تحت ذريعة استهداف حماس الاحتلال الإسرائيلي يقتل ويصيب العشرات في هجوم جديد على دير البلح وجباليا
قُتل 21 فلسطينياً، وأصيب العشرات في غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي في وقت مبكر من يوم الأحد، على مسجد شهداء الأقصى في غزة، وفق ما أعلن الدفاع المدني في القطاع.
ونفذت الغارة على المسجد القريب من مستشفى الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة، ويؤوي نازحين، في الوقت الذي تقترب فيه الحرب بين الاحتلال وحماس في القطاع الفلسطيني المحاصر من ذكراها السنوية الأولى.
وقال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى: “وصلتنا جثث أطفال مقطوعة الرأس ونحاول المفاضلة بين الجرحى عقب استهداف مسجد يؤوي نازحين في محيط المستشفى”.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مسجد في دير البلح بزعم استخدامه كـ”مقر قيادة لحماس”.
كما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن شهود عيان قولهم، إن عدد الضحايا قد يرتفع، إذ يُستخدم المسجد لإيواء النازحين.
وكعادته صرح جيش الاحتلال في بيان لتبرير المجزرة بأنه “نفذ ضربة دقيقة على إرهابيين من حماس كانوا يعملون داخل مركز قيادة وسيطرة مدمج في مبنى كان في السابق مسجد شهداء الأقصى في منطقة دير البلح”.
كما قصفت قوات الاحتلال ليلة الأحد عدة مناطق في جباليا شمالي قطاع غزة، مسببة مقتل وإصابة العشرات، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا نقلاً عن مراسلها، إن القصف الإسرائيلي طال عدة مناطق في جباليا شمالي قطاع غزة، بينما تحدث الدفاع المدني في غزة عن “استهداف القصف لعدد كبير من المنازل في الشمال”.
كما استهدفت غارة للاحتلال مدرستي الشافعي وابن رشد بمنطقة الثعابين وسط قطاع غزة اللتين تؤويان نازحين وسط مدينة غزة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن “الاحتلال قصف 27 منزلاً ومدرسة ومركز نزوح في مختلف محافظات قطاع غزة خلال 48 ساعة”.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة عبر حسابه على منصة تلغرام، أن طواقمه لم تعد قادرة على “التعامل مع العدد الكبير للمنازل السكنية”، التي استهدفتها القوات الإسرائيلية الليلة في شمال قطاع غزة.
وأوضح: “لا يزال هناك عالقون تحت أنقاض هذه المنازل، والطواقم غير قادرة على التعامل معها، بسبب تزامن قصفها، وعدم توفر معدات الإنقاذ الثقيلة”.
وفي التفاصيل، تحدثت وكالة وفا عن نقل المسعفين لـ “10 شهداء وعدد من الإصابات إلى مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا، جراء استهداف طائرة حربية إسرائيلية منزلا لعائلة شعبان في جباليا البلد”.
وقالت أيضاً إن فلسطينيين اثنين قتلا وأصيب آخرون، في القصف الإسرائيلي الذي طال شقة سكنية في مخيم جباليا، ونقلوا إلى مستشفى كمال عدوان، كما نقل الهلال الأحمر الفلسطيني “جثامين ثلاثة شهداء وعدد من المصابين إلى مستشفى العودة في مخيم جباليا، إثر قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة العرابيد في بئر النعجة غرب المخيم”.
“كأنما ضُربت بقنبلة ذرية”، شهادة جرّاح بريطاني تطوّع للعمل في غزة
وأدى القصف الإسرائيلي لشاحنة توزيع مياه في جباليا إلى مقتل عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين، فيما اضطرت عائلات للنزوح من مناطق شرق جباليا والكرامة شمال غرب غزة، والسلاطين والعطاطرة غرب بيت لاهيا، بحسب ما نقلت الوكالة.
ولم يقتصر القصف على شمال القطاع، إذ أصيب فلسطيني في القصف الإسرائيلي على منزل غرب دوار أبو صرار في مخيم النصيرات وسط القطاع، واستمرار قصف مناطق مختلفة من مدينة غزة.
بث الدفاع المدني الفلسطيني عبر حسابه على تلغرام صوراً لعمليات الإنقاذ ومحاولات انتشال الجثامين، وقال إن طواقمه تمكنت من إنقاذ خمسة مواطنين مصابين من تحت أنقاض منزل، وإخماد حريق كبير تعرض للقصف الإسرائيلي قرب مركز شرطة جباليا.
كما قال الدفاع المدني إنه انتشل ثلاثة جثامين بعد قصف إسرائيلي على منزل في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، وأصيب 11 شخصاً آخر.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا عن مصادر طبية أن طفلة رضيعة كانت من بين الذين تعرضوا للقتل في القصف على منزل في بيت لاهيا.
يستمر الدفاع المدني في قطاع غزة، في الإعلان عن التوجه لمناطق مختلفة لاستكمال عمليات الإنقاذ وانتشال الجثامين من تحت أنقاض المباني المدمرة.
وأسفر العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر عن مقتل نحو 42 ألف فلسطيني، وإصابة نحو 97 ألفاً آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال.