القيادة العامة للقاعدة تشيد بانطلاق عمليات “القدس لن تهود” وتدعو للوقوف في وجه قطار التطبيع مع ربيبة أمريكا “إسرائيل”

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

نشرت القيادة العامة لتنظيم قاعدة الجهاد بيانا يوم أمس حمل عنوان (خطاب حمد وشكر لله جل جلاله وبيان مباركة وتأييد بشأن انطلاقة عمليات “القدس لن تهود”). للتعليق على العمليات التي أطلقتها حركة الشباب المجاهدين في شرق إفريقيا وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مالي فيما وصف بالرد العسكري على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لدولة الإحتلال الإسرائيلي.

 

المقدمة

البيان من صفحتين افتتح مقدمته بلفت الانتباه إلى أن قيادة تنظيم قاعدة الجهاد تتابع عن كثب جميع التطوارت التي تعيشها الأمة الإسلامية “الولود”، والتي تدخل في ما وصفته “في سياق الحرب المستعرة على الإسلام وأهله، واحتلال مسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتهويد القدس عاصمة فلسطين”. كما ورد في البيان.

 

وأشادت القيادة بما وصفته بـ “ملاحم أبنائها البررة في “كابل” و”وردك”، وفتكات أسود جيش العسرة وأسود صحراء مغرب الإسلام في كل من كينيا ومالي، وبطولات شبابها الأباة بالشام، المنغمسين في صفوف جنود النصيرية والنهضة الإسلامية العسكرية لرجالات اليمن ومصابرتهم للخوارج بالإيمان والحكمة، ومعالم تجديد جيلنا الأشم المجاهد بمغرب الإسلام، والبعث الحضاري لما اندرس من معالم العزة الإسلامية والعزم العمري في هذا العصر” بحسب ما جاء في البيان.

 

وعبّرت القيادة عن فرحتها وسعادتها ” بهذه الهمم العالية، والبذل الصادق، ومواطئهم المتقدمة التي أغاظت الكافرين”، مؤكدة على أن مثل هذا العطاء يستوجب شكر “الله عز وجل أولًا وآخرًا على ما منّ به من إتمام المقاصد والخطط العسكرية”، وحمده “سبحانه وتعالى جزاء توفيقه بإنجاح ما نحن بصدده من نفاذ الأعمال الجهادية المباركة” على حد تعبير البيان.

 

وبعد هذه المقدمة أعلنت القيادة تأييدها ومباركتها لمن وصفتهم بـ” إخواننا المجاهدين ولسائر المسلمين العاملين لإنهاض أمتنا الإسلامية، بهذه الضربات الناجحة المسددة في مراكز العدو وعقر بيضته، والتي تمت بتوفيق الله وحده لا غير”.

 

عملية ” 14 ريفر سايد” في نيروبي

وأعلنت قيادة تنظيم القاعدة تأييدها ومباركتها لعلميات “القدس لن تهود” ، “التي انطلقت شرارتها الأولى على أيدي مجاهدي القرن الإفريقي، فتلقاها الصليبيون والأمريكان البؤساء في نيروبي”. بحسب تعبير البيان.

 

وكشف بيان القيادة عن عدد المقاتلين الذين نفذوا عملية نيروبي الأخيرة، وهم أربعة فقط، حيث جاء في البيان أن العملية: ” استهدف فيها أربعة من أسود جيش العسرة وتلاميذ أخينا الشهيد “صالح النبهاني” تقبله الله مجمع (14 ريفر سايد درايف)”. في إشارة إلى القائد “صالح النبهان” أحد قيادات القاعدة وحركة الشباب المجاهدين الذين نفذوا تفجيرات السفارة الأمريكية في كل من نيروبي ودار السلام في عام 1998م، واستهدف أيضا أهدافا إسرائيلية في كينيا.

 

وأوضح البيان سبب اختيار  “مجمع 14 ريفر سايد” كهدف للعملية حيث جاء فيه : “مجمع 14 ريفر سايد درايف الذي يعتبر وكرًا للشركات الأمنية والاستخباراتية الصهيوصليبية، فكان من توفيق الله ومحاسن أقداره أن وافق ذلك اجتماعا لعملاء حكومة الصومال المرتدة مع أسيادهم الصهيوصليبيين”.

 

القدس لن تهود عملية جماعة نصرة الإسلام والمسلمين

كما أيدت قيادة القاعدة أيضا ما وصفته بـ” فتكات فرسان صحراء مغرب الإسلام والتي أذاقوا فيها جنود “تشاد” نكال الدنيا جزاء السعي الحثيث  لحكومتهم في التطبيع مع الكيان الصهيوني، فكانت هذه العملية المباركة متزامنة مع الزيارة المشؤومة للسفاح نتنياهو لعقر دار الإسلام بتشاد”. في إشارة لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة للتشاد والتي جاءت بعد زيارة الرئيس التشادي لتل أبيب وانطلاق عجلة التطبيع بين تشاد و دولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

أهمية هذا النوع من الهجمات

وسلط البيان الضوء على أهمية هذا النوع من العمليات ومشروعيتها والدافع لها حيث جاء فيه : “إن حب الشهادة والانغماس في أعداء الدين، وإلجام الطغاة الظالمين والتنكيل والتشريد بهم، ومعاقبتهم على شنيع فعالهم عمل مشروع باتفاق أهل العقول والفطر السليمة من المسلمين وغيرهم، لهذا فإننا نؤكد ونثمن بأسمى الجهود وجميل الكلمات جميع الأعمال الجهادية الناهضة لمنع تهويد فلسطين، واستعادة المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

 

وأضاف البيان: “ونعتبر رجالات الذود الإنغماسي، وفرسان الثأر الاستشهادي المخزون الاستراتيجي للأمة المسلمة في صد الحملة الصهيوصليبية على أمتنا المسلمة، والحفاظ على ما تبقى من هيبتها والثأر لما انتقص من كرامتها، فقد قدموا المغارم والدماء سيلًا لا ينقطع حتى يحرروا أراضي أمتهم من الغاصبين الطغاة، فهم بلا ريب منبع فخر وذكر لأمة الإسلام والمسلمين، وبمثل هؤلاء الفتية الشهداء تستمد الأمة قبس حياتها وجذوة عنفوانها وجميل تأريخها الحضاري”.

 

الانغماسيون

وأثنت قيادة القاعدة على المقاتلين الذين يقبلون على العمليات الانغماسية فقالت: “أيها الإخوة الانغماسيون إنكم بعملياتكم المباركة قد أعدتم الجهاد سيرته الأولى حينما كان ناطقًا بالصدق صدّاعًا بالحق، شاهدًا بالعدل، قاذفًا بالشهب المحرقة على الطغاة والبغاة ومن ألقى إليهم بالمودة، وقد وفقكم الله حين استوفرتم ووثبتم وثبة الليث الشجاع فنزعتم وانتزعتم الوجل من أفئدة الهيّابين، وهيّجتم في نفوس الأمة الحمية لله ورسوله الأمين”.

 

كما وجهت القيادة وصية للمجاهدين الذي ينفذون هذه العمليات، بعد إشادة وتقدير لأعمالهم الجهادية فقالت: “إخواننا المجاهدين .. إن أعمالكم الجهادية المباركة، وحسن تخطيطكم وبلائكم في سبيل الله، قد لامست قلوب أبناء أمتكم المسلمة المفعمة بحبكم في الله، ووردت على مسامع نفوسها المملوءة بعرفان قدركم والتغالي في قيمتكم وأذهانها العامرة بجهادكم لنصرة الإسلام، وتفانيكم في تجلية حقائقه والذود عن حياضه، في وقت قل فيه الذادة عنه، والقادة إليه، والسادة به، فليكن عملكم سنين دئبا لا ينصرم حتى ينصرم عقد الاحتلال الصهيوصليبي عن بقاع أمتنا ومقدساتنا” في إشارة إلى مواصلة العمل حتى تحرير فلسطين وأراضي المسلمين المحتلة.

 

ما يحتاجه الإسلام اليوم

وسلط البيان الضوء على ما يحتاجه الإسلام اليوم فجاء فيه : “أيها الإخوة.. الإسلام اليوم في حاجة إلى ذلك الطراز السامي الذي قام عليه عموده في الأرض، يوم نزل فيها على قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، محتاج إلى تلك الأمثلة الرائعة العالية من الصبر على الحق والموت في سبيله، ولقاء المنايا كالحات في ميدان نصرته، وإعزاز قبيله وتمهيد سبيله، وقطع البراري والبحار والقفار لنشره وغرسه، وتثبيت عقائده في النفوس وقواعد سلطانه في الأرض”.

 

دعوة للوقوف في وجه قطار التطبيع

ووجهت القيادة بعد ذلك دعوة للوقوف في وجه قطار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، بقول: ” فالبدار البدار، لساحات البذل والتضحية والثبات، انفروا ثبات وقفوا جميعا أو أشتاتا في وجه قطار التطبيع مع ربيبة أمريكا “إسرائيل”، والبذل البذل والمصابرة المصابرة، فإن القدس عاصمة فلسطين، والنصر قادم والمستقبل لهذا الدين، والسعيد من اصطفاه الله جل جلاله في هذا الزمان لحفظ الدين والذود عن مقدساته ونصرة قضاياه المعاصرة”.

 

رسالة للصهاينة والصليبيين

كما وجهت قيادة القاعدة خطابا لمن وصفتهم بـ “الصهاينة والصليبيين الصائلين على ديننا وأواطاننا ومقدساتنا”، جاء فيه: ” لا مرحبا بكم في بلاد الإسلام، فإنها مقبرة للطغاة، وجحيم للبغاة، ولو أبقيتم في قلوبنا مثقال ذرة من الرحمة لكم لأشفقنا عليكم من هذا المصاب والإفلاس الذي أصابكم في رأس مالكم من مال ورجال ورأي وفكر وقيم وأخلاق، ولكان في الأمر متسع لوقف غاراتنا الحربية وضرباتنا العسكرية لمراكزكم وجنودكم وإحلال السلام معكم، ولكنكم أبيتم إلا أن تذيقوا أمتنا وبال احتلالكم واغتصابكم لأراضينا ومقدساتنا وتدخلاتكم العوجاء في شؤوننا ولهذا فغاراتنا عليكم ستتواصل ما دام دعمكم لليهود متواصل، وكتائب الانغماس إليكم قادمة تصبحكم الموت لتذيقكم بأيديها البأس والعذاب العقيم” بحسب ما ورد في البيان.

 

وأوضحت القيادة الأسباب الدافعة لمثل هذا التحريض بقول: “ونؤكد على فرساننا الأبطال ألا يرحموا في أجسادكم مغرز إبرة جزاء اعتداءكم على المسلمين وسفككم لدماء شيوخهم وأطفالهم ونسائهم وأن يجعلوا منكم نكالا وعبرة لكل من تسول له نفسه انتهاك حرماتنا ومكتسبات عقيدتنا” .

 

قسم وعزم أسامة بن لادن

ووجهت قيادة القاعدة رسالة مؤازرة وتطمين لأبناء الأمة الإسلامية عامة وأهل فلسطين خاصة، جاء فيها : “كذلك فإننا نشد على أيدي أبناء أمتنا الإسلامية عامة، وإخواننا في فلسطين خاصة أننا معهم قلبًا وقالبًا، ونؤكد لهم بمنطق الأخوة في الدين وإبرارًا واستمرارًا لقسم وعزم الشيخ أسامة بن لادن، أن قضية القدس هو أول قضية تحتل عمق وجداننا الإسلامي”.

 

وأكدت القيادة بشدة على موقفها من قضية القدس بقول: ” لن نسمح البتة بتهويدها ونبشر أهلنا هناك ونبث الصبر والتفاؤل والسلوان فيهم، ونطمئنهم ونضع أيدينا على أيديهم ونثبتهم، أن بشائر النصر الحتم تترى، ورياح التغيير الإسلامي جارية، والصبح قريب وحينها يفرح المؤمنون بنصر الله، ويخسأ الكفار وأذنابهم وتكون الدائرة عليهم بإذن الله”.

 

خاتمة البيان

واختتم بيان قيادة تنظيم القاعدة بدعاء جامع للمقاتلين الذين نفذوا عمليات “القدس لن تهود” جاء فيه: “وفي ختام الكلم، نسأل مولانا الكريم الرحيم أن ينزل شئابيب رحماته وسحائب مغفرته على شهدائنا الأبرار جزاء انغماسهم في أعداء الله وإفناء أموالهم وأنفسهم في نصرة هذا الدين المنصور والذود عن حياضه، وإعلائهم لشأن كلمة التوحيد، وتأديب من تسول له نفسه الآثمة الإضرار بالأمة المسلمة ومقدساتها، كما نسأله أن يربط على قلوب والديهم وأن لا يحرمهم أجرهم ولا يفتنهم بعدهم … “.

 

وكما بدأ البيان بحمد الله وشكره وتأكيد أن النجاح في إنجاز عمليات “القدس لن تهود” كان محض فضل من الله، اختتم البيان بتأكيد هذا المفهوم حيث جاء في خاتمته: “وعلى انتقام الله وشديد بأسه بالظالمين المعوّل ، ولا حول لنا ولا وقوة إلا بالله، عليه نعتمد في إنجاح المقاصد ونتوكل، وبه نتأيد في إتمام الخطط ونعتصم إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين”.

 

ويجدر الإشارة إلى أن البيان أعلن تأييد القاعدة ومباركتها لانطلاق أولى العمليات باسم “القدس لن تهود” في شرق إفريقيا ودول الساحل الإفريقي، ما يعني أن عمليات أخرى تنتظر في سلسة الرد العسكري على قرار تهويد القدس الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

ويعتبر تنظيم قاعدة الجهاد الوفاء بقسم مؤسسه الشيخ أسامة بن لادن في نصرة أهل فلسطين، دينًا وواجبًا، وتحمل قضية فلسطين وتحريرها أولوية على سلم أهداف التنظيم الذي جعل جهاده عالميًا بهدف تحرير جميع الأراضي الإسلامية وعلاج كامل قضايا الأمة المعاصرة التي لا تزال عالقة، ولأجل هذه الأهداف تعمل فروعه المتواجدة في مناطق استراتيجية في خريطة الصراع.

 

كما لم تتمكن الولايات المتحدة وحلفاءها من دول وأنظمة وعملاء بعد إعلان الحرب “الصليبية” العالمية الجديدة ضد تنظيم القاعدة – بحسب وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش- لم تتمكن من هزيمة التنظيم، بل كانت سببًا في انتشار رسالته ودفعه لتغيير استراتيجيته إلى حرب عصابات طويلة الأمد والتكيف مع أساليب الحرب الجديدة والتحول من مجرد نواة مركزية في أفغانستان إلى شبكة واسعة منتشرة في العالم تستنزف الولايات المتحدة في ميادين متعددة، تمثل التحدي الأول لمشاريع الهيمنة الغربية والصهيونية في العالم الإسلامي.