أمير الإمارة الإسلامية في أفغانستان:  الحكومة الأفغانية متمسكة بتطبيق الشريعة الإسلامية بالكامل ولن تتنازل عنها لتلبية مطالب أمريكا أو النظام الدولي

قال أمير إمارة أفغانستان الإسلامية: الملا هبة الله آخوند زاده، بأن الحكومة الأفغانية متمسكة بتطبيق الشريعة الإسلامية بالكامل ولن تتنازل عنها لتلبية مطالب أمريكا أو النظام الدولي.
وأضاف في تصريحاته الأخيرة أن الضغوط الدولية تهدف إلى تطبيق الشريعة فقط في المساجد مع السماح بعلمنة المجتمع، وهو ما ترفضه الحكومة الأفغانية بشكل قاطع.

كلمة الملا هبة الله في ذكرى الانسحاب الأمريكي

يذكر أن الملا هبة الله سبق وأن نبه لهدف الإمارة ومنهجها في كلمته بمناسبة ذكرى الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بتاريخ 29 أغسطس.
وقال في هذه الكلمة: “أیها العلماء الکرام، الإخوة المجاهدون في سبیل الله وجمیع المشارکین والحضور الکریم في هذا الاجتماع.
بدایة السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.
أهنئ الجمیع بهذا النصر والنجاح الکریم وأبارک لکم ولجمیع المسلمین هذا النصر والفتح وتقبل الله تضحیات جمیع  مجاهدین وتقبل الله شهادة الشهداء من جمیع المسلمین.تقبل الله جهودکم وجهود کل المسلمین الأتقیاء الذین ساروا علی هذا الدرب وبدلوا جهودهم في تحقیق الحریة أدامها الله.
أسأل الله أن یجعل هذا الیوم یوم برکة وفتح ونصر المبین ویجعل الله هذا الیوم سببا لنجاة وفلاح المسلمین وکما حرر الله مسلمي أفغانستان في هذا الیوم من ظلم الکفر واحتلاله، أسأل الله أن یحرر جمیع مسلمي العالم من ظلم الکفار وعدوانهم. وکما نصر الله مسلمي أفغانستان نسأل الله أن یوفق جمیع المسلمین في کل أنحاء العالم”.
وأضاف:”أیها الاخوة الکرام. الحریة هذه بالتأکید نعمة کبیرة وعظیمة من الله ویجب علینا أن نحافظ علی هذه النعمة وحفظ النعمة یکون بشکر الله تعالی فالتمسوا رضوان الله، واحذروا سخطه وطبقوا شرع الله فان من أهم واجباتنا تطبیق شرع الله تعالی في الأرض فواجبنا أن نقوم بخدمة دین الله فقد أعاننا الله في مثل هذا الیوم ومنحنا الظفر فیجب علینا أن نقوم بأداء حقوق الله وشکره علی عظیم إحسانه. ولا نغضب الله تعالی وأن نکون أوفیاء مع الله کما صدق الله وعده لنا “إن تنصروا الله ینصرکم”. فیجب أن نکون في عون دین الله بنصرته کما أعاننا الله في النصر ونبقی مخلصین لله ولا نترک دینه”.

تحكيم دين الله حتى الموت

وأضاف أمير الإمارة في كلمته:”أیها الاخوة، إن مسؤولیتنا هي تحکیم دین الله حتی الموت وهذه لیست مسؤولیة مؤقتة، فطالما کنا علی قید الحیاة سنطبق شرع الله تعالی علی أنفسنا وعلی الآخرین، نسأل الله أن یهدینا ویهدي الآخرین بنا ویصلحنا ویصلح الآخرین بنا ویجعلنا سببا في إصلاح عباده ونسأل الله تعالی أن یدیم علینا نعمة هذه الحریة:.
“أیها الإخوة، لقد کان الجهاد ناجحا بالتأکید، لدینا تجارب في أفغانستان عندما قدم المجاهدون تضحیات في عهد السوفییت، فتقبل الله تضحیاتهم وأکرم المجاهدین بالفوز. فهزموا القوات السوفییتیة مقابل دمائهم وأرواحهم، فالله یأتي بالفرج بعد العسر والتوفیق بعد المعاناة، ولکن عندما جاء الفرج تغیر المسار، تغیر الحال. في کثیر من الاحیان قد ینجح الانسان في العسر ولکن لا ینجح في الیسر وقد یبتلی الإنسان في وقت آخر في وقت یسر فیفشل لا قدر الله. الله وفقنا وقدم الناس تضحیات کثیرة فخرجنا من امتحان العسر ناجحین ونسأله أن یجعلنا من الموفقین في امتحان الیسر”.
وأضاف:”الحمد لله نحن في حالة جیدة حتی الآن ونحن راضون عن الله ونسأل الله أن یرضی عنا فالنظام الإسلامي هو النظام الشرعي الحاکم الآن وحقوق المسلمین مصوونة . وهناک سلام وأمن مستقر ورخاء في نظامنا  ونعایش الأمن في کل أنحاء أفغانستان. جزی الله خیرا کل المجاهدین الذین جلبوا الأمن لأفغانستان، فهم السبب الظاهر ولکن في الحقیقة هذا الأمن هو من عند الله سبحانه وتعالی. فنحمد الله علی هذه النعمة . الحمد لله الجهود تبذل من أجل النظام الاسلامي والشریعة  والنظام الاسلامي یزداد قوة یوما بعد یوم. وأطلب من إخوتي المجاهدین وجمیع المسلمین ألا یتهاونوا في أداء مهامهم لأن فقدان الحرية مرجعه الإهمال، فلا یمکنك أن تکون مهملا ، انتبه لشرع الله وحدوده جیدا، لا تضعوا في قلوبکم حب المناصب والجاه والدنيا، لا تتنافسوا في الدنيا والجاه، وكسب المناصب والمقاعد، كما تنافس الذين من قبلكم، فبدأوا الحروب، وشكلوا المجموعات والجماعات، وبدأت القومية والإقليمية والتبعية، وشكل كل فرد حكومته الخاصة، فابتعدوا عن هذه الأمور، ووطدوا علاقاتكم، ولينوا فيما بينكم، لأن في ذلك رضا الله ورضا الشعب”.
“ولا تجعلوا المودة والعداء على أساس القرابة، فإن الله يقول لنبي من أنبيائه إنه ليس من أهلك، لما فسد عمل ابنه، وخرج عن طاعة الله. فأوليائنا وأحباؤنا هم الذين رضي الله عنهم، وأعداؤنا هم أعداء دين الله، وهذا الأمر من أعلى درجات الإيمان أن يوالي في الله، ويعادي في الله، أو يحب في الله، ويبغض في الله، فاجعلوا هذه الصفة في أنفسكم، وافعلوا كل شيء لله، وفي سبيله، لا تجعلوا حب القوة والجاه في نفوسكم، وابتعدوا عن حب القومية، ولا يجوز أن يكون بينكم الانحياز المناطقي والجهوي، فلا یصح أن تقولوا هو من الشمال، وهو من الجنوب، وهو من الشرق، وهو من الغرب، لا يصح أن توجد مثل هذه الأفكار عندكم، هذا فارسي وهذا بشتوني وذاك طاجيكي، وهذا أوزبكي وهذا بلوشي، انظروا إن معيار الفضيلة هو الإسلام والتقوى فقط، فاجعلوا الإسلام والتقوى معيار علاقتكم وحافظوا على الأخوة بينكم كما أمركم الله في هذه الآية “إنما المؤمنون إخوة”، لو كنتم هكذا، وبقيتم على نهج الشريعة فسيبقي الله تعالى هذا النظام إن شاء الله”.
وقال أيضا:”واعتنوا بمزيد من العناية في تطبيق هذا النظام الإسلامي، فطبقوه في بيوتكم وفي قراكم، وفي أنفسكم، وعلى أصدقائكم وأقاربكم، وحاولوا تحقيق العدالة، فالعدالة مهمة جدا، ولا تنسوا أن تطبقوا أمر الله على أنفسكم أولا، ثم على بيوتكم، ثم على أقربائكم، ولا تفرقوا في تطبيق حكم الله بين الفقير والغني سواء أيا كان واعدلوا في تحكيم شرع الله”.
“أيها المجاهدون والعلماء والقضاة، وجميع الحضور، إذا كان هذا النظام الإسلامي قائما على العدل، وكان يقضي بين الناس بالعدل، فسيكون هذا النظام موجودا أيضا، وسيظل موجودا إلى يوم القيامة، وإذا لم يحكم على أساس العدل فسيزول هذا النظام، لا فرق بين الغني والفقير في الحكم، وإذا وقع الظلم ولم يكن هناك من ينكره فسيزول هذا النظام، إذا كان كل شيء وإجراء يتم بالواسطة والعلاقات وأهملت أمور الفقراء”.
“فإن قدمتم الأقوياء وأصحاب الواسطة في المقدمة، ستتدمر العدالة، ولن يبقى هذا النظام أبدا، سيتدمر هذا النظام، فابذلوا كل ما في وسعكم لتقدير وخدمة الفقراء، وهم المظلومون حقا، قدروهم، أكرموهم، انظروا واعلموا أن هذا البلد أفغانستان هو موطن المضطهدين، هذا موطن الشهداء، وهو موطن الجرحى، لا يوجد بيت في أفغانستان، لم يصبه الحزن.
ليس هناك بيت إلا وفيه شهيد، أو جريح، أو سجين، كل الناس الذين يعيشون هنا هم من المضطهدين والمنكوبين.
فاخدموهم جيدا، وقدروهم واحترموهم، وقد منحكم الله هذا النجاح اليوم، وهو نجاح عظيم، لم يتوقع أحد أبدا أن يأتي هكذا. لم يكن من المتوقع اقتلاع كل الشرور والفساد الذي زرعه الإحتلال دفعة واحدة بشكل كلي. لكن عندما انتهى الاحتلال انتهى كل الإجرام. فالحمد لله، واختفى كل شر بطرد الاحتلال. وكل هذا حدث بغلبة  الله. نعم غلبهم الله بقوته. واسجدوا لله تعالى وارحموا هؤلاء المسلمين. لقد ارتكب الاحتلال فظائع كثيرة بحق هؤلاء المسلمين طوال 24 أو 45 عاما، ظلموا ونزحوا وعانوا الآلام والمعاناة، وحان الوقت لتضميد جراحهم. فلنخدمهم.
ونسأل الله التوفيق لخدمتهم حتى نخدمهم في دنياهم ودينهم. أولا اخدموا الدين وقوموا بخدمة دينهم، وعلموا أولادهم الدين، علموهم العلم، علموهم العلم، علموهم الإسلام.
ويجب على جميعكم أن يتولى ويعتنق هذه المسؤولية مسؤولية خدمة الدين وخدمة الإسلام، وفي الخطوة الثانية، عليكم أن تخدموا دنياهم وتقدموا لهم الخدمات الإقتصادية، وتحافظوا على أموال المسلمين وتوصلوها إلى مستحقيها من الأيتام والفقراء، وتتفقدوا أحوال الفقراء. أسأل الله أن يديم هذه الحرية، ونسأله أن يثبت المسلمين على هذا النهج”.
“أيها الإخوة، ادعوا لمسؤوليكم ولولاة أموركم في صلواتكم، أدعوا لهم هكذا. اللهم ثبت مسؤولين وارزقهم الاستقامة في تحكيم النظام الإسلامي في البلاد، ولا تجعل حب المنصب في قلوبهم يا رب، ولا تجعل في قلوبهم حب الدنيا، ولا تجعل في قلوبهم غلا للذين آمنوا، واجعل اللهم في قلوبهم حبك، وحب دينك وحب العدل، واجعل في قلوبهم حب خدمة الشريعة الإسلامية، وحب خدمة الناس. أدعو لي أيضا بصلاح أمري فيكم. أنا قرأت في كتاب الدر المختار والعلماء جالسون هنا، وقد كتب فيه أنه يجب على الرعية الدعاء لقادتهم وولاة أمورهم وأمرائهم، وقد وردت كلمة يجب وتعني وجوب الدعاء للإمام، ومن لم يدعو له يأثم، فكما تدعون لوالديكم، وتقولون اللهم اغفر لوالدينا، قل اللهم یا مقلب القلوب ثبت ولاة أمورنا علی حبك وطاعتك، وثبت أمیرنا واجعل اللهم العدل في قلبه. لا قدر الله لو تحولت قلوب المسؤولین الی جانب آخر تهلك الأمة کلها. وکما ندعو لأبي بکر وعمر وعثمان وعلي في خطبة الجمعة فنحن أحوج الناس لدعائکم. نحن ضعفاء جدا للعلم والتقوی لا یمکن أن نتحرك بدون دعوات المسلمین. وادعو لجمیع المسلمین بإخلاص وتثبيت قلوبهم علی دین الله وطاعته. لو تحولت قلوبهم مرة واحدة إلی جانب آخر فسنواجه مسیرا سیئا خطیرا للغایة”.

الدعاء للمسلمين كافة ولأهل فلسطين خاصة

وفي ختام كلمته قال أمير إمارة أفغانستان الإسلامية:”تقبل الله لقاءکم وجمعکم وفي النهایة أهنئکم مرة أخری  وأهنئ العلماء وجمیع الأفغان والمسلمین کافة، أهنئکم  من أعماق قلبي. بارک الله في جمیع الذین في هذا الاجتماع والحفل المبارك الکریم. بارک الله في المسلمین في جمیع  أنحاء العالم وادعو بالفرج لاخوانکم في فلسطین، اللهم حرر مسلمی فلسطین من بطش الیهود، نسأل الله أن یحرر أرض فلسطین کما حرر بلادنا أفغانستان، نسأل الله أن یحرر مسلمي فلسطین من بطش الیهود ومن ظلمهم وعدوانهم ونسأل الله أن یحرر المسجد الأقصی وبیت المقدس ونشهد فتحه وانتصاره.
نسأل الله أن یعاقب “إسرائيل” بعذابه الشدید الألیم وعاقبة فرعون ونمرد وعاد.
واحفظ جمیع المسلمین في العالم من بطش الظالمین ومکرهم وکیدهم وعقابهم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمین.
لا أرید أن آخذ من وقتکم أکثر أردت أن أهنئکم بهذا الیوم وقد کنت سعیدا جدا بلقائکم وتجمعکم .
خرجت من البیت بنیة الأجر، بنیة أن يکون هناك اجتماع للمسلمين وأن أدعو الله فی هذا الاجتماع، لعل الله يتقبل دعائي”.