مسيرتان تضربان تل أبيب وحزب الله يحذر سكان شمال “إسرائيل” من قصف أهداف عسكرية

تسببت مسيّرتان أطلقتا من لبنان مساءً يوم أمس، بتفعيل صفارات الإنذار في مدن عدة شمال تل أبيب، في حين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي “تمكن قوات سلاح الجو من اعتراض إحداهما”.

وحذر جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان من “انفجارات إضافية قد يتم سماعها بسبب عمليات اعتراض أو (سقوط) شظايا”. وأوضح البيان أنه “عقب إنذارات أُطلقت قبل قليل في وسط الدولة، رصدت طائرتان بلا طيار عبرتا الحدود من لبنان”.

وبعد نحو عشرين دقيقة، أعلن جيش الاحتلال أن “الحادث انتهى” من دون تفاصيل إضافية.

وأصيب مبنى في هرتسليا بأضرار، بحسب السلطات الإسرائيلية التي لم تذكر تسجيل أي إصابات بشرية.

 

 

وقال بيان جيش الاحتلال أيضاً “تمكنت قوات سلاح الجو من اعتراض إحدى الطائرتين بنجاح. في هذه المرحلة، سجلت إصابة مبنى في هرتسليا. حتى الآن، لم تُسجل أي إصابات بشرية. يجري التحقيق في الحادثة، وما زالت التفاصيل قيد الفحص”.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها تلقّت بلاغات عدة تفيد بسقوط حطام “في منطقة هرتسليا”. ولم تفد الشرطة كذلك بتسجيل أي إصابات بشرية مكتفية بالإشارة إلى تضرر مبنى.

كما لم تشر فرق الإسعاف حتى الآن إلى سقوط ضحايا.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الكهرباء انقطعت عن هرتسيليا بعد دوي انفجار وتفعيل صافرات الإنذار للتحذير من تسلل طائرة مسيرة.

وحذّر حزب الله الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول، من أن منازل وقواعد عسكرية في أحياء سكنية بعضها في مدن كبرى في شمال “إسرائيل”، ستكون هدفا له، مصدراً تحذيره للسكان.

وبحسب ما نقلت فرانس برس، اتهم الحزب جيش الاحتلال باتخاذ منازل في بعض مناطق شمال “إسرائيل” كمراكز “تجمع لضباطه وجنوده، وكذلك تتواجد قواعده العسكرية التي تدير العدوان على لبنان داخل أحياء” سكنية في مدن كبرى مثل “حيفا وطبريا وعكا”.

ولفت البيان إلى أن هذه المنازل والقواعد العسكرية ستكون أهدافاً للقوة الصاروخية والجوية للحزب، محذّراً السكان من “التواجد قرب هذه التجمعات العسكرية حفاظا ًعلى حياتهم وحتى إشعار آخر”.

وفي وقت يتهيأ فيه كيان الاحتلال للاحتفال بعيد الغفران اليهودي، دوّت عصراً في مناطق عدة في شمال غرب فلسطين المحتلة صفارات الإنذار تحذيرا من هجوم جوي.

وأعلن جيش الاحتلال رصد “نحو 80 مقذوفاً” أطلقت من لبنان.

 

دول غربية تندد بـ”استهداف” قوات اليونيفيل

ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول، الاحتلال إلى الكفّ عن استهداف قوات ما يسمى حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفل)، المنتشرة في جنوب لبنان.

تأتي دعوة بايدن بعد إصابة اثنين من قوات حفظ السلام، الجمعة، في ضربة إسرائيلية بالقرب من برج مراقبة في جنوب لبنان.

وفي وقت سابق، كتب وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، منشوراً على منصة إكس قال فيه: “أدعو إلى ضمان سلامة قوات اليونيفل وتنسيق الجهود للانتقال من العمليات العسكرية إلى المسار الدبلوماسي في أقرب وقت ممكن”.

وندد بيان صادر عن فرنسا وإيطاليا وإسبانيا باستهداف الجيش الإسرائيلي لقوات اليونيفيل في لبنان.

وجاء في البيان الأوروبي الثلاثي أن “الهجمات على قوات اليونيفيل في لبنان غير مبررة ويجب أن تتوقف على الفور، وتعد انتهاكاً خطيراً لالتزامات إسرائيل بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701”.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يجري “مراجعة شاملة” بعد إخطاره بأن اثنين من قوات حفظ السلام أصيبا “عن غير قصد” أثناء القتال في جنوب لبنان.

وقالت بعثة حفظ السلام في لبنان إن مقرها في الناقورة تأثر بالانفجارات للمرة الثانية خلال 48 ساعة.

وأصدرت بياناً تقول فيه: “تعرّض المقر العام لليونيفيل في الناقورة، صباح اليوم، لانفجارات للمرة الثانية خلال 48 ساعة، حيث أصيب جنديان من قوات حفظ السلام بعد وقوع انفجارين بالقرب من برج مراقبة، وتم نقل أحد الجرحى إلى مستشفى في صور، بينما يتلقى الثاني العلاج في الناقورة”.

وأضافت البعثة أن جنديان إندونيسيان أصيبا، الخميس، عند سقوطهما من برج مراقبة بعد أن أطلقت دبابة إسرائيلية النار باتجاههما.

واعتبرت البعثة أن “هذه الحوادث تضع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي تعمل في جنوب لبنان بناءً على طلب مجلس الأمن بموجب القرار 1701 (2006)، في خطر شديد للغاية”.

ووصفت الأحداث الأخيرة بـ”التطور الخطير”، مؤكدة على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون:”إ ذا هاجمت إسرائيل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة مرة أخرى، فلن نتسامح معها”، وقال في تصريح سابق أثار استياء الاحتلال:” إن وقف صادرات الأسلحة لإسرائيل هو السبيل الوحيد لوقف الحرب في غزة ولبنان”.

 

جنود حفظ السلام الإسبان التابعون لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) ينسقون دوريتهم مع الجيش اللبناني في مرجعيون في جنوب لبنان في 8 أكتوبر 2024.

جنود حفظ السلام الإسبان التابعون لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) ينسقون دوريتهم مع الجيش اللبناني في مرجعيون في جنوب لبنان في 8 أكتوبر 2024.

 

من جهته، قال المتحدث باسم جيش الاحتلا الإسرائيلي، نداف شوشاني، إن جيشه يعمل في جنوب لبنان كجزء من “صراع مستمر مع حزب الله الذي يقع إرهابيوه وبنيته التحتية على مقربة من مواقع اليونيفيل مما يشكل خطراً كبيراً على سلامة قوات حفظ السلام”.

وأضاف أن “الجيش الإسرائيلي يتخذ كل الاحتياطات اللازمة لتقليل الأذى الذي قد يلحق بالمدنيين وقوات حفظ السلام على حد سواء”.

وأكد جيش الاحتلال، الخميس، أنه أطلق النار على قاعدة الأمم المتحدة في الناقورة بعد أن أمر الموظفين المتمركزين هناك بالبقاء في “أماكن محمية”.

وقال الجيش اللبناني، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي “استهدف مركزاً للجيش في بلدة كفرا – الجنوب ما أدى إلى سقوط شهيدَين و3 جرحى”.

واتهمت اليونيفيل، التي تضم نحو 10 آلاف جندي حفظ سلام في جنوب لبنان، الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على مدخل مخبأ في موقع اللبونة للقوات الدولية في رأس الناقورة، حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه طلب من الجنود الأمميين البقاء “في مناطق محمية” قبل أن يُطلق النار “قرب” قاعدتهم.

 

 

الهجمات الصاروخية على إسرائيل “ليست سوى البداية”

قال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، محمد عفيف، إن “الهجمات الصاروخية التي شنها الحزب على إسرائيل في الأيام الأخيرة ليست سوى البداية”.

وخلال مؤتمر صحفي عُقد في الضاحية الجنوبية لبيروت، أضاف عفيف أن “المخزون الاستراتيجي لحزب الله على ما يرام، وأن مقاتلي الحزب في ذروة الجهوزية وأعلى درجات الاستعداد”.

ميدانياً، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن ثلاثة أشخاص قُتلوا في “غارة إسرائيلية” على بلدة البيسارية في مدينة صيدا جنوبي لبنان.

وأضافت وزراة الصحة أن من بين القتلى طفلة تبلغ من العمر عامين وامرأة في السادسة عشرة من العمر، وأن ثلاثة أشخاص آخرين أصيبوا بجروح.

كما أفادت وزارة الصحة اللبنانية أن خمسة أشخاص قُتلوا وأصيب خمسة آخرون بجروح في غارات على منطقة بعلبك الهرمل الشرقية، الجمعة.

ولم يعلق جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد على هذه الحوادث.

وفي سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن رئيس الأركان ورئيس جهاز الأمن الداخلي أجريا تقييماً أمنياً داخل جنوب لبنان يوم الخميس.

وقال رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي في مقطع فيديو نشره الجيش “نواصل العمل ضد العدو ولن نتوقف حتى نضمن إمكانية إعادة السكان (الذين جرى إجلاؤهم من الشمال) بأمان، ليس الآن فحسب بل وبنظرة مستقبلية”.

وأضاف “إذا فكر أي شخص في إعادة بناء هذه القرى مرة أخرى، فسوف يعرف أنه لا جدوى من بناء بنية تحتية للإرهاب لأن الجيش الإسرائيلي سوف يعمل على شل قدراتها مرة أخرى”.

 

مبادرات إغاثية تحت ظروف صعبة ببلد اقتصاده شبه منهار

في ظل الغارات الإسرائيلية في لبنان والنزوح من المناطق الملتهبة، بادر ناشطون لبنانيون بتقديم المساعدات للمحتاجين، الذين هم في تزايد مضطرد. ويخشى مراقبون من أن تستغل بعض الأطراف الداخلية والخارجية الوضع لتسيس المساعدات.

بعد ما يقرب من ثلاثة أسابيع من الضربات الإسرائيلية العنيفة في لبنان، بدأ المدنيون بشكل متزايد بتولي مهمة تنظيم المساعدات الإنسانية بأنفسهم.

سنوات من عدم الاستقرار السياسي، إلى جانب أزمة اقتصادية مستمرة، جعلت لبنان على شفا الانهيار. وتفاقمت الأزمة في أواخر سبتمبر/أيلول 2024 عندما صعدت إسرائيل هجماتها على حزب الله وذلك بعد عام من القتال المحدود.

منذ اندلاع الهجمات الإسرائيلية، قُتل عدد من قادة حزب الله، وأكثر من 2000 مدني لقوا حتفهم، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية. وتشير آخر التحديثات الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) إلى أن حوالي 608,000 شخص نزحوا داخليًا. في المقابل، تقول السلطات اللبنانية إن العدد يتجاوز الضعف.

في الوقت نفسه، أنشأت الحكومة اللبنانية، التي تعمل حاليًا في إطار تصريف الأعمال، حوالي 973 ملجأً في المؤسسات العامة، ولكن الأماكن المتاحة التي تصل إلى 180,000 قد امتلأت سريعًا.

وفي محاولة للتخفيف من المعاناة، تقوم المساجد والكنائس والعديد من الأفراد بمساعدة النازحين.

 

وكالات