أوغندا تقوم بإلغاء عقد مع الصين بقيمة 2.2 مليار دولار وتستبدله بعقد مع تركيا

بعد مرور 8 سنوات بدون تنفيذ، قامت الحكومة الأوغندية بإلغاء عقد أبرمته مع شركة هندسية صينية، لبناء المرحلة الأولى من مشروع سكة الحديد، لخط نقل طوله 273 كم يمتد من مالابا إلى العاصمة كمبالا. بحسب صحيفة إيست أفريكان.

وكان من المتوقع أن يكلف خط سكة الحديد الذي يوصل مالابا الحدودية بين أوغندا وكينيا، ما يصل إلى 2.2 مليار دولار، لكن المستثمرين الصينيين لم يمولوا المشروع، بعد الشكوك التي حامت حول خط سكة الحديد الكينية، من أنه لن يتمكن من الوصول إلى الحدود للالتقاء بأوغندا، ليصبح المشروع حيويا ذو فعالية. بحسب الصحيفة.

وقال منسق مشروع سكة الحديد، المهندس بيريز وامبورو، أن كمبالا قد وقعت مؤخرا عقدا مع شركة تركية “يابي مركزي”. وينتظر من هذه الشركة أن تستجيب لمطالب الحكومة في مشروع البناء خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وبحسب كمبالا فإن تفاصيل تمويل المشروع ستتغير أيضا مع شركة “يابي مركزي” التي قامت أيضا ببناء سكة حديد تنزانيا.

وبحسب إيست أفريكان التي اطلعت على اقتراح بين المسؤولين الأوغنديين والممولين الرئيسيين، أبدى بعضهم اهتمامه بمشروع سكة الحديد في حدود 1.5 مليار يورو أو 1.72 مليار دولار.

وكان الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني قد وجّه مسؤوليه منذ سنة – بعد إحباطه من تقدم مشروع السكة مع بنك الصين “إكسيم”، إلى فتح خطوط التمويل لسكة الحديد مع الممولين الدوليين بحسب مصادر مقربة من المشروع.

وقال وامبورو: “لقد قرأنا بين السطور أن سفير الصين في أوغندا قال أن الصين بعد تفشي جائحة كورونا أصبحت أكثر حذرا بشأن تمويل مشاريع البنية التحتية الكبرى في إفريقيا، نعلم جميع أن اقتصادات العالم بعد الجائحة لم تعد كما كانت”. وأضاف: “منذ إقرار التمويل لأول مرة في شهر فبراير 2021، لم يحدث إلا الصمت، انتظرنا عدة أشهر واستمر الصمت، وإلى الآن لا يزال بنك إكسيم صامتا”.

وهكذا بعدما فشل بنك الصين في الوفاء بوعوده، جعل من السهل إلغاء العقد بين الطرفين. بحسب الصحيفة.

ومع ذلك تبقى الرواية الأوغندية غامضة بالنظر للتقارب الأوغندي الأمريكي مؤخرا بعد القمة الأمريكية بشأن إفريقيا التي جاءت خصيصا لمقاومة التمدد الصيني في إفريقيا في إطار الاستراتيجية الأمريكية التي تعطي أولوية لإضعاف الصين، حيث تبقى الاحتمالات واردة بشأن استجابة أوغندا للعروض الأمريكية بوضع حد للتمدد الصيني في البلاد ولعل بوادرها إلغاء العقد مع الصين في مشروع سكة الحديد.

وسيتضح أكثر حجم هذه الاستجابة في قابل الأيام خاصة مع وجود تأثير كبير للصين في اقتصادات الدول الإفريقية.