أشهر أيقونات التغريب في صومالي لاند تفوز بجائزة تمبلتون بقيمة 1.4 مليون دولار
تم اختيار إدنا آدن إسماعيل، وهي ممرضة قابلة ومؤسسة مستشفى وداعية بشدة لتحديد النسل، يوم الثلاثاء كفائزة بجائزة تمبلتون لعام 2023، وهي واحدة من أكبر الجوائز الفردية السنوية في العالم بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وجاء في الإعلان: “متجذرة في عقيدتها الإسلامية، حصلت على جائزة هذا العام تقديرا لجهودها الاستثنائية لتسخير قوة العلوم لتأكيد كرامة المرأة ومساعدتها على الازدهار جسديا وروحيا”. وبحسب الوكالة، من بين إنجازاتها: تأسيس مستشفى وجامعة قللا بشكل كبير من وفيات الأمهات في صومالي لاند.
وتعتبر إدنا آدن إسماعيل من أيقونات دعاة التغريب الأشهر في صومالي لاند، ولها علاقات وطيدة مع الحكومات والدوائر الغربية ما يجعل السلطات في صومالي لاند تعاملها معاملة خاصة لنيل قبول ساسة الغرب. وهي معروفة بأنها أول امرأة صومالية تحصل على تدريب تمريض غربي.
كما عرفت الصومالية المنادية بالقيم الغربية في صومالي لاند بتشجيع التنصير والدعوة إليه من باب تكريم المرأة وتحريرها. وهي الدعوة التي يطلقها الغرب في كل دول العالم الإسلامي بحجة المساواة بين الرجل والمرأة. وتوظف لذلك طاقات وبرامج وحملات تستهدف النساء بشكل كبير.
وتأسست جائزة تمبلتون، التي تبلغ قيمتها حوالي 1.4 مليون دولار، في عام 1973 من قبل المحسن السير جون تمبلتون. لتكريم أولئك “الذين يسخرون قوة العلوم لاستكشاف أعمق الأسئلة المتعلقة بالكون ومكان البشرية وهدفها فيه” بحسب الوكالة.
وقالت هيذر تمبلتون ديل، رئيسة مؤسسة جون تمبلتون، إن إدنا آدن إسماعيل، وهي أول امرأة أفريقية تفوز بالجائزة، “استخدمت تعاليم عقيدتها وأسرتها وتعليمها العلمي لتحسين صحة وفرص بعض النساء والفتيات الأكثر ضعفا في العالم” على حد تعبيرها.
وأضافت:”لقد استخدمت مناصبها العديدة في السلطة لتجادل بحماس بأن ختان الإناث يتعارض مع تعاليم الإسلام، ويضر بشدة بالمرأة”. في إشارة إلى الحرب التي تشنها إدنا آدن إسماعيل على ختان الإناث في صومالي لاند.
وقالت إدنا آدن إسماعيل (البالغة من العمر 85 عاما) إنها ستتبرع ببعض أموال جائزتها لمستشفى أصدقاء إدنا للولادة في الولايات المتحدة لاستخدامها في شراء معدات جديدة وتوظيف معلمين و”تدريب الجيل القادم من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين تحتاج إليهم شرق أفريقيا بشدة”.
ولدت إدنا آدن إسماعيل عام 1937 في هرجيسا، عاصمة ما كان يعرف آنذاك بصومالي لاند البريطانية. كان والدها طبيبا. قام بتدريسها سرا إلى جانب إخوتها حتى بلغت 15 عاما. وأهلها امتحان للمنح الدراسية، مخصص عادة للفتيان، للدراسة في بريطانيا كمبتعثة، حيث تلقت تعليما في التمريض والقبالة. ووالدتها كاثوليكية متدينة. وهو ما يفسر نشاطها في ميدان التنصير في صومالي لاند.
عادت إلى وطنها كأول قابلة ممرضة مدربة طبيا. وفقا لإعلان الجائزة، كانت أول امرأة تقود سيارة في بلدها وأول من يعين في منصب السلطة السياسية كمدير لوزارة الصحة.
وانضمت لاحقا إلى منظمة الصحة العالمية، حيث عملت كمسؤولة فنية إقليمية لصحة الأم والطفل من 1987-91 وممثلة منظمة الصحة العالمية في جيبوتي من 1991-97.
تركت حياتها المهنية الدولية للعودة إلى الوطن للنشاط فيه. بعد أن أعلنت صومالي لاند التي أعيد تشكيلها حديثا استقلالها في عام 1991 – على الرغم من أنها لا تزال غير معترف بها من قبل القوى الأجنبية – عرضت عليها حكومتها قطعة أرض كانت تستخدم سابقا كمكب للقمامة. بحسب الوكالة.
باعت إدنا آدن إسماعيل أصولها لبناء المستشفى، وجمعت المزيد من الأموال في جميع أنحاء العالم بعد ظهور ملف تعريف لها في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. وافتتح مستشفى إدنا عدن للولادة في عام 2002.
وقد دربت أكثر من 4000 طالب ليصبحوا أطباء وممرضات وأنواع أخرى من المهنيين الصحيين. وقد تم ولادة أكثر من 30,000 طفل في المستشفى، حيث 80% من الموظفين و70% من الطلاب من النساء بحسب الوكالة.
كمديرة في وزارة الصحة الصومالية، بدأت إدنا آدن إسماعيل تتحدث عن الختان – في البداية صدمت جمهورها وأثارت التهديدات، ولكنها أيضا أثارت اهتماما واسع النطاق. وشجعت النساء على التقدم والرجال على الدفاع عنهن. بحسب الوكالة.
كما تعمل المبتعثة الصومالية بفضل التمويل الغربي والدعم المستمر لها على ترسيخ القيم الغربية في المجتمعات الصومالية، مستغلة انتشار الفقر والجهل بين النساء في المنطقة.
ومن بين الفائزين السابقين بجائزة تمبلتون الأم تيريزا من كولكاتا في عام 1973، ورئيس أساقفة جنوب إفريقيا ديزموند توتو في عام 2013، والمحافظة على البيئة جين جودال في عام 2021. وذهبت جائزة 2022 إلى الفيزيائي فرانك ويلتشيك.