افتتاح منتدى القرن الأفريقي في جيبوتي وسط توترات بين إثيوبيا والصومال
اجتمع سياسيون وزعماء القبائل الصوماليون من جميع أنحاء القرن الأفريقي في جيبوتي يوم الاثنين في منتدى يستمر ثلاثة أيام حول تعزيز الاستقرار الإقليمي. بحسب وكالات الأنباء.
تم تنظيم المنتدى السنوي، وهو الثامن من نوعه، من قبل معهد التراث لدراسات السياسات في الصومال، وهو مجموعة بحثية مستقلة غير ربحية وغير حزبية في مقديشو. وقال مرسل ساني، المدير التنفيذي للمعهد، إن المنتدى يوفر فرصة للصوماليين من جميع أنحاء المنطقة لمناقشة القضايا المثيرة للقلق.
وقال ساني: “لقد دعونا ما يقرب من 300 مندوب بما في ذلك خبراء إقليميون لمنحهم فرصة لمناقشة وعرض أفكار بناءة حول كيف يمكن لمنطقة القرن الأفريقي تعزيز استقرارها وأهمية سيادة القانون”.
ويأتي منتدى هذا العام في وقت يتزايد فيه التوتر بين الصومال وإثيوبيا بشأن اتفاق ميناء وقعته أديس أبابا في يناير كانون الثاني مع صومالي لاند وهي منطقة انفصالية. وترى مقديشو أن صومالي لاند جزء من الصومال.
وتمنح الصفقة حتى الآن، في شكل مذكرة تفاهم، إثيوبيا غير الساحلية إيجارا لمدة 50 عاما لميناء على البحر الأحمر من صومالي لاند مقابل اعتراف محتمل باستقلال صومالي لاند. وأثار الاتفاق غضب مقديشو التي وصفته بأنه اعتداء على سيادة الصومال ووحدة أراضيه.
وتؤكد إثيوبيا أنها لا تنتهك سيادة الصومال.
أعلنت صومالي لاند استقلالها عن بقية الصومال في عام 1991 ، بعد انهيار الحكومة العسكرية بقيادة الديكتاتور الراحل محمد سياد بري.
لم يقبل الصومال أبدا انفصال صومالي لاند، ولم تحصل الأخيرة على اعتراف دولي.
وفي يوليو تموز وأغسطس آب فشلت جولتان من المحادثات بين إثيوبيا والصومال بوساطة تركيا في حل النزاع حيث طالبت الحكومة الصومالية التي طالما تحالفت مع إثيوبيا لمنع قيام نظام إسلامي في الصومال، طالبت إثيوبيا بالانسحاب من الاتفاق. وأثارت هذه القضية مخاوف من اندلاع صراع جديد في منطقة القرن الأفريقي.
وقال وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي في مستهل المنتدى “بسبب موقعه الاستراتيجي في المنطقة وحقيقة أنه يخرج من حقبة صراع، فإن الصومال متعطش للسلام والاستقرار الإقليمي واحترام القانون الدولي وسيادة القانون”.
يوم الاثنين أيضا، قال مؤمن حسن بري، وزير العدل والدين في جيبوتي، إن الخبراء الذين يحضرون المنتدى يجب أن يسهموا في رفاهية المنطقة.
وقال بري “نرى خبراء يعرفون المنطقة جيدا وأعتقد أن السلام والاستقرار وحل مشاكل المنطقة تقع في أيدي شعبها بمن فيهم الخبراء الذين اجتمعوا هنا”.
ويحضر هذا الحدث صوماليون يمثلون كينيا وإثيوبيا وجيبوتي والصومال، بالإضافة إلى صوماليون من جميع أنحاء المنطقة ومجتمعات الشتات في الولايات المتحدة وأوروبا وأماكن أخرى.
لكن لا يحضر المنتدى ممثلون عن الولايات الإسلامية التي تحكم مساحات شاسعة في وسط وجنوب الصومال، حيث لا يعترف الصوماليون القاطنون فيها بغير النظام الإسلامي الشامل والمستقل عن كل احتلال وهيمنة.