رغم الدعم الأوروبي .. الحكومة الإثيوبية تقف عاجزة أمام أزمة الملايين من النازحين

تقرير خاص لوكالة شهادة الإخبارية

يواجه رئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد” اليوم تحديات كبرى لتحقيق طموحاته المعلن عنها أثناء استلامه لمنصب رئاسة الوزراء. وعلى رأس هذه التحديات تصاعد وتيرة العنف في جميع أنحاء البلاد واستمرار الأزمة السياسة والاقتصادية إضافة إلى تشريد 3 ملايين إثيوبي نزحوا داخليا في ظروف سيئة للغاية تقف أمامها الحكومة الإثيوبية موقف العاجز.

 

وقد نزح 3 ملايين إثيوبي، ثلثهم نزح بسبب تصاعد وتيرة العنف في البلاد، بينما نزح الثلثين الآخرين بسبب الجفاف والفياضانات التي تعاني منها إثيوبيا.

 

وتؤكد التقارير أن ما يقرب من 8 ملايين إثيوبي في حاجة طارئة للمساعدات الغذائية.

 

ويعتبر مخيم “كولوجي” أكبر مخيم للنازحين داخليًا في الأراضي الصومالية المحتلة من قبل إثيوبيا ، ويقيم فيه 80 ألف شخص، معظمهم من الجالية الصومالية ومن عرقية الأورومو ولا زالت العديد من العائلات تصل إليه في كل يوم.

 

وقالت أحد اللاجئات في المخيم:” لقد جئت إلى هنا قبل عام وثلاثة أشهر. كنت أملك متجرين في أوروميا لبيع الطعام والملابس. ولكن بعد أن جئنا إلى هنا أصبحنا نعيش في كوخ صغير ، نحن نعاني الكثير.” بحسب ما نقلت صحيفة أورو نيوز.

 

ويشتكي اللاجئون من أزمة المياه والصرف الصحي من بين العديد من الشكاوى الأخرى في المخيم.

 

من جهته، أعلن كريستوس ستيليانيدس ، المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية ، بعد زيارة مخيم كولوجي في ديسمبر الماضي. عن إرسال 89 مليون يورو كمساعدات إنسانية في 2018-2019. على أن يتم استخدام هذه الأموال لتلبية احتياجات النازحين ، وكذلك لمساعدة مليون لاجئ ، ومعالجة ما تسببت به الكوارث الطبيعية.

 

وقال تسيليانيدس: “هذه الظروف صعبة للغاية. إثيوبيا تعيش في مرحلة هي عمق التغيير السياسي، والاتحاد الأوروبي هنا لدعم إثيوبيا”.

 

ولا زال عداد النازحين في تصاعد مستمر، ما يجعل مهمة تلبية حاجاتهم صعبة للغاية رغم المساعدات الخارجية التي تصل الحكومة الإثيوبية.

 

وقال أحد اللاجئين في المخيم: “أعدادنا آخذة في الارتفاع؛ ولد هنا 150 طفلا، ننام على أرضية إسمنتية ؛ وليس لدينا ملابس. احتياجاتنا تزيد في كل يوم وللأسف ما نتلقاه من مساعدات محدود للغاية”. بحسب ما نقلت صحيفة أورو نيوز.

 

ويرى المراقبون أن المساعدات الأوروبية غير كافية لحل أزمة الملايين من اللاجئين الإثيوبيين، وأن على الحكومة التي تقف عاجزة أمام هذه الأزمة أن تبحث عن حلول أخرى أكثر فاعلية من مجرد انتظار المساعدات الدولية.

 

ولا يبدو في الأفق أن مشكلة اللاجئين ستحل في تاريخ قريب نظرًا لارتباطها الوثيق بالأزمة السياسية والاقتصادية التي تعيشها إثيوبيا إلى أجل غير مسمى، وهو ما يجعل من مهمة أبي أحمد في تحقيق النهضة الإثيوبية الموعودة، أمام امتحانات  صعبة.