الإعلام الأمريكي يشمت بفاغنر عقب الهزيمة الكبرى في مالي

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرًا يكشف عن التدهور الكبير في سمعة مرتزقة فاغنر التابعة لروسيا، والتي كانت تُعرف سابقًا بالقوة التي لا تُقهر، داخل القارة الإفريقية.
أفاد التقرير بأن ميليشيات مجموعة فاغنر  تلقت ضربات قاسية من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة والتي تقاتل في غرب إفريقيا.
وجدت فاغنر نفسها في معركة غير متوقعة، حيث واجهت دمارًا كبيرًا في منطقة صحراوية شمال مالي، وكانت حينها مدعومة بمجموعات من الجيش المالي الذين عملوا كوكلاء للمرتزقة مقابل القليل من المال.
أظهر التقرير هزيمة فاغنر في مالي في يوليو 2024، حيث تكبدت خسائر فادحة على يد مجاهدي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، الذين قتلوا العديد من جنود المرتزقة أثناء تنقلهم في الصحراء. وحتى الآن، لم تصدر روسيا بيانًا رسميًا يؤكد عدد القتلى من مرتزقتها في تلك المعركة.
أشارت نيويورك تايمز إلى الصور التي نُشرت في يوليو والتي أظهرت الهزيمة التي لحقت بفاغنر، حيث تم نشر كل شيء على وسائل التواصل الاجتماعي. أدت هذه الصور إلى تدهور سمعة فاغنر لدى زبائنها – رؤساء الحكومات في أفريقيا – حيث بدأت الشكوك تحوم حول استمرار وجودها في مالي وغرب إفريقيا.
كشفت التحقيقات عن مقتل 46 جنديًا على الأقل من فاغنر وإصابة 24 آخرين، مما يجعلها واحدة من أكبر الهزائم التي لحقت بالمجموعة في إفريقيا، خاصة في الغرب. لم يتمكن المرتزقة الروس من تطبيق تكتيكاتهم القتالية السابقة في مالي، وهي منطقة صحراوية يصعب المناورة فيها وتحقيق النصر.
بعد الهزيمة، بدأت المجموعة في التفكك، وتوقفت العديد من العمليات المخطط لها في مختلف البلدان الإفريقية. كما فشلت خطة تجنيد الجنود الجدد بسبب مشاهدة العالم للفشل الذي واجه المرتزقة في غرب إفريقيا.
تواجه فاغنر الآن أكبر انهيار في تاريخها، وهناك خطط جارية من قبل روسيا لتدميرها بالكامل، حيث أنشأت روسيا بالفعل وحدة جديدة تسمى “فيلق إفريقيا” ليكون بديلاً عن المجموعة التى اتصفت أيضا بالتمرد لدى روسيا عندما خاض رئيسها السابق يفغيني بريغوجين تمردا مسلحا ضد بوتين قبل الإطاحة به في إسقاط طائرته بضواحي العاصمة موسكو في عام 2023.
“فيلق إفريقيا” يشبه فاغنر بشكل كبير، وهو من مجموعات مخلصة لموسكو ويعمل بنفس طريقة فاغنر في العمليات والإدارة، ولكن حتى الآن لا توجد أجندات واضحة من فلاديمير بوتين حول كيفية تشغيل قوات الفيلق والدول التي سيبدأ فيها عملياته.
في ختام التقرير، يُشار إلى أن مستقبل فاغنر في مالي والمناطق الأخرى في إفريقيا غير مؤكد حاليًا، ويبدو أن روسيا تتردد في إعادة تنظيم الميليشيات، حيث يبدو أنها تركز الآن على تطوير “فيلق إفريقيا” ليكون بديلاً رسميا.
بشكل عام، يكشف التقرير كيف أن القوات التي كانت تُعتبر غير قابلة للهزيمة قد تعرضت لضربات قاسية من المجاهدين في غرب إفريقيا، وفي فترة قصيرة أصبح مستقبلهم الذي تم بناؤه على مدى سنوات عديدة غامضًا، بعد أن أراقوا دماء العديد من الأبرياء في مختلف أنحاء العالم.