الكينيون أثناء تتويج الملك تشارلز الثالث بين اللامبالاة والعداء
تداول المنصات الإعلامية والناشطون بكثافة خبر تتويج العاهل الإنجليزي، الملك تشارلز الثالث، خلال حفل يسير فيه جنود من دول الكومنولث إلى جانب القوات البريطانية تكريما للملك. ووضع فيه رئيس أساقفة كانتربري تاج “سانت إدوارد” على رأس الملك، حيث قوبل التنصيب بقرع الأجراس وتحية البندقية والطقوس النصرانية.
وتاج “سانت إدوارد” الذي توج به الملك تشارلز الثالث (74 عاماً) صُنع في عام 1661 ويحتوي على 4 تقاطعات واثنين من الأقواس، وهو مصنوع من الذهب الخالص ومزين بـ444 حجرا كريما بما في ذلك الياقوت وأحجار كريمة أخرى. تعلوه كرة ذهبية وصليب، وقلنسوة من المخمل يصل وزنه إلى 2 كغ.
وهذه هي المرة الأولى في التاريخ البريطاني التي يلعب فيها الزعماء الدينيون الذين يمثلون جميع الأديان دورا نشطا في هذا الاحتفال. وبالنسبة للبعض، إنه تأكيد على الصداقة الدائمة التي تربط بريطانيا ومستعمراتها السابقة، ولكن بالنسبة لمعظم الناس، قوبلت أخبار الحفل باللامبالاة في أحسن الأحوال والعداء في أسوأ الأحوال حيث بقيت أشباح ماضي الاحتلال القاتل للإمبراطورية بعد قرون بحسب موقع أول أفريكا.
وقال كيث تايلور، الكيني من أصل بريطاني:”نريد جميعا أن نعرف ما سيحدث لكنها مناسبة رائعة، سأشاهدها. معظم أصدقائي وزملائي سيشاهدون ذلك جميعا”.
لكن غراهمت لوفيسيا، سائق سيارة أجرة كيني للدراجات النارية قال:”لن أكون مهتما بمشاهدة الأخبار أو أي شيء يحدث هناك لأننا تعرضنا لسوء المعاملة في ذلك الوقت من قبل هؤلاء المستعمرين. كنا نتعرض لسوء المعاملة. لذلك ليست هناك حاجة لأن أشاهد تتويج الملك ..”.
في كينيا، يعني إرث الاحتلال البريطاني أن الحدث يقابل في الغالب باللامبالاة، لأن بريطانيا والنظام الملكي بعيدان عن قلوب وعقول معظم الكينيين.
يحلل البروفيسور هيرمان مانيورا دكتوراه في كلية الصحافة ودراسات الاتصال في جامعة نيروبي ذلك فيقول:”يتوقع المرء أن يكون الكينيون متحمسين بسبب تاريخنا المشترك منذ فترة طويلة. ومن المؤسف أن هذا التاريخ هو الذي يجعل الكينيين غير مهتمين. في الواقع لست سعيدا بالبريطانيين بسبب التعذيب أثناء الاحتلال، بسبب القمع بسبب الاعتقالات، بسبب القتل، بسبب اغتراب أرضنا، ولهذا السبب سيكون الكينيون مشغولين بالبحث عما يضعونه في بطونهم”.
وفي جنوب أفريقيا، طلبت الحكومة من النظام الملكي إعادة نجمة أفريقيا، أكبر ماسة في العالم تزين الصولجان الملكي لأكثر من قرن، وهو تذكير مؤلم آخر بنهب الإمبراطورية وقمعها.
وتأتي هذه المطالبة في وقت كلف فيه حفل تتويج الملك 190 مليون دولار أمريكي.