فتوى العلماء في الولايات الإسلامية في الصومال في التصدي للغزو الصليبي ونصارى الحبشة

أعلنت حركة الشباب المجاهدين عن اختتام الدورة الثانية للاجتماع التشاوري حول قضايا الجهاد في شرق أفريقيا، المنعقدة ما بين (18 شوال 1444الموافق 8 مايو 2023م  إلى 25 شوال 1444هـ الموافق 15 مايو 2023م)- برعاية مكتب السياسة والولايات للحركة.
وشارك في هذا المؤتمر التشاوري الموسع أكثرُ من مائة عضو يمثلون جميع شرائح المجتمع، مثل العلماء والمثقفين ونقباء العشائر والقيادة العليا لحركة الشباب المجاهدين.
وناقش المؤتمر الحالة الراهنة في جهاد شرق أفريقيا ومؤامرات العدو المتنوعة ضد المسلمين لإضعاف الجهاد القائم في شرق إفريقيا بقيادة حركة الشباب المجاهدين، بحسب البيان الختامي للمؤتمر الذي صدر بخمس لغات، هي العربية والصومالية والإنجليزية والسواحيلية والأورومية.
ورافق اختتام المؤتمر إصدار فتوى العلماء في الولايات الإسلامية في الصومال في التصدي للغزو الصليبي ونصارى الحبشة.

 

مقدمة الفتوى

 

وجاء في مقدمة الفتوى: إن الصراع بين الحق والباطل قديم منذ أن خلق الله آدم وأسجد له ملائكته، فسجدوا له إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين.
وقد تنوّعت مجالات الصراع وتعدّدت وسائله وسبله لتشمل جميع مناحي الحياة.
ومن أبرز وأهم وأشدّ المجالات التي شملها الصراع: المجال العلميّ والفكريّ.
ووفاء بالميثاق الذي أخذه الله على العلماء تداول علماء الولايات الإسلامية في الاجتماع التشاوري حول قضايا الجهاد في شرق إفريقيا في دورته الثانية المنعقدة بتاريخ 18-25 -شوال-1444 للهجرة المواضيع التالية:
  1. حكم الحكومة الصومالية الفدرالية والإدارات الإقليمية.
  2. حكم من يدافع عن الحكومة الصومالية أو لا يكفرها مع العلم بحالها.
  3. حكم القبائل الموالية للعدو ومشروعية قتالهم وتدمير ممتلكاتهم.
  4. تعيُّن الجهاد وتوفُّر جميع أسبابه في هذه الأعصار.
  5. حكم جهاد العدو المجاور للمسلمين وحكم بدئهم بالقتال.
  6. تحذير المسلمين من مكر القبوريين.
  7. خطورة الاستهزاء بالدين.
  8. التحذير والبراءة من بدعتي الإرجاء والخوارج.
  9. دور تجار المسلمين، ووجوب الإنفاق في سبيل الله.

 تأييد العلماء لقراراتهم وفتاواهم السابقة

 

وبحسب نص الفتوى يؤكد العلماء على تأييد قراراتهم وفتاواهم السابقة الصادرة عن مؤتمراتهم (1-5)

 

حكم الحكومة الفدرالية الصومالية والإدارات الإقليمية

 

ويؤكد العلماء في الفتوى على أن الحكومة الصومالية والإدارات الإقليمية: كافرة كفرا معلوما بالاضطرار من دين الإسلام لما ارتكبته من النواقض. وحكم هذه الحكومة وأمثالها ينبني على أمرين: أحدهما: معرفة حالها. والثاني: معرفة حكم الله فيها وفي أمثالها. وكل عاقل مسلم تابَع أحوال هذه الحكومة فلا يشكّ في:
  1. أنّ هذه الحكومة مؤمنة بالطواغيت ملتزمة بقوانين الأمم المتحدة الملحدة المتحالفة ضد الإسلام والمسلمين.
  2. أنّ هذه الحكومة تدين بالعلمانية «فصل الدين وعزله عن الحياة»، وتؤمن بالديمقراطية «حكم الشعب وسيادته» باعتبارهما نظاما للحكم والتشريع في كل ميادين الحياة ومجالاتها. ولا ترضى الإسلام دينا ولا تقبله ولا تلتزم بأحكامه ولا ترضى بها؛ فلا تأمر بالتوحيد ولا تنهى عن الشرك.
  3. أنّها تدّعي لنفسها الربوبية كما تدّعي أنّها شريكة لله في الأمر والحكم والتشريع والتحليل والتحريم.
  4. أنّ هذه الحكومة تأمر الناس بالإيمان بالديمقراطية، وأن يتّخذ الناس بعضهم بعضا أربابا من دون الله.
  5. قال المولى سبحانه وتعالى ﴿ وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ وأيّ أمر بالكفر أبلغ وأشدّ وأظهر من الأمر بالديمقراطية وإلزام الناس بها والدعوة إليها وقتالهم عليها ووضعها محل الشريعة الغراء؟
وقد رفق كل بند من البنود الخمس أعله استدلالا بالنصوص الشرعية.
وبحسب فتوى العلماء فهذه هي بعض النواقض التي ارتكبها الحكومة الفدرالية. وقد أجمع أهل العلم على أنّ ارتكاب خصلة واحدة مكفّرة يكفي لإكفار مرتكبها وإخراجه من الملة.
 وادّعاء هذه الحكومة الإسلام مع ارتكابها هذه المكفرات كذِبٌ محْضٌ تغلِّف به كفْرها وزندقتها ورِدّتها وتَخْدَع به المسلمين.

 

حكم من يدافع عن الحكومة الصومالية أو لا يكفرها- مع العلم بحالها-:

 

وانتقلت الفتوى لتبيان حال من يدافع عن الحكومة الصومالية أو لا يكفرها مع علمه بحالها فجاء فيها:
  1. إنّ المدافعين عن هذه الحكومة أصناف كُثُر؛ فمنهم: عسكريون، ومنهم: إعلاميون، ومنهم: رجال أعمال، ومنهم: قبائل وطوائف، ومنهم منتسبون للعلم.
  2. إنّ المدافعين عن هذه الحكومة بأيّ نوع من أنواع الدفاع –بقول أو عمل-مع العلم بحالها- كفّار كفرًا معلومًا من الدين ضرورة.
  3. إنّ لتكفير المدافع عن هذه الحكومة والإدارات الإقليمية مناطات من أهمها:
  • إنّه غير كافر بالطاغوت.
  • إنّ المدافع عن هذه الحكومة والحاكم بإسلامها لا يعرف كفرا من إيمان ولا توحيدا من شرك.
  • تكذيب خبر الشارع ومخالفة ما علم من دين الإسلام ضرورة. وقد تقرّر أنّ كفر هذه الحكومة معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، والمخالف للمعلوم الضروري من الدين كافر.

 حكم القبائل الموالية للعدو ومشروعية قتالهم وتدمير ممتلكاتهم

 

وعرضت الفتوى حكم القبائل الموالية للتحالف الدولي والحكومة الصومالية المدعومة من الغرب ومشروعية قتالهم وتدمير ممتلكاتهم حيث جاء في ذلك:
  1. لجأ العدو الصليبي المحتل لأراضي المسلمين إلى مخططات فاشلة. منها: إقحامه بعض القبائل في مشروعه الكفري الفاشل لمحاربة المجاهدين.
  2. إنّ مظاهرة بعض القبائل أعداء الله على المجاهدين: كفر وردة وخروج عن الملة.
  3. وحسماً لمادة الشر والكفر، يجب قتال هذه القبائل وتدمير ممتلكاتها حسب مقتضى الشرع بكل ما يمكن أن تنزجر أو ترتدع به.

تعيُّن الجهاد وتوفُّر جميع أسبابه في هذه الأعصار

 

وأكدت الفتوى على وجوب الجهاد كفرض عين في زماننا وجاء في ذلك:
  1. إنّه يجب على المسلمين أن يدركوا أنّ جميع أسباب تعين الجهاد قد توفرت في هذه الأعصار حيث تداعت أمم الكفر على أمة الإسلام، وحلّ الكفر العالمي بجيوشه وعتاده في أراضيهم، وأنّه لا عذر لقادر في التخلف عن هذه الفريضة التي شأنها شأن بقية الفرائض المتعينة.
  2. إنّ من ترك الجهاد المتعين عليه عذبه الله عذابا شديدا واستبدله بغيره.

حكم جهاد العدو المجاور للمسلمين وحكم بدئهم بالقتال

 

وعرضت الفتوى حكم جهاد العدو المجاور للمسلمين وحكم بدئهم بالقاتال مستهلة ذلك بقول الله تعالى ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ ‌غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.
وبتقديم تفسير للآية من تفسير الطبري، ونصت الفتوى أن على المسلمين في شرق إفريقيا أن يهبوا لنصرة دينهم وأن يدافعوا عن أراضيهم وأن يتصدوا لغزو نصارى الحبشة وسائر الكفرة والمرتدين وأن يبذلوا في ذلك الغاليَ والنفيس.

 

تحذير المسلمين من مكر القبوريين

 

وشملت الفتوى أيضا تحذيرا من الصوفية المشركين، حيث جاء في ذلك:
  1. المراد بالقبوريين عبدة القبور المتخذون لها آلهة غير الله الداعون لها من دون الله المستجيرون بها مع الله .
  2. إنّ من الواجب قبل كل شيء أن يفقه الناس معنى الشرك والتوحيد؛ لكون الشرك قد انتشر بين الناس. وذلك أنّ معرفة الشرك والتوحيد أصل دين الإسلام، والجهل بهما أو بأحدهما أوقع كثيرا من الناس في الشرك. والجهل بالشرك كفر والكفر ليس من جملة الأعذار بإجماع المسلمين.
  3. إنّه لا يمكن أن يكون فاعل الشرك فاعلًا للتوحيد ولا أن يكون عابد غير الله عابدا لله وحده في نفس الوقت، فلا يكون عابد غير الله مسلما بحال من الأحوال؛ لاستحالة اجتماع النقيضين.
  4. إنّه مع وجود الشرك لا إسلام ولا إيمان؛ لأنّ وجود الشرك لما كان مانعا من صحة الإسلام في الابتداء، منع من استمراره إذا طرأ عليه؛ لاستحالة اجتماعهما.
  5. إنّنا نحذر أمتنا المسلمة في شرق إفريقيا من مكر عبدة القبور والأوثان؛ وذلك أنّه قد ظهر في الآونة الأخيرة ازدياد نفوذ عباد القبور داخل البلاد بسبب إفساح حكومة الردة المجال لهم لنشر الشرك.
  6. إنّ الصليبيين والمرتدين قد رأوا في المشركين مشروعاً شركياً وثنياً يتقنّع بلباس الدين زوراً، وينسّب نفسه للولاية والزهد كذباً وافتراءً، وينتحل التقرب إليهم ديناً وقرباناً يمكّنهم من خلاله محاربة التوحيد وأهله.
  7. إنّ أدعياء السلفية من علماء السوء وبطانة الحكام العملاء لا يحرّكون ساكناً أمام هذه الدعوات الهدامة التي تهدف إلى الابتعاد عن دين الإسلام وعن أهمّ المصادر التي يرجع إليها المسلم في اعتقاده وعبادته، بل كثير منهم ارتدّوا عن دينهم وعقيدتهم وشاركوا القبوريين في شركهم.
  8. إنّ الواجب على الموحدين مواجهة أهلِ الشرك وعبّادِ الأوثان والقبور وعليهم أن يعلموا أنّ عبدة القبور أحد الأسلحة الخطيرة التي يستعملها الصليبيون في مساعيهم إلى إزالة وجود الإسلام وأهله من شرق إفريقيا، خاصة بعد إدراكهم مدى العداوة بين الموحدين والمشركين.
  9. إنّ على المسلمين أن يدركوا جميعاً العواقب المترتبة على ترك المشركين يسرحون ويمرحون في البلاد طولاً وعرضاً، ولنقف صفاً واحداً في وجه أطماعهم وأهدافهم.

التحذير والبراءة من بدعتي الإرجاء والخوارج

 

وتناولت الفتوى أيضا إعلان البراءة والتحذير من بدعتي الإرجاء والخوارج، حيث جاء في ذلك:
  1. إنّ مرجئة العصر قد لبّسوا على الناس مسائل الأسماء والأحكام، وأكثروا من التخليط فيها والاضطراب، هذا مع كونهم يتشدّقون بانتحال السلف والانتساب إليهم زورا وبهتانا، فعلى طلبة العلم وعلماء المسلمين الاهتمام بمسائل الأسماء والأحكام، وضبط قاعدة التكفير حسب ما ذكره فقهاء المذاهب.
  2. إنّنا نحذّر المسلمين من بدعة الإرجاء التي روّج لها كثير ممن ينتسب إلى السنة وأهلها وهي منهم براء.
  3. إنّ من أفحش سمات الإرجاء المعاصر: القول بأن مرتكب الكفر الأكبر الصريح لا يخرج من الإسلام حتى يعلم أنّ ما ارتكبه من قول أو عمل كفر. وهذا حصر للكفر في العناد.
  4. كما أننا نبرأ إلى الله من مذاهب المرجئة فإنّنا كذلك نبرأ إلى الله مما رماه أحبار السوء واتهموا به المجاهدين من تهمة الخارجية والغلو في التكفير، وهم بريؤون من مقالات الخوارج وبدعهم، ولا يحكمون بالكفر على أحد من أهل القبلة لم يرتكب مكفراً بمجرد ذنب ارتكبه.
  5. إنّ هدف العدو من تكراره توجيه تهمة الخارجية إلى المجاهدين لا يخفى على عاقل متابع للنوازل والأحداث، فالعدو يسعى من وراء ذلك إلى خلق فجوة بين الأمة المسلمة وبين أبناءها البررة المجاهدين.
  6. إنّ المجاهدين ليسوا بأول من رُمِي بالخارجية، بل إنّ ديدن المشاقّين للحق وعادتهم وصف المجاهدين في سبيل الله بهذه الأوصاف المشينة، لكن هذا لم يكن ليوهن من عزائم أهل الحق والجهاد ويوقفهم عن الجهاد الواجب أو عن تكفير من ثبت لهم كفره بدليل.
  7. إنّنا نحذّر المسلمين عامة والقاطنين في منطقة شرق إفريقيا ووسَطها خاصة من الخوارج الحقيقيين، والذين يكفّرون من أظهر الإسلام مع أنهم لم يَعلموا منه ناقضًا ظاهرًا قوليًا أو عمليًا، وهم بفعلهم قد خالفوا أمرا معلوما من الدين بالضرورة.

خطورة الاستهزاء بالدين

 

كما وجهت الفتوى تنبيها عن خطورة الاستهزاء بدين الله تعالى حيث جاء في ذلك:
  1. إنّ حفظَ الدين وحراستَه من أهم المقاصد التي جاءت الشريعة بالاعتناء بها.
  2. لقد سعى الصليبيون منذ زمن بعيد إلى إماتة الروح الدينية في قلب أبناء المسلمين، وذلك من خلال الاستهزاء بالدين. وأضحى التلاعب بالأسماء الشرعية من أبرز صور الاستهزاء بالدين.
  3. إنّ تغيير حقيقة الأسماء والألقاب الشرعية طريقة ينتهِجُها الأعداء لصدّ الناس عن الحق وتزيين الباطل لهم، وهذه عادة أهل الشرك والبدع والأهواء قديماً وحديثاً.
  4. إنّ الحكومة المرتدة بعلمائها وإعلامها وخَيْلها ورَجِلها عمَدت إلى تغيير الحقائق الشرعية والأسماء الدينية تأسيا منها بأسيادها اليهود، وتحريفا للكلم عن مواضعه؛ فسمّت جنود الردة والعمالة المحارب لشرع الله بالمجاهدين، وسمّتهم إذا هلكوا في الحرب بالشهداء، بينما أطلقت على المجاهدين وصف الخوارج. كما سمّت محاربة شرع الله وغزو الولايات الإسلامية جهاداً، في حين سمّت الإغارة على قواعد العدو وثكناته صَيالاً. كما غيّرت حقيقة الأخوة الإيمانية من المؤاخاة بين المؤمن لأخيه المؤمن إلى المؤاخاة بين المؤمن والكافر على أساس الوطن في ردة صارخة وزندقة واضحة.
  5. إنّنا نحذّر كل مسلم غيور على دينه من الوقوع في هذه الهُوَّة السحيقة، كما ننصح المسلمين على أنّ يحرصوا على تعلم أحكام الشرع والتفقه في دين الله ليأمنوا من كيد العدو ومكره.
دور تجار المسلمين، ووجوب الإنفاق في سبيل الله
وانتقلت الفتوى لتبيان دور تجار المسلمين ووجوب الإنفاق في سبيل الله تعالى حيث جاء في ذلك:
  1. إنّنا ندعو جميع التجّار ومَن أغدق الله عليهم من فضله بما أعطاهم من ماله إلى ما دعاهم ربنا إليه من الإنفاق في سبيله حيث قال ربنا عز وجل ﴿‌وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.

خاتمة الفتوى رسائل موجهة

 

وفي ختام الفتوى وجه العلماء رسالة للأمة المسلمة جاء فيها:”فإنّنا نوجّه إلى أمتنا رسائل نصحٍ مِلؤها المودة والإخاء”.

 

الرسالة الأولى إلى العلماء والمشايخ

 

  1. نُذكِّر مشاعِل الأمة وهُداتها من العلماء الربانين في شرق إفريقيا بواجبهم في نصح الأمة وتبيين الحقّ لها ونشر العلم وتنشيط دراسة كتب التوحيد وكتب السلف.
  2. أيُّها العلماء: «ناصحوا الله في أمتكم إذ كنتم حملة الكتاب والسنة، فإن الكتاب لا ينطق حتى ينطق به، ‌وإن ‌السنة ‌لا ‌تعمل ‌حتى ‌يعمل ‌بها، فمتى يتعلّم الجاهل إذا سكت العالم، فلم ينكر ما ظهر، ولم يأمر بما ترك؟ وقد أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه. اتقوا الله فإنكم في زمان رق فيه الورع، وقل فيه الخشوع، وحمل العلم مفسدوه، فأحبّوا أن يعرفوا بحمله، وكرهوا أن يُعرفوا بإضاعته، فنطقوا فيه بالهوى، لما أدخلوا فيه من الخطأ، وحرّفوا الكلم عما تركوا من الحق إلى ما عملوا به من باطل»( ).

الرسالة الثانية إلى المسلمين

 

  1. إنّنا ننصح عامة المسلمين بلزوم التقوى وامتثال أوامر الله عز وجل، وندلهم على الطريق الذي بينه ربنا في كتابه للفلاح والنجاة من العذاب الأليم.
  2. كما أنّنا ننصح عموم المسلمين بالتمسك بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة في الاعتقادات والأقوال والأعمال والأخلاق والسلوك، وننبّههم من التأسي بأصحاب الجحيم، كما نذكّرهم بالاهتمام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبمحاربة المجون والخلاعة والفسوق والفجور والمسكرات والمخدرات. فقد صار نشر الأخلاق الرذيلة بين المسلمين وخاصة الأجيال الناشئة من أقوى الأسلحة التي يستخدمها العدو ضد الإسلام وأهله.
  3. اعلموا أنّ أبناءكم المجاهدين البررة سدٌّ منيع أمام أطماع الغزاة المحتلين فالتفوا حولهم بصدق، وساندوهم مساندة المسلم لأخيه المسلم، وإياكم والتخاذل عن نصرتهم ومعرفة حقوقهم.
  4. إنّ العلماء يوصون ويناشدون عموم المسلمين بالابتعاد عن ثكنات الصليبيين والمرتدين ومقرّاتهم ووزاراتهم، وكل الأهداف المشروعة للمجاهدين، كما يوصونهم بأن يكونوا عوناً لهم على حرب العدو المحتل.
  5. أيّها المسلمون كونوا يدا على من سواكم واعتصموا بحبل الله، وكونوا صفا مرصوصا مع إخوانكم المجاهدين.
  6. واعلموا أنّ من أهمّ مقاصد المجاهدين من جهادهم رفعُ كلمة الله وجعلُ دينه فوق كل الأديان وتطهيرُ أرض المسلمين من رجس المحتلين، وحماية المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى.
  7. أيها المسلمون: سارعوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، وقاتلوا عدوكم ولا تنتظروه حتى يَقدَم عليكم فيردَّكم إلى الكفر ويستبيح بيضتكم؛ فإنّ ذلك ليس من شريعة الإسلام.
  8. أيّها المسلمون هلمّوا إلى ساحات الجهاد والوغى لتأخذوا ثأركم وثأر سائر المسلمين من أعداء الله ورسوله.
  9. إننا نخص بالذكر مسلمي شرق إفريقيا ونقول لهم: إخواننا لقد استولى العدو على أراضيكم، واستباح بيضتكم، ونهب ثرواتكم فجاهدوا عدوكم، ودافعوا عن دينكم وأرضكم والحقوا بإخوانكم المجاهدين.
  10. أيها المسلمون: انصروا إخوانكم المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، وخاصة إخوانكم في أرض فلسطين الذين يرزحون تحت احتلال اليهود وعملائهم، فابذلوا كل ما في وسعكم في نصرة قضيتهم، واجتهدوا في مواساتهم وإشعارهم بروح الأخوة الإيمانية التي ألّف الله بها بين قلوبكم.
ومن تعسّر عليه الوصول منكم إلى ساحات القتال والجهاد واللحاق بالمجاهدين فلا يعدمنّ إن شاء الله وسيلة ينكي بها أعداء الله، كأن يهاجمهم في عقر دارهم أو أن يكتم إيمانه فيوهمهم باستخدام المعاريض أنّه منهم من غير أن يرتكب أمرا مكفّرا ثم يوقع بهم أو يخذلهم ويقْفِز عنهم إلى المسلمين.
  1. وأما المجاهدون فنقول لهم: جزاكم الله خيراً عن الإسلام والمسلمين إذ حميتم بيضة الإسلام، وأقمتم الحدود والأحكام، ورددتم عادية الصليبيين، ودافعتم عن المستضعفين، وسقيتم بدمائكم شجرة التوحيد الزكية.
  2. أيّها المجاهدون نوصيكم بتقوى الله عز وجل ولزوم الوحدة والجماعة ووحدة الصف، فبلزومها يلزم المجاهد الجادّة في جهاده، ويُعصم بها عن الفتن التي تحيّر اللبيب.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ ‌صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾

 

وأخيرا: نصيحة وتحذير لكل من يساعد العدو

 

وقال العلماء في خاتمة الفتوى:
  1. إنّنا ننصح كل من له يد في محاربة المجاهدين سواءً باللسان من خلال وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي، أو بالمال وتقديم الدعم والخدمات لحكومة الردّة بالتوبة إلى الله والإنابة إليه.
  2. اعلموا أنّ مظاهرتكم للعدو الصليبي على المسلمين ردّة صارخة عن دين الله عز وجل، وأن التلبسَ بهذا الفعل المشين هو خيانة للأمة المسلمة.
  3. توبوا إلى الله عز وجل وقفوا صفاً واحداً مع أمتكم ضدّ أطماع الكفرة والصليبيين، فإن لم تقدروا على ذلك فلا أقلّ من لزومكم الصمت وكف ألسنتكم عن أعراض المجاهدين الصادقين.
  4. إنّنا ننصح الإعلاميين وأرباب الشركات ورجال الجاليات الذين أضحوا في الآونة الأخيرة ألا يكونوا مَطايَا للعدوّ في حربه ضد المجاهدين من مغبة أفعالهم وعواقب أعمالهم. ولسوف يذكركم التاريخ – إن تماديتم ولم ترجعوا– بسوء فعالكم، وسيظهر للأجيال يوماً ما دوركم الخبيث في الصدّ عن سبيل الله، وتلك والله سُبَّة الدهر، وخزي الدنيا والآخرة.
  5. إنّنا نناشد الجواسيس وعملاء العدو بالتوبة إلى الله عز وجل والإنابة إليه عز وجل مما اقترفوه وارتكبوه مما محاربة الله عز وجل ورسوله عز وجل وخيانة المؤمنين.
  6. ونخصّ رسالة بمن سخّروا علمهم لمحاربة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين؛ فنقول لهم:
توبوا إلى ربكم فبل فوات الآوان وقبل أن يفْجَأَكم هاذم اللذات، واعلموا أنّ التاريخ لا يرحم وأنّ غدا لناظره قريب وأنّ الله ناصر دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومنجز وعدَه لعباده الموحدين.
توبوا إلى الله وفكّروا في أمر المجاهدين وأمر من صرتم له أعوانا وأذنابًا وأبواقًا وخناجرَ من اليهود والنصارى والمشركين والمرتدّين فأيّ الفريقين أهدى؟ وأيّهما أحق بالأمن؟
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا ‌رشيدًا ‌يعز فيه وليك ، ويذل فيه عدوك ، ويعمل فيه بطاعتك ورضاك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
وفي نهاية الفتوى تم إرفاق أسماء العلماء الموقعين على بيانها.
يمكنكم تحميل نص الفتوى كاملا بأدلتها من الشريعة الإسلامية من هنا.

حمل فتوى العلماء بصيغة PDF من هنا