تحركات لإثيوبيا وصومالي لاند لتطبيق اتفاقية البحر الأحمر
قال مستشار الأمن الإثيوبي، رضوان حسين:”إن الحكومة الأمريكية أبلغت بنيتها إبرام مذكرة التفاهم مع موسى بيحي”. في إشارة إلى رئيس إقليم صومالي لاند الانفصالي.
يأتي هذا التصريح إن صح، ليلفت الانتباه إلى الموقف الأمريكي المشجع على انفصال صومالي لاند عن كامل الصومال. وهو موقف يتفق مع العديد من المسؤولين البريطانيين.
وأشار منشور لصحيفة أديس ستاندرد الإثيوبية، إلى مستشار الأمن لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حسن رضوان، على منصة إكس (تويتر)، حيث جاء فيه: “إن دول المنطقة كانت على علم بمذكرة التفاهم مع صومالي لاند. مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء آبي أحمد الإثيوبي وقع مؤخرًا مذكرة تفاهم مع صومالي لاند. اعترفت صومالي لاند رسميًا بمنح إثيوبيا حق الوصول إلى البحر للقوات البحرية مقابل الاعتراف بها. وفي وقت لاحق، أوضحت الحكومة الإثيوبية أن هذا الجزء من مذكرة التفاهم “يتضمن أحكامًا للحكومة الإثيوبية لإجراء تقييم متعمق تجاه اتخاذ موقف بشأن جهود صومالي لاند للحصول على الاعتراف”. ومؤخراً، قال رضوان حسين إنه منذ أن أعلنت الحكومة عن نيتها في أكتوبر/تشرين الأول، تم إرسال مبعوثين مرتين إلى دول مجاورة، وخاصة إلى دول شرق إفريقيا، وكانوا على علم بذلك منذ ذلك الحين، باستثناء تفاصيل محددة. وذكر أن ما لم يعرفوه هو متى سيأتي موسى بيحي وما إذا كانت قضايا الأسهم والاعتراف ستدرج في مذكرة التفاهم”.
ويتفق هذا التصريح مع ما أشار له المتحدث الرسمي لحركة الشباب المجاهدين الشيخ علي محمود راجي، خلال مؤتمر صحفي خاص بشأن الاتفاقية التي أعلن عن بطلانها، حيث أكد على أن الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب كانت على علم بالاتفاقية مسبقا لكون الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود حضر بنفسه الاجتماع الذي أجري في جيبوتي قبيل الإعلان، حيث التقى رئيس صومالي لاند موسى بيحي، الذي خرج من هناك مباشرة إلى إثيوبيا لتوقيع الاتفاقية.
وبعد تنديدات واسعة من الشعب الصومالي بالاتفاقية واعتبارها خيانة وتعديا سافرا على ممتلكات الأمة الصومالية، أعلنت إثيوبيا وصومالي لاند “تعزيز قدرات قواتهما المسلحة للدفاع عن مصالحهما الوطنية المختلفة بشكل مشترك”. كما نشرت حسابات موالية لكلا الطرفين على منصة إكس (تويتر).
سفارة لصومالي لاند في أديس أبابا
وتتحرك إثيوبيا نحو الاعتراف بصومالي لاند كما تم الاتفاق عليه في مذكرة التفاهم بشأن البحر الأحمر، حيث قامت بترقية التمثيل الدبلوماسي للإقليم الانفصالي إلى مستوى سفارة، ونشر مدير عام وزارة البيئة والتغير المناخي والمدير العام السابق لوزارة الخارجية لصومالي لاند منشورا على منصة إكس (تويتر) جاء فيه:”إن رفع مستوى المكتب الدبلوماسي لصومالي لاند في أديس أبابا إلى مرتبة سفارة يؤكد التزام إثيوبيا الثابت بمذكرة التفاهم الموقعة في 1 يناير بين صومالي لاند وإثيوبيا. وهذه أيضًا أول إشارة دبلوماسية إلى أن إثيوبيا ستحترم مذكرة التفاهم مع صومالي لاند، وستعرض الاعتراف القانوني الثنائي بصومالي لاند. في الواقع، هذه فترة مهمة وتاريخية من تاريخ صومالي لاند. يمثل هذا التطور المهم أول إشارة دبلوماسية إلى أن إثيوبيا تعتزم الالتزام بشروط مذكرة التفاهم وتقديم الاعتراف القانوني الثنائي الرسمي لصومالي لاند. إنه يمثل فصلاً هامًا وتاريخيًا في تاريخ صومالي لاند. بالنسبة لأولئك منا الذين عانوا من تحديات العيش في وضع سياسي يتسم بعدم الاعتراف، فإنهم يعرفون الجوهر الحقيقي وأهمية الاعتراف القانوني. لقد دفعت صومالي لاند ثمناً باهظاً بسبب عدم الاعتراف بها، وكانت النتائج البعيدة المدى لهذا الوضع كبيرة على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها شعب صومالي لاند والحكومات المتعاقبة”.
وأضاف:”يوفر الاعتراف بالدولة وضعًا قانونيًا، وهو أمر مهم جدًا لإنفاذ الحقوق والامتيازات الممنوحة لهذه الكيانات في القانون الدولي. إن الأفراد الذين لعبوا دورًا فعالًا في تحقيق هذا الاختراق الدبلوماسي سوف يُذكرون إلى الأبد في التاريخ، وسيظل شعب صومالي لاند ممتنًا إلى الأبد. أود أن أعرب عن خالص تقديري لجميع أولئك الذين عملوا بجهد على مدى السنوات الـ 33 الماضية لضمان الاعتراف القانوني بصومالي لاند، وعلى وجه الخصوص، أود أن أعرب عن تقديري للراحل موج عبد الله عسكر، الممثل الأول لصومالي لاند في أديس أبابا”.
زيارة تاريخية
تأتي هذه التطورات في وقت يستعد فيه رئيس وزراء إثيوبيا لزيارة صومالي لاند، ووصفت هذه الزيارة المرتقبة بالتاريخية، لأنها أول زيارة لرئيس دولة بمثل منصبه للإقليم الانفصالي، وفي ذلك إشارة إلى الاعتراف الإثيوبي باستقلال صومالي لاند عن الصومال.
ومن المقرر أن يقوم آبي أحمد خلال هذه الرحلة بزيارة بربرة الساحلية لتوطيد مذكرة التفاهم بين الطرفين.
وقد وصل بالفعل وفد رفيع المستوى من المسؤولين الإثيوبيين، برئاسة نائب رئيس الوزراء، إلى هرجيسا اليوم لتنسيق الزيارة. بحسب الأخبار المحلية.
حركة الشباب المجاهدين في المشهد
من جانبه قال عبد السعيد موسى علي، رئيس منتدى لومي للأمن والسلام ووزير الخارجية والتعاون الدولي الثلاثين؛ ومستشار الأمن القومي السابق ورئيس الأركان لبونتلاند:”إن اتفاق صومالي لاند مع إثيوبيا للوصول إلى البحر الأحمر قد يمكّن حركة الشباب، ويسمح لها بتقديم نفسها على أنها صوت الشعب وزيادة قوتها”.
وتشهد حركة الشباب المجاهدين دعما شعبيا كبيرا لموقفها الرافض للاتفاقية وتوعدها بالتصدي للأطماع الإثيوبية في الصومال بالقوة.