جيش الاحتلال يعلن عن خوض اشتباكات “وجها لوجه” في لبنان أسفرت عن إصابة 25 جنديا وأوستن يؤكد الحاجة إلى التحول إلى المسار الدبلوماسي

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن “قوات اللواء الثامن والوحدة 707 لوتار تخوض معارك وجهاً لوجه مع عناصر حزب الله” في جنوب لبنان.

وأفاد مراسل “الشرق” في لبنان بأن الجيش الإسرائيلي قصف مسجداً في بلدة ضهيرة، التي تقع في قضاء صور، وتبعد 200 متر عن الحدود  بعد توغل محدود من موقع الجرداح  الإسرائيلي.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، إن جنديين من الكتيبة 9220 التابعة إلى لواء “عتسيوني 6″، أصيبا بإصابات “بالغة” في جنوب لبنان، خلال اشتباكات مع عناصر جماعة “حزب الله”.

في المقابل، قالت جماعة “حزب الله” اللبنانية، الأحد، إن عناصرها اشتبكت مع قوات إسرائيلية حاولت التسلل إلى منطقة تل المدوّر ‏في بلدة رامية بجنوب لبنان، مؤكدةً سقوط “قتلى وجرحى بين القوات الإسرائيلية”.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن حزب الله أطلق نحو 320 قذيفة من لبنان على إسرائيل، السبت، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأعلن إغلاق المناطق المحيطة ببعض البلدات في شمال فلسطين المحتلة.

أعلن حزب الله التصدي لمحاولات تسلل من جنود إسرائيليين بجنوب لبنان، في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام إسرائيلية عن “حادث أمني صعب”، في حين أعلن جيش الاحتلال خوض اشتباكات “وجها لوجه” في المنطقة أسفرت عن إصابة 25 جنديا.

وأكد حزب الله أن مقاتليه فجّروا عبوتين ناسفتين بقوات إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة رامية، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.

وقال الحزب إنه استهدف بصاروخ موجه آلية مدرعة في محيط موقع رامية، مشيرا إلى أن الاشتباكات مستمرة مع قوات الاحتلال بالأسلحة ‏المتوسطة والرشاشة.

وأشار إلى أن مقاتليه اشتبكوا مع قوات إسرائيلية من المسافة صفر أثناء محاولتها التسلل إلى بلدة بليدا، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.

وأكد الحزب أن مقاتليه يخوضون اشتباكات متواصلة مع قوة مشاة إسرائيلية أثناء محاولتها التسلل إلى بلدة القوزح جنوبي لبنان.

 

خريطة توضح هذه المواقع بلدة رامية حيفا نهاريا

خريطة توضح هذه المواقع بلدة رامية حيفا نهاريا

 

وفي حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن وقوع حادث أمني صعب في الجبهة الشمالية أكدت إذاعة الجيش إصابة 25 عسكريا في معارك جنوب لبنان منذ صباح اليوم.

كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مروحيات عسكرية هبطت في مستشفى رمبام بحيفا لنقل جنود مصابين من لبنان.

وصدرت أوامر إخلاء لسكان 23 قرية في جنوب لبنان للانتقال إلى شمال نهر الأولي الذي يتدفق من سهل البقاع في الغرب إلى البحر المتوسط.

وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن عمليات الإخلاء ضرورية لسلامة السكان بسبب زيادة عمليات حزب الله، الذي تتهمه إسرائيل باستخدام هذه المواقع لإخفاء أسلحة وشن هجمات، وهو ما ينفيه حزب الله.

 

الاحتلال ينسف مسجد أهل القرآن في أطراف بلدة الضهيرة السنية جنوب لبنان

 

الاحتلال يضرب القوات الأممية

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى نقل قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) من مناطق القتال في لبنان، فيما قالت جماعة حزب الله إنها اشتبكت مع قوات إسرائيلية تحاول التسلل إلى قرية رامية في جنوب لبنان.

وقال نتنياهو إنه يحث أنطونيو جوتيريش على نقل قوات “يونيفيل” من مناطق القتال بجنوب لبنان.

وأدلى نتنياهو ببيان مسجل يخاطب فيه جوتيريش قائلاً: “حان الوقت لإخراج اليونيفيل من معاقل حزب الله ومناطق قتاله”.

وأضاف: “لقد طلب الجيش الإسرائيلي ذلك مراراً وتكراراً، وتم رفضه مراراً وتكراراً، والذي (وجود يونيفيل) يهدف بالكامل إلى توفير درع بشري لإرهابيي حزب الله.. إن رفضكم إجلاء جنود اليونيفيل يحولهم إلى رهائن لدى حزب الله”.

وتابع نتنياهو: “هذا يعرضهم وحياة جنودنا للخطر.. نأسف للأذى الذي لحق بجنود اليونيفيل، ونبذل كل ما في وسعنا لمنع هذا الضرر”.

وهزت الضربات الإسرائيلية القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان، مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ودولاً غربية إلى التنديد بالهجمات.

ووصفت اليونيفيل الهجوم بأنه “تطور خطير”، وقالت إنه يجب ضمان أمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها.

واستدعت فرنسا السفير الإسرائيلي، وأصدرت بياناً مشتركاً مع إيطاليا وإسبانيا وصفت فيه مثل هذه الهجمات بأنها “غير مبررة”.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه طلب من إسرائيل عدم استهداف قوات اليونيفيل، فيما قالت روسيا إنها “غاضبة” وطالبت إسرائيل بوقف “الأعمال القتالية” ضد قوات حفظ السلام.

وأعلنت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل)، السبت، أن جندياً ثالثاً من قوات حفظ السلام أصيب في هجوم إسرائيلي، وأضافت أن حالة الجندي مستقرة بعد خضوعه لعملية جراحية لإزالة الرصاصة.

وجاء في بيان “اليونيفيل” إن موقعها في بلدة رامية بجنوب لبنان تعرض لأضرار كبيرة بسبب الانفجارات التي أعقبت قصفاً عن قرب، لكنه لم يحدد المسؤول عن أي من الهجومين.

وأصيب اثنان من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، في غارة إسرائيلية بالقرب من برج المراقبة الخاص بهما في القاعدة الرئيسية لـ”اليونيفيل” في الناقورة جنوب لبنان يوم الجمعة. ويبلغ عدد أفراد “اليونيفيل” أكثر من 10 آلاف فرد، وتعد إيطاليا وفرنسا وماليزيا وإندونيسيا والهند من بين أكبر المساهمين.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن وزير الدفاع لويد أوستن عبر في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت عن “قلقه العميق” إزاء التقارير التي ذكرت أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مواقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان في الأيام القليلة الماضية. وحث إسرائيل على ضمان سلامتهم وكذلك سلامة الجيش اللبناني.

ووفقاً لبيان “البنتاجون”، أكد أوستن أيضاً “الحاجة إلى التحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى المسار الدبلوماسي في أقرب وقت ممكن”. وذلك فيما ترفض إسرائيل دعوات الولايات المتحدة وحلفائها الآخرين لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة.

 

الاحتلال مستمر في توحشه

وتصاعد القتال بين الجانبين في الأسابيع القليلة الماضية، إذ قصف الاحتلال جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع، وأرسلت قوات برية عبر الحدود، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من كبار قادة حزب الله. ومن جانبه، أطلق حزب الله صواريخ على عمق “إسرائيل”.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية -أمس السبت- مقتل 15 شخصا وإصابة عشرات آخرين في 3 غارات إسرائيلية استهدفت محافظة جبل لبنان وسط البلاد وبلدة دير بللا البترون في منطقة الشمال.

يشار إلى أن الاحتلال وسّع منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي عدوانه على قطاع غزة ليشمل أيضا جنوب لبنان والعاصمة بيروت، وذلك من خلال شن غارات جوية غير مسبوقة، كما بدأت توغلا بريا جنوب لبنان ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.

وتتحدث تقارير جديدة عن توغل للاحتلال في الأراضي السورية.

وقد أسفرت هذه الغارات حتى مساء أمس عن 1437 قتيلا و4123 جريحا -بينهم عدد كبير من النساء والأطفال- وأكثر من مليون و340 ألف نازح، وفق بيانات رسمية لبنانية.

وأدت العملية الإسرائيلية الموسعة إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص، وفقاً للحكومة اللبنانية، التي تقول إن أكثر من 2100 شخص لقوا حتفهم وأصيب 10 آلاف آخرين خلال أكثر من عام من القتال. ولا تميز الحصيلة بين المدنيين والمقاتلين، ولكنها تشمل عشرات النساء والأطفال.

وكالات