حركة الشباب المجاهدين تعقد اجتماعًا للصلح ولدفع 240 ألف دولار كديات لقبيلتين متقاتلتين وسط الصومال
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
عقد مكتب السياسة والولايات التابع لحركة الشباب المجاهدين اجتماعًا للصلح ولدفع الديات المستحقة بين قبيلتي “حوادلي” و”أبغال” في مدينة بقأقبلي بولاية هيران وسط الصومال وذلك بعد مقتل 6 أشخاص من كلا القبيلتين في اقتتال.
وحضر الاجتماع عدد من المسؤولين في الحركة من بينهم والي ولاية هيران الشيخ جوليد أبو نبهان، وعدد آخر من شيوخ ونقباء القبائل الصومالية من بينهم شيخ قبيلة “جالجعل” أوقاس حسين أوقاس عبد الله، ووجهاء قبيلتي “حوادلي” و”أبغال” المعنيتين بدفع الديات.
وألقي خلال الاجتماع عدة كلمات كان منها كلمة شيخ قبيلة “أبغال” الإمام محمود حاجي حامد قال فيها: “اجتمعنا اليوم لحل الخلاف بين قبيلتي أبغال وحوادلي، ولأداء الديات المستحقة للقبليتين والتي قدرت بـ 600 رأس من الإبل أي ما يعادل 240 ألف دولار، وسيتم تسليمها الآن لأهالي المقتولين بحضور مسؤولي ولايتي هيران وشبيلي الوسطى، وتحت إشراف مكتب السياسة والولايات لحركة الشباب المجاهدين”.
وأضاف: “في الماضي كانت القبائل تهدر دم من قتل أحدًا منها، بل وكانت قبيلة أبغال تفتخر بقتل أفراد قبيلة حوادلي، وكذالك قبيلة حوادلي تفتخر بقتل أفراد قبيلة أبغال”. في إشارة إلى الأحقاد القبلية التي كانت منتشرة بين القبائل الصومالية.
من جانبه قال النقيب أحمد عثمان جوليس: “لم أشهد قط في حياتي دفع دية بهذا الحجم بين قبيلتين متقاتلتين وهذا كله بفضل الله ونشكره على ذلك”.
وأضاف: “وفي الواقع فإن التحاكم بشرع الله ودفع الديات حق لم تأتي به المفاوضات وما شابهها بل جاء بدماء الشهداء الذين بذلوا النفس والنفيس ليحكم الناس شريعة الله، فها هي حركة الشباب المجاهدين اليوم في نفس الوقت، تقاتل العدو من جهة وتقضي بين الناس بشرع الله من جهة أخرى، وأنا بصفتي نقيب من نقباء القبائل الصومالية أشكر المجاهدين جزيل الشكر وأسأل الله أن يبارك فيهم وفي جهودهم”.
وبعد توثيق تسليم الديات يدا بيد لنقباء القبائل الممثلين لكل قبيلة، ختم الاجتماع بكلمة ألقاها والي ولاية هيران، الشيخ جوليد أبو نبهان قال فيها: “أنتم يا شيوخ القبائل ووجهاءها تقع على عاتقكم مسؤولية نشر المحبة والإيخاء والرحمة بين أبناء القبائل المختلفة، وواجب النصيحة للمسلمين وفضّ خلافاتهم وحلّ مشاكلهم، فنحن كالجسد الواحد نتألم لمصاب بعضنا البعض ونتشارك في الأحزان كما نتشارك في الأفراح”.
يجدر الإشارة إلى أن تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية حققت الأمن والاستقرار في الولايات الإسلامية التي تقع تحت سيطرة حركة الشباب المجاهدين بشكل لم يسبق له نظير.
فنزاهة وقوة القضاء في هذه الولايات جذبت إليها ليس فقط السكان المحليين القاطنين فيها بل حتى سكان مقديشو العاصمة والمناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب والإدارات الإقليمية التابعة لها مما أكسبها شرعية واسعة في البلاد.
ويجد المقبلون على محاكم حركة الشباب المجاهدين العدالة والفعالية في تنفيذ الأحكام وفق ما أمرت به الشريعة الإسلامية وزاد من شهرتها قدرتها على الحكم الحاسم في قضايا شائكة استمرت لعقود بين القبائل.
وتشكل القبلية مشكلة عويصة عانت منها الصومال زمنًا طويلًا ونشبت بسببها الحرب الأهلية ولكنها اختفت في مناطق سيطرة حركة الشباب المجاهدين بعد أن توحدت القبائل تحت ظل حكم الشريعة الإسلامية، وهو ما رصده العديد من الصحفيين الغربيين والمراقبين.
الصور