أبرز التحديات التي تهدد مشروع “لابست” في كينيا
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
سلطت تحركات الرئيس الكيني أوهور كينياتا الأخيرة وإعلانه عن زيارة مقررة للصين بهدف ضمان قرض يسمح بتمويل المرحلة الجديدة من مشروع “لابست” سلطت الضوء على التحديات التي تواجه هذا المشروع الواعد في شرق إفريقيا.
ويهدف مشروع لابست لربط دول شرق إفريقيا كينيا وإثيوبيا وجنوب السودان. حيث سيتمكن 160 مليون شخص من سكان البلدان الثلاث من التنقل عبر خط المواصلات الجديد. بحسب رؤية 2030 المستقبلية.
ويُعد لابست جزء من مشروع أكبر يهدف لربط ميناء لامو في ساحل شرق إفريقيا بميناء دوالا في الكاميرون في الساحل الغربي للقارة الإفريقية.
وتبلغة تكلفة المشروع في كينيا لوحدها 24.5 بليون دولار، ما يعادل 2.4 تريليون شلن كيني وتسعى كينيا لتوفير التمويل اللازم للمشروع عن طريق القروض الصينية التي تكبّل اقتصاد البلاد.
ويتوقع أن يكلف ميناء لامو لوحده 3.1 بليون دولار وسكة الحديد 7.1 بليون دولار وخط أنابيب النفط الخام 3 بليون دولار وذلك من لامو إلى محطة لوكيشار فقط. وهي تكلفة بعض مراحل المشروع في الأراضي الكينية.
وتنتظر كينيا أن تستفيد من مشروع لابست بحقن اقتصادها بنسبة 2 إلى 3% في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وبنسبة 5 إلى 8% عن طريق الاستثمارات التي سيجذبها ويولدها هذا المشروع. حيث ينتظر أن يساند لابست النمو الاقتصادي الكيني للسنوات المقبلة وأن يوفر فرص عمل لآلاف الكينيين الباحثين عنها.
ولكن مع ما يعرضه المشروع من آفاق واعدة لكينيا، فإن نجاحه مرهون بتجاوز التحديات التي قد تقطع على الكينيين أحلامهم.
مدينة لامو أكبر تحدي
فجزء رئيس من المشروع يتم إنشاؤه في مدينة لامو الساحلية وتتميز لامو بموقع استراتيجي مهم لكينيا وللقارة الإفريقية، لكنها في نفس الوقت تعرف نشاطا قويا لحركة الشباب المجاهدين، وتعاطفًا شعبيًا مع دعوات الحركة الجهادية، كما يسمح لها موقعها الجغرافي والجزر التي تحتويها لاحتضان الجهاديين الذين يصعب رصدهم بين الناس وخاصة في منطقة غابة بوني الشاسعة حيث يتواجد فعليا مقاتلون من حركة الشباب المجاهدين.
كما تعرف المدينة الشهيرة انعدام الثقة بينها وبين الحكومة المركزية في نيروبي، والتي تتهمها بالظلم والتمييز العنصري وجرائم الاغتيالات خارج إطار القانون والإهمال والكيد للمجتمع في لامو، وقد تجلى هذا الأمر بمقاطعة السكان لخدمات الحكومة الرئيسية كالتعليم الرسمي.
تحديات أخرى في طريق المشروع
ويرى المراقبون تحديات أخرى في طريق المشروع في كينيا، أهمها ضعف الهياكل وافتقاد الكفاءة وسوء استخدام التمويل وضعف التنسيق والمشاكل في الميزانية والفساد المستشري في الحكومة فكلها عوامل تعيق تسليم المشروع في موعده المحدد وتجعل من الصعب الوفاء بالوعود المعلنة مع انطلاقة المشروع.
وفي الواقع يشكل سوء الأداء في التنسيق بين المؤسسات ومشروع لابست وأيضا انعدام الثقة في الإدارة تحديات مصيرية أخرى.
فالأداء يفقتد إلى الشفافية والثقة في حسن إدارة الميزانية، ما يهدد مصير أهم مشروع ينتظره الكينيون لتحسين اقتصاد بلادهم.
من جهة أخرى يعمل على المشروع مهندسون صينيون ويابانيون وكوريون والذين يستمرون في العمل مادام هناك ضخ للأموال ولكن من أبرز نقاط الضعف في المشروع عدم وجود مهندسين كينيين متخصصين بـ “ميكانيكا” الميناء حتى يتمكنوا من تشغيل الميناء عندما يغادر الأجانب.
الرئيس الكيني غاضب
وتتهم إدارة مشروع لابست في كينيا بأنها مفككة وتعاني ضعفًا وظيفيًا فضلا عن افتقارها للشفافية وضمان حسن توظيف الميزانية وهذا ما يفسر غضب الرئيس الكيني حين قام بزيارة بنفسه لحوالي 1.2 كم2 من الأراضي التي تم إنشاؤها في البحر والتي يقف عليها الميناء الجديد في لامو، حيث تفاجأ كينياتا بأن العمال في الموقع لم يستلموا رواتبهم بعد رغم أن إدارة المشروع سبق وأن حصلت عليها لتوزيعها على العمال، ما يعني أن طرفًا ثالثًا تدخل في آلية تسليم الرواتب. وهو شكل من أشكال الفساد المألوفة في كينيا.
تهديد الأمن
ويبقى تحدي آخر قد يجهض آمال الحكومة الكينية في تحقيق حلم مشروع لابست، وهو استمرار حركة الشباب المجاهدين في استهداف المراكز والمشاريع الحيوية في البلاد للضغط على حكومة كينياتا كي تسحب قواتها من الصومال.
ويرى المراقبون أن نجاح المشروع لا يتوقف فقط على إتمام تشييده وافتتاحه بل يتعلق أيضا بالقدرة على حفظ هذا المشروع من ضربات محتملة قد تكبّد الحكومة الكينية خسائر هائلة ما يستوجب من الحكومة معالجة قضايا الأمن والاستقرار ومراجعة تدخلها الاستفزازي في الصومال المجاور، قبل الشروع في صفقات قد تتحول إلى كوابيس.