الولايات المتحدة تثني على الحريات الدينية في السودان وتسقط مطالب أمريكية بتعويضات سودانية والشعب يردد “تسقط بس”
تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية
في الوقت الذي تتصاعد فيه الاتهامات لحكومة عمر البشير بسبب سياساتها القمعية والدكتاتورية التي تمارسها منذ 30 سنة في السودان وعلى خلاف التقارير الحقوقية التي تؤكد وجود مئات السجناء السياسيين في سجون البلاد أعلنت مسؤولة ملف إفريقيا لدى مكتب الحريات الدينية بالخارجية الأمريكية سارة كريش، أن السودان بلغ مراحل متقدمة في الحريات الدينية.
وتعتبر المسؤولة الأمريكية أن ما يُشاع بانعدام الحريات الدينية في السودان أمر لا يمت للواقع بصلة، فإن ما يسري على المساجد يسري على الكنائس وفق قانون ينظم دور العبادة.
ويرى المراقبون تقييم المسؤولين الأمريكيين يعتمد على اهتمام الحكومة السودانية بالطوائف غير المسلمة التي توجد في السودان وتثمين مشاركة الحكومة السودانية لأعياد النصارى، لكنها تغض الطرف عن السجون التي يوجد به نشطاء إسلاميون تهمتهم أفكارهم الإسلامية.
مغازلة أمريكية أخرى
المغازلة الأمريكية لم تتوقف عند حد الثناء على الحريات الدينية في السودان بل تعدت إلى القرارت القضائية التي تخص البلاد.
فقد رفضت المحكمة الأميركية العليا مطالب أقارب 17 بحارًا أميركيًا قتلوا في تفجير المدمرة “كول” الشهير على يد تنظيم القاعدة عام 2000، بالحصول على تعويضات من السودان على أساس دور مزعوم لها في هذا الهجوم.
قرار المحكمة الأمريكية منع البحارة الأميركيين الذين أصيبوا في التفجير من الحصول على تعويضات. كما رفض القضاة الاستماع للطعن من أقارب البحارة بشأن هذا القرار. وهو ما يعتبر تغيرًا كبيرًا في السياسة الأمريكية مع الخرطوم خاصة بعد لهجة التهديد التي كانت تستعملها الإدارة الأمريكية بلغة التعويضات.
وبهذا القرار أزاحت واشنطن عن كاهل السودان دفع أكثر من 314 مليون دولار للبحارة الأميركيين المصابين في حادثة التفجير وزوجاتهم.
وهو ما يعني تبرئة السودان وتعزيز موقفه دوليا، ما يراه المراقبون نتيجة التجاوب المخلص من الحكومة السودانية مع مطالب الإدارة الأمريكية التي تمت مناقشتها في الآونة الأخيرة حيث جرى جزء من هذه المناقشات خلال زيارة وفد للكونغرس للسودان في الشهر الماضي.
تسقط بس
وفي هذه الأثناء تستمر الثورة السودانية تتجاوز تحديات حكومة البشير رغم فرض حالة الطوارئ ومنع الاحتجاجات.
ويرجع المراقبون استمرار الثورة للتنظيم الذي يقوده تجمع المهنيين السودانيين، وهو التجمع الذي يمثل العاملين في مجال الصحة والمحامين والمدرسين ضمن آخرين.
كما أحسن تجمع المهنيين السودانيين استعمال وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز حراكه الجماهيري وزيادة الوعي العام للشارع السوداني.
وواجهت جهود الثوار في السودان مضايقات من قوات الأمن بقطع الإنترنت ومنع المتظاهرين من التجمع في الأماكن المعلن عنها، ما دفع الثوار للجوء إلى التنسيق عبر لجان الأحياء وقطع الطريق على رجال الأمن في منع الاحتجاجات.
ورافق هذا التنظيم حملات مقاطعة اجتماعية واقتصادية للشركات المحسوبة على النظام.
ولا زال شعار “تسقط بس” هو المهيمن في احتجاجات الثوار السودانيين.
وقالت المتحدثة باسم تجمع المهنيين السودانيين نهى زين إن “تسقط بس” التي تعني (يسقط النظام وانتهى الأمر) جاءت بعد “محاولات الالتفاف على ثورة الشعب السوداني”، وأضافت: “إنه ليس شعارًا رنانًا فارغ المحتوى بل إنه يحمل معاني عميقة ومتجذرة لعبقرية هذا الشعب الذي عانى من وعود النظام وأكاذيبه”.
وينتظر أن يطلق تجمع المهنيين السودانيين قناة تلفزيونية تبث أيضا على الأنترنت تحت إسم “سودان بكرة” لإيصال رسائل الثورة السودانية. والتي من المقرر أن تبدأ البث يوم الخميس الرابع من نيسان/ أبريل، الثامنة مساء بتوقيت السودان.
وعكس صمود الثورة السودانية استفادة من الثورات السابقة في الربيع العربي، ويرى المراقبون أن صمود الجزائريين على مطالبهم بالجوار قدم سندًا معنويًا لثورة السودان، مما يرفع من نسبة نجاح كلا الثورتين بعد تاريخ من الفشل لازم الثورات بسبب الثورات المضادة وسياسة القمع الدولي لأصوات المسلمين المطالبة بالحرية من أنظمة فرضت عليها فرضًا بدعم أمريكي وغربي يوائم مصالحهم وأجنداتهم على حساب حرية الشعوب المسلمة وحقوقها الأساسية في العيش الكريم.