حركة الشباب تستعيد السيطرة على بلدة “فحفحدون” بعد 7 سنوات من الاحتلال والمتحدث العسكري يكشف عن تفاصيل الهجمات الأخيرة في مؤتمر صحفي

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

استعاد مقاتلو حركة الشباب المجاهدين يوم أمس السيطرة على بلدة “فحفحدون” الاستراتيجية بولاية جيذو الإسلامية جنوب الصومال، بعد انسحاب القوات الكينية منها والتي كانت تحتلها منذ 7 سنوات.

 

وفور انسحاب الكينيين من البلدة لاحق مقاتلو الحركة قوافلهم المنسحبة بسلسلة من الكمائن والتفجيرات.

 

تعليق الناطق العسكري

وعن هذا الانسحاب علّق المتحدث العسكري لحركة الشباب المجاهدين، الشيخ عبد العزيز أبو مصعب، في مؤتمر صحفي عقد يوم أمس لأجل الإدلاء بتفاصيل الهجمات الأخيرة للحركة في العاصمة مقديشو وولاية جذو حيث قال :”وتعتبر بلدة فحفحدون رابع منطقة ينسحب منها العدو الكيني بعد قتال عنيف مع مقاتلي حركة الشباب المجاهدين،  فقبل سبع سنوات احتل الكينيون 5 مناطق في ولاية جيذو الإسلامية وتمركزوا فيها وهي مدينتي بارديري وعيل عدي وبلدات تراكو وفحفحدون وبوسار، ثم انسحبوا من أربعة مناطق تحت ضغط الهجمات وبقيت الخامسة تحت سيطرة القوات الإثيوبية”.

 

وأشار الناطق العسكري إلى أن بلدة “فحفحدون” عادت اليوم لسيطرة حركة الشباب المجاهدين بعد 7 سنوات من احتلال القوات الكينية لها، وأضاف: ” والآن بعد السيطرة على البلدة يطبق فيها شرع الله كما يطبق في المدن الأخرى التي انسحب منها الكينيون وهي عيل عدي وتراكو”.

 

كما لفت الشيخ عبد العزيز النظر لتحركات القوات الكينية للانسحاب من منطقة بوسار وقال: “نحن نراقب الوضع في بوسار ونرجو ألا يصلوا للمناطق التي يريدون التحول إليها بسلام بإذن الله” في إشارة إلى استعداد المقاتلين في الحركة لمهاجمة القوات أثناء انسحابها.

 

وقال المتحدث العسكري يصف واقع المناطق التي انسحبت منها القوات الكينية: “لقد كان العدو يحتل هذه المناطق بالقوة ويعامل أهلها بالعنف والقسوة، لقد كان متجبرًا ومتكبرًا ونشاهده اليوم  يخرج منها بذلة وانكسار موليًا الدبر”.

 

وأضاف: ” وأمام هذا المشهد نقول لكل من شكّ لحظة في حقيقة أن العدو يمكن أن يهزم، انظروا إليهم كيف يفرون اليوم بعد أن دخلوها متبجحين بغرورهم، كما نقول لمن اعتقد أن العدو لن يرحل من أرضنا، وخاصة أولئك الذين كانوا يساندونه في احتلاله، توبوا إلى الله قبل فوات الأوان”.

 

استهداف القوات الكينية أثناء انسحابها

واستهدف مقاتلو حركة الشباب المجاهدين قوافل القوات الكينية أثناء انسحابها من بلدة “فحفحدون” بسلسلة من التفجيرات والكمائن على الطريق المؤدي إلى منطقة جرلي بالقرب من الحدود الصومالية الكينية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.

 

ولم تعلق الحكومة الكينية من جانبها على هذا الانسحاب ولا كشفت الأسباب الدافعة له، والتزمت صحافتها بالصمت رغم أن المنطقة تعد استراتيجية وهامة حيث تقع قريبة من الحدود الكينية وتربط بين عدة مدن وبلدات في ولاية جذو.

 

ويرجح المراقبون أن ضغط الهجمات من قبل حركة الشباب المجاهدين أجبر الجيش الكيني على الانسحاب حيث كان آخرها الهجوم في الأسبوع الماضي على قافلة عسكرية في طريق يربط بين “فحفحدون” وبين ومنطقة “غيريلي” في نفس الولاية.

 

قصف يستهدف القصر الرئاسي في مقديشو

كما تناول الناطق العسكري الحديث بشأن هجمات حركة الشباب الأخيرة ، حيث نفّذ مقاتلو حركة الشباب المجاهدين يوم أمس قصفًا مباشرًا على مجمع القصر الرئاسي في العاصمة مقديشو بعد ساعات فقط من انتهاء هجوم لهم على فندق حكومي في شارع مكة المكرمة وفي وقت تشهد فيه العاصمة استنفارًا أمنيًا مشددًا.

 

القصف الذي تم بقذائف الهاون، حقق إصابات مباشرة اخترقت مكتب الرئيس الصومالي محمد عبد الله “فرماجو” ومكاتب لمسؤولين في البرلمان ولجنة الانتخابات العامة متواجدة في داخل المجمع مما أدى إلى إصابة 3 من عناصر الحكومة وتدمير 3 سيارات.

 

وتظهر الصور التي وصلت من مكان القصف اختراق القذائف لسقف المكاتب في القصر الرئاسي ما يؤكد أن القصف كان دقيقًا وقويًا.

 

وقال المتحدث العسكري في المؤتمر الصحفي بعد عرض تفاصيل هجوم الفندق الحكومي: “وبعد هذه العملية أغلق العدو الطرق الرئيسية في مقديشو بدعوى تشديد الأمن، ومع ذلك قصف المجاهدون مجمع القصر الرئاسي الذي هو أهم مؤسسة في واجهة الحكومة المرتدة، وأصابت القذائف الأهداف المخطط لها ونتج عنها خسائر بفضل الله”.

 

 الهجوم على الفندق الحكومي

وقال الشيخ عبد العزيز يصف الهجوم على الفندق الحكومي: ” لقد شنّ المجاهدون هجومًا على فندق مكة المكرمة والذي في الحقيقة ليس فندقًا إنما هو وكر للأعداء، حيث بدأ الهجوم بعملية استشهادية أعقبها اقتحام الانغماسيين لمبنى الفندق والسيطرة التامة عليه”.

 

ولفت المتحدث الرسمي الانتباه لمحاولات القوات الخاصة الصومالية والقوات الأجنبية المرافقة لها في كسر هذه السيطرة مشيرًا لعدد القتلى في صفوفهم أثناء هذه المحاولات حيث قال: ” وفي نفس الليلة شنّ الأعداء 6 هجمات على الفندق ولكن – بفضل الله – تمكّن الإخوة من صدّها كلها، وفي صبيحة يوم الجمعة شنّ الأعداء هجومًا جديدًا فهزمهم المجاهدون المتيقظون وفروا تاركين خلفهم جثث 3 من جنودهم مع أسلحتهم، ثم في وقت الظهيرة أعاد الأعداء الكرة بهجوم آخر ولكنه مُني بالفشل كسابقه، وخلّفوا بعد انهزامهم جثث 4 قتلى مع أسلحتهم، ورغم هذه الهزائم المتوالية شنّ الأعداء هجومًا ثالثا، ليوثّق هزيمة مخزية أخرى، ويتركوا خلفهم جثث قتيلين من جنودهم. فتسلل اليأس إلى قلوبهم واستغاثوا بالقوات الأجنبية لتمدهم بالمدد ولكنها لم تقدم لهم أكثر من الهزيمة.

 

واستمرت هجماتهم على هذه الحال لمداراة ضعفهم وخوار قواتهم واستدراك هزائمهم، ولكن ثبات المجاهدين وقتالهم البطولي استمر لقرابة 24 ساعة متواصلة من القتال  لينتهي بفضل الله كما تم التخطيط له”.

 

وفي حين أعلنت الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب العثور على جثث 3 مقاتلين من الانغماسيين الذين قادوا الهجوم، أكد المتحدث العسكرية مقتل 4 مقاتلين حيث قال: “وقد استشهد في هذا الهجوم المبارك 4 من الإخوة الانغماسيين وعاد البقية سالمين غانمين إلى صفوف إخوانهم”. في إشارة إلى أن عددًا من المهاجمين تمكنوا من الخروج من موقع الهجوم بسلام.

 

حقيقة الفندق

وأكد المتحدث الرسمي على طبيعة الهدف الذي استهدفه مقاتلو حركة الشباب المجاهدين في هذا الهجوم حيث قال: “ولعل الكثيرين تم خداعهم عبر وسائل الإعلام بشأن الهدف من الهجوم على فندق شارع مكة كونهم بعيدين عن أرض الحدث، أو لا يحيطون علما بما يجري في الواقع،  فيحسبون أن الهجوم على الفندق يعني الهجوم على موقع شعبي،  وهذا خطأ فادح، ذلك أن فندق مكة المكرمة وكر للعدو مشهور وليس موقعًا شعبيًا يرتاده الأبرياء، بل كان في السابق قاعدة عسكرية يجتمع فيها العدو للتخطيط للهجمات التي يشنها ضد المجاهدين والقصف الذي كان يستهدف أحياء المدينة خلال أيام القتال بينه وبين المجاهدين في مقديشو. وبعد الانحياز من المدينة، أصبح الفندق وكرًا يختبئ فيه أعضاء حكومة الردة والنواب والوزراء وقضاتهم وأتباعهم ويعقدون فيه جلساتهم ويحيكون فيه مؤامراتهم، ويمكنكم إدراك هذه الحقيقة بمجرد أن تشاهدوا كيف أحاطوا هذا الفندق بالدفاعات والمتارس من كل الجهات وكأنه قاعدة عسكرية رسمية”.

 

رسالة للشعب الصومالي

ووجه الناطق الرسمي تنبيهًا للشعب الصومالي قال فيه: “ونقول لإخواننا المسلمين ابتعدوا عن مقرات العدو فالمجاهدون سيستهدفونهم لا محالة، ولا يستهدفونكم كما يحاول إيهامكم العدو، بل يدافعون عن دينكم وأمتكم وأرضكم بأرواحهم وأغلى ما يملكون، وإنما هدف المجاهدين هو السعي لخيركم وصلاحكم, يريدون أن يحكمكم شرع الله لا شرع الكفار، فإن لم تشاركونا في قتال هذا العدو الظالم فابتعدوا عن مقراته وقواعده, ونشدد على هذا الطلب مرارًا وتكرارًا لأننا لا نحب أن يتأذى أي أحد من إخواننا المسلمين حين نهاجمهم”.

 

ويجدر الإشارة إلى أن حصيلة الهجوم على الفندق الحكومي كما صرّح الناطق العسكري لحركة الشباب “45 من المرتدين وأصيب أكثر من ذلك”. كما ذكر في المؤتمر الصحفي يوم أمس.