الحكومة الصومالية تعترف بمقتل أكثر من 4,600 جندي من قواتها بما فيها النخبة خلال سنة و5 أشهر في حربها على حركة الشباب المجاهدين

كشفت مصادر داخل الجيش الوطني الصومالي أن أكثر من 4600 جندي من القوات الحكومية، بما في ذلك وحدات النخبة مثل جرجر (تدريب تركي) ودناب (تدريب أمريكي) قتلوا في القتال بين يناير 2023 ومايو 2024.

ولا يشمل هذا الرقم المذهل – بحسب صحيفة غاروي- الخسائر في صفوف الميليشيات العشائرية التي شاركت أيضا في القتال ضد حركة الشباب المجاهدين واعتبرت الصحيفة أن هذه الأرقام تؤكد الواقع القاتم للصراع المستمر في الصومال.

وبحسب الصحيفة، فقد تم الإبلاغ عن غالبية هذه الإصابات خلال الهجمات التي قادتها الحكومة في منطقتي هیرشابيلي وجلمدوغ، حيث يشن الجيش الوطني  معركة عنيفة ضد حركة الشباب. وتسلط هذه الأرقام الضوء على الخسائر الفادحة التي ألحقها الصراع بالجيش الصومالي، الذي كان في طليعة جهود الحكومة لمحاربة الجماعة التي انبثقت عن اتحاد المحاكم الإسلامية بعد إسقاطه بالغزو الإثيوبي الأمريكي.

ويأتي هذا الكشف وسط توترات متصاعدة وعمليات عسكرية تهدف إلى إضعاف نفوذ حركة الشباب المجاهدين وإسقاط النظام الإسلامي في الصومال بدعم وتوجيه وتمويل وقوة جوية من حلفاء دوليين ومع ذلك لا تزال حركة الشباب تكبد الحكومة وحلفاءها خسائر مثخنة وتضرب في عمق الأهداف العسكرية في أشد المناطق تحصينا في العاصمة ومناطق أخرى في البلاد، وبحسب الصحيفة، أظهرت (الحركة) مرونة كان من الصعب التغلب عليها.

وأثار العدد الكبير من ضحايا الجيش الصومالي تساؤلات حول فعالية استراتيجية الحكومة ضد حركة الشباب والدعم المقدم للجيش الصومالي. وأشار النقاد إلى الحاجة إلى معدات وتدريب واستخبارات أفضل لتقليل المخاطر التي يتعرض لها الجنود على الخطوط الأمامية. بحسب الصحيفة. في وقت تشير تقارير إلى أن الجهاز الأمني للحركة يخترق الجهاز الاستخباراتي للحكومة بشكل يصعب التخلص منه.

ويقدم المجتمع الدولي الدعم للحكومة الصومالية في حربه ضد حركة الشباب المجاهدين بما في ذلك المساعدة العسكرية والمعونة المالية وقوات أتميس. ومع ذلك، فإن الصراع الدائر والعدد الكبير من الضحايا يؤكدان تعقيد الحالة والتحديات التي تنتظرنا. بحسب الصحيفة الموالية للحكومة.

ويرى المراقبون أن الأرقام الرسمية لا تمثل حتما العدد النهائي والحقيقي لعدد القتلى في الصراعات مع الجماعات الجهادية ولذلك فيتوقع أن يكون عدد قتلى الحكومة أكبر بكثير حيث كثيرا ما كانت هجماات مقاتلي الحركة على قواعد القوات الخاصة المدربة من قبل القوات الأمريكية والتركية تنتهي بإبادة كاملة للكتيبة التي تشغل القاعدة والاستيلاء على كافة معداتها وأسلحتها وذخائرها وعرباتها العسكرية ما يجعل من الخسائر البشرية والمادية كبيرة والاستنزاف مستمر لتمويل حرب الحركة ضد أعدائها.

وتقاتل حركة الشباب المجاهدين لإسقاط الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وطرد قوات التحالف الدولي المساند لها وقطع حبال الهيمنة الغربية وإقامة نظام الشريعة الإسلامية الشامل والمستقل وقد أثبتت جدارتها في الحكم في الصومال كأفضل نظام حكم البلاد منذ سقوط حكومة سياد بري بشهادة التحقيقات الغربية ما يشكل منافسا قويا للخيار الذي يفرضه الغرب بقوة السلاح والقصوفات، الحكومة الصومالية الهشة.