الرئيس الإريتيري يزور الإمارات

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

استقبل ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان هذا الأسبوع الرئيس الإريتيري أسياس أفورقي فيما يعد خطوة أخرى للأمام في طريق تعميق العلاقات بين البلدين.

 

وتأتي هذه الزيارة من الزعيم الإريتيري بهدف مناقشة فرص الشراكة الاقتصادية والتنموية وآفاق تعاون أسمرة وأبو ظبي وفق طموحات كل منهما إضافة إلى مناقشة التطورات الإقليمية والأخطار التي تهدد مصالحهما.

 

ويجدر الإشارة إلى أن إريتريا حصلت على قرض من صندوق أبو ظبي للتنمية في عام 2012، يقدر بـ 183 مليون درهم. وتحاول الاستفادة من القروض الإماراتية بشكل أفضل بعد إبرام اتفاق المصالحة مع جارتها إثيوبيا.

 

ولكن رغم التقارب الاقتصادي وتأمين القروض مع الإمارات فضلا عن العلاقات القديمة بينهما، لم تتشجع أسمرة على الانضمام في التحالف السعودي الذي أنشأت كيانه الرياض الحليف الأول لأبو ظبي، في سبيل الهيمنة على البحر الأحمر.

 

ويرى المراقبون أن إريتريا تمسك بالعصا من المنتصف محاولة الاستفادة من جميع الأطراف بما ينفع مصالحها، خاصة بعد الأزمة الخليجية التي امتدت آثارها لشرق إفريقيا.

 

وتعد زيارة أسياس أفورقي الأولى له للإمارات هذا العام، وقد سبق وأن زارها خلال فترة توقيع اتفاق المصالحة مع أديس أبابا في أسمرة في شهر سبتمبر 2018 لمدة ثلاثة أيام. سبقتها زيارات أخرى تعكس التقارب الإماراتي الإريتيري.

 

وتشهد اتفاقية المصالحة بين إثيوبيا وإريتيريا اهتمامًا دوليًا ودعمًا سياسيًا واقتصاديًا بارزًا، كان آخر حلقاته تقديم الاتحاد الأوروبي 20 مليون يورو للاستثمار في الطرق التي تربط بين البلدين بهدف إعادة إعمار خطوط النقل التي تربط بين موانئ إثيوبيا وإريتريا.

 

من جهتها تستفيد أبو ظبي من الموقع الاستراتيجي لإريتريا على البحر الأحمر، حيث أقامت قاعدة عسكرية كبيرة ونشطة لها شمال ميناء عصب.

 

وتعتبر الإمارات إريتريا منافسًا إقليميًا لجيبوتي إذ تحاول من خلالها تعويض خسارتها لحضور عسكري هناك بسبب رفض جيبوتي لهذا المشروع، رغم إبداء الموافقة عليه ابتداءً.

 

وبفضل التقارب الإماراتي الإريتيري، تمكنت أبو ظبي من الاستفادة من موقع إريتريا الاستراتيجي، ومن جزرها المطلة على البحر الأحمر وعددها 126 جزيرة، حيث تعد جزيرتي “حالب وفاطمة”، الأكثر أهمية لوقوعهما أمام باب المندب، وأمام أرخبيل حنيش اليمني البالغ عدده 43 جزيرةً إضافة إلى امتلاكها إطلالة على الجزر السعودية.

 

ومقابل هذه الامتيازات قدمت حكومة الإمارات مساعدات سخية لنظام أسياس أفورقي حتى في المرحلة التي كان يخضع فيها لعقوبات دولية ويعيش عزلة عن العالم فرضتها عليه علاقته المتشنجة مع إثيوبيا.

 

وتعزز الإمارات وجودها العسكري البحري في البحر الأحمر وخليج عدن وقُبالة السواحل الصومالية في ما يعتبره المراقبون أطماعا إماراتية في الهيمنة.