القواعد العسكرية الأمريكية في قارة إفريقيا.. المعلنة والسرية:

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

(شهادة) – تقسم واشنطن قوتها في العالم بشكل خمس قطاعات عسكرية رئيسية تتوزع كالتالي: القيادة العسكرية الشمالية وتغطي أمريكا وكندا والمكسيك وكوبا، والقيادة الجنوبية تغطي أمريكا الوسطى والجنوبية، وقيادة المحيط الهادئ تغطي الصين والهند وأستراليا ودول جنوب شرق آسيا، ثم القيادة الأوروبية وهي الأكبر، تغطي روسيا من أقصى شرقها وأوروبا إلى أقصى غربها نزولاً إلى المغرب العربي ثم جنوب أفريقيا  فالمحيط المتجمد الجنوبي وأنتارتيكا ويدخل في جناحها الكيان الصهيوني وتركيا ، ثم القيادة الوسطى وتمتد من القرن الأفريقي ووادي النيل حتى كازاكستان في آسيا الوسطى، وهذا القطاع هو الأصغر حجماً ولكنه الأكثر احتقانا، ففيه آسيا الوسطى وباكستان وأفغانستان وإيران  والعراق والأردن والجزيرة العربية والصومال وأثيوبيا وكينيا والسودان ومصر وسوريا ولبنان وتمثل جميعها بؤرا ساخنة للصراع.

تنتشر القواعد العسكرية الأميركية في 130 بلدا حول العالم تقريبا، ويزيد عددها عن الألف وفق بعض المصادر العسكرية. ويصل عمر بعضها إلى حوالي 50 عاما، وكثير من القواعد الأمريكية تدار في طي الكتمان ولا يعلن عنها رسميا كما يحصل في إفريقيا، أين تجتاح القواعد العسكرية السرية القارة السمراء بشكل متزايد في الآونة الأخيرة.

وقد كشفت مجلة “زون ميليتير” الفرنسية المتخصّصة في القضايا العسكرية والاستراتيجية عن إنشاء واشنطن ما لا يقل عن  12 قاعدة “سرية” في دول إفريقية عديدة تتكتم عن حقيقة وجودها.

في حين لا تعترف الولايات المتحدة الأميركية رسميا إلا بقاعدة عسكرية واحدة لها في إفريقيا وهي قاعدة جيبوتي، والتي تعتبر محور الأنشطة العسكرية الأميركية في منطقة القرن الإفريقي وبشكل أدقّ، فإن هذه القاعدة تشكّل نقطة انطلاق لعمليات الطائرات من دون طيار التي تستهدف  تنظيم “القاعدة في شبه الجزيرة العربية” باليمن وحركة “الشباب المجاهدين” في الصومال.

في حين تواترت التقارير المتخصصة التي تؤكد أن الوجود العسكري الأميركي يشمل أوغندا ونيجيريا والصومال والنيجر وجنوب السودان فضلا عن نشرها جنودا في الكاميرون. وتعتبر أبرز القواعد الأميركية في إفريقيا القاعدة في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، والتي تستخدم كنقطة انطلاق للتحليق في سماء شمالي مالي أين تتمركز جماعة نصرة الاسلام و المسلمين التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، دون أن ننسى القواعد العسكرية الأمريكية في كل من أثيوبيا وكينيا وجزر سيشل، حيث تمت تهيئة مواقع للطائرات من دون طيار لاستهداف المجاهدين في الصومال واليمن.

وتعرف مصر منذ عهد أنور السادات تواجدا عسكريا أمريكيا يحظى بكافة التسهيلات داخل الأراضي المصرية، يتجلى في قاعدة قنا الجوية وهي القاعدة التي مكنت القوات الأمريكية من مراقبة الخليج العربي والشرق الأوسط بطائراتها والعودة لقواعدها دون الحاجة للتزود بالوقود، وتنضم لقاعدة قنا الجوية في خدمة الأمريكيين، قاعدة رأس بناس الحربية التي استعملتها القوات الأمريكية بشكل بارز في حرب الخليج، ويظهر كذلك التواجد العسكري الأمريكي في قاعدة بني سويف ومركز نمرو الطبي في العباسية التابع للبحرية الأمريكية وقوات ما يسمى حفظ السلام في سيناء فضلا عن قاعدة جوية غرب القاهرة ترصدها التقارير.

وعلى صعيد موازي، توجد “القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا”، أو ما يعرف اختصارا بـ”أفريكوم” والتي تعمل حاليا وبشكل مؤقت من مدينة شتوتغارت” الألمانية ، وهي وحدة أنشئت في 2007 وتتكون من قوات مقاتلة موحّدة تحت إدارة وزارة الدفاع الأميركية.

وتتفق التقارير حول حقيقة التكتّم الكبير الذي تحيط به الولايات المتحدة الأميركية حضورها العسكري في إفريقيا، والذي لاشك أن للصومال نصيب كبير منه إلا أنه انكشف مؤخرا وأصبح الحديث عن قواعد عسكرية أمريكية في الصومال أمرا مألوفا، ولا تستطيع أي سلطات حكومية أو أمنية أو مدنية الاقتراب من القواعد الأمريكية العسكرية ولا مراقبة الطائرات التي تنتقل بينهما وبين البوارج الأمريكية في المحيط الهندي ما يجعل منها مستعمرات أمريكية على أرض الصومال لا تخضع لأي قانون أو رقابة أو محاسبة لا دولية ولا محلية، ويأتي هذا مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين من الشعب الصومالي بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، بما فيهم الأطفال والنساء نتيجة الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات الأمريكية دون أن تحاسب واشنطن على انتهاكها حقوق الأبرياء تحت صمت متعمد من المجتمع الدولي والأمم المتحدة المتآمرة.