إذاعة الفرقان تبث الجزء الأول من لقاء أجرته مع المتحدث الرسمي لحركة الشباب المجاهدين

بثت إذاعة الفرقان الإسلامية ليلة أمس الاثنين، الجزء الأول من لقاء أجرته مع المتحدث الرسمي لحركة الشباب المجاهدين، الشيخ علي محمود راجي، تطرقت فيه لعدة أمور وقضايا تشغل الساحة الإعلامية.

وقامت وكالة شهادة الإخبارية بترجمة اللقاء من اللغة الصومالية إلى العربية، فكان كما يلي:

 

مراسل إذاعة الفرقان:

أولا شيخنا الكريم نشكرك على إتاحة هذه الفرصة لنا بإجراء هذا اللقاء مع إذاعة الفرقان، وبداية لن نسألك عن مزاعم الحكومة الصومالية بأنها تمكنت من قتلك للمرة السادسة، ولن نسألك أيضا عن الأحداث الأخيرة التي تشغل الإعلام الصومالي، ولكننا في هذا اللقاء نود أن نطرح قضايا مهمة بحاجة لتفصيل وإبانة.

 

وسؤالنا الأول: لقد تم عقد مؤتمر في هذه القاعة التي نجري فيها لقاءنا اليوم معا، واجتمع فيها علماء الولايات الإسلامية وأخرجوا فتوى قبل أيام معدودة، فما هو الدافع لعقد هذا المؤتمر؟

 

المتحدث الرسمي، الشيخ علي راجي:

بداية فإن هذا المؤتر ليس بأول مؤتمر للعلماء، فمنذ 2011م إلى اليوم عقد العلماء عدة مؤتمرات، وكما تشير له لافتة المؤتمر فهذا المؤتمر هو الخامس الذي يتم عقده، وهذا دأب العلماء الاجتماع كلما جدّ جديد في الساحة ليقوموا بواجبهم في توجيه الأمة وتبيان الحق، وهذا المؤتمر يأتي لنفس الهدف، فالبلاد دخلت مرحلة جديدة، وكان على العلماء أن يقفوا على ثغرهم ويبينوا للناس الحق من الباطل في هذه المرحلة.

 

مراسل إذاعة الفرقان:

ما هو المستوى العلمي للعلماء الذي حضروا هذا المؤتمر؟

 

المتحدث الرسمي، الشيخ علي راجي:

العلماء الذين اجتمعوا في هذا المكان من أعلام الأمة الصومالية، جاءوا من جميع مناطق الولايات الإسلامية في وسط وجنوب الصومال وحتى من شمال الصومال، ومن ناحية مستواهم العلمي ومعرفة الناس بهم، فجلهم من العلماء الذين اشتهروا بنشر الدعوة منذ السبعينيات، والذين كان لهم الدور الكبير في إنقاذ هذه الأمة وتوجيه الناس وتثبيتهم في المحن والابتلاءات، وهم علماء الصومال كما يعرفهم الصوماليون.

 

مراسل إذاعة الفرقان:

لكن الحكومة الصومالية تدعي أنه ليس لحركة الشباب ولا في مناطق سيطراتهم علماء كبار وأن من يتواجدون عند الحركة هم شباب صغار السن لا يفهمون شيئا في أمور الدين والعلم، فما ردكم على هذا الادعاء؟

 

المتحدث الرسمي، الشيخ علي راجي:

يكفي لرد ذلك، شهادة العلماء الذي حضروا في هذا المؤتمر، والذين سيشاهد الناس صورهم وهم من سيحكم عليهم إن كانوا مجرد شباب صغار في السن أو بالفعل مشايخ كبار. ومن جهة أخرى ليس عيبا أن تكون شابًا ومن أهل العلم إن كان الشخص بالفعل من طلاب العلم وأهله، فالله سبحانه وتعالى مدح أصحاب الكهف وقال سبحانه (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ….)، ناهيك عن هذا فالذين يتكلمون بهذا الكلام هم أنفسهم من يفتخرون بحرية الصومال المزعومة ويقولون أنها نتيجة جهود الشباب الصومالي، وحقيقة الأمر أن هؤلاء الشباب حرروا البلاد ذلك التحرير المزعوم ثم لم يحكموا بشرع الله فيها، فلذلك يمدحون شبابهم، ولكنهم في الوقت نفسه يذمون الشباب الذي يريد تطبيق الشريعة ورفع راية الدين، فهؤلاء غير محسوبين لديهم، وفي الواقع فإن الأمة الصومالية هي التي ستقرر ذلك، والأمر الآخر نشاهد هنا كيف يتكرر نفس الوضع على امتداد التاريخ، فقد كان دأب الكفار والفجار والمرتدين في محاربتهم  الرسل وأتباعهم استخدام وسائل من ضمنها التحقير والسخرية والذم، وديننا علمنا أنه ليس عيبا أن تكون شابا تحمل علما ولكنهم يجعلون السنّ عيبا، ومع ذلك فإن المتواجدون في هذا المؤتمر لم يكونوا شبانا، وحتى أنا الذي أكلمك الآن لست شابا وقد ابيضت لحيتي، والعيب كل العيب أن تخالف شريعة الله، والخير كل الخير أن تستقيم كما أمر الله سبحانه وتعالى.

 

مراسل إذاعة الفرقان:

ذكرت أن هذا المؤتمر تزامن مع مرحلة جديدة دخلتها البلاد، فهل تقصد بذلك المعارك الدائرة بينكم وبين الحكومة الصومالية والقوات الأجنبية في الآونة الأخيرة؟

 

المتحدث الرسمي، الشيخ علي راجي:

ما قصدته هو التغيير الذي حدث في حكومة الردة، فالحكومة الجديدة بدأت حملة لتضليل الأمة، وكان لزاما على العلماء أن يعلنوا توجيهاتهم وتوصياتهم للمسلمين، لإيفاء متطلبات المرحلة الجديدة.

 

مراسل إذاعة الفرقان:

ما هو هي الرسالة المهمة التي يرسلها هذا المؤتمر أو الفتوى الأهم التي أصدرها العلماء؟

 

المتحدث الرسمي، الشيخ علي راجي:

لقد تم عقد المؤتمر لتبيان الحق للأمة المسلمة، وما صدر عنه هو ترشيد لأبناء هذه الأمة، فقد أوضح العلماء حقيقة الصراع الذي تعيشه الصومال، وبينوا لهم أن البلاد تشهد غزوا صليبيا بات يسيطر على أجزاء منها، ويحاول إطباق سيطرته على ما تبقى، ولإنجاز هذه المهمة يستخدم العدو الصليبي عملاءه من بني جلدتنا، وفي الواقع فإن هؤلاء العملاء ليسوا منا بل هم من الصليبيين، ونبّه العلماء في فتواهم إلى أن هناك من يفتون لهؤلاء العملاء ويدعون أنهم من أهل العلم بينما حملوا صفات أحبار اليهود، فأوضح العلماء حكم هؤلاء الذين يفتون للكفار ويلبّسون على الناس دينهم، ويريدون أن تُحكم البلاد بالقوانين الوضعية والديمقراطية بل ولا يخجلون من الترويج لفرية أن القرآن لم ينزل لإدارة شؤون الدول، وهذا يعني أنهم يقولون أن القرآن فيه نقص! والله سبحانه وتعالى يقول (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ)، وفي الواقع هذا يدل على نقص في عقل من يقول هذا القول، والعلماء حذروا الأمة من هؤلاء الذي يدعون العلم.

وأوضح العلماء في فتواهم أيضا أن من الأساليب التي يتبعها العدو تشويه صورة أهل الحق، وكثيرا ما تسمع علماء السوء وهم يصفون المجاهدين بأنهم خوارج، والمجاهدون بريؤون من هذا البهتان والافتراء، ولذلك بيّن العلماء أصول الخوارج وقواعدهم، كما نبهوا المسلمين لضرورة القيام بواجبهم أمام هذا العدو الغازي وعملائه، وقتالهم والتبرؤ منهم وعدم الاغترار بادعاءاتهم.

 

مراسل إذاعة الفرقان:

إذا تحدثنا عن المعارك الدائرة، فأكثر الناس الذين كانوا يعيشون منذ 80 سنة لم يكونوا يرون معارك طويلة تستمر لـ 15 سنة، بل كانوا يرون معارك قبلية تستمر لفترات وجيزة وتنتهي ويتم حلها، فما سر استمرار قتالكم للقوات الأجنبية والحكومة الصومالية لأكثر من 15 سنة؟ وهل تشعرون بأن أمد المعركة قد طال عليكم؟

 

المتحدث الرسمي، الشيخ علي راجي:

هناك فرق كبير بين الحروب القبلية والقتال الذي نحن فيه، فالقبائل عندما يتقاتلون لا يقاتلون لأهداف وغايات سامية، فقد كانوا يقاتلون في سبيل الأراضي والمياه وحدود شيطانية رسمها لهم الصليبيون، ولهذا فقتالهم لا يستمر سوى لأيام قليلة، لأن القتال ليس بالأمر الهين، وحتى القتال ضد المحتلين سابقا كان يستمر لفترة وجيزة لأن المحرك الرئيسي لذلك القتال هو القومية والوطنية، والكفار لما فهموا ذلك استخدموا عملاءهم بستار هذه القومية والوطنية التي تقاتلهم وقالوا لهم نحن سنخرج من أرضكم وأعطوهم حرية مزيفة ووضعوا بعد ذلك في إدارة البلاد، من ينوب عنهم ممن يثقون بهم وينفذون لهم كل ما يريدون، أما القتال الذي نحن فيه الآن، فنحن والكفار كلانا نقاتل لتحقيق غايات كبرى، ولا بد من أن نغلبهم أو يغلبونا، ولا يمكننا أن نلتقي في منتصف الطريق، وأريد أن أوضح هذا لمن يطالبنا بالتصالح مع الكفار والتعايش معهم بسلم، وهذا قول علماء السوء وحتى “حسن شيخ” رئيس حكومة الردة كان شعاره “نريد أن تكون الصومال متصالحة فيما بينها ومتصالحة مع العالم”، فغاية الكفار هي أن يغلبونا ويخرجونا من ديننا وعندها فقط يصالحوننا، وغاية المسلمين هي أن نقاتلهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، وحتى يدفعوا الجزية صاغرين، ومن المستحيل أن تجتمع تلك الغايات الأربع.

ونحن نعبد الله في قتالنا للأعداء وأداء العبادة لا يتوقف حتى نستشهد، أما هم فالوقت سينتهي بهم وسيخرجون وهم خاسرون، ومن يقول أوقفوا الحرب عليه أن يخرج الكفار من ديار المسلمين.

 

مراسل إذاعة الفرقان:

أراك تشدد في كل مرة على أن العقبة التي يواجهها هذا البلد هي الكفار، والحكومة الصومالية وعلمائها يقولون أن الكفار موجودون لأجل قتال حركة الشباب، فما ردكم على هذا القول؟

 

المتحدث الرسمي، الشيخ علي راجي:

يكفي مثالا على كذب مزاعم حكومة حسن شيخ وعلمائها السؤال: هل كانت حركة الشباب متواجدة عندما غزت بريطانيا الصومال وقاتلها السيد محمد عبد الله حسن؟ وهل كانت متواجدة عندما غزت إيطاليا الصومال؟ وهل كانت أيضا متواجدة عندما غزت البرتغال البلاد في عصر الإمام أحمد جري؟ هذا كله لتضليل الناس، والأمر الثاني: حركة الشباب هي صاحبة الأرض، فأنا مثلا كنت أسكن مقديشو وترعرعت فيها وتعلمت فيها، ولم أذهب قط حتى إلى نيروبي ولا أديس أبابا، فهل أنا من اعتدى حين دافعت عن نفسي وبلدي أم أن المعتدي علي هو من غزى أرضي، والحقيقة أن هذا الغزو ليس مرتبطا بحركة الشباب وإنما هو مرتبط بإسلامنا، فهم يشنون حربهم على المسلمين جميعا، والكفار سيغزون ديار المسلمين ما دام فيها الإسلام، ولا يمكن صدهم إلا بالقتال، والمرتدون هم من يبقون الصليبيين في البلاد، ويكفي دليلا على هذا أن من يتجسس لهم ومن يطلعهم على الطرق ومن يقدم لها المسلمات؟ أليسوا هم المرتدين، فإن لم يكونوا هم لغلبنا الصليبيين وأخرجناهم من ديارنا منذ زمن بعيد، أضف لذلك، من سمح للصليبيين بأن يأتوا إلى الصومال؟ أليسوا هم البرلمان وأعضاءه، من صوتوا لهم وأعطوهم الضوء الأخضر؟! وهم من يطلبون منهم البقاء الآن لأنهم يقولون لا يمكننا أن نتصدى لحركة الشباب لوحدنا.

وبعض العلماء قالوا في تصريحات لهم، أنهم عندما كانت إثيوبيا تخرج من الصومال في عام 2009، سألوا الكفار لماذا تجلبون القوات إلى الصومال ما دامت إثيوبيا تخرج منها؟ فقالوا لهم بصريح العبارة: نريد أن يحمونا من مبادئكم وأن يحموا مبادئنا، والعلماء الذي كانوا شهودا على  ذلك لا يزالون على قيد الحياة.

وأقول للصوماليين لا يخدعنكم العدو وانظروا إلى الحقيقة بأعينكم، أنا بنفسي سألت أحد الجنود البورونديين الصليبيين الذين أسرهم المجاهدون: لماذا غزوتم بلادنا؟ فقال لي: غزونا بلادكم لننقذ أقلية من النصارى في الصومال تتعرص للإبادة من قبل حركة الشباب وأتينا لنجدتهم، فقلت له: نحن حركة الشباب فلماذا تقتلون الأمهات والأطفال وتقصفون البيوت، فقال لي: هؤلاء الأطفال غدا سيصبحون من الشباب، والأمهات والآباء هم من ينجبون الشباب، والله هذا ما قاله لي!  وأتساءل من هم النصارى الأقلية الذين أتوا لنجدتهم؟! الحقيقة أنهم “حسن شيخ” والحكومة التي يترأسها لا غير، فيا أيها الصوماليون اعرفوا الفرق بين من يريد إبقاء الكفار في البلاد ومن يريد أن يخرجهم منها لتعيش الأمة الصومالية المسلمة معززة مكرمة مستقلة بهويتها ودينها.

 (نهاية الجزء الأول من اللقاء)

 

لتحميل تقرير الجزء الأول من اللقاء أنقر هنا