الصومال تعين أول مبعوث لها إلى إريتريا
عينت الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب أول مبعوث على الإطلاق إلى إريتريا بعد سنوات من العلاقات المتوترة بين أسمرة ومقديشو، والتي تم تصحيحها منذ ذلك الحين بعد عدة اجتماعات في العلاقات الثنائية بين الحكومتين.
واستقبل الرئيس أسياس أفورقي، الرجل الذي يتولى مسؤولية إريتريا منذ عام 1993، يوم السبت، عمر إدريس، أول سفير صومالي في إريتريا، في إشارة إلى العلاقات المتوهجة بين البلدين.
وفي كلمته، أشاد إدريس، الذي كان السفير الصومالي السابق لدى قطر، بالعلاقة بين البلدين بينما تعهد بخدمتها بدقة. وكان قد سلم أوراق اعتماده لأفورقي قبل موعده.
وقال: “مع تقديم فخامة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي له ورقة اعتمادي اليوم 17/11/2023، كان شرفاً لي أن أصبح أول سفير للصومال لدى إريتريا في تاريخ البلدين الشقيقين”. كما ظهر في منشور على منصة إكس المعروفة سابقًا باسم تويتر.
وفي السنوات الأخيرة، عمل أفورقي- الرئيس الدكتاتوري في شرق إفريقيا- بشكل وثيق مع الحكومة الصومالية، وهي الخطوة التي شهدت قيام الرئيس حسن شيخ محمود بما يقرب من أربع رحلات إلى أسمرة منذ استلامه منصبه الرئاسي العام الماضي. وفي معظم رحلاته، كان حسن شيخ يزور الجنود الصوماليين الذين يتدربون في إريتريا.
وقد تدرب ما لا يقل عن 5000 جندي في إريتريا على مدى السنوات الثلاث الماضية، وتم إرسال بعضهم بالفعل إلى ساحة المعركة لمواجهة مقاتلي حركة الشباب المجاهدين لتعويض عجز الحكومة في توفير جنود لقتال الحركة. وعرضت إريتريا تدريب الجنود في إطار جهود تثبيت حكم الحكومة الصومالية الهشة في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي.
في البداية، كانت هناك مخاوف بشأن الخطة السرية لتدريب الجنود في إريتريا، لكن منذ ذلك الحين، تبنت هذه الخطوة حتى الإدارة الصومالية الجديدة. ويتم إرسال العديد من الجنود الآخرين إلى إريتريا لمزيد من التدريب وفقًا للحكومة.
لكن أهالي الجنود الذين أرسلوا للتدريب في إريتريا خرجوا في احتجاجات غاضبة بعد اختفاء أصوات أبنائهم ونددوا باحتيال الحكومة عليهم حيث لم يخبروهم أنهم سيسفّرون أبناءهم للتدريب في إريتريا بعد أن تم استقطابهم بداية بعروض عمل مغرية في الخارج، ثم انتهى بهم المطاف إلى التجنيد القسري، وتوفي الكثير من الجنود الذين تدربوا في إريتريا وخرجت أمهاتهم في تسجيلات تندد بالحكومة الصومالية وسياساتها المخادعة.
وتعهد الرئيس الصومالي الذي يدعمه الغرب، حسن شيخ محمود بالقضاء على مقاتلي حركة الشباب المجاهدين بشكل كامل خلال 5 أشهر، ولا يزال يستجدي المساعدات منذ العام الماضي مرددا تارة أنه سيقضي تماما على الحركة المتجذرة في الصومال، وتارة بالحديث عن ضرورة المفاوضات لإنهاء الصراع بين التحالف الدولي بواجهة الحكومة وحركة الشباب المجاهدين المدعومة من القبائل الصومالية.
وفشلت حملة حسن شيخ محمود على الولايات الإسلامية وسط الصومال لإسقاط نظام الشريعة فيها، حيث تكبدت قواته وميليشياته، على رغم من الدعم الأمريكي والدولي المتواصل، خسائر فادحة أدت إلى انسحابات فورية من المناطق التي تقدمت فيها القوات ابتداء، حيث عادت حركة الشباب للسيطرة.
واضطرت الحكومة الصومالية لاستجداء الاتحاد الإفريقي لتأجيل انسحاب قواته “أتميس” لمدة 3 أشهر أخرى على أمل أن تتعافى الحكومة من خسائرها وتعيد تنظيم صفوفها.
ومنذ ذلك الحين لا يزال حسن شيخ محمود يجري رحلات إقليمية لاستجداء الدعم المالي والعسكري، لمواصلة حملته المتعثرة والتي تعارضها القبائل الصومالية أشد ما يكون، لرفضها استبدال نظام الشريعة الإسلامية بنظام الحكومة الديمقراطي الفاسد، تسعى لإقامته حكومة صنفت كأفسد حكومة في العالم بحسب آخر تصنيف للفساد.
ويسعى المجتمع الدولي لتثبيت الحكومة الصومالية الهشة في سبيل حرمان الشعب الصومالي من حكم إسلامي شامل ومستقل عن الهيمنة الغربية، ومنع حركة الشباب المجاهدين من بسط سيطرتها الكاملة على البلاد كما فعلت حركة طالبان في أفغانستان.
ولا تزال خطوط التمويل الدولي تدعم الحكومة الهشة ولكنها تنتهي إلى يد مقاتلي حركة الشباب المجاهدين بشكل غنائم مختلفة.