خسائر كبيرة في البورصات العالمية بسبب المخاوف الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية

 

استمرت انهيارات الأسواق العالمية اليوم الاثنين وسط مخاوف من دخول الاقتصاد الأميركي في ركود وتصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة.

في الإمارات، تراجع مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 4.27% ليصل إلى 4056.34 نقطة عند افتتاح جلسة اليوم، وهي أولى جلسات الأسبوع في الأسواق الإماراتية. وفي الوقت ذاته، انخفض مؤشر سوق أبوظبي المالي بنسبة 2.4% ليصل إلى 9067.86 نقطة.

وفي قطر، تراجع مؤشر بورصة قطر بنسبة 1.2% ليصل إلى 9937 نقطة. كما شهدت بورصات الكويت تراجعاً، حيث انخفض مؤشر السوق الأول بنسبة 1.73% ليصل إلى 7564 نقطة. ولم تكن بورصة البحرين بمنأى عن هذه التراجعات، حيث تراجع مؤشرها بأكثر من 0.6%.

أما في السعودية، فقد تراجع المؤشر العام للسوق “تاسي” بنسبة 2.6% ليصل إلى 11444.9 نقطة، وسط انخفاض عدد من الأسهم القيادية بصدارة أرامكو.

وخارج منطقة الخليج، شهدت البورصة المصرية تراجعاً أيضاً، حيث انخفض مؤشرها الرئيسي “إيجي إكس 30” بنسبة 2.34% ليصل إلى 27837.98 نقطة.

 

انهيارات حادة في بورصة طوكيو

وفي طوكيو، شهدت البورصة اليابانية انهيارات حادة، حيث أوقفت التداولات مرتين مع تفاقم الخسائر إلى 10%. وسجل مؤشر نيكاي أسوأ خسائره منذ 37 عاماً بسبب عمليات بيع مكثفة أثارتها مخاوف من أن الاقتصاد الأميركي قد يكون في حالة أسوأ مما كان متوقعاً.

 

تأثير خسائر وول ستريت

ألقى تراجع الأسواق العالمية الحادة بقيادة أسهم وول ستريت يوم الجمعة الماضي بظلاله على بورصات آسيا اليوم الاثنين. وقد انهارت الأسواق العالمية الأسبوع الماضي بعد صدور أرقام الوظائف الأميركية وارتفاع مستويات البطالة، مما أثار مخاوف من إمكانية دخول الاقتصاد الأميركي في ركود وتأخر بنك الاحتياطي الفيدرالي في التدخل لدعم الاقتصاد.

 

التوترات الجيوسياسية تضيف مزيداً من الضغوط

كما أغلقت جميع مؤشرات الخليج ومصر على تراجع يوم الأحد، وسط ضغوط إضافية من التوترات الجيوسياسية بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران. وجاء اغتيال هنية غداة مقتل قائد عسكري كبير في جماعة حزب الله اللبنانية في غارة إسرائيلية في بيروت، مما دفع إيران وحلفائها إلى التوعد بالرد على الاغتيالين.

بهذه التطورات السلبية، تواصل الأسواق المالية العالمية والعربية مسيرة الخسائر في ظل المخاوف الاقتصادية والتوترات السياسية المتزايدة.

شهدت سوق الأسهم الأمريكية تراجعا كبيرا يوم الاثنين، حيث انخفضت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت مع تضاؤل شهية المستثمرين للمخاطرة. كان الانخفاض ناتجا عن مخاوف من ركود أمريكي محتمل، والتي تغذيها البيانات الاقتصادية الضعيفة الصادرة الأسبوع الماضي. وتسببت هذه المخاوف في صدمة عبر الأسواق العالمية، مما تسبب في قلق واسع النطاق.

كانت مجموعة “Magnificent Seven” من الأسهم ، التي كانت المحرك الرئيسي وراء وصول المؤشرات إلى مستويات قياسية في وقت سابق من هذا العام ، على وشك خسارة 650 مليار دولار من القيمة السوقية بشكل جماعي. وقد سلطت هذه الخسارة الكبيرة الضوء على ضعف هذه الأسهم التي تحلق عاليا أمام فترات الركود في السوق.

 

الذهب والفضة

شهد الذهب انخفاضا كبيرا بأكثر من 2٪ يوم الاثنين، حيث وقع في عمليات بيع أوسع في السوق مدفوعة بالمخاوف الاقتصادية المتزايدة. ومع ذلك ، يعتقد المحللون أن هذا تصحيح مؤقت لأصل الملاذ الآمن.

وانخفض الذهب الفوري بنسبة 2.2٪ إلى 2389.79 دولار للأونصة بحلول الساعة 10:15 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1415 بتوقيت جرينتش)، في حين خسرت العقود الآجلة للذهب الأمريكي 1.6٪ إلى 2430.00 دولار. كما انخفضت الفضة الفورية بنسبة 5.1٪ إلى 27.08 دولار. كانت عمليات البيع في المعادن الثمينة جزءا من تراجع أوسع في السوق، حيث انتشرت المخاوف من ركود أمريكي محتمل، بسبب بيانات اقتصادية ضعيفة الأسبوع الماضي، عبر الأسواق العالمية.

كما عانى البلاتين والبلاديوم، وكلاهما يستخدم في عوادم المحركات للحد من الانبعاثات، من خسائر، مما يعكس المخاوف المتزايدة بشأن الطلب الصناعي. انخفض البلاتين بنسبة 4.3٪ إلى 917.10 دولار ، وخسر البلاديوم 3.5٪ إلى 859.00 دولار، مسجلا أدنى مستوى له منذ أغسطس 2018.

على الرغم من سمعة الذهب كملاذ آمن خلال الأوقات المضطربة، إلا أنه لم يكن محصنا ضد عمليات البيع يوم الاثنين حيث باع المستثمرون الأصول في جميع المجالات. ومع ذلك، ظل الطلب على سندات الخزانة، حيث لامست عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات أدنى مستوى لها منذ منتصف عام 2023 مع اشتداد مخاوف الركود بعد تقرير الوظائف المخيب للآمال في يوليو.

بالنظر إلى المستقبل، يعتقد المحللون أن الذهب يمكن أن يستعيد مكانته، نظرا لعدم اليقين الاقتصادي والسياسي المستمر وتوقعات خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، والتي من شأنها أن تدعم السبائك ذات العائد الصفري. تتوقع الأسواق الآن أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بما يصل إلى 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر. كما صرح هان تان ، كبير محللي السوق في مجموعة إكزينيتي ، “التوترات الجيوسياسية المرتفعة والآمال الأخيرة في تخفيضات أكبر في أسعار الفائدة الفيدرالية يجب أن تصنع ظروفا داعمة للسبائك. في نهاية المطاف، يجب أن يكون الذهب قادرا على تسجيل مستوى قياسي جديد بمجرد أن تهدأ الأعصاب”.

 

وكالات الأنباء