خبراء: الضربات الجوية الأمريكية في الصومال “لن تحقق السلام” وقادة أميصوم يجتمعون لمناقشة خطة الانسحاب من البلاد

 تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

أكد خبراء بأن شن المزيد من الضربات الجوية الأمريكية في الصومال ضد حركة الشباب المجاهدين لن يحقق السلام في هذا البلد المضطرب، ولن يمنع الحركة من مواصلة عملياتها.

 

ونقل تقرير لوكالة أناضول قول شادراك جوتو ، الأستاذ الفخري في جامعة جنوب إفريقيا “إن الصومال بحاجة إلى حوار وطني. يجب تركيز الدعم الدولي للتوصل إلى سلام وعدالة على أساس المصالحة”.

 

وقال جوتو: “لا يمكن لأي قوة أجنبية أن تحقق الاستقرار في بلد آخر ، لا سيما حين تكون هناك انقسامات كما هو الحال في الصومال، حيث تقاتل جماعة واحدة هي حركة الشباب – من أجل إقامة دولة إسلامية ، بينما تقاتل جماعات أخرى لأجل القبيلة أو الهيمنة العرقية”.

 

وأضاف جوتو “أعتقد بأن الغارات الجوية الأمريكية ليست إلا حلا قصير الأمد – كمستحضر تجميل- لاستقرار الصومال”.

 

وسلط تقرير وكالة الأناضول الضوء على نشاط القوى الأجنبية في الصومال خلال السنوات العديدة الماضية، حيث قادت الولايات المتحدة عمليات مشتركة مع بعثة الإتحاد الإفريقي في الصومال (أميصوم) والميليشيات الصومالية، ورفعت من وتيرة الضربات الجوية الأمريكية في البلاد بشكل بارز منذ عام 2017.

 

وبحسب ما ذكر التقرير، يعلن البنتاغون في كل شهر -إلا ما ندر – عن جولة جديدة من الضربات الجوية في الصومال تهدف في الظاهر إلى إضعاف حركة الشباب المجاهدين حليفة تنظيم القاعدة والتي تقاتل منذ أكثر من عقد من الزمن لأجل إقامة حكم إسلامي بدل الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.

 

ونقل تقرير الوكالة تصريحات الجنرال توماس والدهاوزر، قائد القيادة الأمريكية الإفريقية (أفريكوم)، للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن الغارات الجوية المتكررة التي فشلت في تحطيم قدرات حركة الشباب.

 

ونقل عنه قوله “خلاصة القول أن الجيش الوطني الصومالي بحاجة إلى بناء وإلى تحمل مسؤوليته الأمنية”.

 

من جهته أكد جوتو أيضا بأن الولايات المتحدة صعّدت من وتيرة غاراتها الجوية التي نفذت في الصومال من 35 في عام 2017 إلى 47 في عام 2018.

 

بينما قال قائد أفريكوم، إن الولايات المتحدة نفذت حتى الآن أكثر من 10 غارات جوية في البلد الواقع في القرن الأفريقي المضطرب.

 

واتفق يوسف سيرونكوما ، وهو باحث في جامعة ماكيري في العاصمة الأوغندية كامبالا ، مع جوتو، حيث أكد أيضا بأن الحوار – وليس القوة – هو المفتاح لإنهاء سنوات من الصراع في الصومال.

 

وقال سيرونكوما: في الواقع “لا وجود لجيش وطني صومالي قوي ولن يؤدي رفع عدد الهجمات ضد حركة الشباب إلى تهدئة الوضع في الصومال”.

 

كما حثّ الباحث الجامعي الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وشركائها الدوليين على معالجة العوامل التي أدت إلى انقلاب عام 1991 والذي أسفر بدوره عن الإطاحة بالرئيس الراحل محمد سياد بري.

 

الاجتماع لمناقشة خطة الانسحاب

ويجدر الإشارة إلى أن تعثر الجهود العسكرية في الصومال للقوات الأمريكية وقوات أميصوم والميليشيات الحكومية المتحالفة معا، أمام حركة الشباب المجاهدين، دفع قادة بعثة الإتحاد الإفريقي في البلاد إلى افتتاح مؤتمر في العاصمة الصومالية مقديشو، لمناقشة خطة الانسحاب من البلد الواقع في القرن الإفريقي.

 

ويهدف المؤتمر الجاري لمدة أربعة أيام، إلى استعراض الخطط والمهام التي يجب القيام بها قبل استكمال انسحاب القوات الإفريقية تنفيذًا لقرار مجلس الأمن الدولي وتسليم المسئولية الأمنية إلى قوات الحكومة الصومالية. إضافة إلى تحديد إطار زمني وحجم الدعم اللوجستي اللازمين لتنفيذ هذه الخطط والمهام  بحسب ما صرح نائب رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي “سيمون مولونغو” خلال الافتتاح الرسمي للمؤتمر.

 

وأضاف في بيانه: “نحتاج إلى الاكتفاء بالموارد القليلة التي نملكها وتنفيذ مؤتمر جديد لمساعدة البعثة على الوفاء بولايتها في تأمين الصومال”.

 

ويتزامن مع انعقاد المؤتمر استعداد بعثة الاتحاد الإفريقي لسحب 1000 جندي من إقليم شبيلي الوسطى بحلول 28 فبراير، في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في يوليو عام 2018. ما يثير قلق الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب التي لا تستطيع إلى الآن تأمين المناطق التي تنسحب منها قوات أميصوم ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة الممتدة من 2018 إلى2021.

 

ويحضر المؤتمر ممثلون عن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إضافة لقادة بعثة أميصوم والحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.

 

يجدر الذكر  بأن قرار الأمم المتحدة، يطالب بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال بتخفيض مستوى الأفراد النظاميين من 22 ألف إلى 266 20 فردًا بحلول 28 شباط 2019 ، دون “أي تأخير إضافي”.

 

ويرى الخبراء أن التكاليف المادية الثقيلة لتمويل قوات أميصوم هي التي دفعت الأمم المتحدة لتقليص حجم هذه القوات في الصومال، في وقت لم تحقق فيه الإنجازات العسكرية المرجوة منها إلى الآن وفشلت في إضعاف أو تفكيك حركة الشباب المجاهدين كما كان مخططا له.