البرهان يكافح لإقناع إثيوبيا بأن السودان لا يدعم جبهة تحرير شعب تيغراي

ألقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة قام بها إلى إثيوبيا في 15 أكتوبر الماضي كلمة قصيرة في منتدى تانا العاشر رفيع المستوى حول الأمن في أفريقيا الذي عقد في مدينة بحر دار. بحسب صحيفة سودان تريبون.

وأشاد البرهان بمنظمي المؤتمر قائلا، إنهم نظموا منتدى للمناقشات العميقة حول القضايا السياسية والأمنية في أفريقيا التي عالجت جذورها مع اقتراح حلول أفريقية وواقعية وقابلة للتطبيق.

وأشار الزعيم السوداني إلى أن هذا النهج يحقق شعار “الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية”.

بعد وقت قصير من الخطاب، عقد البرهان ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اجتماعا استمر ساعتين ركز على القضايا الأمنية التي ظلت عالقة بين البلدين وأدت في بعض الأحيان إلى اشتباكات عسكرية منخفضة المستوى أثارت قلقا إقليميا ودوليا.

وقال مصدر دبلوماسي سوداني لـ “سودان تربيون” إن الزيارة التي كانت مقررة سابقا للمشاركة في المنتدى ناقشت قضايا أمنية “معقدة” أثبتت أنها مثيرة للجدل بين الجارتين.

وكشف المصدر أن اجتماع البرهان وأحمد شهد قيام الجانب الإثيوبي مرة أخرى بتوجيه اتهامات بدعم السودان لمتمردي جبهة تحرير شعب تيغراي الذين يقاتلون الحكومة المركزية وهو ما نفاه البرهان.

قال عبد المنعم أبو إدريس الصحفي والمحلل السياسي السوداني المتخصص في شؤون القرن الأفريقي، إنه قبل الزيارة التقى مدير المخابرات السودانية أحمد إبراهيم مفضل بنظيره الإثيوبي وأن هذه المحادثات استمرت بعد زيارة البرهان إلى أديس أبابا.

وقال أبو إدريس:”على الجانب الإثيوبي، كان بعض الممثلين في الاجتماع مع البرهان من منطقة أمهرة بما في ذلك مدير جهاز المخابرات الذي كان حاكما سابقا لمنطقة أمهرة إلى جانب الحاكم الحالي لأمهرة”. وقال أيضا:” إن الزيارة ذات طبيعة أمنية ومرتبطة بالتطورات في إقليم تيغراي لأنها سبقت الهجوم الكبير الذي شنته إثيوبيا وإريتريا على بعض المناطق التي تسيطر عليها جبهة تحرير شعب تيغراي مما يدل على أن الزيارة لها علاقة قوية جدا بما يحدث في المنطقة”.

وأضاف أنه من غير المرجح أن تكون قضية الحدود قد أثيرت لأنه تم الاتفاق سابقا على حلها من خلال المفاوضات، مشيرا إلى أن الوفد السوداني لم يضم خبراء حدوديين.

وفي السياق ذاته، يرى الكاتب الصحفي الإثيوبي أنور إبراهيم أن الزيارة كان من المتوقع أن تعمل على العديد من الملفات لكن ما تم نشره وتأكيده، بحسب بعض المصادر، هو مناقشات وتعهدات قطعها الطرفان دون نقاشات عميقة حول قضايا مثل سد النهضة والحدود.

وأشار إبراهيم إلى أنه لم تكن هناك مشاعر إيجابية ظهرت من المحادثات قائلا: “قد تكون بداية زيارات أخرى، أو قد تكون هناك زيارة من الجانب الإثيوبي، وبعد ذلك، قد نتوقع نتائج إيجابية أو ندفع نحو مناقشات أعمق”.

وفقا لبيان رسمي، أجرى الجانبان السوداني والإثيوبي مباحثات مشتركة حول العلاقات الثنائية وآفاق التعاون المشترك على هامش المنتدى.

وأكد البرهان، خلال المباحثات المشتركة مع رئيس الوزراء الإثيوبي، أن القضايا العالقة بين البلدين يمكن حلها من خلال الحوار، مؤكدا حرص السودان على الحفاظ على علاقات وثيقة مع الجارة إثيوبيا.

وقال إنه فيما يتعلق بقضية سد النهضة، من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الفنية للسد. ورحب باقتراح رئيس الوزراء الإثيوبي بشأن إقامة تكامل اقتصادي بين إثيوبيا والسودان.

من جانبه أكد رئيس الوزراء الإثيوبي على العلاقة الخاصة مع السودان وأكد أن السد سيعود بفوائد كبيرة على جارته ولن يضر بها.

واتفق الجانبان على ضرورة حل جميع المشاكل الحدودية بالوسائل السلمية من خلال لجان فنية متخصصة.

في الأسبوع الماضي، زار مدير جهاز المخابرات العامة السودانية الفريق أحمد إبراهيم مفضل مقر جهاز الأمن والمخابرات الوطني الإثيوبي.

وبحسب البيان الرسمي، فإن الزيارة جاءت للتحضير لمشاركة البرهان في منتدى تانا وبحث خلال لقائه نظيره تيمسجين تيرونه التحديات التي تواجه البلدين.

وأكد مفضل تمسك السودان بحدوده المعترف بها دوليا وفقا لترسيم عام 1902، مشيرا إلى أن السودان ظل داعما للاستقرار في إثيوبيا دون الانحياز لأي طرف في الصراع الدائر. ونفى نفيا قاطعا وجود أي معسكرات لجبهة تحرير شعب تيغراي داخل الحدود السودانية.

وأوضح مفضل أن علاقات السودان الخارجية ومصالحه مع محيطه الإقليمي وجميع دول العالم تقوم على مصالح السودان الاستراتيجية وليس على حساب دول المنطقة الأخرى.

كما دعا إلى إيجاد حلول للقضايا التي تواجه المستثمرين السودانيين في إثيوبيا وكذلك المواطنين الذين يعيشون في البلدان المعنية.

من جانبه، ذكر تيرونه أن شعبي البلدين تربطهما علاقات تاريخية لم تتأثر بالتغيرات السياسية، مضيفا أن فوائد السد تستغل في تعزيز هذه العلاقات.

وقال إن هذا التعاون سيستخدم للحد من الجريمة المنظمة والتهديدات من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في البلدين ومواجهة التحديات في المنطقة. على حد تعبيره.