الجزء الثاني من وثائقي “لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار” يوثق جرائم إثيوبيا في الصومال وانتصارات حركة الشباب المجاهدين

نشرت مؤسسة الكتائب، الجناح الإعلامي لحركة الشباب المجاهدين الجزء الثاني  للحلقة الثالثة من سلسلة “لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار” في تكملة للجزء الأول الذي نشر كهدية للأمة الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المنصرم.

 

الافتتاحية: عرض الجرائم الإثيوبية

وخلال قرابة الساعة عرض الإصدار الوثائقي لقطاته المدعومة بشهادات المعاصرين للإجرام الإثيوبي بحق المسلمين في شرق إفريقيا.

وقال المعلّق في افتتاحية الإصدار: “ومع أن الكفار مشتركون في العداوة والبغضاء تجاه المسلمين إلا أنهم متفاوتون في حدتها بين مقل ومستكثر، ومن أكثر هذه الدول كرها للإسلام وحقدا على المسلمين عبر التاريخ، العدو اللدود والجار الحسود، حامل لواء الصليب في أفريقيا، نصارى الحبشة”.

كما عرض الإصدار بعضا من جرائم إثيوبيا عبر التاريخ على لسان إسماعيل هارون،  المتحدث باسم نقباء العشائر في الولايات الإسلامية الواقعة تحت سيطرة حركة الشباب المجاهدين، حيث قال: “اعتنقت الحبشة النصرانية منذ قرابة 1700 سنة وتبنت المذهب الأرثودكسي المتشدد كدين لدولتها، وجذور إثيوبيا النصرانية أعمق بكثير من جذور أوروبا، ولذلك كان هذا الانتماء التاريخي العميق والتعصب الشديد للنصرانية مما جعلت المملكة الحبشية أن تعادي المسلمين في شرق إفريقيا والمناطق الصومالية وتسعى إلى اقتلاعهم من جذورهم”.

وسانده في سبر أغوار هذا التاريخ القائد معلم آدم حاشي عيرو، أحد القادة المؤسسين لحركة الشباب المجاهدين، قتل في قصف أمريكي: “يعتقد الناس أن عداوة إثيوبيا للمسلمين ترجع فقط للصراع التاريخي مع الصومال ولكن ليس الأمر كذلك، فنصارى الحبشة هم الذين قادهم أبرهة لهدم الكعبة ولم يقف الأمر هناك، بل أخبرنا رسول الله ﷺ أن الكعبة يهدمها «ذو السويقتين من الحبشة» وأنه سوف يقلع أحجار الكعبة حجرًا حجرًا، ولذلك فإن عداوة الأحباش الصليبية متجذرة بعمق ولا تختزل في الصراع الإقليمي بين الصومال وإثيوبيا”.

وأكد هذه الحقيقة الشيخ مختار أبو الزبير، الأمير السابق لحركة الشباب المجاهدين الذي قتل في قصف أمريكي حيث قال: “واليوم تريد الأحباش الصليبية تطهير المنطقة من النفوذ الإسلامي وأن يمسحوا المسلمين من الخريطة، وهذا يدل على مآربهم في إحياء المملكة الحبشية حتي يكون القرن الأفريقي مملكة نصرانية ويكون المسلمون فيها مستعبدين”.

كذلك ظهر في الإصدار الشيخ علي محمود راجي، المتحدث الرسمي للحركة حيث قال في كلمة له: “ولكن نصارى الحبشة لم تكن تخفي نواياها في احتلال الصومال برا وبحرا ولم يعد هذا الأمر سرا ولكنها وفق سياسة قديمة تعود إلى أكثر من 700 عام مضت، وهذا ليس افتراء منا بل هي حقيقة موثّقة يعترف بها الجميع”.

كما عرض الإصدار تصريحات صريحة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وأبرزها قوله: “عليكم أن تتجاوزوا هذه الهمم الدنيئة وأن توسعوا أفقكم، نحن نتمنى أن نفتح مدينة مقديشو فتعملوا فيها خلال الأسبوع ثم ترجعوا إلى بيوتكم هنا ليومي العطلة، هذه هي همتنا ولكنكم تفكرون بنظرة قصيرة”. في إشارة إلى أطماع آبي أحمد في الصومال.

وواصل إبراهيم شيخ علي – زعيم نقباء العشائر في الولايات الإسلامية سرد تاريخ إثيوبيا فقال: “الجرائم الوحشية التي ارتكبتها إثيوبيا بحق المسلمين خلال الثلاثين السنة الماضية لا يمكن حصرها أو تصورها. لقد مارست إثيوبيا كل أشكال الإذلال والقمع التي يمكن أن يرتكب ضد الإنسان، سواء أكان ذلك القتل الجماعي والسجن والنهب والتهجير القسري والاغتصاب فإن إثيوبيا لم تترك وسيلة للإذلال إلا وقد سخرتها لإخضاع مسلمي شرق إفريقيا وتستمر هذه الجرائم إلى يومنا هذا”.

الإصدار الذي كان يعرض صورا لآبي أحمد مع حلفائه أعقبها بصور حصرية لمؤسسة الكتائب للقوات الإثيوبية تم الوصول إليها من خلال كاميرا العدو- على حد تعبير الإصدار- أسند طرحه بشهادة الوالد حسن جباري عبدو وهو أسير سابق في سجن أوجادين، حيث تكلم عن شهادته على العصر فقال:” أخذونا إلى بلدة «عيل بردي» وقضينا الليلة هناك، ثم في الصباح، نُقلنا إلى مدينة «جودي» حيث وصلنا إليها في الساعة 5:00 مساءً. بقيت مسجونا في «جودي» لمدة سبعة أشهر ثم نُقلت إلى مدينة «جيغجيغا»، فتعرضت لصنوف من العذاب والمعاملة القاسية أشد مما لاقيت من قبل شرطة «ليو»، خنقوني بكيس بلاستيكي مليء بمسحوق الفلفل الحارة وعُذّبت إلى حد لا يمكن أن يتحمله إنسان”.

بدوره واصل علي عبد الله مرسل أحد أسر ضحايا جرائم القوات الإثيوبية في الصومال تسجيل شهادته على هذه الجرائم قائلا:” لم يفرقوا بين الكبار في السن أو النساء والأطفال، بل قتلوا الجميع بلا استثناء، وصل القتل إلى حد أننا في يوم واحد دفنا 17 عشر نفرا، وكنا نضع في القبر الواحد شخصين وكذلك تم دهس 14 امرأة مع أطفالهن بمركبات الجيش الإثيوبي”

وقالت إحدى ضحايا جرائم القوات الإثيوبية في الصومال : “لم أكن من بين الضحايا الذين تم دهسهم بعجلة الشاحنة، ولكن عندما قامت الشاحنة بتحطيم المنزل، سقط أحد أعمدته عليّ، ثم مرت الشاحنة فوق العمود وكان ساقي حينئذ تحته. الحمد لله أن ابني وطفلا آخر لم يصابا بأذى وأما بقية الناس فكانوا بين مصاب وقتيل، لقد كانت إصابتي بالغة ووجدوني تحت الأنقاض مع أربعة أشخاص آخرين”.

بدوره قال إيذو علي بورو من أسر ضحايا جرائم القوات الإثيوبية في الصومال:”عندما دهست الشاحنة مدخل المنزل توقفت في منتصف الفناء، ثم نزل منها السائق ونظر حول المنزل، ورأى أن ليس بداخله سوى نساء وأطفال وعندما تأكد ممن كان داخل المنزل – كما هو متوقع من الكافرين، لم يبد أي ندم أو رحمة – فعاد إلى الشاحنة وهدم المنزل. كان جميع أطفالي في المنزل في ذلك الوقت فقتلهم جميعا”.

وقال محمد نور محمد، أحد ضحايا جرائم القوات الإثيوبية في الصومال والذي لا تزال آثار إجرام الإثيوبيين محفورة على وجهه:”كانت القوات الإثيوبية تتألف من سريتين عندما أحاطوا بي في مزرعتي، بلغ عددهم حوالي 200 جنديا، كنت مشغولًا بالعمل في مزرعتي، فرأيت أن الجنود توقفوا وبدأوا يحيطون بي، تحدثوا فيما بينهم فلم أفهم كلامهم، ولكن أحدهم أشار إلي أن أجلس فجلست وكان هناك جندي آخر يقف بجانبي، فوضع بندقيته على أنفي ثم أطلق النار وهذا كل ما أذكره قبل أن أفقد الوعي”.

وواصل الوالد عبد الرحمن ماد حيدر، من أسر ضحايا جرائم القوات الإثيوبية في الصومال تسجيل شهادته هو الآخر فقال:”كان ابني صاحب متجر معروف بين الناس ولم يحمل سلاحا قط في حياته ومع ذلك حطموا متجره ونهبوا كل شيء بداخله ثم قتلوه”.

وفي إطار عرض الشهادات على الجرائم الإثيوبية قالت مسلمة إسحاق، إحدى  ضحايا جرائم القوات الإثيوبية في الصومال: “ثم نُقلنا بعد ذلك ليلًا إلى «عيل بردي» وفي الصباح نُقل الآخرون إلى مكان آخر وبقيت أنا وحدي، ثم في الساعة 8:00 صباحًا، نُقلت إلى مركز شرطة آخر حيث تمكنت من الفرار ومشيت لأيام وليال متواصلة حافية على الأقدام حتى تساقطت أظافر قدمي”.

كما نقل الإصدار شهادة محمود علي جعل – من ضحايا جرائم القوات الإثيوبية في الصومال حيث قال:”نعيش في ولاية «جلجدود» الإسلامية وأنا من نقباء القبائل في محافظة «جلعاد»، بينما كنت في منزلي في البادية، تعرضت لهجوم من قبل الأحباش الصليبيين، عصبوا عيني وقيدوا ذراعي وأخذوني بعيدًا عن منزلي حتى أحضروني إلى هذا المكان وعاملوني بوحشية وألقوني في هذه الغرفة حيث بقيت سجينا. تعرضت للتعذيب والضرب إلى جانب 45 شخصًا كانوا معي في الزنزانة، لقد عاينت بنفسي الوحشية التي كنت أتوقعها دائمًا من الإثيوبيين بحق مسلمي الصومال”.

وقال الوالد حاشي جيلي أجاس من أسر ضحايا جرائم القوات الإثيوبية في الصومال يسرد شهادته على هذه الجرائم:”لقد قتلوا الكثير من المدنيين الأبرياء، وكان من بينهم ابني عبد الغني حاشي جيلي وكان معلما، كما قتلوا حفيدي محمد بلي جيلى أوغاس”.

وكذلك فعلت الوالدة حكيمة علي محمود من أسر ضحايا جرائم القوات الإثيوبية في الصومال حيث قالت:”اسمي حكيمة علي محمود من أهالي بلدة «عيل لهيلي» وأنا أيضا من بين العائلات التي تعرضت لجرائم القوات الإثيوبية. قتلوا ابني الصغير بلهان علي عبد الله، قتلوه أمامي وأنا أنظر إليه فلما حاولت أن أنقذه أطلقوا عليه الرصاص، أصابوه في ساقه أولا فلما سقط على الأرض أطلقوا عليه رصاصة في صدره ثم أجهزوا عليه”.

وقال عيسى نور حيلي من أسر ضحايا جرائم القوات الإثيوبية في الصومال: “كل ما أعرفه أنهم كانوا إثيوبيين، لا أعرف من أين أتوا لكنهم كانوا متجهين نحو مدينة «عيل بور»، هذا هو قبر والدي وفي ذلك الكوخ احترقت جثته، حيث أقف الآن كان كوخا صغيرا مبنيا في هذا الاتجاه ومات والدي هنا. لقد رأيت آثار لثلاثة جنود إثيوبيين وقد دخلوا من هذا الاتجاه، دار أحدهم إلى هذا المكان وبينما كان والدي في كوخه، أطلق النار عليه بهذا الشكل، أصابت طلقة واحدة في صدره وعندما سقط اشتعلت النيران في كوخه واحترق، فلما وصلنا إليه كان قد مات، فقمنا بسحب جثته من الكوخ ودفناه هناك”.

وعرض الإصدار كلمة لحاجي بشير – من نقباء عشائر ولاية «جلجدود» الإسلامية حيث قال: “في هذه المدينة التي نحن فيها الآن «عيل جرس» قتل الإثيوبيون أربعة أشخاص، كانوا جميعا من أهل البدو غير مسلحين، وهم يرعون مواشيهم قتلتهم القوات الإثيوبية، قتلوا مهد إبراهيم حاشي، وجولال جمأ ديد عبدي شريف، وعمر ديري جوليد، وعبدي حسن علمي، قتلوا هؤلاء الأربعة في «عيل جرس» وكانوا جميعا رعاة في البادية، وفي بلدة «عيل لهيلي» المجاورة قتلوا ثلاثة رجال، وهم: عبدي ديري عدوي، وبلهان علي عبد الله طاهر حادي محمود، وبين قرية «مالن نجر» ومدينة «عيل بور» قتلوا علي عبد الله فيدو”.

من جابنه قال الوالد إبراهيم حاشي من أسر ضحايا جرائم القوات الإثيوبية في الصومال:”من الجرائم التي ارتكبها الكفار الإثيوبيون بحق عائلتي قتلهم لابني عبدي مهد إبراهيم حاشي، لقد أوقفوه وعصبوا عينيه وقيّدوا يديه ثم أطلقوا عليه النار بدم بارد.”

وكذلك شارك محمد صلاد عبد الله من أسر ضحايا جرائم القوات الإثيوبية في الصومال بشهادته على هذه الجرائم حيث قال:”أنا أحد الضحايا الذين عانوا من العدوان الصليبي الإثيوبي في الأراضي المسلمة، هاجمونا في الصباح الباكر بينما كنا في منطقة ريفية قرب قرية «وبحو» التي لا تبعد عن المدينة كثيرا، قتلوا زوجتي واسمها أيان أحمد ليبان حيلي وابني يوسف محمد صلاد عبد الله، وكذلك قتلوا ابني الذي لم يولد بعد وكان جنينا في رحم والدته فأجهض بعد أن دهست الدبابة زوجتي، فانشق بطنها من الجانب وخرج الجنين ثم توفي لاحقا في المساء، لقد دهست الدبابة زوجتي، تمزق رحمها وخرج منه الجنين. وكذلك أصابوا جدي وهو أيضا عم لزوجتي رحمها الله وكان حينئذ ضيفا في منزلنا، لقد كسروا قدماه ولا يزال إلى اليوم معاقًا”.

وقال الوالد عبدو عمر ورسمي – من ضحايا جرائم القوات الإثيوبية في الصومال:”جاء الإثيوبيون من بلدة «محاس» وهم نفس الجنود المتمركزون هناك إلى الآن، لقد كانوا متجهين نحو مدينة «عيل بور» يحملون مؤنا عسكرية إلى قواتهم المتواجدة هناك وبينما كانوا في طريقهم إليها هاجمونا. كنا جالسين تحت شجرة في انتظار الإفطار، فإذا دبابة تتجه صوبنا، فدهست المرأة (أيان أحمد ليبان حيلي) وكانت واقفة، أخبرني زوجها أن جنينها كان سبعة أشهر ونصف في بطن أمه، فسقط الجنين إثر الإصابة مباشرة، وبعدها استدارت الدبابة ودهستني أنا وطفل يبلغ من عمره أربع سنوات، توفي هؤلاء الأربعة من أسرة واحدة وأصبت أنا بجروح، لقد كسرت ساقَاي بالدبابة وتمكنت من اللجوء إلى جذع شجرة لأنقذ جسدي، ولكن قبل أن أتمكن من ثني ساقي بالكامل، دهستني الدبابة. كسرت هذه الساق هنا وركبتي أيضًا، وهنا تمزق اللحم وكسرت هنا كما يمكنكم أن تشاهدوا أصابعي أيضا”.

وأضاف متسائلا:”تسألني ما هي رسالتي للإثيوبيين؟ أولاً وقبل كل شيء أنا مسلم وهم كفار، أعتبرهم أعداء الله وأسأله سبحانه أن يدمرهم، أسأل الله تعالى أن يكفي المسلمين شرهم، اللهم أهلكهم. أما بالنسبة للمسلمين (المجاهدين)؛ فأنتم مثل سحابة من الرحمة أطلت علينا، فليكن الله معكم. المجاهدون يصبرون على القر والحر في سبيل الله فأسأل الله تعالى أن ينصرهم على أعدائهم  وأن يرزقهم حسن الخاتمة والشهادة في سبيله، أسأل الله تعالى أن يرفع درجاتهم في العليين وفي أعلى منازل الجنة، وأسأله سبحانه أن يصوب سهامهم وأن يجعلها دمارا على الكافرين ويحفظهم وسائر المسلمين من بطش الأعداء وأسلحتهم.

أما الإثيوبيون وحلفاؤهم فاللهم اخزهم، اللهم اكفنا شرهم فأنت على كل شيء قدير. من المتوقع أن يوجد في أوساطنا جواسيس فأسأل الله تعالى أن يكفينا شرهم ويأخذهم، فالله على كل شيء قدير وهو علام الغيوب الذي يعلم السر وأخفى، فأسأل الله تعالى أن يكفينا شر الجواسيس حيثما كانوا”.

وظهر في الإصدار الشيخ علي محمود راجي المتحدث الرسمي لحركة الشباب المجاهدين يقول:” قال رسول الله ﷺ «دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب عز وجل: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين» وإلى إخواننا ووالدينا الذين تضرروا جراء الأعمال الوحشية التي قام بها الصليبيون الإثيوبيون نقول نسأل الله تعالى أن يلهمهم الصبر والإيمان وأن يعجل شفائهم وأن يرحم شهدائهم، ونبشرهم بأننا أبنائهم المجاهدون نعاهدهم على أخذ الثأر من الصليبيين الإثيوبيين ونؤكد لهم أن الصليبيين الأحباش سيدفعون ثمن ما فعلوه بالمسلمين.”

 

إثيوبيا تدفع ثمن جرائمها

وانتقل الإصدار لتوثيق انتصارات الحركة الجهادية على إثيوبيا، وعرض في هذا القسم كلمة إسماعيل هارون، المتحدث باسم نقباء العشائر في الولايات الإسلامية، حيث قال: “لقد واجهت إثيوبيا قديما وحديثا رجالًا شجعان جرّعوها مرارة الهزيمة في أرض الصومال المسلمة وكذلك في هذا العصر لا زال أبناء الصومال يتصدون لحملات نصارى الحبشة”.

وعاد الشيخ علي محمود راجي ليقول في هذا القسم: ” الصراع التاريخي بين المسلمين ونصارى الحبشة في المنطقة يمتد أكثر من ألف سنة، وكان المسلمون يتوارثون هذا الجهاد جيلا بعد جيل، وليست حركة الشباب المجاهدين أول من جاهد الصليبيين الأحباش. فمنذ عهد الإمام أحمد الغازي إلى نضال السيد محمد عبد الله وما بينهما من القرون. كان المسلمون في القرن الإفريقي يجاهدون نصارى الحبشة، وكذلك في قرننا هذا عرفت الساحة جماعات وأعيان بارزة في الجهاد ضد نصارى الحبشة، منهم من ثبتهم الله حتى قضوا نحبهم على هذا الدرب ومنهم من تنكصوا على أعقابهم ومن بين هذه الأعلام النبلاء الذين خلفوا سيرة ذهبية في التاريخ الجهادي ضد الأحباش القائد عبد الله إيراد رحمه الله تعالى”.

القائد إبراهيم «ناليي» أحد قيادات حركة الشباب المجاهدين الذي قضى نحبه في سبيل الجهاد كان حاضرا في هذا الإصدار حيث سجل شهادته قائلا:”لما انحاز الشيخ مصطفى عرب رحمه الله وغيره من قادة الجهاد الصادقين إلى غرب الصومال، واجهتهم صعوبات كثيرة وحملة شرسة من قبل الصليبيين، فقرروا أن يستنصروا بإخوانهم المجاهدين داخل الصومال، فتوافد إلى مقديشو القائد عبد الله إيراد رحمه الله وهو يستنجد بإخوانه المجاهدين في مقديشو، وكان يستنفر المسلمين عامة في المساجد وعلى وجه الخصوص استنجد القائد عبد الله إيراد-رحمه الله بالثلة المجاهدة الذين قاتلوا الأمريكان وحلفائهم وعلى طليعة هؤلاء المجاهدين القائد عبد الله أحمد سهل والقائد عمر طيري رحمهما الله والشيخ مهد ورسمي. فلما جلس مع هذه الصفوة قال «نحن بحاجة إلى نصرتكم في سبيل الله فقد بدأت حملة صليبية شرسة علينا»، لب المجاهدون نداء إخوانهم، وبعد مشاورات قرروا أن يرسلوني في ضمن مجموعة، وفّر لنا المجاهدون ما استطاعوا من التجهيزات اللازمة من المؤن والأموال وودعونا أحسن التوديع ودخلنا غرب الصومال من منطقة «جودي» مررنا بقرية يقال لها «قربا» ثم «قرسلي» حتى وصلنا إلى «حنكي» وكانت هذه القرية القاعدة الخلفية للمجاهدين فلما وصلنا، توزعت المجموعة إلى السرايا الأخرى وهكذا بدأت مرحلة جديدة من المعارك في غرب الصومال، وشرعنا في القتال مباشرة ضد الحملة الصليبية، حشدت الأحباش لهذه الحملة ما أوتيت من قوة بما فيها الطائرات والدبابات وغيرها، أما نحن فكان لدينا بعض السيارات المقاتلة ولكنها اكتشفت من قبل طائرات العدو وبعد مواجهات عنيفة اضطررنا إلى التخلي عن السيارات بعدما استهدف طيران العدو معظم سيارات المجاهدين وهكذا بدأنا مرحلة جديدة من القتال”.

وعلى غرار القائد  إبراهيم “ناليي”، شارك الشيخ القائد محمد ذو اليدين الذي قضى نحبه أيضا بعد مسيرة طويلة في الجهاد حيث قال:”يحاول العدو إدخال نحو 25,000 جندي من القوات الأجنبية إلى بلدنا، وقد تدرب هؤلاء المقاتلين بصفة خاصة لإفشال هذه المحاولة وتصدي للقوات الغازية”.

 

معركة إيذالي الشهيرة

وانتقل الإصدار لتوثيق أحد أشهر معارك الجهاد ضد القوات الإثيوبية حيث قال المعلق: “ومن المعارك الفاصلة التي جرت بين جنود التوحيد وبين نصارى الحبشة في شرق إفريقيا معركة إيذالي الشهيرة عام 1427 هـ”.

ولسرد تفاصيل هذه المعركة قال الشيخ حسين علي فيذو، أحد قيادات حركة الشباب المجاهدين: “من المعارك الفاصلة التي دحرت فيها القوات الإثيوبية ودمرت فيها دباباتها وحلت بها الهزيمة النكراء في الأموال والأنفس، معركة «إيذالي» ولا تزال بقايا دباباتهم موجودة في «إيذالي» إلى يومنا هذا، فكانت هذه المعركة عبرة عظيمة وقاصمة ظهر للأحباش. وكذلك في «موذا موذا» و«دينوناي» كانت مدافع المجاهدين تتساقط في مدينة «بيدوا» وقد بلغت هزيمة الأحباش إلى حد أنهم فروا في معركة «بنديردلي» لا يلون على شيء فقتلوا مدبرين”.

وعرض الإصدار صورا توثق انتصارات مقاتلي الحركة على القوات الإثيوبية، وعملياتهم وجثث قتلى الإثيوبيين وخسائرهم.

وقال المعلق: “وبعد عامين من النزيف الغائر وسحق الغزاة الصليبية على أيدي المجاهدين، اضطرت الأحباش بسحب جنودها من البلاد وهم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة”.

وفي إطار الحديث عن هذه الحقبة قال الشيخ جامع آدم أحد قادة حركة الشباب المجاهدين الذين قضوا نحبهم في سبيل الجهاد: “الهزيمة العسكرية التي ورثتها إثيوبيا من غزوها للصومال أمر معلوم لديك ولدى الجميع وتذكرون غطرسة القوات الأثيوبية في بداية غزوها وكيف كانت جنودها تتبختر في شوارع مقديشو ولكن لم تمر سوى بضعة أيام حتى انهزمت وسحقت قواتها وكسرت هيبتها، فاضطرت أخيرا إلى سحب جنودها من الصومال وهي تجر أذيال الهزيمة من مقديشو إلى إثيوبيا”.

 

بعد الهزيمة العودة تحت ظل أميصوم

ولكن لم تلبث نصارى الحبشة إلا قليلا حتى توقدت أحقادها الدفينة مرة ثانية، فانضمت إلى الحملة الصليبية العالمية (بعثة أميصوم) بحسبما أردف المعلق.

ومع انسياب اللقطات التي توثق هزائم الإثيوبيين على يد مقاتلي حركة الشباب المجاهدين،  عاد القائد إبراهيم «ناليي» ليقول: “هذا نقيب في الجيش الإثيوبي واسمه «مهاري ولدو جرما» وهو من الضباط الإثيوبيين وهذه صورته كما ترون، هلك «مهاري» اليوم في كمين مدبر على الطريق «ليجو – جميعو»، وبفضل الله تعالى لقي كثير من ضباط الأحباش حتفهم هناك ومن بينهم هذا النقيب وكل ما ترونه بين يدي هي من غنائم المعركة وهذه البنادق القناصة كذلك سلبت من أيدي الأحباش الصليبيين وكما ترون أصيبت البنادق بطلقات المجاهدين أثناء المعركة وهذه الرشاشات وغيرها من الأسلحة كلها من الغنائم التي سلبها المجاهدون من الأعداء الصليبيين”.

بدوره قال القائد يوسف حاجي أحد قادة حركة الشباب المجاهدين الذين قضوا نحبهم في سبيل الجهاد: “الغزاة الأفارقة متفاوتون في كفرهم فعليكم بمقارعة الصليبيين الأحباش بشدة أكثر من غيرهم، فالأحباش هم العدو الأكبر للمسلمين في المنطقة، فكما أن اليهود وكلاء للكفار في الشرق الأوسط، فكذلك الأحباش هم وكلاء الصليبيين في القارة الإفريقية وهم العدو اللدود لدى المسلمين عبر القرون، وقد أخبرنا النبي ﷺ أنهم سيهدمون الكعبة في آخر الزمان وكانوا يشكلون خطرا على الإسلام والمسلمين منذ زمن النبي ﷺ إلى يومنا هذا، فلذلك علينا أن نشعر بأن نصارى الحبشة عدونا الأكبر في المنطقة فلنبذل أقصى جهودنا في تهوين قوتها”.

وأثناء عرض اللقطات للقوات الإثيوبية قال القائد معلم آدم حاشي عيرو:” أيها الإخوة في الله، يجب عليكم امتثال أمر الله تبارك وتعالى حيث قال: ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ﴾ من «دولو» حدود إثيوبيا إلى «مقديشو» يجب عليكم نصب الكمائن لنصارى الحبشة وأن تستهدفوهم في كل مكان”.

 

كمين محكم يسطر البطولة

وانتقلت لقطات الإصدار لنقل تفاصيل “نصب كمين لرتل صليبي إثيوبي” على طريق مقديشو العاصمة وبيدوا بتاريخ 12-5- 1440هـ

ورافق اللقطات بحسب نص الإصدار”نشيد بعنوان “أيا صومال ذكرينا” للأخ حسان العدني رحمه الله من مجاهدين جزيرة العرب، سجل النشيد قبل استشهاده بأيام”.

الكمين الذي انطلق بتفجير أعقبه اشتباكات عنيفة مع القوات الإثيوبية تخلله مشاهد لتصفية الجنود الإثيوبيين بين الأحراش ولتناثر جثثهم في ميدان المعركة.

“وقتل في هذا الكميل أكثر من 57 صليبي حبشي” بحسب نص الإصدار.

وأعقب مشاهد الهزيمة للقوات الإثيوبية كلمة لأمير حركة الشباب المجاهدين الشيخ أبو عبيدة أحمد عمر كان حاضرا في الإصدار حيث قال:” إذا أمعنا النظر في تاريخ الصومال المعاصر، ماذا وجدتم في حربكم ضدنا؟ بالرغم من الحصار الخانق المفروض علينا، والقصف المستمر علينا بطائراتكم، ورغم التآمر ضدنا والدعم المتواصل للحكومات المرتدة المتعاقبة، وبالرغم من ترويجكم الأكاذيب في حقنا، وتأليبكم ميليشيات الردة وتشجيعكم للجبناء، وبالرغم من تبادل الخبرات فيما بينكم وتوارثكم المناصب تلو الأخرى، رغم كل هذا فهل تحقق لكم من أهدافكم شيئا أم رجعتم بخفي حنين خاسرين تائهين.

لطالما أنذرناكم وقلنا لكم أوقفوا عدوانكم علينا، وكفوا عن محاربة ديننا، واسحبوا قواتكم المحتلة من أرضنا. لطالما حذرناكم الكبر وأخبرناكم أن مرتعه وخيم. لطالما تآمرتم علينا وتغافلتم عن تحذيراتنا وطننتم أنها لن تتحقق. لطالما حاولتم قهر الأمة، واستعباد المسلمين، والقضاء على الإسلام وإطفاء نوره. لطالما أردتم تطبيق الديمقراطية في بلادنا، وتقسيم أرضنا، ودفع شعبنا نحو هاوية العلمانية، فذوقوا العواقب المريرة لأفعالكم وجرائمكم، فمن يزرع الشوك لا يحصد به عنبا”.

وكذلك شهادة الوالد الاستشهادي صالح نوح إسماعيل الذي كان يشغل منصب نائب في برلمان الحكومة الصومالية ثم أعلن توبته وبراءته منها وتحول إلى مجاهد ثم نفذ عملية استشهادية حيث قال:”هناك حكاية شعبية أود أن أختم كلامي بها وأقصها عليكم، كانت هناك ناقة يملكها رجل من البادية فافترسها ضبع يوما من الأيام وأخذها. فقام الرجل يبحث عن الضبع فوجده عاكفا على جيفة الناقة يأكل منها فضربه برصاصة، فخر الضبع ميتا، فجاءت الثعلبة وقالت للضبع مستهزئة «إذا كانت نهايتك هكذا لم أكلت ناقة الرجال؟». وكذلك أقول للكفار لم تغزون أراضي المسلمين إذا كنتم تولون الدبر وتلقون أسلحتكم ثم تفرون من جثثكم لتتعفن في الساحة”.

واستشهد الإصدار بقول الشريعة الإسلامية على لسان الشيخ المفسر محمد معلم حسن «رحمه الله» وهو يقول:”﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً﴾ هذا أمر من الله تعالى أن يكون المسلمون أشداء وأهل بأس وغلظة على الكفار، فلا بد أن يكون المسلمون أكثر صبرا من الكفار وأنكى منهم قتالا وأشد منهم وثاقا وأشجع منهم في اللقاء حتى يستسلم الكفار ويهابوا المسلمين. ﴿وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً﴾ والأمر بالغلظة بمعنى الشدة والجلد والصبر والنكاية في القتال حتى تنغرس الرهبة في نفوس الكفار. ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ فإن تتقوا الله يكن الله معكم وينصركم على أعدائكم، فلا تغتروا بقوتكم ولكن اتقوا الله يكن الله معكم ويؤيدكم وينصركم، وإن لم تكونوا من المتقين فلا تلومُنّ إلا أنفسكم”.

الإصدار الذي عرض الكثير من صور فساد آبي أحمد نقل تصريحا آخر له يقول فيه:”نحن كحكومة إثيوبيا نفتخر ببسالة قواتنا المسلحة، لما نجحت قواتنا في إيجاد الأمن داخل البلاد أصبحوا رواد حفظ السلام في الدول المجاورة وقد نجحوا في تلك المهمة، أيضا إذا هاجم العدو قواتنا غدا، فلا يحتاجون إلى توجيه للدفاع عن أنفسهم”.

 

سبيل الحرية

ووجه إبراهيم شيخ علي، زعيم نقباء العشائر في الولايات الإسلامية من خلال الإصدار مناشدة للمسلمين قال فيها:”نناشد المسلمين بأن يتحدوا ويقفوا مع المجاهدين في جهادهم ضد الصليبيين الإثيوبيين ورسالتي إلى مجلس نقباء القبائل في الولايات الإسلامية، اعتصموا بحبل الله جميعا واحملوا السلاح والزموا الثغور وكونوا سندا وعونا لأبنائكم المجاهدين، قاتلوا الصليبيين الإثيوبيين”.

وقال عبد الله حسين الأنصاري ، المتحدث باسم نقباء عشائر ولاية جذو الإسلامية: “لم تنس إثيوبيا الهزائم التي أذاقها المسلمون في جهادهم عبر القرون، فمن عهد الإمام أحمد الغازي إلى نضال السيد محمد عبد الله حسن إلى أيام الشيخ حسن برسنى وإلى يومنا هذا لم تتنازل إثيوبيا عن روحها الصليبية وهي تطلب الثأر من المسلمين، فالصراع بين المسلمين ونصارى الحبشة متجذر ولا تحصى مراحله وما ارتكبتها إثيوبيا في حق المسلمين ولا تخفى هذه الحقائق على كل ذي لب، أما من جهلها فلا نملك له سوى أن نرثي حاله”.

وأكد الشيخ علي محمود راجي على أنه:” يجب على المسلمين أن يستيقظوا من نومهم ويفيقوا من سباتهم وأن يبصروا الواقع، يجب أن يدركوا أننا نعيش في واقع لن يعطيك أحد شيئًا على طبق من فضة، إلا أن تحصل عليه بفرض قوتك وعزيمتك، فالطريق إلى النصر والاستقلال صعب ولا يتحقق بالراحة والدعة”.

وأضاف:”فلا ينفع مع نصارى الحبشة أي استجداء أو الحوار ، وإن لم تدفع عاديتها فستؤول مدينة «بوصاصو» و«هرجيسا» و«مقديشو» إلى ما آلت إليه الأراضي المحتلة في غرب الصومال، وحتى في الوقت الراهن يظل البلاد تحت وطأة الاحتلال، فها هم جنود الأحباش يمرحون في شوارع المدن الصومالية وتخفق فيها رايتهم، فعلى المسلمين ألا ينخدعوا بعملاء الصليبيين وعبيد الأحباش الذين يتلقون الأوامر من «أديس أبابا» فهؤلاء هم الذين أوقعوا البلاد إلى هاوية الاحتلال وسلموا المسلمين وأراضيهم للغزاة الصليبيين وقد ارتدوا عن الدين منذ زمن بعيد، وهم سفاحون ومجردون من كل فضيلة وقيم إنسانية”.

الإصدار الذي تخللته أشعار صومالية وأناشيد جهادية عرض بثلاث لغات الصومالية والعربية والأنجليزية ونشر بجودات مختلفة على قناة الناشر الرسمي لحركة الشباب المجاهدين، الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية على الأنترنت.