تقرير جديد: ادعاء هزيمة وشيكة لأقوى جماعة جهادية في إفريقيا أمر غير واقعي
نشر معهد هودسن، تقريرًا للباحث جايمس بارنت، يحلل فيه تقدم وتراجع الحكومة الصومالية في حربها الحالية ضد حركة الشباب المجاهدين.
ومؤسسة هودسن، التي مقرها في واشنطن، منظمة بحثية، لدعم القيادة الأمريكية من أجل مستقبل آمن وحر ومزدهر. تم تأسيسها منذ 1961، من قبل الاستراتيجي كاهن هيرمن. بحسب ما تعرف بنفسها.
القوات الحكومية بالقرب من خطوط القتال في جوبالاند، جنوب الصومال
في ملخص تقريره أشار الكاتب جايمس بارنت إلى أن المحللين لطالما كانوا ينظرون إلى الحرب ضد حركة الشباب المجاهدين، فرع القاعدة في شرق إفريقيا، على أنها حرب “لا يمكن الانتصار فيها” و”بدون نهاية في الأفق”. واعتبر أغلبهم الحركة واحدة من أكبر التمردات الجهادية حجمًا والأكثر تطورًا في الكوكب بالنظر إلى الصومال التي ولدت فيها، والتي تعمل كدولة فاشلة.
وأشار الكاتب أيضا إلى ما يعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين أنها “صحوات الأنبار” وهي الميليشيات القبلية التي قاتلت حركة الشباب المجاهدين في منتصف 2022، في ولايتي هيرشبيلي وجلمدغ، وسط الصومال، والتي حظيت بدعم عسكري سريع من الحكومة الفدرالية الصومالية. وفي الأثناء – بحسب الكاتب- تحدث المسؤولون الصوماليون عن الهجوم الذي أعلنته الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب ضد حركة الشباب المجاهدين ويحمل اسم “عملية الأسد الأسود”، على أنها الضربة القاتلة التي طال انتظارها ضد حركة الشباب.
لكن بحسب الكاتب، للأسف بدأ التراجع بعد أن بدأت حركة الشباب في التجمع وشن الهجمات المضادة في بداية 2023. وفي سبتمبر 2023، تصارع الحكومة الصومالية لإتمام الهجوم الذي بدأته السنة الماضية في وسط الصومال. وخلال كل هذا الوقت، كانت الحكومة تعد بتحقيق أهداف أكثر طموحًا حتى، بهزيمة حركة الشباب في معاقلها جنوب الصومال نهاية 2024. والسؤال الذي يطرح نفسه بحسب الكاتب، هل الحكومة الصومالية تطوي بالفعل صفحة من حربها ضد حركة الشباب، بهزيمة الحركة، أو إضعافها بشكل كبير في المكان، لأول مرة منذ سنوات، أو أن تقدم الحكومة الصومالية في أرض المعركة في 2022، كان مجرد انسحاب قصير لحركة الشباب.
في هذا التقرير ناقش الكاتب إمكانية هزيمة حركة الشباب، وكسر القبول والشرعية التي كسبتها الحركة بين المجتمعات الصومالية. والخلافات السياسية الصومالية إضافة إلى قضايا أخرى، مثل افتقاد قدرة الدولة، والفساد المستشري. اللذان يمنعان، الحكومات الفدرالية والإقليمية، من الاجتماع على الفرص التي تتوفر لهم. بينما الحكومة في مقديشو، بمعرفتها بقدرتها العسكرية المحدودة، تنشد الدعم العسكري من دول الجوار: كينيا وإثيوبيا، لتتمكن من تنفيذ هجومها في جنوب الصومال.
ويرى الكاتب أنه في كل الأحوال، يبدو أن هناك شهية ضعيفة من كلا الدولتين للتدخل في هجوم آخر.
وحركة الشباب بدورها، تقاتل بهجمات مضادة ضد القوات الحكومية في وسط الصومال، وتسعى لأن توسع هجماتها في الدول المجاورة، جزئيًا لأجل تعطيل مشاركتهم العسكرية الإقليمية الممكنة في أي هجوم مقبل. بحسب الكاتب الذي يرى في ملخصه، أن الوضع يبدو أقل تفاؤلا مما كان عليه في نهاية 2022، حيث أن حركة الشباب لا يبدو أنها تواجه هزيمة كبيرة في الأشهر المقبلة، وبدلا من ذلك فإن أفضل حالة سيناريو، سيشاهد هذه الحملة العسكرية تُضعف حركة الشباب خلال الأشهر المقبلة، إلى درجة أن تنقسم الحركة جزئيًا، وتخسر بعض الدعم الشعبي لها. ما يمكن أن يسمح للحكومة الصومالية بغرفة للمفاوضات مع أقسام من الحركة. لكن مثل هذا السيناريو، لا يزال غير ممكن مع هجوم الحكومة الصومالية الحالي الذي لم يجلب إلا مكاسب مؤقتة أو سطحية فقط، والتي لم تضعف بشكل كبير قدرات حركة الشباب .
وأوضح الكاتب أنه كتب تقريره خلال رحله له لمدة 4 أسابيع في كينيا والصومال، في يونيو 2023. وأنه في الصومال سافر إلى العاصمة مقديشو، وكذلك إلى عواصم الإدارات الإقليمية: جوبالاند وجلمدغ وبونتلاند في جنوب ووسط وشمال البلاد بالترتيب.
وأيضا سافر إلى المدينة الواقعة على خطوط القتال، بارسنجنوني، بالقرب من مناطق سيطرة حركة الشباب في جوبالاند، وسافر بشكل منفصل إلى لاسعنود، المدينة المتنازع عليها، من قبل كل من صومالي لاند والقبائل المحلية، والتي تقع في قلب صراع إقليمي جديد.
وبالنظر إلى حساسية المناقشة للشؤون الأمنية في الصومال، فقد عمد الكاتب إلى إخفاء تفاصيل لقاءاته في أغلب المراجع.
عنصر من القوات الأمنية لبونتلاند يمشي بجانب قاعدة عسكرية مهجورة في شمال الصومال
عملية الأسد الأسود
وفي مقدمة تقريره، وتحت عنوان: ” الحملة الواعدة تستولي على مواقع ولكنها تفشل في وقت قصير”، نقل الكاتب ملاحظة قالها له محلل صومالي بشأن القبائل في وسط الصومال: “هؤلاء الناس، حافظوا دائما على حريتهم”.
فقد شهد وسط الصومال من قبل وقوف القبائل في وجه المحتلين الإيطاليين، وضد الحرب الباردة للدكتاتور محمد سياد بري، ويعتبر الكاتب الميليشيات المحلية التي وظفتها الحكومة من هذه القبائل وسط الصومال تحدو حدو من سبق ولكن في التصدي لحركة الشباب في 2010. ويعتبر وقوف هذه الميليشيات التي تسمت باسم “المعاويسلي”، في 2022، مؤثرًا، لأنهم سمحوا للحكومة التي مقرها في مقديشو أن تقوم بشيء نادرًا ما تقوم به، لقد نجحت في إضعاف حركة الشباب، على حد تعبير الكاتب.
وأشار الكاتب إلى دعم الحكومة الصومالية للميليشيات القبلية في ولايتي هيرشبيلي وجلمدغ، لقتال حركة الشباب وأرسلت لهم قواتها من الجيش الصومالي لدعمهم، وكانت النتيجة، مشجعة بحسب الكاتب، بانسحاب حركة الشباب من عشرات القرى في وسط الصومال مع نهاية 2022، وشكل ذلك أكبر انسحاب للحركة من مناطقها، منذ 2014، ولوقت ما، حتى المحللين، الذين كانوا طويلا، متشككين من قدرات الحكومة الصومالية في هزيمة حركة الشباب، عبروا عن تفاؤلهم.
لكن مع بداية 2023، قال الكاتب أن العمليات في وسط الصومال بدأت تفقد زخمها، فقط مع الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، بدأ يعد باستمرار الهجوم، والقضاء التام على حركة الشباب خلال سنة. ولم تعد الحكومة الصومالية تحدد أهداف هجومها في وسط الصومال، والتي تعد دائما مسرح العمليات الثانوي لحركة الشباب، على أنها ستحول الهجوم سريعًا إلى الجنوب، حيث تسيطر حركة الشباب على عاصمتها “جلب”، في جوبالاند. إضافة إلى ذلك فإن الهجوم هناك، لن يعتمد على دعم الجيش الصومالي للقبائل، (التي لاحظ بعض المراقبين، أنها في الجنوب أقل تقبلا لحكومة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود من التي في وسط الصومال).
وبحسب الكاتب فإن الهجوم الذي يحمل اسم “عملية الأسد الأسود” سيعتمد بدلا من ذلك، على عدة كتائب تصل إلى نحو 30 ألف من القوات، من الولايات المجاورة لخطوط القتال، التي يمكنها أن تساعد في هزيمة حركة الشباب. التمرد الذي لا يمكن رصده مع جذور ممتدة منذ نحو عقدين من الزمان.
وبحسب الكاتب، فإن الحكومة الصومالية، يبدو أنها حاليا “تَعِدُ بشكل مبالغ فيه”، مع خطر العجز عن تحقيق المستوى المطلوب، وفقًا لوزير صومالي تمت مقابلته في يونيو.
خريطة تعرض الولايات الإقليمية الصومالية الخمس، مع الإقليم المنفصل بحكم ذاتي “صومالي لاند”، والإدارات التي تحيط بالعاصمة مقديشو، وتظهر باللون الأحمر المناطق التي تستهدفها المرحلة الأولى من هجوم الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب ضد حركة الشباب
وأوضح الكاتب أن تقريره يُفصّل بعض التحديات التي واجهتها “عملية الأسد الأسود” إلى اليوم، والتي يبدو أنها ستواجهها مع سعي الحكومة لتوسيع هجومها في مسارح جديدة. والهدف من هذا التقرير بحسب الكاتب هو مساعدة صناع القرار في تقدير ما هي المكاسب التي يجب أن تكون واقعية في إطار الهجوم الحالي، وهو لا يتحدث – بحسب ما أوضح – عن هزيمة كاملة لحركة الشباب كما تعد بذلك الحكومة الصومالية، ولكن، عن إضعاف الحركة بما يكفي لرؤية انقسامها، كما يهدف تقريره أيضا إلى مساعدة صناع القرار والمحللين في فهم كيف هي مهمة الأقسام السياسية الصومالية، لتحديات مكافح التمرد الإسلامي، واستقرار البلاد.
وبحسب الكاتب فإن الأجزاء التالية من هذا التقرير، تفحص تقدم “عملية الأسد الأسود” في وسط الصومال في 2022، وكيف ردت حركة الشباب المجاهدين على انسحاباتها، بما في ذلك (إلى اليوم) الجهود لإنجاح المرحلة الثانية من الهجوم، والنجاحات والتحديات إلى اليوم، لجهود الاستقرار في المناطق التي تم الاستيلاء عليها مؤخرًا في وسط الصومال، وكيف عملت حركة الشباب بشكل ناجح، لاستباق وردع هجوم عسكري إقليمي واسع، بتكثيف هجماتها في دول شرق إفريقيا المجاورة.
نتائج المرحلة الأولى للهجوم في وسط الصومال
يرى الكاتب أن المرحلة الأولى للهجوم كانت في 2022، مع صعود الميليشيات القبلية في ولايتي هيرشبيلي وجلمدغ، مدعومة من الجيش الصومالي، والتي تمكنت من إضعاف الحركة، وتعطيل هجماتها لعدة أشهر، ولكنها لم تتمكن من القضاء الكامل على جيوب الحركة في الولايتين.
ويرى الكاتب أن المرحلة الأولى للهجوم في 2022، جلبت مكاسب ملحوظة للعمليات، بدعم الضربات الجوية من طائرات بدون طيار، الأمريكية والتركية.
إلا أنه على المستوى الاستراتيجي، فإن هجوم 2022 لم يؤثر بشكل ملحوظ في قدرة حركة الشباب على شن هجمات متعددة متزامنة، وممتدة في شرق إفريقيا، حيث استمرت معاقل حركة الشباب في جنوب الصومال، خاصة في هضبة نهر جوبا، فضلا عن وسط الصومال. كما أن لدى الحركة أيضًا حضورا قويًا في الحدود الكينية (بما في ذلك معسكر لها في غابات بوني، في مقاطعة لامو الكينية) ويقدر المحللون بحسب الكاتب، أن الحركة تولّد نحو 100 مليون دولار سنويا من المداخيل المختلفة.
ويرى الكاتب أن الحركة لديها مصادر مختلفة للمداخيل، وأنها تحفظ بعض الأموال التي تكسبها خلال مراحل تمددها، للأوقات التي تتقلص فيها. وهو يرى أن الهجوم العسكري وإن كان قد تسبب في بعض الخسائر المادية والعسكرية لحركة الشباب، إلا أنه لم يضرب مركز قوة الحركة.
وبحسب الكاتب حين بدأ الهجوم يخرج عن مساره في بداية 2023، حافظت حركة الشباب على مناطق في جلمدغ، بين المدن الكبرى: عيل بور وجلهريري. وكلا هاتين المدينيتين كانتا مهمتين لعمليات حركة الشباب بحسب مصادر تمت مقابلتها.
ويعتقد الكاتب أن حركة الشباب كان يمكنها أن تدعم قواتها في وسط جلمدغ بقارب عبر البحر من شبيلي الوسطى. كما أوضح الكاتب أن مع استمرار الهجوم الحكومي فإن حركة الشباب كان يمكنها التمتع بحريتها وحركتها في المنطقة بين المناطق التي كانت تسيطر عليها القوات الحكومية.
ونقل الكاتب تعليقًا لأحد السياسيين الذين قابلهم من ولاية دوسمريب، يقول فيه، أنه في حين كان أقاربه يعيشون في مدينة سيطرت عليها القوات الحكومية في جلجدود، فإن السكان في القرية المجاورة لهم، لم يكونوا يعلمون عن سيطرة القوات الحكومية، لأنهم كانوا لا يزالون يشاهدون مقاتلي حركة الشباب يتحركون بحرية في الطرقات خارج القرية، فينتهون إلى أن حركة الشباب لا تزال تسيطر على المنطقة.
واستدل الكاتب بأحد التقارير في يونيو 2023، الذي ذكر أن حركة الشباب كان يمكنها أن تحرك العشرات من الآليات العسكرية التي تحمل رشاشات ثقيلة (وهي أفضل الآليات للقتال، للحركة وللحكومة على حد سواء). وذلك على بعد بضعة كيلومترات من آخر نقطة تفتيش للجيش الصومالي في الطريق السريع خارج مدينة “عيل ديري”.
وذكر أن الحكومة الصومالية لم تكن تعلم، كم من المساحات تمكن الجيش الصومالي من السيطرة عليها وسط الصومال منذ منتصف 2022.
في الأشهر القليلة الأولى من عام 2023، نسق حسن شيخ محمود مع رؤساء الإدارات الإقليمية الخمس وأيضا مع قادة الدول المجاورة: إثيوبيا وكينيا وجيبوتي، للإعداد للمرحلة الثانية للهجوم، الذي كان يجب أن يشمل في تخطيطه الأولي، تأمين المناطق التي لا تزال فيها حركة الشباب في وسط الصومال، في الوقت الذي يتم فيه الهجوم على معاقل الحركة في الجنوب. بحسب الكاتب الذي أوضح أن “عملية الأسد الأسود”، هي هجوم تم إعداده في الأصل لشهر يونيو، لكنه عانى سريعًا من التأخيرات، ما أجبر المخططين العسكريين للعودة للتركيز على وسط الصومال (لتقوم به قوات الجيش الصومالي والميليشيات القبلية بدلا من قوات دول شرق إفريقيا المجاورة) ما يؤخر الهجوم على المناطق الجنوبية لموعد آخر.
وأخيرًا في بداية أغسطس 2023، سافر حسن شيخ محمود إلى دوسمريب، عاصمة جلمدغ، لمتابعة التحضيرات للمرحلة الجديدة من الهجوم، ويرى الكاتب وجوده في دوسمريب كان رمزيًا بشكل ملحوظ، لكونه يظهر التزامه بالهجوم، ويسجل نقطة فارقة على الرئيس الصومالي السابق (الذي كانت العلاقات بين حكومته والإدارة الإقليمية فاسدة). مبرزًا جهوده في بناء الوعي السياسي في سبيل تحقيق أهدافه الطموحة.
الهجوم الجديد انطلق في 14 أغسطس، وخلال أسبوعين، سيطر الجيش الصومالي على هدف واحد من هدفيهما الرئيسيين: مدينة عيل بور، لكن الأمور بدأت بشكل أسرع تتجه نحو الجنوب. بحسب الكاتب.
المناطق التي بقيت تحت سيطرة حركة الشباب في ولاية جلمدغ، بما فيها الساحلية، خلال المرحلة الأولى من هجوم الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب
كيف ردت حركة الشباب بعد انسحاباتها في وسط الصومال
مع بداية 2023، عملت الجماعة الجهادية على استرجاع بعض أراضيها التي انسحبت منها في وسط الصومال. وبحسب الكاتب فإن حركة الشباب لديها خبرة هائلة في التعافي من خسارة المناطق طيلة أكثر من 15 سنة من وجودها، وفي الواقع، يقول الكاتب أن الحركة لم تقاتل في معركة كبيرة في المناطق الريفية منذ انسحابها من مقديشو في 2011،
وبحسب الكاتب، قامت حركة الشباب – في مواجهة الهجوم الوشيك القادم عليها- بالانسحاب من مدنها التي كانت تسيطر عليها، وانتقلت لتكتيك حرب العصابات، في محاولة لعزل المدن بعد سيطرة الحكومة وقوات الاتحاد الإفريقي عليها.
وقادت الحركة هجمات بالعبوات الناسفة وهجمات حرب العصابات، في المناطق التي تحيط بالطرق السريعة، إضافة إلى الهجمات الدورية على المدن. ويرى الكاتب الهدف من هذا التكتيك، هو تعطيل وتثبيط القوات المعادية في هذه المدن، فلا تتمكن من أن تقود هجمات كبرى لتأمين المناطق المجاورة، ما يسمح لحركة الشباب بالحفاظ على معكسراتها وحريتها في الحركة، والتأثير في المجتمعات الريفية. كما يمكنها أن تستعمل هذا التكتيك لسنوات، باننظار أن تنسحب القوات الحكومية المنقسمة وضعيفة التمويل.
وبحسب الكاتب، استخدمت حركة الشباب هذا الأسلوب التاريخي في محاولة عزل المدن في بداية 2023، وحافظت الجماعة على مستوى من الهجمات من حرب العصابات في أراضي هيران وجلمدغ منذ بداية السنة، في الوقت الذي نفذت فيه هجمات كاسحة باستخدام المدفعية والعمليات الاستشهادية، على قواعد الجيش الصومالي في عدة مناسبات.
كما لاحظ الكاتب أن حركة الشباب سيطرت مؤقتًا على قواعد القوات الحكومية في مدن “بودبود” و”علي يبال”، و”مسجواي”، في شهري أبريل وماي 2023، قبل أن تبدأ المرحلة الثانية من هجوم الحكومة المدعومة من الغرب في جلمدغ.
ويحسب الكاتب، في الجبهة السياسية، بدأت حركة الشباب حملتها المضادة في استقطاب قبائل جلمدغ منذ ديسمبر 2022. وفي حين لم تكن أي قبيلة من القبائل التي كسبتها في صفها، تملك القوة بشكل خاص ولا مسلحة بشكل جيد. إلا أن الكاتب يرى أن هذا الاستقطاب يخدم أمرين: يقدم لحركة الشباب الدعاية بكون الحركة تفتح الأبواب للشراكات مع القبائل الأخرى في الصومال. ويصنع الظروف لزيادة الصراعات القبلية في داخل جلمدغ.
كل هذا يضع تحديًا وعقبة أمام الحكومة بينما تبدأ المرحلة الثانية من هجومها في وسط الصومال، الذي لدى الشباب الآن الكثير من الوقت للاستعداد له. بحسب الكاتب.
عمليات الجيش الصومالي الأولى في جلمدغ في أغسطس، انتهت بانسحاب حركة الشباب مع القليل من القتال، من مدينة عوسويني في جلمدغ، في 22 اغسطس ثم من عيل بور أحد الاهداف الرئيسية، في الحملة الحالية.
وبحسب الكاتب، فإن عمليات قوات الجيش الصومالي الأولية في جلمدغ في شهر أغسطس، أدت إلى نتائج فورية، انسحبت حركة الشباب بدون قتال من مدينة عوسويني في جلمدغ، في 22 أغسطس، ومن مدينة عيل بور، أحد الهدفين الرئيسين لهذا الهجوم الحالي في 25 أغسطس. لكن حركة الشباب هاجمت قواعد القوات الحكومية في عوسويني في أغسطس 26، وسيطر مقاتلو الحركة على القواعد وقتلوا أعدادًا قياسية من الجنود، ودمروا أعدادُا من السيارات المصفحة، قبل الانسحاب مع عدد من الأسرى.
لقد حاصر مقاتلو الحركة عوسويني، مباشرة بعد سيطرة الجيش الصومالي عليها، ما أحبط كل جهود للجيش الصومالي لدعم قواته في المركز الجديد. بحسب الكاتب.
ولم يوقف الهجوم فقط تقدم الجيش الصومالي باتجاه مدينة جلهريري، التي كانت الهدف التالي بعد عوسويني، ولكنه تسبب أيضًا في انسحاب الجيش الصومالي من عدة مدن استراتيجية في المنطقة مثل: عيل ديري ومسجواي وجلعد وبودوبد، التي استعادتها حركة الشباب مباشرة.
ويرى الكاتب أن هجوم حركة الشباب في عوسويني يدل على أن الحركة تملك موارد فعالة في جلمدغ، تمكّنها من شن هجمات كبيرة. وأشار إلى أنه في الأسابيع المقبلة، يمكن للقوات الصومالية أن تنجح في إعادة السيطرة على المناطق التي تخلت عنها وأن تستمر إلى جلهريري، التي تعتبر المصادر الأمنية للحكومة، استهدافها ضربة قوية لعمليات حركة الشباب، لكن إذا نجحت حركة الشباب في حفظ طرق دعمها وحركتها الحرة، من الجنوب إلى هيرشبيلي وجلمدغ، فإن الحركة يمكنها أن تقوم بشكل جزئي بتخفيف خسارة جلهريري وعيل بور إن وقعت هذه الخسارة، وهذا يمكن أن يسمح للحركة بأن تعزل المدن التي تسيطر عليها الحكومة بحرب عصابات تقودها منذ الماضي. وفي الواقع، بحسبما يذكر الكاتب، فإن الحكومة الصومالية مع القوات الإثيوبية، سبق أن سيطروا على مدينة عيل بور في 2014، لكن مقاتلي الحركة حافظوا على وجود كبير لهم في محيط المدينة، وتمكنوا من حصارها بشكل فعال لمدة 3 سنوات، حتى تمكنوا من استعادتها في 2017، بعد انسحاب القوات الإثيوبية.
التحديات أمام الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب
يرى الكاتب أن الانسحابات الأخيرة للحكومة الصومالية في ولاية جلمدغ بعد هجوم حركة الشباب الكاسح في مدينة عوسويني، يسلط الضوء على أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها الحكومة الصومالية وهو: القدرة على إبقاء سيطرتها على المناطق التي تدخلها والحفاظ على استقرارها. وبحسب الكاتب فإن الخبراء الغربيون، الذين نصحوا الحكومة الصومالية حاولوا الحديث عن الاستقرار (حفظ المكاسب العسكرية من خلال تأسيس قوات تحفظها، وإقامة الحكم في المناطق المسيطر عليها)، وبحسب الكاتب، في مستوى معين، فإن الاستقرار هو مشكلة الموارد والقدرة، خاصة قدرة القوات الأمنية على حماية المجتمعات المسيطر عليها بشكل فعال من الهجمات، وقدرة الحكومة على تقديم الخدمات الأساسية، التي تكسب ثقة السكان وتمنع عودة مقاتلي الحركة لأجل هذه الخدمات، ولكن في المستوى الأكبر، فإن المسألة هي بشكل أساسي مسألة سياسية.
وأكد الكاتب على أن التحدي أمام الصومال لم يكن أبدًا نقص الميليشيات أو القوات الصومالية القادرة على قتال حركة الشباب، وإنما المشكلة هي أن هذه القوات تقضي وقتها أكثر في القتال أو الإعداد لقتال بعضها البعض، أكثر من قتال حركة الشباب. واستشهد الكاتب بكلمات لوزير صومالي سابق يقول:”مشكلتنا مركبة: إنها سياسية، ونقص الموارد، لو حصلنا على الحق السياسي، يمكننا أن نهزم حركة الشباب، ولكن قضينا كم من السنوات في محاولة الحصول على الحق السياسي، وبدون نجاح”.
وبحسب الكاتب، في الوقت الحاضر، لم تتمكن الحكومة الصومالية من إنشاء عدد كافٍ من القوات الأمنية الفدرالية التي يمكنها قيادة هجوم “الأسد الأسود” بدون دعم كبير من الميليشيات المحلية أو القوات العسكرية الإقليمية. ولدى حسن شيخ محمود أهداف طموحة في بناء جيش صومالي وطني كامل، وقطاع الأمن الصومالي مع نهاية 2024. لكن عدد قليل من المحللين في مقديشو يعتقدون أنه يمكنه ذلك.
وبحسب الكاتب، اعتمدت الحكومة الصومالية -خلال عملياتها الأخيرة- بشدة على وحدات القوات الصومالية الخاصة التي دربتها القوات الدولية، خاصة تلك التي دربتها القوات الأمريكية، المعروفة باسم كتيبة “دناب”، والتي دربتها القوات التركية والمعروفة باسم كتيبة “جرجر”. وفي حين هذه القوات، تحصل على أفضل التدريبات والتجهيزات وتحصل على رواتب أعلى من وحدات الجيش الصومالي، فإنها أفضل لأداء غارات العمليات الخاصة، أكثر من تنفيذ عمليات التأمين. وبالنظر لنقص قوات الأمن الحكومية، وضعت الحكومة آمالها في هذه الوحدات كقوات تحفظ السيطرات، وفي بعض الأحيان بنتائج كارثية، كما شوهد ذلك في هجوم حركة الشباب الأخير على قاعدة قوات “جرجر”، في عوسويني.
بالإضافة لذلك بحسب الكاتب، فإن وحدات “دناب” و”جرجر”، بغض النظر عن تدريبها العالي ورواتبها المدفوعة الأعلى، ليست محصنة ضد مشكلة هيكل الجهاز الأمني الحكومي: انقسام الوحدات على أساس الخطوط القبلية. كما أن الصوماليين يعتقدون بشكل واسع أن قوات الأمن الحكومية، لا تبني مؤسسة وطنية، ولكن تخدم مصالح قبيلة الرئيس. ما يحدد أين يمكن أن تعمل هذه القوات بشكل فعال.
مع العدد غير المناسب لقوات الجيش الصومالي المدربة، يرى الكاتب أن الميليشيات الحكومية في هيرشبيلي وجلمدغ التي تسمى ميليشيات “الدروايش” وميليشيات “المعاويسلي” يمكنها أن تكون قوات شريكة مناسبة لجهود الحكومة.
ويرى الكاتب أن ميليشيات المعاويسلي، سواء كان ذلك أفضل أو أسوأ، هي عوامل بقاء القوات الحكومية أو على الأقل شركاء للجيش الصومالي في عدة مناطق في وسط الصومال حتى تتمكن الحكومة من بناء ميليشيات بمستوى حكومي وشرطة فدرالية.
وعن الوضع في هيرشبيلي، بشكل خاص، بالنظر إلى رئيس هيرشبيلي “علي غودالي” الذي هاجم حاكم منطقة هيران “علي جيتي عثمان” في يونيو 2023، لأسباب سياسية، بعيدًا عن قيادة علي جيتي الناججة لهجوم الحكومة في هيران بحسب الكاتب. وأعلن علي جيتي، الذي كان قاعدة قوية للدعم المحلي، أعلن منذ ذلك الوقت أن هيران ستنفصل عن هيرشبيلي.
وسلط الكاتب الضوء على تعقيدات الوضع مع القبائل في جلمدغ وتعقيدات العملية السياسية في الولاية.
وبحسب الكاتب فإن بعض القبائل في جلمدغ، رفضت دعوة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في سبتمبر 2023، للمشاركة في المرحلة التالية من الهجوم ضد حركة الشباب. إضافة لذلك، على عكس الدينامكيات الأكثر استقلالية واكتفاء اقتصاديًا، مثل بونتلاند وحتى جوبالاند، تحتاج كل من جلمدغ وهيرشبيلي، للدعم الحكومي والقوات الأمنية.
ويرى الكاتب أنه ليس هناك استقرار فعال للحكومة والإدارات الإقليمية في وسط الصومال، إلا بتوفير التمويل الأساسي والقدرات، وفقط في المناخ السياسي المناسب.
وأخيرًا فإن انسحاب قوات الاتحاد الافريقي المعروفة بـ”أتميس”، التي ستُنهي حضورها في ديسمبر 2024، يبدو أنه سيؤثر على جهود استقرار وسط الصومال خلال السنة المقبلة، بحسب الكاتب، فأتميس تتواجد فقط في بعض المدن في وسط الصومال، في الوقت الذي تسيطر فيه الحكومة والميليشيات المحلية على أغلب المناطق، بينما حركة الشباب، تحافظ على السيطرة بالقرب من بعض المدن التي تحتلها أتميس، بشكل أكبر في منطقتي شبيلي الوسطى، في هيرشبيلي، حيث يتم سحب القوات البوروندية بشكل سريع.
ولأجل منع حركة الشباب من السيطرة على هذه المدن، يحتاج الجيش الصومالي والميليشيات القبلية، إلى سد فراغ قوات أتميس. ما سيجعل من عدد الوحدات المتوفرة لقيادة عمليات هجومية مقبلة، محدودًا، حيث تقوم الحكومة الصومالية بإعداد قوات لسد هذا الفراغ.
لذلك تطالب الحكومة الصومالية بحسب الكاتب، بتأجيل سحب قوات أتميس لمدة 3 أشهر، وهي القوات التي كان من المقرر سحبها في شهر سبتمبر، (وهو الطلب الذي لم يضمنه الاتحاد الافريقي، مع نهاية سبتمبر). ويكشف ذلك كيف أن حكومة مقديشو قلقة من التعقيدات المضافة بسد فراغ قوات أتميس خلال عملياتها في وسط الصومال.
وذكر الكاتب الصور التي نشرتها حركة الشباب بشأن هجوم عوسويني في 25 أغسطس، حيث أرجع هزيمة القوات الصومالية لنقص التمويل أو لضعف التخطيط، أو لكلاهما معا، قد تسببا في سقوط القواعد بيد حركة الشباب.
وأشار الكاتب إلى أنه الفساد ونقص الموارد الذي تعاني منه جبهة الحكومة، يحبط جهود كل من الحكومة والإدارات الإقليمية في بناء المؤسسات، مثل المحاكم والمدارس لمواجهة تأثير الجهاديين.
ويرى الكاتب أنه في حين تكون هذه التحديات حقيقية، فإنها تكون ثانوية أمام الأزمة السياسية الوطنية الأوسع ونابعة منها، وهي الأزمة التي منعت القبائل الصومالية من بناء الوعي اللازم لهزيمة حركة الشباب. على حد تعبيره.
التحديات في جنوب الصومال
ويرى الكاتب أنه بالنظر إلى التحديات الحالية في ولاية جلمدغ، يبدو أنه من المبكر البدء في الاهتمام بظروف العمليات في جنوب الصومال، والتي هي أقصى أهداف الحكومة ولكنها الأبعد حاليًا في هذا الهجوم، لكن حركة الشباب، بدأت مبكرًا التحضير للمرحلة المقبلة من الهجوم، من خلال تكتيكين بعيدي المدى، بحسب الكاتب، بمضاعفة قوة علاقاتها مع القبائل المحلية القوية، في الوقت الذي تسعى فيه لتوسيع وجودها إقليميًا، وهذا يشير إلى بعد التحديات التي تواجه الحكومة الصومالية وشركائها في الجنوب.
صورة من الدورة الثانية للمؤتمر التشاوري حول قضايا الجهاد في شرق إفريقيا، التي جمعت قادة حركة الشباب المجاهدين مع العلماء وشيوخ القبائل، في جوبالاند في ماي 2023 للاستعداد لهجوم الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب
حركة الشباب تستعد لهجوم الحكومة على الجنوب
لاحظ الكاتب أنه لا يوجد هناك عامل مفاجأة عند الحديث عن أين ستركز الحكومة الصومالية وشركائها جهودهم العسكرية التالية. في جنوب الصومال، وخاصة هضبة نهر جوبا شمال الحدود الكينية، التي لطالما كانت معقلا لحركة الشباب منذ انسحابها من العاصمة مقديشو في 2011، وبحسب الكاتب فإن حركة الشباب تعمل على التصدي للهجوم بدعم القبائل في الجنوب، وهي القبائل التي كانت تاريخيًا أكثر تعاطفًا مع حركة الشباب، مقارنة مع القبائل في هيرشبيلي. وقد أقامت حركة الشباب مؤتمرًا لأجل هذا الأمر في مدينة جلب في شهر ماي.
ويرى الكاتب أن رسالة حركة الشباب المجاهدين منذ أيامها الأولى، في أنها تواجه حملة دولية، إثيوبية إمبريالية مدعومة بالتحالف الصهيو صليبي، المحارب للمسلمين، تمثل تحديًا للحكومة الصومالية لأن هذه الرسالة تؤثر في كثير من الصوماليين خاصة في الجنوب، مع تاريخ إثيوبيا المعادي، الإمبريالي في القرن التاسع عشر، وبغزوها العسكري للبلاد في القرن العشرين. ويرى الكاتب متأسفًا، أن أي هجوم مستقبلي على جنوب الصومال سيستخدم بقوة القوات الإثيوبية لأجل أن ينجح، بسبب القدرات المحدودة للقوات الحكومية.
وأشار الكاتب لما حدث مؤخرًا في سبتمبر 2023، حيث اتهمت حركة الشباب الولايات المتحدة بقتل مدنيين أبرياء في قصف في جلمدغ، (ونفت قيادة أفريكوم أن تكون نفذت قصفا في المنطقة، لكنها قالت بأنها قدمت الإجلاء الطبي للقوات الحكومية في المنطقة).
ويرى الكاتب أن إصدار حركة الشباب لشيخ قبيلة دودوبلي، الذي يؤكد مقتل الأطفال في القصف. قد صدر بشهادة شيخ القبيلة بدل أن يصدر من المتحدث الرسمي لحركة الشباب. ليبين كيف أن حركة الشباب مدركة للدور المركزي الذي يلعبه التحالف القبلي في الحرب في جلمدغ.
توسيع الحضور الإقليمي، حلقة حول الصومال؟
ويعتقد الكاتب أن أكثر ما يقلق في استراتيجية حركة الشباب، لإحباط أي هجوم مستقبلي للأسد الأسود، خاصة في جنوب الصومال، يكمن في استراتيجية الحدود الاقليمية، التي تعمل عليها الحركة منذ السنة الماضية.
وبحسب الكاتب يبدو أن حركة الشباب تسعى لإقامة قواعد لها خارج الصومال، التي يمكن للجماعة على الأقل أن تنسحب إليها جزئيًا إذا تم دفعها خارج معقالها، في جنوب الصومال.
ويرى الكاتب أن حركة الشباب لم تؤسس بعد هذه الحلقة من قواعد الدعم الخلفي، التي ستقطع من شمال شرق كينيا، إلى شرق إثيوبيا، وفوق إلى صومالي لاند، لكن نية الحركة تبدو واضحة أنها كذلك.
وأكد الكاتب أن قواعد حركة الشباب الدولية، لم تكن جوابًا على ظهور الميليشيات القبلية (الصحوات) في وسط الصومال، وإنما قبل ظهور هذه الميليشيات. حيث بدأت جهود الجماعة مبكرًا في 2022، عندما بدأت حركة الشباب بإعادة ترتيب مواقع قواتها في وسط الصومال لتسهيل الدخول إلى إثيوبيا، الذي وقع في يوليو 2022، ويرى الكاتب أن هدف حركة الشباب الأولي يبدو أنه كان في ذلك الوقت الاستفادة من الحرب الأهلية الجارية في إثيوبيا، لإقامة حضور لها في البلاد.
العديد من المصادر التي تمت مقابلتها بحسب الكاتب، أفادت أن حركة الشباب تمكنت بنجاح من تأسيس حضور كامل لها في جنوب إثيوبيا خلال دخولها في 2022.
وبحسب الكاتب وصلت كتيبة (من نحو 500 مقاتل) إلى جبال بالي، حول مويالي، بالقرب من الحدود الكينية الإثيوبية، حيث تحافظ حركة الشباب على بعض معسكرات التدريب، وينتمي أكثر هؤلاء المقاتلين إلى عرقية الأورومو، وهي أكبر عرقية إثيوبية، والتي ينحدر منهم أكثر المسلمين، إضافة إلى الصوماليين الذين يتم تجنيدهم عادة في حركة الشباب. ولم تعلن حركة الشباب مسؤوليتها عن أي هجمات في إثيوبيا منذ منتصف 2022، لأجل أن تحافظ على أمن عملياتها. بحسب الكاتب.
خريطة توضح المنطقة المتنازع عليها بين الإقليم الانفصالي “صومالي لاند” وبونتلاند.
ويرى الكاتب أن حركة الشباب اختارت أن تُبقي في الخلف قواتها، في إثيوبيا، في استباق لهجوم الأسد الأسود، وفي هذه الحالة يمكنها أن تنشطهم لإحداث حركة خلف خطوط القوات الإثيوبية، ثم تشغل القوات الإثيوبية، أو تقطع خطوطهم اللوجستية،
وبحسب الكاتب، بشكل ملحوظ، حاولت الحركة أن تدخل وحدات جديدة داخل إثيوبيا، كما حدث في إثيوبيا في أغسطس 2023، حين هاجمت قواتها من بالي، شرطة ليو المحلية، على الحدود بين منطقة أوروميا ومناطق الصوماليين.كما تم نقله، في تكتيك تشتيت، لدعم وحدة منفصلة لحركة الشباب، كانت تحاول أن تنتقل من الصومال إلى إثيوبيا من خلال عيل بردي.
وبحسب الكاتب، بشكل متصل، كثفت حركة الشباب مؤخرًا من هجماتها في شمال شرق كينيا في يونيو 2023، وفي حين كانت تقود طويلا هجمات عبر الحدود الكينية، ومن معسكراتها في غابة لامو من مقاطعة لامو الكينية. فإن هذا الارتفاع الحديث، يظهر أنه على علاقة مع استعداد الحركة للهجوم عليها في جنوب الصومال. خاصة وأن حركة الشباب تهدف إلى إحباط مشاركة القوات الكينية في هجوم الأسد الأسود، بحرف تركيزها باتجاه تأمين الحدود الصومالية الكينية، في وقت يعطي فيه أغلب السياسيين الكينيين والمحلليين، الأولوية لتأمين الحدود في حال السيطرة على معاقل حركة الشباب في جنوب الصومال.
أخيرًا، يقول الكاتب، أن هناك أيضا سؤال عن حضور حركة الشباب في شمال الصومال أو في صومالي لاند، حسب مصادر أمنية صومالية في فبراير 2023، عندما اندلع صراع التنازع على مدينة لاسعنود بين حكومة صومالي لاند وميليشيات تابعة لقبيلة هاتري، المحلية. نشرت حركة الشباب في المنطقة، مجموعة من حوالي 50 مقاتلا عبر إثيوبيا، لإقامة جسر خلف خطوط صومالي لاند. ثم لم يصطف مقاتلو الحركة مع أي من الطرفان في الصراع الكبير ولكنهم كانوا يرومون استغلال حالة عدم الاستقرار لتأسيس حضور لهم في صومالي لاند بحسب الكاتب.
وأشار الكاتب إلى أنه لم تكن هناك تقارير تؤكد ما إذا كانت هناك نشاطات لحركة الشباب في المنطقة حول لاسعنود بعيدًا عن مزاعم صوماليلاند الذين يبحثون عن علاقة بين ميليشيات هارتي والتطرف. وأشار أيضا إلى هجوم بعبوة ناسفة تم تنفيذه في استهداف قوات صومالي لاند، في الطريق، غرب لاسعنود في ماي 2023، ما يقترح أن حركة الشباب لديها بعض الحضور في المنطقة. بحسب الكاتب.
ويرى الكاتب أنه إذا استمر عدم الاستقرار الأمني في صومالي لاند، أو إن حدث أن انفجر الصراع في لاسعنود، الذي يبدو أن ميليشيات قبيلة هارتي قد نجحت في حسمه لصالحها، في لحظة كتابة هذا التقرير بحسب الكاتب، فهذا يمكن أن يقدم فرصة لحركة الشباب لإقامة جسر أكثر ثباتا في المنطقة.
مسألة الشركاء: جوبالاند وكينيا وإثيوبيا
وبحسب الكاتب فإن استراتيجية حركة الشباب الحالية تقترح أن الجماعة تتوقع هجوم الحكوم الصومالية في جنوب الصومال، إلى درجة ما، في المستقبل القريب، حتى أن الجماعة ستضاعف محاولاتها لمواجهة ذلك قدر المستطاع، من خلال هجماتها المضادة في وسط الصومال.
وبحسب الكاتب فإن أحد الأسباب التي ستجعل الحكومة الصومالية تحاول على ما يبدو أن تشن هجوما في الشمال، بغض النظر كيف أعدت قواتها أو لم تعدها، فالقضية سياسية: هجوم 2022 أصبح مصدرًا رئيسيا لإعطاء الزخم لسياسة العاصمة بالنسبة لحسن شيخ محمود، وهو يدعم مصداقيته، مع كل من المانحين الدولين وبين السياسيين الصوماليين.
وكما لاحظت عدة مصادر صومالية، ما دامت الحرب على الشباب تبدو تتقدم بشكل هادئ، سيكون من الصعب مهاجمة حسن شيخ محمود. بحسب الكاتب.
ويرى الكاتب أن حسن شيخ محمود، يمكن أن يصبح مستميتا لتحقيق الانتصار على حركة الشباب في الأشهر المقبلة، خاصة لأجل الانتخابات التي ستقع في يونيو 2024. ويرى الكاتب أن هناك خطر أن تدفع إدارته لهجوم طموح وتصاعدي في الجنوب، بدل تركيز الجهود والموارد، في الأقل صعوبة ولكنه أساسي، وسط الصومال.
قوات جوبالاند
هناك تحديان رئيسيان يواجهان الهجوم على جنوب الصومال بحسب الكاتب، الأول، هو أن حركة الشباب، قد قوت علاقاتها مع القبائل في ولايات جنوب غرب وجوبالاند، أكثر منه في هيرشبيلي وجلمدغ، ففرصة توظيف الميليشيات القبلية مثل المعاويسلي هناك ضعيفة. وبحسب الكاتب، بدأت حركة الشباب بمضاعفة قوة العلاقات مع القبائل في الجنوب، لاستباق أي جهود من الحكومة لتجنيدهم في هجومها ضد الحركة. وتاريخيًا – بحسب الكاتب- لدى الحكومة علاقات سيئة مع ولايتي جوبالاند وجنوب غرب، خاصة تحت إدارة محمد فرماجو (2017-2022)، ما أدى إلى انعدام الثقة بين الحكومة الصومالية والإدارات الاقليمية في المنطقة، ما يعني أن الجيش الصومالي سيصارع من أجل أن يجد قوات محلية مناسبة لدعم أي جهد لقواته في المنطقة. بحسب الكاتب.
ويرى الكاتب، أن مدينة بؤالي في جوبالاند، معقل حركة الشباب، ستكون أول مدينة تستهدفها أي مرحلة ثانية من هجوم الحكومة، وستضع عدة تحديات سياسية للحكومة الصومالية، في البداية يجب أن تكون لدى الحكومة علاقات جيدة مع إدارة جوبالاند، في أي هجوم تتقدم فيه حيث أن رئيس جوبالاند أحمد مدوبي، يستفيد من الوضع الحالي، وقواته لديها سيطرة قوية على مدينة كيسمايو، المركز الاقتصادي المهم. بينما حركة الشباب تسيطر على المناطق الداخلية. وبحسب الكاتب، لاحظ أحد المسؤولين من الحكومة في مقديشو، أنه “إذا كان سيكون هناك هجوم في جوبالاند، فسيكون بشروط مدوبي”، وحسن شيخ محمود يعلم تأثير مدوبي، خاصة مع علاقاته القوية مع الكينيين، ولكن الكاتب يرى أنه سيكون على حسن شيخ أن يحفظ علاقته الحساسة مع أحمد مدوبي في الأشهر المقبلة، إن كان يريد تحقيق نجاح في أي هجوم في الجنوب.
إضافة إلى ذلك يرى الكاتب، أن إدارات المنافسين في جوبالاند، بحاجة لحل خلافاتها السياسية، لبناء ما يكفي من قوات أمنية للمشاركة في هجوم الجيش الصومالي. لسنوات عديدة، واجه مدوبي، إدارة منافسة مع الإثيوبيين و(سابقا مع حكومة فرماجو) خلف دعم إدارة جدو التي منعت بناء قوات أمنية موحدة لجوبالاند. وحققوا بعض التقدم في مفاوضاتهم منذ يونيو، لكن حتى لو حققوا مصالحة سياسية، في الأسابيع المقبلة، يبدو أن القبليتين اللتين تؤسسان إدارات مدوبي ومنافسيه، قبيلتي أوجادين ومريحان، على الترتيب، ستستمران في النظر لبعضهما البعض نظرة حذر، ما يمكن أن يُفشل تعاونهما في أي هجوم ضد حركة الشباب بحسب الكاتب.
الولايات في خطوط القتال
ويرى الكاتب، حتى في أفضل الأحوال فإن الجيش الصومالي وقوات إدارات جوبالاند وجنوب غرب، لا يبدو أنها كافية لقيادة هجوم متعدد الجبهات في الجنوب، ما يعني أن الحكومة عليها أن تعتمد على القوات الدولية العسكرية، خاصة وأن الحكومة لم تعد تنتظر أن يستمر اعتمادها على قوات أتميس. التي من المفروض أن تخرج من البلاد مع نهاية 2024، لذلك هي تسعى لبناء قوات مشتركة من الدول المجاورة للولايات في خط القتال، لتشارك في عملية الأسد الأسود. وهذه القوات بحسب الكاتب، ستشمل، القوات الإثيوبية والكينية، وكتيبة صغيرة من القوات الجيبوتية، تلعب دورًا في الدعم اللوجستي غير المخصص. على أمل أن تقوم الدول الأخرى مثل الولايات المتحدة وتركيا والإمارات، (الذين دعموا الحملة الأولى من هجوم الجيش الصومالي في وسط الصومال) بتقديم الدعم المالي والمعدات الأساسية والدعم الجوي. ولكنهم بحسب الكاتب ينتظرون أن يتحمل الإثيوبيون والكينيون الجزء الأكبر من القتال. حيث أفادت المصادر من مقديشو أن الحكومة الصومالية طلبت نحو 9000 جندي من القوات الكينية ونحو 20000 جندي من القوات الإثيوبية للمشاركة في الهجوم.
وبحسب الكاتب، يبدو أن الاستراتيجية متوقفة الآن، إن لم تكن قد غرقت تماما في الماء. ففي الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الصومالية تقديم الأولوية للعمليات في جلمدغ، في المستقبل القريب، فإن القوات الكينية والإثيوبية التي يمكنها أن تلعب دورًا رئيسيًا في أي هجوم جنوب الصومال، يبدو أنها قد نأت بنفسها عن الخطة.
ففي إثيوبيا، القتال بين الحكومة والميليشيات القوية للأمهرة، الذي اندلع واستمر منذ شهر أبريل وتصاعد، يخاطر بأن يدفع البلاد إلى تجديد الحرب الأهلية. وهذه الصراع الخطير، إضافة إلى تواجد حركة الشباب في جنوب إثيوبيا، يبدو أنه أضعف شهية الإثيوبيين لهجوم كبير في جنوب الصومال.
وكينيا أيضا بحسب الكاتب، لم تظهر أبدًا الحماسة للهجوم، فالقوات الكينية مدربة بشكل جيد ومجهزة بشكل جيد، لكنها لم تدخل في قتال جاد منذ عقود، أيضا حفظت نفسها من الخسائر في الصومال منذ 2016، بعد هجوم حركة الشباب على قاعدة الكينيين في عيل عدي، التي قتل فيها نحو 100 من القوات الكينية، إضافة إلى أن بعض المسؤولين الكينيين يخشون من أن حركة الشباب يمكن أن ترد على أي هجوم في جوبالاند بنقل قواتها إلى الحدود الكينية حيث توجد غابة بوني، ولا يوجد شك لديهم في أن حركة الشباب برفعها هجماتها في يونيو 2023، تقدم دليلا على ذلك.
لذلك ستفضل كينيا الحفاظ على حالة الدعم لإدارة مدوبي في جوبالاند، كمنطقة أمان، واستخدام جنودها في عمليات أقل خطرًا مثل العمليات المحددة كقوات ما يسمى حفظ السلام الإقليمية بحسب الكاتب.
ويرى الكاتب أن مع هذا السيناريو على الحكومة الصومالية أن تعمل بحذر لاستيعاب مخاوف كل من كينيا وإثيوبيا بهدف أن تكسب المزيد من الدعم العسكري من الجيران. ولكن حتى لو قاموا بتأمين ذلك، يبقى التحدي هو حفظ المصالح الخاصة في كينيا وإثيوبيا. حيث لديهم منافسين سبق أن دعموهم في جنوب الصومال، بهدف تأمين مصالحهم الاقتصادية والسياسية والأمنية، في وقت قصير، يضع جنوب الصومال، مناخًا استراتيجيًا أصعب بكثير للحكومة الصومالية من جلمدغ، (حيث الأمور لا تسير كما يخطط لها، كما هو الحال في هذه الكتابة بحسب الكاتب) بالنظر الى العوامل المحلية السياسية وأيضا الإقليمية الجيو سياسية المتنافسة.
جندي يمشي بجانب مبنى مهدم في ميناء كيسمايو، عاصمة جوبالاند، وهو الميناء الذي تعرض لدمار كبير في القتال خلال 2009 و2012.
خلاصة التقرير
وخلص الباحث في نهاية تقريره، إلى أن الحكومة الصومالية وحلفائها لن يهزموا حركة الشباب بشكل كبير في السنة المقبلة ولا السنتين المقبلتين، واحتمال أن لا يقدروا على ذلك خلال 5 سنوات مقبلة. لأنها حركة تمرد معقدة ومرنة، فهي أقوى حركة جهادية في إفريقيا، لهذا السبب بحسب الكاتب، وهي تستفيد من الصراعات الصومالية الداخلية والفساد السياسي، والكثير من المشاكل التي لا يمكن للدولة أن تحلها بين يوم وليلة، ويرى الكاتب أنه لا يقصد بأن الجماعة لا يمكن الانتصار عليها، لكن هزيمتها النهائية ليست في الزوايا، وإنما يأمل إضعاف حركة الشباب في الأشهر المقبلة، خاصة وأنه يرى أن دعم الميليشيات القبلية والهجوم الحكومي المدعوم، حققا تقدمًا ملحوظًا ضد الحركة في 2022، ولكن الكاتب يستدرك فيقول: إلا أنه من المهم الاعتراف بمحدودية هذه المكاسب. كما رأينا بداية، بتباطؤ العمليات مع بداية 2023، والفوضى التي حدثت في الهجوم على عيل بور وجلهريري، في جلمدغ، في أغسطس من هذه السنة، حيث يجب أن نضع توقعاتنا بأخذ ذلك بعين الاعتبار. ويرى الكاتب أن أي هجوم في جنوب الصومال، يواجهه تحديات تتعلق بالقوات المحلية والدولية التي ستتدخل، والحكومة الصومالية وشركائها لا بد أن يفكروا بحذر بشأن كيف سيقودون هجوما في الجنوب، والعمل بشكل وطيد لبناء ثقة سياسية بين اللاعبين العسكريين الرئيسيين والميليشيات قبل الانطلاق.
وبحسب الكاتب، متأسفًا، فإن الجنوب هو معقل الحركة، والتمرد سيستمر في حفظ مستوياته لبعض الوقت. وبالنظر للارتياب حول تحقيق نصر عسكري حاسم في الأشهر المقبلة وحتى السنوات، الملاحظة السابقة عن المفاوضات مع “الإرهابيين”، قد كسبت بعض الجاذبية عند بعض الدوائر السياسة الصومالية مؤخرًا، بحسب الكاتب الذي يرى حسن شيخ محمود، قد جمع بين الادعاء أن أهدافهم هي الهجوم على حركة الشباب لتحقيق هزيمة كاملة في أرض المعركة، والادعاء أن الهجوم يهدف إلى دفع الجماعة للمفاوضات.
وفي المبدأ، يرى الكاتب، أنه لا يوجد هناك سبب لتفضيل نهاية أقل مكسبا، وتدفع التمرد المضاد للمفاوضات، لكن في الواقع، سيكون صعبًا ضمان أي شيء كوعود مقبولة في هذه المرحلة. وبعض المصادر الصومالية الأمنية التي لديها المعرفة بالحركة، تتوقع أنه في حين دخلت حركة الشباب المفاوضات مع القوى الدولية، مثل الولايات المتحدة وتركيا (بوساطة قطر، التي دورها في الصومال أثبت أنه متناقض بحسب الكاتب) فلن يكون لدى الحركة أي مصلحة في مفاوضة الحكومة الصومالية، التي تراها الحركة حكومة غير شرعية وهشّة.
وبحسب الكاتب فإن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، قدم دليلا واضحا على المشكلة في متابعة هذا التكتيك: عملية الدوحة 2020، سمحت لطالبان بتجاوز الحكومة الأفغانية الضعيفة والدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، ما مهد الطريق للمقاتلين الإسلاميين للسيطرة على كابول، بمجرد انسحاب القوات الدولية، وليس بدون سبب، أن الكثير من الصوماليين يتحدثون بخوف عن سيناريو أفغاني في بلادهم.
وبحسب الكاتب، سيكون من الحماقة بعد ذلك أن تضع الحكومة الصومالية آمالا أكبر في المفاوضات في هذه المرحلة، وإنما تحقيق هدف قابل للتحقيق، بأن تضغط الحكومة الصومالية والشركاء المحليين بشكل كافٍ على حركة الشباب، لتظهر قوية بما يكفي، ليرى أعضاء الشباب والقبائل الموالية لهم أن الحكومة هي أفضل ضامن لمستقبلهم. على حد تعبيره.
إضافة إلى حفظ هذا في الذاكرة، يرى الكاتب أن على المحللين ألا يقيسوا أي تقدم عسكري ضد الحركة فقط وحتى الأولي على المقاييس المتغيرة، مثل الأراضي المعلن السيطرة عليها (في الوضع الصومالي، أي أعداد تبدو سطحية، أو عدد القتلى من الشباب، فحركة الشباب ستجند قوات ما دام لديها قبائل كافية تحت سيطرتها بحسب الكاتب). لكن إذا كان التقدم في أرض المعركة سيأتي بالهزائم، بحيث أن يؤدي إلى استسلام القادة الكبار المسؤولين في حركة الشباب للحكومة، والقبائل المتعاطفة مع الحركة تنقلب عليها، فإن الجماعة ستنقسم. بحسب ما يرى الكاتب الذي يرى أن الحكومة يمكنها أن تضع هذه العناصر ضد أي عناصر جهادية لا تقبل التعامل.
وفي خاتمة تقريره قال الباحث:”في الوقت الحالي، يظهر هذا أنه أفضل حالة سيناريو، مع أنه للأسف ليس الأفضل، لكن صناع القرار، عليهم أن يعملوا جيدًا للأخذ بعين الاعتبار السيناريوهات التي يمكن أن تكون مقبولة لمصالحهم، بدل الارتهان للادعاءات غير الواقعية، بشأن هزيمة وشيكة لأقوى جماعة جهادية في إفريقيا”.
لتحميل التقرير بصيغة (بي دي أف)