أبي أحمد يوطد العلاقات مع قطر والإمارات معًا ويسعى لفرض رقابة على نشطاء التواصل الاجتماعي “مرضى العقول”

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

أوضح رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد موقف بلاده من  قطر والإمارات، في إجابة على سؤال طرحه عدد من الأكاديميين الذين يخشون من أن يؤدي تطور العلاقات مع دول الشرق الأوسط المتحاربة إلى زعزعة استقرار إثيوبيا.

 

وقال أبي أحمد بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإثيوبية إن “فكرة وقف العلاقات مع قطر والإمارات ليست منطقية”، وأضاف: “بل ينبغي العمل مع هذه الدول لمحاربة الفقر وتطوير البلاد، ولا يوجد في السياسة تصنيف الدول بالصديق والعدو لأن هذا الشيء يضر البلاد”.

 

كما أكد رئيس الوزراء الإثيوبي بأن هناك أكثر من 20 ألف مواطن إثيوبي يعملون في قطر والإمارات.

 

زيارة لقطر

ويجدر الإشارة إلى أن أبي أحمد زار قبل أيام قطر والتقى بأميرها تميم بن حمد آل ثاني فيما يعد أول زيالة له إلى الدوحة منذ توليه منصب رئاسة الوزراء.

 

وسعى أبي أحمد خلال اللقاء إلى توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث سبل تعزيزها في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والبنية التحتية.

كما ناقش مع أمير قطر التطورات الإقليمية والدولية.

 

زيارة للإمارات

زيارة أبي أحمد لقطر أعقبها مباشرة زيارة أخرى إلى الإمارات، حيث بحث رئيس الوزراء الإثيوبي مع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وتطوير التعاون في مختلف المجالات. وناقش أيضا الأحداث والقضايا التي تشغل الساحة الإقليمية والدولية.

 

ويرى المراقبون أن أبي أحمد يحاول أن يستفيد من كلا الخصمين الإمارات وقطر ويتجنب التمييز بينهما لأجل المصالح المرجوة من كلاهما.

 

الرقابة على الانترنت

على صعيد متصل بإثيوبيا وتصريحات رئيس وزرائها ، أعلن أبي أحمد خلال مناقشة عقدت في العاصمة أديس أبابا حول نتائج الإصلاح  والتحديات التي تواجهها البلاد. أن حكومته تعد قانونًا يهدف إلى تخفيف الأضرار التي تسببها الحرية في تداول الأخبار والتعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وأكد أبي أحمد أن الحكومة أجرت مباحثات مع شركة فيسبوك والشركات الأخرى للتحكم في الأخبار المزيفة وخطابات الكراهية التي تنتشر في مواقع التواصل.

 

وقال أيضا إن نشطاء التواصل الاجتماعي “مرضى العقول”، وقال أن عليهم الذهاب إلى مستشفى المجانين، وأضاف: “إذا كان الجمهور يستجيب لصراخ المجانين فإن الجميع مرضى عقول”.

 

وأكد أبي أحمد أنه يعني كل من ينشط في هذه المواقع وإن كان متعلمًا كأمثال المهندسين والأطباء والأساتذة والمزارعين وقال: “إذا كان التواصل الاجتماعي يهدم البلاد فلا نرغبه، لأننا لا نملك أغلى من إثيوبيا على وجه الأرض”.

 

ويرى المراقبون تصريحات أبي أحمد جاءت نتيجة هجمات أحزاب المعارضة التي تنتقد الحكومة الإثيوبية باستمرار على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما زاد من الانقسام في الشارع الإثيوبي وقويت معه أصوات المعارضين لسياسات الحكومة في وقت تعيش فيه إثيوبيا ثورة داخلية، وهو ما يهدد طموحات الرئيس الإثيوبي الذي يحاول فرض رقابة صارمة على هذه المواقع.

 

جديد ملف الطائرة

وفي شأن متصل بإثيوبيا اختارت أديس أبابا فرنسا لإجراء التحقيقات في أسباب سقوط الطائرة  بوينغ 737 ماكس التي تحطمت قبل أيام.

 

وقد حصلت فرنسا على الصندوقين الأسودين للطائرة ولم تحدد بعد سبب تحطمها.

 

ولكن خبر تحطم الطائرة تسبب في ضرر كبير بسمعة شركة بوينغ الأمريكية لإنتاجها طراز طائرات بعيوب يهدد حياة المسافرين على متنها.

 

وفي محاولة لتحسين سمعة الشركة، شنت صحيفتان أمريكيتان شهيرتان هجومًا على شركة الخطوط الجوية الإثيوبية، لتحميلها مسؤولية سقوط الطائرة، حيث قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إن “هناك اثنين من الطيارين في خطوط الطيران الإثيوبية، تقدموا بشكاوي في 2015 بشأن إجراءات الأمن والسلامة السيئة في الشركة، وذلك قبل بدء استخدام إثيوبيا لطائرة بوينغ مكس 737”.

 

وردت الشركة الإثيوبية على هذا الاتهام في بيان جاء فيه: “الخطوط الجوية الإثيوبية، تدحض بشدة كل الادعاءات التي لا أساس لها والتي وردت في مقال “واشنطن بوست” بتاريخ 21 مارس/آذار 2019″.

 

وأضاف البيان: “كل الادعاءات في المقال افتراءات مزيفة ودون أية أدلة، وهي مجمعة من مصادر غير معروفة وغير موثوقة لإزاحة الانتباه عن طائرات بي-737”.

 

وبعد بيان الشركة الإثيوبية نشرت “نيويورك تايمز” الصحيفة الأمريكية الشهيرة الأخرى تقريرا آخر يتهم الطيارين في الطائرة بأنهما لم يتدربا على جهاز محاكاة الطيران للطائرة بوينغ 737 ماكس 8″.

 

وردت شركة الطيران الإثيوبية، بأنها دربت طياريها بصورة كافية على قيادة هذا الطراز، على النحو الذي أوصت به شركة بوينغ ووافقت عليه إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية. وأضافت بأن جهاز محاكاة الطيران للطائرة 737 ماكس 8 لم يكن مصمما لمحاكاة مشكلات برنامج التحكم المثير للجدل “إم سي ايه إس”.

 

ويجدر الإشارة إلى أن الطائرة البوينغ التابعة للخطوط الإثيوبية تحطمت يوم الأحد 10 مارس/آذار، أثناء رحلة لها من أديس أبابا إلى العاصمة الكينية نيروبي وكان على متنها 149 راكبا و8 من أفراد الطاقم، وهي ثاني طائرة بوينغ من هذا النوع تتحطم بعد الطائرة الأندونيسية التي تحمطت في أكتوبر/تشرين الأول وكان على متنها 189 شخصا.

 

وبعد الحادثين توقفت أغلب شركات الطيران عن استعمال أساطيل 737 ماكس في حين أوقفت الشركة الأمريكية المصنعة للطائرات تسليم طلبيات بآلاف الطائرات من طراز كانت تعول عليه ليكون أهم طائراتها المنتجة ما يعني خسارة سمعة البوينغ وصفقات بملايين الدولارات.