جماعات الضغط الصحفية الصومالية قلقة بشأن مشروع قانون المعلومات الحكومي المقترح
أعربت جماعات الضغط المعنية بحرية الصحافة عن قلقها إزاء قانون المعلومات الجديد المقترح في الصومال، والذي يقولون إنه سيعرقل عملهم. بحسب صحيفة إيست أفريكان.
ويهدف مشروع قانون المعلومات الرسمية، الذي وافق عليه مجلس الوزراء الصومالي بالفعل وأرسل إلى البرلمان الاتحادي للموافقة عليه، إلى مراقبة نشر المعلومات للجمهور. لكن جماعات الضغط تقول إنه لم يكن هناك تشاور للحصول على قبول مدخلاتها.
وحذر الاتحاد الوطني للصحفيين، إلى جانب الاتحاد الدولي للصحفيين ومراسلون بلا حدود والمركز الأفريقي لحرية المعلومات واتحاد الصحفيين الأفارقة، في بيان من أن مشروع القانون يهدد بتقويض الأسس الديمقراطية للبلاد.
ويجادلون بأنه يحتوي على مقترحات من شأنها تقييد الوصول إلى المعلومات وعرقلة عمل الصحفيين في التحقيق ومحاسبة المسؤولين الحكوميين، وهو واجب يقولون إنه محمي بموجب الدستور الصومالي والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
كما يجادلون بأن القانون سيقوض الشفافية من خلال حماية المسؤولين الحكوميين من تفسير القرارات.
وتريد جماعات الضغط من الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب، سحب مشروع القانون حتى يمكن مراجعته بالكامل من قبل أصحاب المصلحة المعنيين لضمان أن القانون يعزز الشفافية ويتماشى مع القانون النموذجي للاتحاد الأفريقي بشأن الوصول إلى المعلومات.
وجاء في الإعلان أن “مشروع القانون يقدم إعفاءات فضفاضة وغامضة للغاية بشأن السرية التي تعيق بشكل فعال الوصول إلى المعلومات الهامة ، دون ضرر واضح أو اختبارات المصلحة العامة”.
هذه الإعفاءات تحد بشكل غير مبرر من تدفق المعلومات، وتنتهك حق الجمهور في المعرفة”.
وقد جادلت الحكومة بأن القانون ضروري لمنع تسريب أسرار الدولة إلى الجمهور، لا سيما فيما يتعلق بخطط مواجهة التهديد الذي تشكله حركة الشباب المجاهدين. كما تجادل بأنها بحاجة إلى تقييد مصادر المعلومات الحكومية لضمان عدم وقوع الوثائق المهمة في الأيدي الخطأ.
ومع ذلك، جادلت جماعات المناصرة بأن مشروع القانون تمت صياغته سرا، دون استشارة الجمهور أو أصحاب المصلحة، وهو ما يقولون إنه يشكك في شرعية القانون المقترح ويخاطر بتعزيز ثقافة السرية داخل القطاع العام في الصومال، مما قد يؤدي إلى الفساد.
وشدد مروجو وسائل الإعلام على أن “هذا النهج السري لا يقوض شرعية مشروع القانون والدعم الوطني فحسب، بل يخاطر أيضا بترسيخ ثقافة السرية داخل المؤسسات العامة في الصومال وتمكين الفساد من الازدهار إذا تم اعتماده”.
واعتبر مشروع القانون غامضا ويفتقر إلى تعريفات واضحة، لا سيما الأحكام التي تحدد الأمن القومي.
وذكر أن “التعريفات الغامضة لمشروع القانون تسمح باستغلال هذه الأحكام كذريعة لحجب المعلومات، مما يشكل تهديدا كبيرا للشفافية والمساءلة العامة”.
يمكن بسهولة إساءة استخدام هذا لحماية الأنشطة الحكومية من التدقيق، مما يؤدي إلى تآكل الحق الأساسي في الحصول على المعلومات وتمكين إساءة استخدام السلطة المحتملة”.
ويأتي التحذير من عدم وجود تشريعات ذات معايير عالمية في الوقت الذي لا تزال فيه الصومال واحدة من أخطر الأماكن في العالم للعمل كصحفي ودور الإعلام للعمل..
ولأكثر من ثلاثة عقود، قتل عشرات الصحفيين والمراسلين أثناء عملهم، وتعرضت دور الإعلام للنهب أو الإغلاق، واضطر الكثيرون إلى الفرار من الصومال حفاظا على سلامتهم.