ماكرون في زيارة لدول شرق إفريقيا لاستدراك تراجع النفوذ الفرنسي

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون 3 دول شرق إفريقية في جولة له انطلقت من جيبوتي التي وصلها مساء الإثنين ثم إثيوبيا التي مكث فيها يومين ليختم جولته في كينيا.

 

وفي جيبوتي تفقد ماكرون القاعدة العسكرية الفرنسية الأكبر لفرنسا في العالم حيث التقى مدير القاعدة وأجرى معه تقييما للأداء العسكري الفرنسي في المنطقة الاستراتيجية من شرق إفريقيا.

 

وتأتي زيارة الرئيس الفرنسي في وقت يشتعل فيه الشارع الفرنسي باحتجاجات السترات الصفراء، لتعكس مخاوف باريس من تمدد قوى كبرى أخرى على رأسها الصين في شرق إفريقيا في وقت تنشغل فيه بأزماتها الداخلية.

 

وقد خفف ماكرون من رحلاته الدولية بسبب الضغط الذي يعيشه الشارع الفرنسي لكنه اضطر لإجراء هذه الجولة لتعزيز النفوذ الفرنسي في الدول الثلاث ولاستدراك تراجع دولته في سباق المصالح في المنطقة.

 

وفي جيبوتي التقى ماكرون أيضا بالرئيس إسماعيل عمر جيله وناقشا معا جملة من القضايا المتعلقة بالأمن والتعاون بين البلدين.

 

في إثيوبيا

وفي إثيوبيا التي تعيش حالة حداد على ضحايا حادث الطائرة بوينج 737، زار الرئيس الفرنسي مدينة “لاليبيلا” على بعد قرابة 680 كلم شمال أديس أبابا، وهي المدينة الشهيرة بكنائسها الخمسة عشر المنحوتة في الصخر والتي تعود إلى القرن الثالث عشر وتمثل معلمًا هاما للتراث النصراني تسعى فرنسا للحفاظ عليه. فيما اعتبرت أول زيارة من رئيس فرنسي للمنطقة.

 

كما التقى ماكرون الرئيسة الإثيوبية “ساهلي ويرك زويدي” ورئيس الوزراء “أبي أحمد” وزار مقر الاتحاد الإفريقى في العاصمة الإثيوبية لمناقشة سبل تعاون الدول الإفريقية مع فرنسا.

 

ووقّع ماكرون في هذه الزيارة على أول اتفاق بين فرنسا وإثيوبيا بشأن التعاون العسكري يشمل مساعدة أديس أبابا في بناء سلاح للبحرية، وتوسيع دائرة العلاقات الاقتصادية بين البلدين فضلا عن التعاون الجوي والعمليات المشتركة وفرص التدريب وشراء العتاد.

 

كما دخل في حيز الاتفاق مشروع تطوير إرث إثيوبيا الثقافي كترميم الكنائس. إضافة لتقديم باريس 100 مليون يورو لمساعدة أديس أبابا على التحول الاقتصادي.

 

ورافق ماكرون، ستيفان ريشار، الرئيس التنفيذي لمجموعة أورانج للاتصالات بهدف البحث عن أفضل سبل للاستثمار في قطاع الاتصالات قبل أن تخصخصه إثيوبيا كما ينتظر منها ذلك.

 

ويرى المراقبون أن زيارة ماكرون جاءت لاستدراك تراجع النفوذ الفرنسي في إثيوبيا أمام توغل التنين الصيني ولتكشف أيضا عن طموحات إثيوبيا “الدولة الحبيسة” في الوصول إلى البحر وتحقيق حضور عسكري قوي عن طريق سواحل كل من إريتريا وجيبوتي والصومال وهو السبب الذي يفسر تشجيع أبي أحمد على المصالحة مع إريتريا رغم طول العداء بين البلدين.

 

وقال ماكرون في مؤتمر صحفي جمعه بأبي أحمد: إن “اتفاق التعاون الدفاعي الذي لم يسبق له مثيل، يوفر الإطار… ويفتح بشكل ملحوظ الطريق لفرنسا للمساعدة في تأسيس مكون بحري إثيوبي”.

 

ويجدر الذكر أن آخر عهد لإثيوبيا بسلاح البحرية كان في عام 1991 بعد استقلال إريتريا، عنها وانفرادها بسواحلها على البحر الأحمر.

 

في كينيا

وفي كينيا التقى ماكرون بالرئيس الكينى “أوهورو كنياتا”، لبحث مسألة تمويل قوة الاتحاد الإفريقي الشائكة في الصومال والتي تسببت في قرار الأمم المتحدة بسحب قوات أميصوم من البلاد على مراحل، وهو ما يعترض عليه الدول المشاركة في البعثة على رأسها أوغندا وبورندي.

 

وعرضت كينيا على فرنسا المشاريع المشتركة للبنية التحتية وتحسين البيئة ومكافحة ما يُسمى “الإرهاب” ووقعت الأخيرة على اتفاقات بقيمة 3 مليارات يورو مع الحكومة الكينية.

 

ومع نهاية زيارته التي دامت يومين أطلق الرئيس الفرنسي نموذجًا جديدًا للسيارات (أس يو في 3008 ) يتم تجميعه في مصنع بيجو الفرنسي لأول مرة في كينيا.

 

كما حضر ماكرون خلال زيارته لكينيا قمة “كوكب واحد” التي تنظمها جمعية الأمم المتحدة للبيئة.

 

ويجدر الإشارة إلى أن زيارة ماكرون هي الأولى لرئيس فرنسي منذ استقلال كينيا عن بريطانيا في عام 1963.

 

وعن أهداف فرنسا من هذه الزيارة لدول شرق إفريقيا الثلاث قال ماكرون: “نريد تحسين التعاون في المنطقة من وجهة نظر الأمن والدفاع.”

 

الزيارة الاضطرارية التي قام بها الرئيس الفرنسي لدول شرق إفريقيا لم تشمل الصومال ولا إريتريا. ويجدر الإشارة إلى أن الرئيس الصومالي زار في الأثناء أوغندا فيما وصف بمحاولة إقناع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني للتراجع عن تهديداته بسحب قواته من الصومال في حال استمرت الأمم المتحدة في تنفيذ قرارها بسحب قوات بعثة الإتحاد الإفريقي “أميصوم” من البلاد وهو ما يهدد وجود الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.