بعد خسائرها الكبيرة .. الولايات المتحدة تعلن عن تقديم 2 مليون دولار للقوات الحكومية في الصومال للدعم اللوجستي والإجلاء الطبي

أعلنت الحكومة الأمريكية عن تقديم دعم بـ2 مليون دولار لدعم الحرب الجارية على حركة الشباب المجاهدين في الصومال.
بحسب بيان صادر عن السفارة الأمريكية في العاصمة مقديشو، سيتم تسليم المبلغ عبر مكتب دعم الأمم المتحدة في الصومال “يونيصوص”(UNSOS)  لدعم النقل والإجلاء الطبي للقوات الصومالية في خطوط القتال والذي يدخل في مهمة “يونيصوص”.
وكلّف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، “يونيصوص” بتقديم الدعم اللوجستي للقوات الصومالية، وبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال “أتميس”، في عملياتهم المشتركة ضد حركة الشباب المجاهدين.
وقال شان ديكسون، القائم بأعمال السفارة الأمريكية في مقديشو، ستذهب الأموال لدعم القوات الصومالية في الحرب ضد حركة الشباب المجاهدين.
وأضاف: “إنه أمر ضروري أن تحصل القوات الصومالية وقوات أتميس على دعم لوجستي قوي لهزيمة حركة الشباب في ساحة المعركة”، “نشعر بالفخر لأننا نقدم الدعم ليونيصوص، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة والحكومة الصومالية في أهدافنا المشتركة”.
وبحسب التقارير فإن مهمة “يونيصوص” حاليا هي دعم 15900 جندي من القوات الصومالية، لسد الحاجات اللوجستية الخاصة، ومن جانبها، اعتبرت رئيسة “يونيصوص”، عائشة كيرابو كاسيرا، الدعم رئيسيا في مهمة بعثة “يونيصوص” في الصومال.
وأشارت إلى أن هذا الدعم يأتي في وقت صبور، وسيكون له تأثير إيجابي على نشاطاتاهم في تقديم الدعم اللوجستي للقوات الصومالية، وأوضحت رئيسة “يونيصوص” أن دعمهم يأتي من مجلس الأمن والأولويات في تقديم الدعم للحكومة الصومالية.
ويأتي هذا الدعم اللوجستي لتقديم الدعم للقوات الصومالية في ما يخص النقل والإجلاء الطبي في وقت تعرضت فيه القوات الحكومية لخسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وتتعرض بشكل يومي لهجمات مقاتلي حركة الشباب المجاهدين.
ويصور إعلام الحركة صور جثث قتلى القوات الحكومية في هجمات مقاتلي حركة الشباب عليهم بأعداد كبيرة وبإصابات مباشرة ووضعيات قتال واستراحة، ما تسبب في حالة ذعر كبير بين زملائهم وعائلاتهم وأدى إلى انسحابهم من عدة مدن وبلدات في وسط الصومال بولاية جلجدود، وذلك بعد الهزيمة الكبيرة التي منيت بها القوات الصومالية على يد مقاتلي حركة الشباب المجاهدين في بلدة عوسويني وسط الصومال.
وبعد انهيار معنويات قواته، زار الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، بعض قواعدهم في محاولة لتشجيعهم على قتال حركة الشباب.
وأرسلت قبائل وسط الصومال -بعد هجوم حركة الشباب على قواعد القوات الخاصة الصومالية والميليشيات الحكومية في عوسويني- رسالة إلى حسن شيخ تحذره من الاقتراب من أراضيها ومحاولة إفساد استقرارها وتوعدته بأن يكون مصير قواته وميليشياته كما كان مصيرهم في عوسويني.
حيث تقاتل القبائل المحالية مع حركة الشباب المجاهدين ويحملون اسم “حماة الشريعة” ويرفضون أن تحكمهم الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.
وقال مستشار الرئيس الصومالي، محمد عبدي واري، أن على حسن شيخ أن يعيد ترتيب التعامل مع قيادات القبائل على أن تحصل على دعم من الحكومة مقابل أن تقوم هي بإخراج مقاتلي حركة الشباب من مناطقها.
يذكر أن واري كان قد نصح الرئيس الصومالي بأن لا يثق وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور بعد هزيمة قواتهم في عوسويني، دون تقديم تفاصيل لسبب موقفه من الوزير.
كما أشار مستشار الرئيس، إلى أن الحكومة الصومالية تحصل على إشارات مشوشة من المجتمع الدولي بشأن خروج قوات أتميس، من حيث التوقيت والمدة التي ستستغرقها القوات في هذا الخروج.
وأشار إلى ضرورة أن تحصل الحكومة على دعم دولي في حربها الجارية ضد حركة الشباب المجاهدين.
ونصح بأن تطالب الحكومة مجلس الأمن لأجل حالة الطوارئ الوطنية، بإيقاف عملية سحب الدفعة التالية من قوات أتميس (المكونة من 3000 جندي) وطالب بمراجعة مستقلة للمشروع برمته، للتأكد من أن تضحيات إخوانه وأخواته الأفارقة من أتميس لم تذهب سدى.
وسبق أن سحبت قوات أتميس 2000 من قواتها وأكدت أنها ستسحب 3000 من القوات في شهر سبتمبر الحالي.
من جانبه استنجد حسن شيخ محمود بكينيا وجيبوتي وإثيوبيا لدعمه بقوات خارج مظلة أتميس، تعمل بشكل مباشر تحت قيادة قواته حكومته، لمدة 3 أشهر، ولم تؤكد الحكومة الصومالية بعد مدى جدية هذه الدول في تلبية طلب حسن شيخ محمود.
وبحسب الصحافة المحلية فإن القوات الصومالية متواجدة حاليا في مناطق في جلجدود وجلمدغ وهيران، ومن المخطط أن تنتقل إلى جوبالاند والولايات الجنوبية لإطلاق الحملة العسكرية الثانية.
وسيشارك في هذه الحملة -التي تكرر الحديث عن انطلاقها دون أثر في الأرض ودون تقديم تفسير لسبب تأخرها- سيشارك فيها قوات أتميس والقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” وميليشيات محلية، بحسب الصحافة المحلية.
وهي الأطراف نفسها التي شاركت في الحملة الأولى على وسط الصومال وانتهت بالفشل. حيث لا تزال حركة الشباب تسيطر على مناطق شاسعة وكبّدت القوات الحكومية خسائر كبيرة واستولت على غنائم بكميات هائلة خاصة الآليات العسكرية والأسلحة والذخائر والعتاد العسكري الذي أكد أمير حركة الشباب المجاهدين، الشيخ أبو عبيدة أحمد عمر، أنهم لم يحصلوا على مثله منذ أيام المحاكم الإسلامية.
وقال مراقبون إن الأشهر المقبلة ستكون حرجة في الصومال، بينما أكدت القيادة العسكرية لحركة الشباب المجاهدين في بيان بعد العملية الاستشهادية التي استهدفت وفد حسن شيخ محمود خلال زيارته الأخيرة إلى محاس بولاية هيران وسط البلاد، “على أنهم سيضاعفون جهادهم ضد أعداء الدين من الصليبيين والمرتدين المحاربين لشرع الله تعالى”.