“القدس لن تُهوَّد ” عنوان بيان حركة الشباب المجاهدين بشأن الهجوم على مجمع “14 ريفر سايد”
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
نشرت حركة الشباب المجاهدين بيانًا بشأن الهجوم على مجمع “14 ريفر سايد” في العاصمة الكينية نيروبي، حمل عنون: “القدس لن تُهوّد”.
وجاء البيان ليكشف الستار عن الأسباب الحقيقية التي دفعت حركة الشباب المجاهدين لتنفيذ الهجوم في أحد أكثر المناطق ارتيادًا من قبل الجالية الغربية في نيروبي.
وعلى عكس ما توقعه المحللون بأن الهدف من العملية هو الضغط على القوات الكينية لمغادرة الأراضي الصومالية، جاء البيان صريحًا في تأكيد أن العملية نُفّذت لأجل “القدس” وقضية فلسطين.
وكشف البيان عن منفذي الهجوم وحصيلة القتلى، حيث جاء فيه: “أغارت كوكبة من فرسان الإسلام البواسل، وأبطاله الأشاوس، من كتيبة الشهيد صالح النبهاني، على مجمع “ريفر سايد درايف” في مدينة نيروبي، مما أدى بفضل الله إلى مقتل 50 كافرًا، من بينهم مواطنين أمريكيين وغيرهم من الدول الصليبية”. بحسب ما ورد في البيان.
وأضاف البيان: “ويُعد المجمع التجاري، حاضنةً لعشرات الشركات الغربية والفنادق والمطاعم والحانات، التي تلبي حاجات الجالية الكبيرة من المغتربين الذين يقيمون ويعملون في نيروبي”.
ووضح البيان الأسباب الدافعة لتنفيذ هذا الهجوم من قبل المجاهدين حيث جاء فيه: “وقد نفذ المجاهدون هذه العملية التي أطلقوا عليها إسم “القدس لن تُهوّد ” في استجابة لتعليمات الشيخ أيمن الظواهري -حفظه الله- باستهداف المصالح الغربية والصهيونية حول العالم، وذلك لمساندة أهلنا المسلمين في فلسطين، الذين تربطنا بهم روابط الإيمان والأخوة في الإسلام”.
الجواب على قرار دونالد ترامب بشأن القدس
وفي إشارة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير باعتبار القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، أكد البيان أن هذه العمليه هي الجواب على ما وصفه بالتصريحات “الغبية” للرئيس الأمريكي.
كما أوضح البيان أن الخطوة التي أقدم عليها دونالد ترامب إنما هي ” محاولة لمنح شرعية للكيان الصهيوني غير الشرعي بالأصل”. وأن هذا الإعلان من الرئيس الأمريكي و”أبواقه” – بحسب البيان- جاء لمنح “موافقته للصهاينة اليهود على تدنيس أحد أقدس مواقع الإسلام، بنجاستهم وسياساتهم الحقيرة في الإبادة العرقية. بدون إعارة لأدنى اعتبار لمعاناة ملايين المسلمين المستضعفين الذين يرزأون تحت وطأة الاحتلال الصهيوني منذ عقود”.
وأكد البيان على أن “علمية (القدس لن تُهوّد)، هي الرد على الاضطهاد الصهيوني المنظم الذي يقبع تحته المسلمون في فلسطين، والذي تسبب في مقتل آلاف المسلمين وشرّد الملايين”.
“ثم تأكيدًا لالتزام المجاهدين المستمر للانتقام لدماء المسلمين باستهداف المصالح الأمريكية والصهيونية عبر العالم”.
وأضاف: “فالانتقام من المحتل حق شرعي للمضطهدين”.
ويجدر الإشارة إلى أن قيادة حركة الشباب المجاهدين سبق وأن أصدرت بيانا حذّرت فيه الإدارة الأمريكية من المضي قدمًا في اعتبار القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي وأكدت على أن الإعلان لا يعني شيئا وأن القدس ستبقى للمسلمين.
رسالة خاصة لأهل فلسطين
كما وجه البيان رسالة خاصة لأهل فلسطين أكد من خلالها أن العملية جاءت لمساندتهم وأهل القدس بشكل خاص، حيث جاء فيه: “نساند أهلنا المسلمين في فلسطين وفي القدس المحتلة خاصة، بهذه العملية المباركة والتي هي جزء من سلسلة من العمليات التي تستهدف بشكل خاص المصالح الغربية والصهيونية في إفريقيا -بإذن الله- ونقول لهم: اصبروا أحبتنا، اصبروا وكونوا على ثقة أن المحتلين الصهاينة ومن يرعاهم ويحميهم من الغربيين، لن يحلموا بالأمن في أي مكان، حتى نراه واقعًا في فلسطين وكل الأراضي الإسلامية”.
وفيما يعد إشارة إلى إصرار حركة الشباب على عقاب الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه من دول داعمة له، جاء في البيان: “اصبروا فسيُعاقب الصهاينة والصليبيون – بعدل – على كل أنواع الظلم التي اقترفوها، وكما تدين تدان”.
وعد متوارث
وأضاف للتذكير بأصل هذا الوعد في نصرة أهل فلسطين :”إخواننا المسلمون في فلسطين: عليكم أن تعلموا بأن المجاهدين سيساعدونكم مهما كلّف الأمر ومهما كان الثمن، ولا نقول لكم إلا كما قال الشيخ أسامة -رحمه الله- من قبل: ” نشهد الله العظيم، أننا لن نخذلكم، حتى يتم النصر أو نذوق ما ذاق حمزة بن عبد المطلب، رضي الله عنه”.
وشدد البيان على أن قضية القدس ليست للمساومة، حيث جاء فيه : “فطيبوا نفسًا، إن منزلة القدس عندنا لا تقبل المفاوضة، فإن القدس وكل شبر من الأرض المقدسة. لا زالت وستبقى جزءًا لا يتجزء من ميراث المسلمين وأراضيهم، رغم جهود الصهاينة لتهويدها. وحتى ولو قام الصهاينة والصليبيون بتحويل جميع السفارات في العالم إلى القدس، فستبقى القدس للأبد من مقدسات المسلمين. لا تقبل التنازل ولا المساومة، القدس لن تُهوّد أبدا.
رسالة خاصة للاحتلال الإسرائيلي
كما وجه البيان رسالة للاحتلال الإسرائيلي جاء فيها: “أما اليهود الصهاينة قتلة الأنبياء وإخوان القردة والخنازير، من لا زالوا يعيشون تحت أوهام إنشاء وطن لليهود في قلب الأراضي الإسلامية المقدسة. نقول لهم: إن باضطهادكم المسلمين في فلسطين، تعلنون حربًا على الأمة الإسلامية قاطبة، ولن يتمكن البريطانيون ولا الأمريكيون من حمايتكم من ضربات المجاهدين”.
وأضاف البيان: “اعلموا أننا سنحاسبكم على كل قطرة دم مسلم سفكت في فلسطين، والعين بالعين. وإن ما ينتظركم إنما هو نفس مصير أجدادكم من بني قريظة، على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم”.
لبيك يا أقصى
واختتم البيان بجملة “لبيك يا أقصى”، في خاتمة تلخص فحوى البيان والغاية من العملية التي استهدفت مجمع “14 ريفر سايد” بنيروبي.
ويجدر الإشارة إلى أن أحد المهاجمين الذين قتلوا في الهجوم كان يحمل نفس الرسالة في مكان الهجوم، من خلال عصابة حمراء ربط بها رأسه وكتب عليها “لبيك يا قدس”.
ويبدو من خلال هذا البيان أن الهدف الحقيقي وراء الهجوم على مجمع “14 ريفر سايد” كان إرسال رسالة للغرب والاحتلال الإسرائيلي أن استهداف مصالحهم في القارة الإفريقية هو أحد أهداف حركة الشباب المجاهدين حتى يعيدوا للشعب الفلسطيني حقوقه وأرضه، وبهذا لم يعد ضرب كينيا الهدف الأول لتسحب قواتها من الصومال بل باتت القضية أكبر ، ووصلت إلى قلب القضايا في العالم الإسلامي، وهي القضية الفلسطينية.
تداعيات استهانة ترامب بمقدسات المسلمين
ولقد حذّر المراقبون الرئيس الأمريكي من مغبة الاستهانة بإعلانه القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي خشية ردود الأفعال من المسلمين، ومع ذلك مضى ترامب معاندًا في تأكيد هذا الإعلان والذي استعمله الإسرائيليون كوسيلة لإمعان الظلم والاضطهاد بحق الفلسطينين وشنّوا معه حملة تهويد للقدس وتهجير لأهلها، دون مراعاة لارتباطها الوثيق بالأمة الإسلامية، أو احترام أنها من مقدسات المسلمين.
ويبدو أن عملية الثلاثاء في نيروبي ليست إلا ردًا أوليًا لما وصفه البيان بسلسلة من الهجمات ستستهدف مصالح “الصهاينة والصليبين في إفريقيا” بحسب ما جاء في البيان.
ومن خلال هذا البيان يظهر جليًّا بأن جهاد حركة الشباب المجاهدين في الصومال لا يهدف فقط لتحرير الصومال من الغزو الأجنبي بل أيضا لتحرير فلسطين وكل أرض مسلمة من أشكال الاحتلال والمحتلين.