تقارير متضاربة حول جنرال سوداني مفقود
شكل الاختفاء القسري لجنرال كبير في الجيش السوداني الأسبوع الماضي في الخرطوم لغزا جديدا يضاف إلى سلسلة من حالات الخطف والاحتجاز المعقدة في البلاد التي تنتشر فيها الأجهزة الأمنية الموازية بحسب صحيفة سودان تريبون.
أين شكر الله؟
وأبلغت عائلة اللواء المتقاعد أحمد عبد الرحيم شكر الله الشرطة عن اختفائه قائلة إنه مفقود منذ يوم الجمعة 9 ديسمبر 2022.
وفي 12 ديسمبر، أصدر مركز شرطة جبرا في الخرطوم تنبيها مفقودا اطلعت عليه سودان تريبيون بشأن اختفائه غير الطوعي.
قبل تقاعده، كان شكر الله قائدا عسكريا لمنطقة النيل الأزرق وسلاح المدرعات. وهو أحد ضباط المخابرات الذين أسسوا قوات حرس الحدود سيئة السمعة التي ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. في ذلك الوقت، عمل مع القائد العام الحالي للجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان. بحسب الصحيفة.
ويتمتع شكر الله بعلاقة جيدة مع الزعيم القبلي والقائد السابق لقوات حرس الحدود موسى هلال.
قوى المثلث الغامضة
وجاء اختفاء الجنرال السابق بعد تقارير أكدتها مصادر متعددة عن وجود مسلحين في منطقة المثلث الحدودي بين السودان وأفريقيا الوسطى وتشاد منذ ثلاثة أشهر.
وتزعم بعض المصادر أن هذه القوة تابعة للجنرال السابق لقوات حرس الحدود.
وتتألف القوة المشكلة حديثا من أعضاء سابقين في حرس الحدود ومنشقين عن حركة تمازج، المقربة من المخابرات العسكرية، أو من قوات الدعم السريع.
في يناير 2022، أعلنت قوات الدعم السريع إغلاق الحدود مع وسط إفريقيا، لأسباب أمنية دون مزيد من التفاصيل. في ذلك الوقت، قالت قوات الدعم السريع إن الإغلاق تقرر بالتنسيق مع جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد.
وقالت مصادر مطلعة إن قوات مجهولة الهوية تعسكر في غابة كثيفة بمنطقة المثلث.
كما أن هناك تقارير تقول إن هذا الوجود العسكري يزعج الروس المتحالفين مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي، ويهدد مصالحهم في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وقال ضابط في قوات الدعم السريع لسودان تريبيون إن هذه القوات تدعم جماعة مسلحة معارضة للحكومة الحاكمة في بانغي.
ويضيف أن القوة يقودها قائد عسكري معروف من أفريقيا الوسطى من قبيلة “سلامات”.
من جانبهما، دحض مصدران آخران في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، المزاعم بأن هذه القوة تحت قيادة الجنرال شكر الله. كما أنكروا أن تكون طائرة أجنبية قد قصفت مؤخرا موقع هذه القوة.
ويؤكدون أن المنطقة معزولة تماما حيث لم يعد بإمكان أحد الوصول إليها.
علاوة على ذلك، يزعمون أن المقاول العسكري الروسي الخاص فاغنر لديه قاعدة ليست بعيدة عن المنطقة التي تتمركز فيها هذه القوة في المثلث.
وقال مصدر آخر إن مجموعة فاغنر، التي تدعم نظام الرئيس فوستين أرشانج تواديرا، تنفذ عمليات استخباراتية على الحدود لمراقبة أنشطة جماعات المعارضة بدعم مباشر من موسكو وقائد قوات الدعم السريع.
وذهب إلى أبعد من ذلك ليؤكد أن هذه القوة ترتبط في الواقع ارتباطا وثيقا بمجموعة فاغنر لحماية حكومة الرئيس تواديرا.
في غضون ذلك، أشار الصحفي محيي الدين زكريا، وهو خبير في قضايا غرب دارفور، إلى أن هناك العديد من التقارير غير المؤكدة في الجنينة حول هوية هذه القوة ومن يقف وراءها. وأضاف “لا توجد معلومات دقيقة عن هذه القوة” مشيرا إلى التقارير المتضاربة حول القوة. لكن لا أحد ينكر خروجها.
اختطفه حميدتي
في 14 ديسمبر/كانون الأول، أفاد موقع “مونتي كارو” الإخباري السوداني أن شكر الله الذي زار موسى هلال في 9 ديسمبر/كانون الأول، قد اعتقل على يد حميدتي.
واتهم الجنرال المفقود بإنشاء حركة مسلحة على الحدود مع وسط أفريقيا.
وأضاف الموقع الإخباري على الإنترنت أن هذه الجماعة المسلحة “يعتقد أنها تخطط للقيام بعمل عسكري لصالح أحد الأطراف الفاعلة في النزاع في جمهورية إفريقيا الوسطى التي تشهد منافسة فرنسية روسية شرسة”.
تلتزم الحكومة العسكرية في الخرطوم الصمت إزاء هذه المزاعم. كما أن الأجهزة الأمنية لم تصدر بيانا حول اختفاء شكر الله. بحسب الصحيفة.