إصدار جديد لمؤسسة الكتائب عن أهمية التعليم ودوره في نهوض الأمة المسلمة
نشرت مؤسسة الكتائب، الجناح الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين، إصدارا مرئيا مدته ساعة واحدة، باللغة الصومالية، يناقش أهمية التعليم ودوره في النهوض بالأمة بعنوان: قطوف الشريعة – حفلة عرض المقرر الدراسي للمرحلة المتوسطة.
تناول الإصدار فقد الأمة المسلمة في الصومال للتعليم العالي لمدة 30 سنة مضت، ليختم الإصدار عرضه بتوثيق جهود حركة الشباب وإنجازاتها في ميدان التعليم وحرصها على حفظ الأمة من كيد التعليم الغربي الذي لا يقوم إلا على إفساد دين المسلمين.
بداية العرض
استهل الإصدار لقطاته بعرض عينات عن المناهج التعليمية المتوفرة في الصومال والتي كان لها الدور الكبير في تربية الجيل الصومالي خلال نصف القرن الأخير، حيث تربى جيل كامل يحمل ألقاب العلم ولكنه بلا جوهر، ففيهم الأراذل وسيئوا الأخلاق ومنهم المحاربون لشريعة الله. وهذا كان نتيجة طبيعية لمناهج التعليم التي تلقوها والتي استنسخت من الهيئات الغربية مثل اليونسكو والمناهج التعليمية لبعض الدول مثل كينيا وأوغندا وإثيوبيا.
ونقل الإصدار آراء خبراء في مجال التعليم في الصومال، أكدوا على أن الصومال لم تحصل قط على منهج مخصص لها، وأن الأجيال تربت على تعليم يخالف الشريعة الإسلامية تم استيرادها من مقررات أعداتها الدول الصليبية ولا علاقة لها بالإسلام وبعضها يناقض الإسلام.
وقال “عبد القادر محمد حسن” رئيس تجمع مدارس إقليم بنادر: “مثلا حكومة العسكر أعدت منهجا وكان من بين مواده التعليمية، مادة عن الثورة وأيديولجيتها، وكانوا يعلمون الناس عن النظام وسياساته في ذلك الوقت”.
وقال د. “علي شيخ أحمد” الرئيس السابق لجامعة مقديشو: “الأساس هو على ماذا يبنى المنهج، يجب أن يبنى على ما يعتقده الناس، مثلا نحن هنا في الصومال يجب أن يبنى على الإسلام، ومن العوامل التي تؤدي إلى خراب البلاد أولا أننا لم نبن أصلا استراتيجية عامة، ولم يكن لدينا منهج بنيناه على الإسلام”.
وقال وزير التعليم السابق للحكومة الصومالية “عبد الله جودح بري”: “الصومال ويونسكو لهما تاريخ طويل منذ الاستقلال وعملنا معا في أمور كثيرة، واليوم تمكنا أن نحيي من جديد علاقاتنا مع اليونسكو، وهذه العلاقات ستؤثر على التعليم الابتدائي والثانوي والثقافي والعلوم والتكنولجي”.
وأوضح الإصدار كيف أن مثل هذه المناهج التي تعدها وتروج لها اليونسكو مخصصة لإخراج جيل لا يقبل القرآن ويحارب السنة، فضلا عن جيل لا يقبل بتحكيم الشريعة ولا إدارتها لشؤون البلاد، ويظهر الإصدار بعض المسؤولين من الحكومة الصومالية وهم ينكرون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم “عبد الله جودح بري” وزير التعليم السابق لحكومة المدعومة من الغرب.
واستشهد الإصدار بقول “عبد الله جودح”: “من قبل قام أحد المتخرجين من الجامعات بجمع الأحاديث النبوية وعدها، واستنتج أنه إن كان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم منذ ولادته وإلى حين وفاته ولم يتوقف لحظة عن الكلام لا يمكن أن يقول كل هذا”!.
وقال الشيخ “حسن يعقوب علي”: “من الثمار المرة وسوء منقلب المستقبل الذي وُرث من مناهج اليونسكو أنه أخرج جيلا يحارب القرآن والسنة، ولا يمكن أن يقبل أبدا الشريعة الإسلامية والدين، ومهم من يوصفون اليوم بأنهم مثقفون، وتجرأوا على قول هذا الكلام الكفري والاستهزاء بالله ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم”.
وظهر في الإصدار كل من “عبد النور شيخ محمد” وزير التعليم السابق، و”حسن محمد علي” مدير وزارة التعليم السابق، و”علي شيخ أحمد أبو بكر” الرئيس السابق لجماعة مقديشو حيث أقروا بأن الجيل الصومالي قد تربى منذ مدة طويلة وإلى الآن على مناهج تعليمية مستوردة من دول الجيران، وبهذه المناهج أفسد دينه ودنياه.
وقال “عبد النور شيخ محمد” وزير التعليم الصومالي السابق: “يتعلم الطلاب الصوماليون اليوم في المدارس والجامعات مناهج متنوعة مستوردة من دول الجوار أو تم إعدادها من قبل الهيئات ومن بينها المنهج الدراسي للنظام الدكتاتوري”.
وقال “حسن محمد علي” المدير السابق لوزارة التعليم الصومالية: “تجد في الصومال مناهج كثيرة ومتنوعة بعضها مستوردة من كينيا أو الإمارات ومن أي مكان آخر، وتجد في مادة الجغرافيا التي تدرس في الثانوية والمستوردة من كينيا أن مدينة كيسمايو من أرض كينيا، فيتعلم الطالب أن مدينة كيسمايو هي مدينة كينية”.
وقال “عبد الحكيم علي عسر” المدير السابق للتعليم في إقليم بنادر: “علينا أن نعلم ما يتعلمه أطفالنا، وقبل أيام حينما بدأ النقاش رأينا أناس في وسائل التواصل الاجتماعي وهم يقولون المناهج التي يدرسونها في بونتلاند مناهج متعددة ومتنوعة لا يدرون من أي أصلها”.
وقال د. علي شيخ أحمد أبو بكر رئيس جامعة مقديشو السابق: الصومال لم تقم بإعداد منهج خاص لها، فكانت الكتب تترجم، ولهذا تجد في الصومال مناهج اليمن والسعودية ومصر وبريطانيا وكينيا كل مناهج العالم تجدها في الصومال”.
التنصير
وبعيدا عن الفسائد الأخلاقي والغزو الفكري الذي ورثته الأمة من هذه المناهج، فهناك جهود أخرى لتنصير الأمة الصومالية ويتم من خلالها الترويج للكفر وفلسفاته، ورجع الإصدار إلى عام 1436هـ، حين أرسلت حركة الشباب المجاهدين وفدا يقوده الشيخ محمد ذو اليدين ليتقدوا المدارس التعليمية في البلاد، وليقوموا بتقييم المناهج التعليمية والمقررات، فكشفوا ما يفجع القلوب وهو الكفر والفساد الذي يتعلمه ويتربى عليه الأطفال.
ونقل الإصدار قول الشيخ محمد ذو اليدين: “الموضوع يخص المنهج الذي أعدته حكومة الردة لتربية الأطفال، وقام مكتب التربية التعليم لحركة الشباب المجاهدين بمراجعة هذا المنهج، وبعد بحث طويل استخرجوا منه ما هو مكتوب على هذه الأوراق التي في يدي وهي مكونة من 30 صفحة، والمسلم الذي يقرأ ما هو مكتوب على هذا المنهج سيرى العجب!، نجد المدح لأشخاص من المرتدين والصليبيين، كما والتمجيد لدول من الدول الصليبية، وكذلك التعظيم لبعض الهيئات والمنظمات الصليبية والمبادئ الكفرية، وكل واحدة مما ذكرنا يؤدي إلى الكفر”.
وقال الشيخ علي محمد راجي: “ومن الأشياء العجيبة التي رآها الإخوة في دراستهم، تربية الاطفال المسلمين بمناهج منحرفة متعددة من كل الأصناف، مثل الهندوس والتشيع والتنصير، وكل أصحاب هذه المناهج كانت لهم مدارس يديرونها وهم يستترون خلف الهيئات، ومما رآه الإخوة في بعض المدارس في الولايات الإسلامية تلك الأسئلة التي طرحت على الطلاب في الامتحانات “عيسى يوصلنا إلى الله: صح أم خطأ؟” والطفل مجبر على أن يجيب بنعم لأن المعلم علمه هذا!!”.
التعليم في شمال الصومال
وتطرق الإصدار للتعليم في أقاليم الشمال، ويشير إلى أن التعليم فيها في وضع مختلف عن التعليم في جنوب ووسط الصومال، فالهيئات الصليبية تجاهر بالكفر وتنشره علانية دون الخوف من أحد، ويقدم مثالا على ذلك الجامعات والمدارس التي ينشر فيها التنصير في شمال الصومال ويفتخر بها رؤساء إقليم صومالي لاند ويحمونها”.
ونقل الإصدار قول موسى بيحي رئيس إقليم صومالي لاند: “جنثون ومن دعمه في هذه المدرسة لهم دين في أعناقنا ونشكرهم، فقد أعطو منحا دراسية جامعية لأكثر من 280 طالبا صوماليا في العالم، وكلفت هذه المنح أكثر من 30 مليون دولار والتي لم نكن نحن كدولة نستطيع دفعها، أشكره وتشكره الجمهورية”.
وقول عبد المالك علدون الصحفي المسجون في صومالي لاند: “الموضوع الثاني الذي تحدث عنه الرئيس هو أنه كان مفتخرا بالأموال التي دفعها ذلك المركز، وذكر أنه تم توفير منح دراسية عالمية لقرابة 300 طالب تخرجوا من معهد “أبارسو” وتم الإنفاق عليهم بأكثر من 30 مليون دولارا، لنقل تم دعمهم فهل أولئك الذين دفعوا هذه المبالغ دفعوها بلا مقابل؟ وما هدفهم؟، وهل دفعوا هذه المبالغ وأنشأؤوا المدارس هنا وأعطوا المنح الدراسية لطلابنا لأنهم يحبوننا ويرحموننا؟، نحن وهؤلاء لا يوجد قاسم مشترك بيننا، والحقيقة أن لهم أهدافا وهي أن يخرجوا جيلا مثلهم يحملون أفكارهم لينفذوا لهم مشاريعهم”.
جهود المجاهدين في التعليم
وبناء على الظروف القاسية التي تحدث عنها الإصدار وتجنبا للأخطار الدنيوية والأخروية التي يتعرض لها أطفال الصومال، يخبرنا هذا الإصدار أن حركة الشباب المجاهدين بذلت جهودا كبيرة لمكافحة هذه الهيئات التي كانت تعمل لنشر المناهج الغربية، وإيجاد منهج بديل للأمة في التعليم العالي يكون مبنيا على التوحيد والعقيدة الإسلامية الصحيحة”.
وسعى مكتب التربية التعليم لحركة الشباب المجاهدين لإخراج الأمة من مستنقعات الجهل والكفر، وبعد جهود حثيثة وفقه الله لإعداد المقررات الدراسية في المستويات الابتدائية والمتوسطة، وسيصدر قريبا مقرر المستوى الثانوي.
بحسب ما عرض الإصدار.
ويوثق الإصدار حفلة عرض المقرر الدراسي للمرحلة المتوسطة والذي أعده مكتب التربية والتعليم، وهو مقرر بني على الكتاب والسنة، بعيدا عن هيمنة اليونسكو والفساد الغربي الذي يستهدف أطفال الصومال.
كما نقل الإصدار تصريح الشيخ عبد الرحيم مودي أحد مسؤولي مكتب التربية والتعليم لحركة الشباب المجاهدين وهو يشرح المقرر الذي تم إعداده، وقال الشيخ: “هذا المقرر أعددناه للأمة الإسلامية المظلومة في المناهج الكفرية، وبإذن الله قد تحررنا منها، فلله المحمد، فهذا منهج ومقرر أعددناه نحن والأساتذة، وقمنا بتجربته وهي مدارسنا البعيدة عن هيمنة اليونسكو، هذا المقرر مكون من جزأين وهما العلم الشرعي والعلم التجريبي، وسأشرح بالتفصيل كل واحد، وأعطيكم مثالا عن هذا المقرر، فيما يخص التفسير، فالطلاب تعلموا القرآن في المستوى الابتدائي ثم في المرحلة المتوسطة يتعلمون التفسير، واحذر لا تغلط بين مقرر حكومة الردة وهذا المقرر، فالمقرر الذي أعدته حكومة الردة فيه أخطاء سنتكلم عنها لاحقا وقد جمع التفسير والقرآن ومواد أخرى في مقرر سماه “التربية الإسلامية”، أما نحن فعندنا مقرر التفسير ومقرر التوحيد ومقرر الحديث ومقرر الفقه، هي 4 مقررات، ولكل واحد منهم درجته في الامتحان (على 100 درجة) ما يعني أنها نتيجة من مجموع 400 درجة، والمرتدون جمعوهم كلهم وجعلوهم في مقرر واحد وفي الامتحان جعلوا درجاتها كلها واحدة فجعلوها 100 درجة فقط، إذا تفهمون الفرق بينهما فقد تم اختزال هذه المواد كلها في شكل مادة واحدة على طريقتهم”.
وبحسب ما عرض الإصدار، حضر الشيخ جامع عبد السلام حفلة عرض المقرر الدراسي للمرحلة المتوسطة وفي كلمه ألقاها أشار الشيخ إلى أن المناهج الدراسية هي التي توحي بتوجه الأمة التي تريد أن تحقق آمالا كبيرة في الدنيا والآخرة، وثمّن جهود حركة الشباب المجاهدين التي تحملت أعباء إعداد هذا المنهج الإسلامي المستقل عن المناهج الغربية حيث قال: “المنهج هو المقياس الذي يقاس به بسرعة حركة الأمم وتقدمها، قيل لأحد العاملين في مجال إعداد المناهج كم سنة تحتاج أمة حريصة لتحقق نموا وتقدما، فقال لهم دلوني على منهجها وحينها أخبركم كم ستحتاج من الوقت، وهذه هي الحقيقة، والمنهج الذي أدى إلى تطور المسلمين وتفوقهم على غيرهم هو الكتاب والسنة، ألا نتذكر جميعا مقولة أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: “نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله”.
وأوضح الإصدار أن الغزو الفكري الذي حول المسلمين لحالة الضعف أعده الكفار بدقة، وبذلوا كل طاقتهم ليفسدوا عقيدة هذه الأمة، وليدسوا لها الفساد في مناهجها، ليحتلوا أرضها وينهبوا خيراتها بلا عناء، بعد ما تيقن العدو أنه لا يمكنه أن يهزم المسلمين في ميدان القتال حتى يتمكن من أن يحرفها عن الصراط المستقيم كما ذكر الشيخ محمد بشار:”الكفار قاموا بدراسة “علم وعمل” هذه الأمة، واستنتجوا منها أن أمة قائمة في الليل وفي النهار تعمل على مصالحها الدينية والدنيوية وتقاتل لأجل دينها لا يمكن هزيمتها، ومثال ذلك أن أحد الكفار الذي أرسلوا ليدرسوا أحوال المسلمين رأى أطفالا يتعلمون الرمي، فأحد الأطفال رمى 10 سهام فأصاب بتسعة ولم يصب بواحدة فبكى حسرة على السهم الذي لم يصب الهدف، فقال الكافر كيف يمكن هزيمة أمة هذا حال أطفالها لا بد أن نقوم بتغييرها ومن هنا بدأ الغزو الفكري ضد المسلمين”.
وفي نهاية الإصدار يظهر الشيخ حسن يعقوب علي وهو يشير إلى أن معركة المجاهدين لتوها بدأت، وذلك بعد أن بدأوا بإعداد المناهج التعليمية المناقضة للمناهج التي استعبد الكفار بها أمتنا، مضيفا إلى أن المجاهدين لن يترددوا في اتخاذ أية خطوة من شأنها أن تطور الأمة، وأنهم يبذلون قصارى جهدهم في إنشاء دولة إسلامية مكتفية ذاتيا من كل الجونب، واختتم الإصدار برسالته:”نحن إخوانكم المجاهدون نحاول إنشاء دولة إسلامية قوية أو إعادة الخلافة، فإما أن نحقق ذلك الهدف أو نموت على ذلك فنعذر”.