“أتميس” تبدأ فعليا بسحب الدفعة الثانية من قواتها من الصومال وقوامها 3000 جندي
أعلنت بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال “أتميس” يوم الأحد، انطلاق المرحلة الثانية من سحب قواتها من البلاد، حيث يجري حاليا سحب 3000 جندي من مختلف القطاعات للدول المشاركة بقوات في أتميس.
وقالت البعثة في بيان: “بدأنا المرحلة الثانية من انسحاب قواتنا التي بدأت بتسليم قاعدة “بيو عدي” إلى القوات المسلحة الوطنية الصومالية”.
وتقع القاعدة التي تم تسليمها في ولاية شبيلي الوسطى جنوب الصومال، وكانت تحت يد القوات البوروندية التي تعمل تحت مظلة أتميس.
وتم تسليم القاعدة “ضمن مراسم رسمية، بحضور المقدم فيليب بوتوي، قائد بعثة أتميس، وممثل الجيش الصومالي الرائد محي الدين أحمد”، وفق البيان.
وفي 20 يونيو/حزيران 2023، غادرت الدفعة الأولى المكوّنة من 2000 جندي من قوات أتميس البلاد، في إطار الخطة الانتقالية التي وضعها الاتحاد الإفريقي لنقل المسؤوليات الأمنية إلى الحكومة الصومالية قبل مغادرة الصومال.
مخاوف من توسع تمرد حركة الشباب على النظام الدولي
وفي تعليقها على انسحاب القوات من الصومال، قالت صحيفة إيست أفريكان، إن استمرار سحب قوات أتميس من الصومال، يمكن أن يفتح الباب أمام تمرد حركة الشباب المجاهدين في كل شرق إفريقيا.
وبحسب الصحيفة تخرج القوات الـ3000 من قواعدها في العاصمة مقديشو والمدن الاستراتيجية الأخرى، وهي 9 قواعد عسكرية. 4 منها سيتم إغلاقها، بينما القواعد الخمس الأخرى بما فيها التي تعمل على تأمين وحماية المؤسسات الحكومية مثل البرلمان “فيلا صوماليا” (القصر الرئاسي) سيتم استلامها من قبل القوات الحكومية.
وبحسب الصحيفة فإن المرحلة الثانية من سحب قوات أتميس من المتوقع أن تشمل تسليم القواعد التي تحمي “فيلا صوماليا” (القصر الرئاسي) والبرلمان، وميناء كيسمايو القديم، ودوسمريب وبيوعدي.
وستغلق قوات أتميس قواعدها بشكل نهائي في ساليلي، بور حاشي، راجي عيلي وقريولو. حيث على القوات الحكومية أن تسد فراغها.
وقالت الصحيفة أن “فيلا صوماليا” (القصر الرئاسي) والبرلمان الفدرالي بما في ذلك نقاط أمنية رئيسية أخرى، ومكاتب دبلوماسية وسياسية في العاصمة مقديشو، يتم تأمينها حاليا من قبل القوات الأوغندية، تحت القطاع 1 من قوات أتميس، بينما تقع المدن الاستراتيجية مثل كيسمايو تحت يد القوات الكينية.
وهذا الأسبوع صرح القائد ميشال لانجلي، في حديثه العام عما يسمى الإرهاب في الصومال، وعن استجابة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود له، وقال في حديثه خلال مؤتمر صحفي في زامبيا يوم الثلاثاء، أنه حذر بشأن التفاؤل بإمكانية أن تستلم الحكومة الأمور بقوة. وأضاف:”ليست فقط العمليات ضد حركة الشباب، إنها قضية عمليات حكومة كاملة في تأسيس رؤيتها، وتحقيق أهدافها”.
وقال أنه حذر من التفاءل بشأن عمليات الحكومة الصومالية وكل الرؤية الحكومية بشكل”.
وبحسب الصحيفة هناك مخاوف من أن تستهدف حركة الشباب جميع من يتعاون مع الحكومة الصومالية بما في ذلك الدول المجاورة وشركاء التنمية.
والخبراء – بحسب الصحيفة- غير مقتنعين من أن الحكومة الصومالية يمكنها الاستمرار لوحدها، خاصة بالنظر إلى نتائج المعارك الأخيرة وتراجع القوات الصومالية، من ذلك خسارتها لقاعدة كانت تحت يد قوات أميصوم وتم تسليمها للقوات الحكومية، حيث سيطر عليها مقاتلو الحركة في شهر يوليو الماضي، مباشرة بعد تسليمها للقوات الحكومية في غريلي.
وهو ما يتفق مع تحذير الباحث بول ويليامس، أستاذ الشؤون الخارجية، في جامعة جورج واشنطن، حيث حذر من أن انسحاب قوات أتميس يعرض القواعد العسكرية التي تستلمها القوات الحكومية لأن تستولي عليها حركة الشباب بكل سهولة.
قوات أتميس
وبعد سحب 3000 من قوات أتميس، سيتبقى 14.626 جنديا معلنا عنه في الصومال. في الوقت الذي ينتظر من القوات الصومالية أن تزيد قواتها بـ 12.375 من الجنود.
و”أتميس”، المعروفة سابقاً باسم بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، هي مهمة متعددة الأبعاد مرخصة منذ عام 2007 من الاتحاد الإفريقي وبتفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للعمل في الدولة الواقعة في القرن الإفريقي.
وجاء نشر قوات أتميس بعد فشل القوات الإثيوبية بقيادة أمريكية في ضبط البلاد تحت حكومة صومالية يعترف بها الغرب، وذلك بعد إسقاطها اتحاد المحاكم الإسلامية، النظام الإسلامي الذي استقرت معه الصومال لنصف سنة بعد الحرب الأهلية التي أعقبت سقوط نظام سياد بري.
وتولت حركة الشباب المجاهدين، الجناح العسكري للمحاكم، إخراج القوات الإثيوبية في حرب شرسة، ثم ما لبثت أن رجعت إثيوبيا في تحالف دولي تحت مظلة الاتحاد الإفريقي، تحت اسم “أميصوم”، واليوم تخرج قوات أميصوم على مراحل حتى يكتمل خروجها في نهاية ديسمبر 2024 كما هو مقرر، بسبب نقص في التمويل وبعد 16 سنة فشلت خلالها في القضاء على حركة الشباب المجاهدين، أولى أولويات القوات في الصومال.
ولا يزال مقاتلو حركة الشباب المجاهدين يسددون ضربات قاصمة لقوات أميصوم، أحدثها، الكمين الآخير الذي نفذه مقاتلو الحركة على رتلين من القوات الإثيوبية تحت مظلة أتميس، في ولاية بكول جنوب غربي البلاد، وأدى إلى مقتل 249 من القوات الإثيوبية وتدمير الآليات العسكرية، واغتنام عدد كبير من الأسلحة والذخيرة.