقبون إلى أن هذه الخلاصات تأتي نتيجة استمرار النشاط الجهادي وتوسعه رغم تصاعد عدد الضربات الجوية الأمريكية التي في الواقع تقتل مدنيين بشكل كبير.
حيث تشير التقارير إلى أن قتيلا واحد كان مدنيا من بين 3 قتلى تستهدفهم طائرات القصف الأمريكية في اليمن. وعلى نفس الوتيرة يتم استهداف المدنيين في الصومال وبقية مناطق الصراع.
ما يثير مشاعر العداء اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية بشكل متصاعد لدى الشعب ويقوي أيضا في نفس الوقت شرعية قتالهم التي تنادي بها حركة الشباب المجاهدين وبقية الجماعات الجهادية.
ما وراء التصريحات الأمريكية
ويرى مراقبون أن تصريحات قائد أفريكوم جاءت في وقت يتوقع فيه أن تقوم الولايات المتحدة بتقليص بعض برامجها لمكافحة الإرهاب في إفريقيا ، حيث تخطط وزارة الدفاع الأمريكية لخفض مستويات القوات بنحو 10٪ في السنوات القادمة.
كما يتزامن هذا التراجع مع تحول في الإستراتيجية الأمريكية في إفريقيا والتي أصبحت تركز بشكل أكبر على سباق الهيمنة مع خصومها من الدول الكبرى.
وفي هذا الشأن تساءل السناتور جاك ريد ما إذا كانت أفريكوم لديها الموارد الكافية للقيام بمهمة مكافحة الإرهاب ونفوذ بكين وموسكو المتنامي “بأموال محدودة ، ومعدات ، وشعوب”.
ويبدو أن التركيز الأمريكي في المرحلة القادمة هو تحويل الموارد إلى القيادة الهندية والمحيط الهادئ والقيادة الأوروبية ، حيث يتصاعد خطر المواجهة مع القوى الكبرى.
وسبق وأن أعلن قائد أفريكوم الجنرال والدهاوزر بأن قيادته تفتقر إلى الموارد ، ولا سيما في مجال قدرات الاستخبارات والمراقبة وعمليات الإجلاء الطبي.
ولم يخفي الجنرال الأمريكي مخاوف واشنطن من النمو المتصاعد للقوة الصينية في إفريقيا وكذلك الروسية، وسلط الضوء في حديثه عن الصين على كون بكين تتمتع بالفعل بنفوذ كبير فى القارة السمراء، حيث تدير حاليا قاعدة عسكرية على بعد سبعة أميال فقط من مركز القاعدة العسكرية الأمريكية في جيبوتى.
كما تتمدد بكين عبر أخطبوط من الاستثمارات في مجال البنية التحتية والموانئ في جميع أنحاء أفريقيا ما يهدد مصالح واشنطن في ميناء جيبوتي الرئيسي.
وقال والدهاوسر : “إن مثل هذه الخطوة من المحتمل أن تعيق البعثات الأمريكية عبر شرق إفريقيا”.
ويجدر الإشارة إلى أن حكومة جيبوتي تدين للصين بأكثر من 80% من ديونها ما يجعلها خاضعة للسياسة الصينية بشكل مستمر.
ومع أن المسؤولين الجيبوتيين أرسلوا بتطمينات للأمريكيين بشأن عدم بيع الميناء للصين، يقول قائد أفريكوم: تبقى “النقطة الأساسية هي أنها لا تزال (الصين) مصدر قلق” .
رغم تصعيد الضربات حركة الشباب مستمرة
وبحسب موقع لونغ وور جورنال فقد صعّدت قيادة أفريكوم من ضرباتها منذ عام 2017، بتنفيذ 35 ضربة في عام 2017 إلى 47 ضرب في عام 2018 في الصومال، في حين نفذت إلى الآن حوالي 12 ضربة منذ انطلاق السنة الميلادية الجديدة.
ومع ذلك فإن حصاد العمليات العسكرية الذي نفذته حركة الشباب خلال نفس الفترة يؤكد نجاح الحركة في ضرب أهداف شديدة الحساسية والتحصين سواء داخل البلاد والعاصمة الصومالية مقديشو أو داخل كينيا والعاصمة الكينية نيروبي فضلا عن مناطق أخرى من البلاد أين تتمركز الميليشيات الحكومية والقوات الإثيوبية وقوات أميصوم.
بل امتدت الذراع العسكرية للحركة إلى داخل مقرات الشركات الأجنبية المرتزقة التي تعمل بدون تراخيص في بونتلاند. وعكس منحنى العمليات للحركة صعودا وتنوعا في الضربات وليس انحسارا.
لتؤكد هذه المعطيات بأن الكلمة الأخيرة في المشهد الأمني هي لحركة الشباب المجاهدين في وقت تقف فيه الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب في موقف العاجز,
وتأتي مطالبات قائد أفريكوم للحكومة الصومالية لكي تستلم زمام الحرب على حركة الشباب تزامنا مع تراجع القوات الأمريكية من الساحة الإفريقية بدافع التهديد الروسي والصيني وخروج قوات بعثة الإتحاد الإفريقي أميصوم من البلاد مع حلول 2020.
فهل سيكون هذا الانسحاب جديا وتضطر معه الحكومة الصومالية لمواجهة حركة الشباب المجاهدين مع ما تعانيه من فساد وضعف وتفكك رغم حجم الدعم الدولي لها، أم أنها مجرد تصريحات لأهداف سياسية.
وهو ما ستكشفه عنه الأيام المقبلة.