بيان المؤتمر الاستشاري لزعماء ونقباء القبائل الصومالية في الولايات الإسلامية لعام 1444هـ (صور)

عقد زعماء ونقباء القبائل الصومالية في الولايات الإسلامية جنوب ووسط الصومال، مؤتمرا استشاريا بتاريخ 18 ربيع الثاني 1444 هـ (12 نوفمبر 2022 م).
وجاء في البيان الذي ترجمته وكالة شهادة من اللغة الصومالية إلى العربية:”بعد ما فشل الصليبيون وأعوانهم من المرتدين في الغزو المباشر وغير المباشر للصومال، وبعد فشلهم رغم جميع الاستراتيجيات الحربية التي وظفوها في البلاد، التي كانت تهدف لإطفاء نور الله، لجأ هؤلاء الصليبيون وأعوانهم من المرتدين اليوم إلى حشد الميليشيات واللصوص وقطاع الطرق المجرمين الذين أبيدوا سابقا على أيدي المجاهدين، ظنا منهم أن قطاع الطرق هؤلاء سينجحون فيما فشلت فيه القوات الإفريقية خلال 15 سنة كاملة”.
وأضاف البيان:”وهذه الخطوة دليل على هزيمة الصليبيين الغزاة وأعوانهم المرتدين في صراعهم مع الحق، ونرجو من الله أن يحكم بيننا وبين والعدو في أقرب وقت، وستكون هذه المحاولة الجديدة آخر محاولة لهم والتي ستؤدي إلى انهيار الإدارات التي أنشأها العدو بإذن الله”. “وبناء على الوضع الراهن في البلد، والحملة العسكرية ضد الشريعة الإسلامية والتي أعلنت عنها العصابة الجديدة التي عينها العدو، عقد مجلس نقباء الولايات الإسلامية مؤتمرا لمناقشة الوضع الجديد وموقفهم تجاه هذه الحملة التي شنت على الشريعة والتي يستظل تحتها ملايين المسلمين الذين يعيشون في جنوب ووسط الصومال”.
وواصل البيان:”وهذا المؤتمر تبع للمؤتمر الذي عقده علماء الولايات الإسلامية في 28 ربيع الأول 1444هـ، وشارك فيه 60 عضوا من مجلس نقباء الولايات الإسلامية، ليؤيدوا فتوى العلماء، وليبينوا موقفهم تجاه الحرب التي أعلنت عنها عصابة الردة والتي تهدف إلى إنهاء تطبيق شرع الله”.

 

خلاصة المؤتمر

 

وبحسب البيان بعد نقاش طويل وطرح للأفكار لعدة أيام حول الأوضاع الجديدة في البلد اتفق مجلس نقباء الولايات على البنود التالية:
  • يبارك المجلس مؤتمر علماء الولايات الإسلامية الخامس الذي انتهى بتاريخ 28 ربيع الأول 1444هـ، ويؤيده بثقة تامة ويقبل الفتوى الشرعية التي أصدرها العلماء في هذا المؤتمر المبارك، ونوضح لعلمائنا بأننا سنكون أول من يقوم بتطبيق الأحكام والقرارات المذكورة في الفتوى، وأننا بإذن الله سنوصلها إلى الأمة التي نحمل مسؤوليتها ونمثلها.
  • اتفق المجلس على اتخاذ موقف واحد تجاه الحرب التي أعلن عنها رئيس عصابة الردة، ويعتقد المجلس أن هذه الحرب هي عدوان صارخ على المناطق التي تحكم بشرع الله، ونؤكد لكل المتحمسين لهذا الحرب بأننا نفدي بدمائنا المناطق التي تحكم بشرع الله وسنقدم أرواحنا فداء لله، دفاعا عنها.
  • يوضح أعضاء مجلس نقباء الولايات الإسلامية نيابة عن القبائل التي يمثلونها أنهم بريئون من حكومة الردة والميليشيات التي تنتسب إلى القبائل ووقفت في صف الصليبيين والمرتدين، وتعهد بأن القبائل الصومالية الأبية ستكون أول من سيطلق عليهم النار إن هاجموا المناطق التي تحكم بشرع الله.
  • يطلب مجلس النقباء من القبائل الصومالية بأن يبذلوا أنفسهم وأموالهم ليدافعوا عن كتاب الله الذي بفضله عصمت دماؤهم ونالوا العزة والسلامة والأمان، ونوصيهم بأن لا يترددوا في ضم أولادهم إلى صفوف المجاهدين لندافع معا كالبنيان المرصوص عن شريعة الله ونحرر أرضنا من الكفار.
  • يثمن المجلس الموقف الذي وقفته القبائل الصومالية ضد الحرب التي أعلن عنها رئيس عصابة الردة، ونشكر كل قبيلة رفضت طلبات حسن شيخ، والتي أيدت المجاهدين ووقفت معهم، ونخص بالذكر القبائل التي انضمت إلى القتال ووقفت في وجه الحملات التي شنها العدو على مناطقهم.
  • يوجه المجلس رسالة إلى الأعيان والوجهاء الصوماليين المتواجدين في مناطق سيطرة العدو، ونقول الله اتقوا الله وقودوا قبائلكم بشرع الله، وتبرأوا من المرتدين والصليبيين الغزاة.
  • نوجه رسالة إلى القبائل التي اغترت بالعهود الكاذبة الذي وعدهم بها “حسن شيخ محمود” والذي انضموا للحرب ضد شرع الله، ونقول لهم ما زالت لديكم فرصة ثمينة، فتوبوا إلى الله وتوقفوا عن محاربة دين الله، فالعدو يستخدمكم اليوم في حرب قد يئس منها الغزاة الصليبيون وأعوانهم المرتدين، والذين هم على وشك أن يعلنوا هزيمتهم بعد حرب استمرت لـ 15 سنة وأن يخرجوا من البلد.
  • يعلن المجلس وبوضوح أنه بريء من الاقتتال الداخلي والذي يشعله الصليبيون والمرتدون في الصومال، ويطلب من القبائل بأن يحذروا من العودة إلى الاقتتال الداخلي والذي أنهك البلاد طوال 30 سنة، ومن العار أن يشغلكم العدو بالاقتتال الداخلي في الوقت الذي يسيطر على مناطقكم الصليبيون الذين جاءوا من مئات الكيلومترات.
  • ويوضح المجلس مرة أخرى بأنه ضد التدخلات الأجنبية والخطط الماكرة التي يحيكها العدو ضد ديننا وأرضنا وأهلنا، وأول هذه المكائد تدمير الولايات الإسلامية، وإنشاء إدارات تتبع للصليبيين وتحكم الناس بالديمقراطية والعلمانية.
  • يحذر المجلس من خطر المخدرات والتي يتم استيرادها بشكل غير ممنهج من الخارج، ومنها الخمر والتبغ والحشيش والقات وغيرها، والتي تستوردها دول وشركات عقدت اتفاقات مع رؤساء المرتدين، ليقتاتوا على تخدير شبابنا.
  • يحذر المجلس أيضا من الفسق والفساد الذي ينتشر بشكل كبير والذي نتج عن المخدرات التي يتم استيرادها، وندعو بقوة إلى قطع يد من يروجون لنشر الفساد بين أبناء المجتمع مثل ترويج الزنا والانحلال والخلق السيء وغيرها، ونحرض العلماء والمجاهدين على أن يتعاونوا على إزالة المنكر المنتشر في البلاد، باستخدام كل الوسائل الشرعية.
  • يدعو المجلس عساكر عصابة الردة بأن يتوبوا إلى الله، وأن يخرجوا من صفوف المرتدين الذين يخدمون الصليبيين الغزاة، والذين وضح العلماء حكمهم في الفتوى التي أصدروها مؤخرا وفي مؤتمراتهم السابقة، فإن لم تنضموا إلى صفوف المجاهدين فلا تكونوا حطبا للكفار المحاربين للدين والأرض والأهل.
  • يطلب المجلس من علماء السوء بأن يتوبوا إلى الله، وأن يتذكروا وقوفهم أمامه سبحانه، وأن لا يسلموا الأمة إلى العدو الغازي المحارب للدين والمحتل للأرض.
  • يدعو المجلس إلى التصدي للحرب الشرسة ضد اقتصاد الأمة الصومالية، والتي من خلالها يتم نهب أموال المسلمين في الصومال وتدمير خيراتهم وإنتاجهم، والتهديد والوعيد الذي أصدرته حكومة الردة ووجهته للتجار الصوماليين خير شاهد على النهب الذي يستهدف الأمة الصومالية.
  • يدعو المجلس التجار الصوماليين إلى الدفاع عن أموالهم مما يسمى “بالدولة” والتي لا تبقي للأمة دينا ولا مالا ولا ثروة ولا سيادة، واعلموا أنه من قتل وهو يدافع عن نفسه وماله فهو شهيد يقتل في سبيل الحق.
  • ويدعو المجلس التجار وجميع شرائح المجتمع وحركة الشباب المجاهدين إلى التعاون في سبل الوقاية من التهديدات التي تتعرض لها الأسواق الحرة في البلاد، وأن يتخذوا موقفا من الهيئات والشركات الأجنبية التي تتطلع إلى السيطرة على اقتصاد البلد ونهب الخيرات.

العدو العلماني الجشع

 

وأضاف البيان:”العدو الأخطر الذي يشن الحرب على الأمة الصومالية هم العصابة العلمانية التركية التي غزت أرضنا عسكريا واقتصاديا، وهي دولة تكن العداوة للإسلام والمسلمين، وكلما رأت المسلمين يحققون تقدما ملموسا، تحاول بمكر اقصاءهم وإعادتهم إلى الهيمنة الصليبية. وهي دولة تستخدم اسم الإسلام وهي وكيلة للناتو والدول الغربية، حيث أوكلوا لها مهمة إدامة الاحتلال في بلاد المسلمين، وأقرب شاهد على ذلك هو ما فعلته في ليبيا وسوريا وأفغانستان، وما تفعله الآن في الصومال”.
وأضاف البيان:”خلال السنوات العشر الأخيرة كانت تحيك مكائد ماكرة ضد الولايات الإسلامية التي تحكم بشرع الله، وكانت تدفع أموالا طائلة في تدريب وتسليح ودعم ميليشيات الردة الذي تستعملهم في نهب أموال المسلمين في الصومال، وبعد أن أخفقت في تحقيق أهدافها انضمت بشكل مباشر إلى الحرب”.
وواصل البيان:”ندعو الأمة الصومالية عامة وخاصة القبائل التي نمثلها ونأمرها بالاستعداد للدفاع عن أنفسنا وأموالنا من المرتدين اللصوص الفاسدين، وسننتصر عليهم بإذن الله كما هزمنا المحتلين من قبلهم”.

 

دعم كامل للمجاهدين

 

وأضاف البيان:”يحرض مجلس نقباء الولايات الإسلامية ويبارك ويدعم ويساند بشكل كامل المجاهدين في الثغور، والذين يريقون دمائهم لإعلاء كلمة الله والدفاع عن دار الإسلام. فيا أبطالنا اصبروا وصابروا واثبتوا، ولا تتأخروا في صد مكائد العدو والبحث عنهم، واعلموا أن الله سينصر عباده المؤمنين الذين ينصرون دينه. قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)”.

 

خاتمة البيان

 

وفي الختام جاء في البيان:”يرحب مجلس نقباء الولايات الإسلامية بالجهود التي بذلتها لجنة إغاثة المتضررين من الجفاف لحركة الشباب المجاهدين في مساعدة الناس الذين تضرروا من الجفاف في الولايات الإسلامية، ونقول لهم جزاكم الله خيرا على ما قدمتم لإنقاذ الأمة. كما يرحب المجلس ويدعو إلى نشر المشاربع التي تم تنفيذها في المناطق المعرضة للخطر والتي تضررت من الجفاف في هذه السنة، مثل مشروع سد مدينة بولوفلاي، وتوسيع نهر شبيلي والتي امتدت من مدينة كرتنواري إلى بلدة سبلالي، ومشروع توفير المياه في بلدة أربو والذي انتفعت به الأمة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم)”.
وأضاف البيان:”ونقول لأهلنا في الصومال والذين تضرروا من الجفاف: هذه مصيبة كسبناها بما قدمت أيدينا، لذلك علينا أن نتوب إلى الله، وأن لا تُذلّنا المصاعب والظروف القاسية إلى مخيمات اللجوء التي أنشأها الصليبيون، علينا أن نفر إلى الله وأن نتوكل عليه، ولو كان العدو وهيئاته الإغاثية يدعمون أحدا لقدموا الدعم والمساعدة إلى الضعفاء والمساكين القابعين في المخيمات المحيطة بالقصر الرئاسي في العاصمة مقديشو، والذين يموتون فيها بسبب الجوع، من الناس الذين نزحوا من مناطقهم المحيطة بالعاصمة. قال سبحانه: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوَكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا). ونحمد الله تعالى على ما من به علينا من بدء موسم الأمطار في بعض الولايات، ونسأله سبحانه وتعالى أن يديمه علينا وأن يجعله نافعا غير ضار”.
ووجه المؤتمر كلمة للصوماليين فقال:”ونقول للصوماليين في كل مكان سواء أكانوا في الداخل أو الخارج: الولايات الإسلامية يأتي إليها من الداخل والخارج ملايين الناس ينشدون العدل، وتطبيق شرع الله في البلاد الذي أدى إلى حسن التعايش بين الناس بأمن وأمان، فإن كنتم تريدون دولة تحفظ لكم دينكم وأرضكم وتحفظكم أنتم وأبناءكم وأموالكم ومستقبلكم، فكونوا عونا وسندا للولايات الإسلامية القائمة لتطبيق الشريعة الإسلامية. ونحن كمجلس نقباء الولايات الإسلامية ندعو أهلنا والقبائل التي نحمل مسؤوليتها بأن يقفوا مع المجاهدين الذين يجاهدون لإقامة الشريعة الإسلامية وهدم الأنظمة الطاغوتية في هذه البلاد، ونتعهد بأن نقف في وجه كل قوة تحاول عرقلة الأمن والاستقرار الذي نعيشه تحت ظل الشريعة الإسلامية”.
يذكر أن قناة الكتائب الإخبارية، إحدى الأجنحة الإعلامية لحركة الشباب المجاهدين نشرت الليلة إصدارا حول مؤتمر نقباء الولايات الإسلامية، عرض فيه البيان الختامي للمؤتمر، وقد توجه نقباء القبائل من خلال الإصدار بتقديم العزاء للأمة الإسلامية في وفاة شيخ قبيلة أبجال “الإمام محمود حاجي حامد”، الذي كان ضمن المشاركين في هذا المؤتمر، وكان من بين المعزين الشيخ حسن أفجوي أحد قيادات حركة الشباب المجاهدين.
ويؤكد هذا المؤتمر على أن القبائل الصومالية تساند حركة الشباب المجاهدين في التصدي لمحاولات الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب إثارة الاقتتال الداخلي بين الصوماليين، ويؤكد على أن المرحلة التي حكمت فيها حركة الشباب تمكنت خلالها من بناء ذهنية بين أبناء القبائل، ملتزمة بالكتاب والسنة كانت بمثابة حصانة ضد الاقتتال القبلي.

 

الصور