القوات الحكومية التي فرّت من مقاتلي حركة الشباب تشكل تحديًا أمنيًا كبيرًا للحكومة الصومالية
حذّر مراقبون أمنيون من أن فرار القوات الحكومية من مناطق سيطرت عليها حديثا وسط الصومال، على إثر هجوم مقاتلي حركة الشباب المجاهدين الكاسح في منطقة “عوسويني” بولاية جلجدود وسط البلاد، يشكل تهديدًا لأمن الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.
وانسحب مقاتلو حركة الشباب المجاهدين تكتيكيا خلال تقدم القوات الحكومية المدعومة بالقوات الأمريكية والطائرات الحربية. للسماح للقوات الحكومية بدخول مناطقهم، ثم تسديد ضربات قاصمة باستهداف قواعد القوات الحكومية العسكرية، حيث تمكنوا من إلحاق خسائر كبيرة في صفوفها، في الأرواح والعتاد. وتسببت هذه الهجمات في فرار القوات الحكومية من بقية المناطق التي دخلتها دون قتال.
ويعتقد محللون أمنيون أن أكبر تحدي يواجه الحكومة الصومالية، هو وجود قوات يمكنها الفرار بغض النظر عن خسارة القواعد العسكرية، فإن بقاء هذه القوات الحكومية يهدد أمنها بشدة.
وقال إسماعيل طاهر عثمان، قائد سابق في وكالة الأمن والاستخبارات الصومالية، بحسب إذاعة صوت أمريكا: “الجنود الذين فروا من خطوط القتال تخفوا في المناطق النائية، والكثير منها يدخلون بطريقة سرية للمدن الكبرى، بما فيها مقديشو عاصمة البلاد، ومن المتوقع أنهم لا يزالون يحملون أسلحتهم”.
وقال الجنرال عبد الله علي ماوي، مسؤول سابق في الاستخبارات لإذاعة صوت أمريكا، أنه يتفق بأنه هناك تهديد أمني من القوات التي فرت من هجوم حركة الشباب.
وقال:”أعتقد أن تحرك القوات لا يعني بالضرورة نهاية التهديد، إنه يقود غالبا لتحديات جديدة، بدخول القوات الفارة للمدن الرئيسية”.
وقال عمر عبدي جيمالي، وهو سياسي صومالي ومحلل أمني، “إن القوات الفارة يمكنها أن تجد ملجأ ودعما عند المتعاطفين معها وحلفائها في المدن الكبرى، ما يجعل من الصعب على وكالات الأمن تتبعهم والتخلص منهم”.
وأضاف:”القوات الفارة تحمل معها سنوات من خبرة القتال وأيديولوجيا، وهذا يجعلهم أكثر قدرة على القيام بأفعال إرهابية وهجمات في مناطق جديدة”.
إنهم “يتجهون إلى الاختباء ثم علاج جروحهم، والتفكير في ماذا سيفعلون في المرحلة المقبلة”.
وقال المحلل مهد ويهلي، أنه يعتقد أن التهديد الذي تشكله القوات الفارة، خاصة الجنود المشاة من الرتب الأدنى، هو أقل بالمقارنة مع الدمار الذي تسببوا فيه في الصومال خلال سنوات، خلال تنظيمهم لأعمالهم الإجرامية، في معاقلهم السابقة.
وأضاف: “أغلب الجنود الذين فروا من خطوط القتال، يسعون للاندماج مع السكان، والكثير منهم سيستسلمون”. وأشار إلى أن ما على وكالات الأمن الحكومية أن تفعله، هو أن تستدرج القوات الفارة لدرجة أن يصبح تهديدهم من المكن أن تستوعبه الشرطة المحلية ووكالات الاستخبارات بدعم محلي.
وكجزء من جهود الحكومة لتأمين المزيد من الدعم الدولي، لحربها الطويلة الجارية مع حركة الشباب المجاهدين، قال رئيس الوزراء الصومالي، حمزة عبدي باري، لإذاعة صوت أمريكا، يوم الخميس، أنه سيرسل طلبا للأمم المتحدة نهاية هذا الأسبوع، بشأن نزع حظر الإسلحة في الصومال لفتح الباب أمام الأسلحة لمواصلة قتال حركة الشباب المجاهدين.