إذاعة الفرقان: اللقاء الثاني مع المتحدث الرسمي لحركة الشباب المجاهدين ومزيد من التفاصيل المهمة

نشرت إذاعة الفرقان الإسلامية الجزء الثاني من اللقاء الخاص الذي أجرته مع المتحدث الرسمي لحركة الشباب المجاهدين، الشيخ علي محمود راجي، حيث تحدث الشيخ في هذا الجزء عن عدة مواضيع هامة من بينها مخططات الحركة في مواجهة الحملة الإثيوبية المرتقبة، ورسائل مهمة للشعب الصومالي المسلم.

فرية المصالح الصومالية الإثيوبية

 

في إجابة الشيخ علي راجي عن سؤال بشأن مزاعم حكومتي إثيوبيا والصومال حول تحالف متين بين البلدين في المجال الاقتصادي وحول هدف توحيد الشعبين الإثيوبي والصومالي، قال:”أن كل هذه الأمور مجرد تضليل رخيص لا يستند إلى شي في الواقع، فالتاريخ لا يمكن تغييره، والحقائق التاريخية لا يمكن تحريفها، ولا يوجد ما نتشاركه نحن وإثيوبيا، ولا يوجد بيننا وبينهم نقطة التقاء، فإثيوبيا تطمع في إطفاء نور الإسلام في ربوع الصومال وكذلك تريد أن تحتل هذه الأرض، ونحن نريد أن ندافع عن ديننا وأرضنا وأهلنا وأن نكون أحرارا”.
واستدل الشيخ المتحدث بآيات من القرآن توضح العداوة بين المسلمين والكفار، وأن الكفار لا يمكن أن يقدموا ما فيه مصلحة للمسلمين، وأضاف في جوابه وهو يشير إلى تملق مسؤولي الحكومة الصومالية لإثيوبيا: “أما هؤلاء الذين يدعون بأن نصارى الحبشة إخوانهم هم في الحقيقة إخوة لهم لأنهم ارتدوا عن دين الإسلام، أما نحن فكيف يمكن لنا أن نكون إخوة للكفار، والله سبحانه وتعالى يقول (ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة)”.

استراتيجية الحركة في مواجهة الحملة بقيادة أمريكا

 

وسلط الشيخ المتحدث الضوء على استراتيجية حركة الشباب المجاهدين في مواجهة الحملة التي خططت لها أمريكا والمتمثلة في إعادة القوات الإثيوبية إلى الصومال حيث قال: “إن حركة الشباب هي حركة إسلامية جهادية، وتأخذ التوجيهات من الشريعة الإسلامية، والله أخبرنا كيف ندافع أنفسنا من الكفار، حيث قال الله تعالى: (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار)، وخطتنا هي محاربة هذا العدو بالنفس والنفيس وقد أعددنا لذلك”.
وأوضح الشيخ علي ديري بأن إثيوبيا والصومال يعرفان بعضهما بعضا، ولهما تاريخ ممتد من الحرب الدينية بينهما والتي استمرت لقرون طويلة، وأشار إلى أن من بين من حاربوا إثيوبيا أنظمة حكومية لا صلة لها بالإسلام مثل حكومة “محمد سياد بري” ومع ذلك العداء التاريخي ممتد بين البلدين، وأضاف: فكيف بنا ونحن المسلمون المجاهدون، سنقاتلهم وسينصرنا الله عليهم بإذن الله”.
وأكد الشيخ المتحدث على أن نصارى الأحباش من أرذل الخلق، فلا قيم ولا أخلاق لهم، وأن دأبهم استعباد من تغلبوا عليه، واستشهد في هذا المقام بقصتين مؤلمتين، تلخصان وصفه، القصة الأولى قصها الشيخ المتحدث على لسان شيخ من شيوخ العشائر، من قبيلة عير سمعها منه حين التقاه في منطقة قريبة من مدينة “جريعيل”، وكان ذلك أثناء سيطرة الأحباش على مدينتي جريعيل وطوسمريب، وقال الشيخ يحكي تفاصيل القصة: “هذا الرجل حكى لي قصة مؤلمة أفجعتني وعلى الشعب الصومالي أن يعتبروا منها، لقد قال لي الرجل: في مدينة جريعيل رأى رجل من الأراضي الصومالية التي تحتلها إثيوبيا، سيارة للقوات الإثيوبية وكان يقودها ضابط، فقال له الرجل هل أنت من الصومال، فأجابه الضابط نعم أنا صومالي، فقال له الرجل ولماذا تعمل مع القوات الإثيوبية الكافرة إن كنت صوماليا؟ فأجابه: أنا ضابط إثيوبي برتبة نقيب، أما أنت فستكون جنديا إثيوبيا تحت إمرتي أو يكون ولدك كذلك، فاستغرب الشيخ وقال للضابط الإثيوبي من أصل صومالي، كيف يمكن أن يحصل ما تقوله؟، فأجابه الضابط: الإثيوبيون احتلوا أرضنا واستعبدوا أهلنا، وبعدها طلبوا من أبي أن يضم أحد أبنائه للقوات الإثيوبية إذا أراد أن يحفظ أهلنا وأموالنا، فأرسلني أبي للانضمام إلى القوات الإثيوبية ليسلم أهلنا منهم، أما أنتم فستكونون جزءا من إثيوبيا إن لم تدافعوا عن أنفسكم فستجبرون على الانضمام إلى القوات الإثيوبية أو يجبر أبناؤكم رغما عنكم، فتداركوا أنفسكم قبل فوات الأوان وقبل أن يحدث لكم ما حدث لي ولأهلي، وبعدها تحرك بسيارته ومضى”.
 وحكى الشيخ قصة أخرى مؤلمة حدثت في ولاية جلجدود، بالقرب من مدينة طوسمريب، حيث بدأت القوات الإثيوبية بتجريف الأشجار، فاعترض بعض شيوخ العشائر منددين: لماذا تجرفون الأشجار فنحن والحيوانات نستظل تحتها؟ وطلبوا منهم أن لا يجرفوها، فأجابهم الضابط الإثيوبي الذي كان يتواجد في المنطقة: هذا الأمر لا يعنيكم، فقالوا له: وكيف لا يعنينا فهذه أشجارنا وأرضنا، فقال لهم الضابط: أنتم تكذبون وهذه الأشجار وهذه الأراضي ليست لكم، فهي ملكنا نحن، أي القوات الإثيوبية، فقالوا له: وكيف ذلك؟ فقال لهم الضابط: هذه الأراضي كانت ملكا لحركة الشباب ونحن سيطرنا عليها بالقوة وحررناها منهم، والآن هي ملكنا، وأكثر الشيوخ الذين شهدوا هذه الحادثة لا يزالون على قيد الحياة ويعرفون تفاصيلها كما أوضح الشيخ المتحدث.

رسالة إلى الشعب الصومالي

 

ووجه الشيخ علي ديري رسالة إلى الشعب الصومالي وقد تأثر بسرد القصتين، فقال في رسالته إن حسن شيخ محمود يريد أن يجمل لكم هذه الأفعال الشنيعة، وإثيوبيا دابة الأرض الجائعة لن تترك لكم شيئا، وذكر بعض أفعال القوات الإثيوبية الشنيعة التي شهد عليها الصوماليون خلال الغزو الإثيوبي السابق، والتي منها نقل القوات الإثيوبية أثاث المنازل التي نهبوها في العاصمة مقديشو إلى عاصمة بلادهم أديس أبابا، وطلب من أبناء الشعب الصومالي أن يدافعوا على الأقل عن أنفسهم وما يملكون أمام غزو الأحباش إن لم يكونوا يعتقدون بواجب قتالهم في سبيل الله.
وثمن الشيخ علي ديري دور القبائل الصومالية في مواجهة المرحلة الأولى للحملة العسكرية بقيادة أمريكا، ونصحهم بأن يضاعفوا جهودهم في مواجهة الحملة المقبلة، وأن يخرجوا أبناءهم من صفوف العدو حيث قال: “الصوماليون يعرفون بأن من قتل وهو يقاتل في صفوف الكفار أنه مثلهم”، وهنأ الشيخ المتحدث التائبين الذين عادوا إلى أهلهم وإخوانهم وخرجوا من صفوف العدو، وأرسل رسالة إلى من بقوا في صفوف الحكومة والتحالف الدولي، مؤكدا على أن يد الصفح لا تزال ممتدة، إن عادوا وتابوا وأصلحوا.

 

رسالة إلى العلماء والمجاهدين

 

ووجه الشيخ المتحدث في هذا اللقاء، رسالة إلى العلماء وأوصاهم بالصدع بالحق وأن لا يرخصوا دينهم ولا يبيعوه بثمن بخس، وذكرهم بحقيقة أن شرع الله يأمر الناس بالقتال إذا احتل العدو ديار المسلمين، وطلب منهم أن يبينوا للناس حقيقة الصراع الدائر.
وأرسل الشيخ علي  ديري رسالة شكر وعرفان إلى المجاهدين الذي صمدوا في وجه هذه الحملة، والذين مكنهم الله من قطف رؤوس ضباط وعناصر الحكومة الصومالية الذين كان من الصعب تصفيتهم إن لم يخرجوا من العاصمة مقديشو، وطلب منهم أن يضاعفوا جهودهم في  هذه الحملة التي ستكون الحملة الأخيرة بإذن الله، فإن فشل العدو فيها فسيفر من البلاد، وذكرهم بأن ثباتهم هو السبب الأول بعد فضل الله تعالى في بقاء الولايات الإسلامية تحت حكم شريعة الله تعالى.
وفي نهاية الجزء الثاني من اللقاء وجه الشيخ المتحدث رسالة إلى الذين يكرهون الاحتلال ويحبون تطبيق شرع الله حيث قال فيها: “للذين يحبون تطبيق شرع الله وأن يعيش المسلمون بعزة, أقول لهم فليشارك في الجهاد من يستطيع منكم أن يشارك، ومن لا يستطيع المشاركة من الرجال والنساء أعينونا بالدعاء بأن ينصرنا الله على عدوه ولا تنسونا من صالح دعائكم”.
إلى هنا انتهى الجزء الثاني والأخير من لقاء الشيخ علي محمود راجي، المتحدث الرسمي لحركة الشباب المجاهدين مع إذاعة الفرقان المحلية حيث قامت وكالة شهادة بترجمة اللقاء من اللغة الصومالية إلى العربية.
وسبق أن نشرنا الجزء الأول من اللقاء الذي تضمن تفاصيل مهمة عن واقع الصراع في الصومال.