الرئيس الكيني يعترف بعجز حكومته أمام حركة الشباب المجاهدين
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
نشرت شبكة فوكس نيوز الأمريكية المعروفة بموالاتها لإسرائيل مقالة تناولت لقاءها مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا الذي يعترف فيه بعدم قدرة بلاده على هزيمة حركة الشباب المجاهدين.
وناقش كينياتا بحسب المقالة وضع اللاجئين في البلد الشرق الإفريقي الذي يطرق بابه المئات من المهاجرين من جنوب السودان والصومال وإثيوبيا وإريتريا ومناطق أخرى.
وقال الرئيس الكيني الذي أرسل قواته للصومال في ما وصف بأول غزو للقوات الكينية خارج البلاد: “إن من التحديات التي أمامنا الوضع المضطرب وغير المستقر في الصومال، ورغم محاولتنا العمل مع إخواننا في الحكومة الصومالية إلا أننا في نهاية المطاف اكتشفنا أنهم لا يملكون السيطرة الكاملة على المنطقة، والنتيجة تطور حركة الشباب المجاهدين التي تسيطر على الأرض وجعلت منا هدفًا لهجماتها”.
وأوضحت المقالة أن حركة الشباب المجاهدين تقاتل الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد، وقد وصل نفوذ الحركة للأراضي الكينية.
فقبل أسبوعين قتل 8 عناصر من الشرطة الكينية بتفجير عبوة ناسفة للحركة في المناطق الحدودية بين كينيا والصومال، ولا زالت تذكر نيروبي هجوم يناير الماضي على مجمع 14 ريفر سايد دوسيت الذي خلف عشرات القتلى والجرحى من بينهم أجانب.
عمليات أخرى سجلها نشاط حرب العصابات الذي تقوده حركة الشباب المجاهدين في كينيا من بين ذلك هجوم غاريسا في أبريل 2015، وهجوم ويست غيت الشهير في سبتمبر 2013.
وقال كينياتا معترفًا في حواره بعجز حكومته في التصدي لحركة الشباب المجاهدين:”نعلم أن حركة الشباب تتقدم بشكل جيد، وسأكون كاذبًا إن قلت لكم بأننا تجاوزنا المشكلة”.
وأضاف كينياتا: “لكن ليست كينيا لوحدها، فإن كنا مهددين بشكل مستمر وثابت فلسنا وحدنا بل العالم كله يقف على أصابع أقادمه بسبب الهجمات الجهادية”.
وتناول الحوار قضية النزاع مع الحكومة الصومالية بشأن حقول النفط والغاز التي أثارت جدلًا كبيرا وخلافًا عميقًا بين الحكومتين منذ شهر فبراير الماضي حين عرض فرماجو، الرئيس الصومالي الحالي، على المستثمرين الأجانب الحقول المتنازع عليها للتنقيب عن الثروة فيها وذلك في مؤتمر لندن للاستثمار.
وبحسب المقالة فإن بالرغم من أن حركة الشباب ترجع هجماتها على كينيا لوجود القوات الكينية في بلادهم، إلا أنه لم تظهر من قبل الحكومة الكينية أية إشارة على نيتها في سحب قواتها من الصومال.
وسلط الرئيس الكيني الضوء على مخيمات اللاجئين متهمًا هؤلاء اللاجئين بتصدير ما يسمى الإرهاب في كينيا، في إشارة إلى مخيم داداب أكبر مخيم للاجئين في البلاد قد أعلن كينياتا عن نية حكومته إغلاقه وقد أعلمت الأمم المتحدة بذلك.
ويقع مخيم داداب تحت إدارة اللجنة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة على بعد 60 ميلا من الحدود الصومالية.
ويعيش في المخيم أكثر من 300 ألف لاجئ منذ افتتاحه قبل 3 عقود أي منذ بداية الحرب الأهلية في الصومال.
ويتهم كينياتا دادب بأنه أصبح ساحة تدريب خطرة لحركة الشباب المجاهدين الذي يخططون منه للهجمات ويخفون فيه الأسلحة حسب قوله.
وعلل كينياتا قرار إغلاق مخيم اللاجئين بهشاشة الأمن في شمال البلاد أي على حدود كينيا مع الصومال، وبأن هجمات الحركة جدية وتشكل تحديًا حقيقيًا، إضافة إلى أن المخيم يشكل ضغطًا على قدرات كينيا في استيعاب اللاجئين.
وقابل تبريرات كينياتا وطلبه إغلاق المخيم ضجّة كبيرة من جانب الهيئات الحقوقية والإغاثية، والتي نجحت في إلغاء قرار الإغلاق في 2017 بعد أن اعتبرت المحكمة العليا القرار غير دستوري وينتهك القوانين الدولية.
ولكن كينياتا يرى أن عدم وجود شراكة مستقرة بين الحكومتين المتجاورتين يعني أن تأمين الحدود أمر بعيد المنال.